تويت
عالم الحشرات اليوم:
لبن الصرصور.. بعد لبن العصفور
***
كثيرا ما نسمع عن "لبن العصفور" (بالرغم من أنه من الطيور، وهى حيوانات بيوضة لا تلد)- وهو تعبير شائع لاستحالة حدوث شئ ما - ولكننا لم نسمع من قبل عما يُسمى "لبن الصرصور"، خصوصا وأن الصرصور حشرة من الحشرات، والحشرات طائفة من طوائف شعبة مفصليات الأرجل، في قسم اللافقاريات، في عالم الحيوان... والصرصور من الحشرات البيوضة، أي الحشرات التي تضع بيضا (وإن كان هناك أنواع نادرة تلد الصغار مباشرة)... ومؤخرا، عثرنا على مقالة مثيرة كتبتها "جاسينتا باولر" في مجلة "ساينس أليرت" (Science Alert) بتاريخ 8 أبريل 2018، وهى بعنوان "يظن العلماء أن لبن الصرصور يمكن أن يمثل الغذاء التالي المفيد للصحة، ونحن نرغب في إطعام أطفالنا به". علما بأن الموضوع ذاته كتبت فيه الكاتبة "ماثيتا جاجانان" مقالة منشورة بمجلة "تايمز" الهندية بتاريخ 26 يوليو 2016، وكتبت فيه الكاتبة "أماندا ماكميلان" مقالة منشورة بمجلة "الصحة" بتاريخ 29 مايو 2019... وفيما يلي موجز لترجمة الموضوع المنشور في مجلة "ساينس أليرت".
استطاع فريق دولي من العلماء أن يحدد بلورات بروتينية موجودة في المعى الأوسط للصراصير في عام 2016. فكيف حدث هذا، وما السبب لإجراء بحثهم هذا؟؟ ... يرى العلماء أن القيمة الغذائية للبلورات البروتينية المكتشفة تفوق بأربع مرات ألبان الأبقار، ويظن العلماء أن هذه المادة يمكن أن تكون الأساس الاغتذائي لسكان الكرة الأرضية المتزايدين مستقبلا.
بالرغم من أن معظم الصراصير لا تنتج فعلا اللبن، فإن الصرصور الخنفساوي الباسيفي Pacific beetle cockroach (Diploptera punctata)هو النوع الوحيد من الصراصير الذي يضخ نوعا من "اللبن" المتضمن لبلورات بروتينية من أجل تغذية صغاره.
إنه لأمر مدهش أن تكون حشرة ما قادرة على إنتاج لبن بلوري (أو بلورات بروتينية)، وأن الواحدة من هذه البلورات تتحرر منها كمية من الطاقة تفوق بثلاث مرات كمية الطاقة التي تحتويها كمية مكافئة من لبن الجاموس (الذي ينتج كالوريات أعلى مما ينتجه لبن البقر المعتاد ("الكالوري" وحدة قياس للطاقة الحرارية). وكذلك، فإنه لمن الواضح أن استحلاب أحد الصراصير ليس هو الاختيار العملي الأفضل، ومن ثم قرر فريق دولي من العلماء- برئاسة باحثين من معهد بيولوجيا الخلايا الجزعية والطب التجديدي في الهند - بمتابعة سلسلة أحداث المورّثات (الجينات) المسئولة عن إنتاج بلورات البروتين باللبن، بهدف النظر في إمكانية إنتاجها بطريقة أو بأخرى في المعمل (المختبر)...
وفي مقابلة بمجلة تايمز الهندية في عام 2016 ، أفاد الباحث "سانشاري بانجيري" (وهو أحد اعضاء الفريق البحثي)، بقوله: (تشبه البلورات طعاما متكاملا- إذ توجد بها بروتينات، دهون، وسكاكر. وإذا كنت تسعى لمعرفة التتابعات البروتينية، فإن هذه البلورات تحتوي كافة الأحماض الأمينية الأساسية)... اللبن ليس وحده المصدر المكثف للكالوريات والمواد الغذائية، فقد مرّ زمانه. وكما أن بروتين اللبن يتم هضمه، فإن البلورة تطلق بروتينات أكثر عند معدل مكافئ لاستمرار الهضم. ويقول "سوبرامانيون راماسوابمي" - الذي قاد فريق البحث- لقد آن أوان تحرير الطعام)، فإذا احتجت طعاما محتو لكمية عالية من الكالوريات، فإن الوقت الآن هو وقت إنتاج طعام متكامل، أي هو وقت هذه البلورات.
إنه لمن الضروري القول بأن مصدر البروتين المكثف ليس هو المستهدف لمن يحاولون تخسيس أوزان أجسامهم، وربما لا تتطلبه حتى معظم الوجبات الغربية (الأوروبية)، حيث يتناولون بالفعل أطعمة تمنح الجسم كميات كبيرة جدا من الكالوريات يوميا. ولكن هذا المصدر الجديد هو مطلب من يبحثون عن الكمية المطلوبة من الكالوريات يوميا دونما تناول كميات كبيرة من الطعام، بل هو وسيلة سهلة وسريعة للحصول على الكالوريات والمواد الغذائية، أيضا. يقول "راماسوابمي" عن هذا المصدر الجديد: (إنه ثابت ومتوازن جدا، ويمكن أن يكون مكملا بروتينيا مدهشا).
لقد توصل الباحثون الآن إلى تحديد التسلسل المورّثي لهذا البروتين، ويأملون في الحصول على خميرة (فطر) لإنتاج البلورات البروتينية بكميات ضخمة دونما حاجة إلى استخلاصها من أمعاء الصراصير... هذا، وقد تم نشر البحث العلمي - محور الموضوع الحالي- في مجلة الاتحاد الدولي لعلم البلوريات.
ملاحظة قد تفيد القارئ:
الصرصور الخنفساوي الباسيفي، أو صرصر المحيط الباسيفي الشبيه بالخنفساء
Pacific beetle cockroach (Diploptera punctata)
من رتبة الصراصير. ويعيش في الهند، الصين، ميانمار، فيجي، هاواي، واستراليا. وهو نوع من الأنواع النادرة الولودة في رتبة الصراصير. يدافع الصرصور اليافع عن نفسه كيميائيا إذ لديه غدة قصبية متحورة ومتنفث (ثغر تنفسي) على كلا جانبي الجسم، ينفث منهما كينونات يمكنها تسميم أو إحباط اي مفترس يأتي لمهاجمته. كما أن لديه القدرة على إنتاج "لبن" يغذي به مواليده الصغار.
***
لبن الصرصور.. بعد لبن العصفور
***
كثيرا ما نسمع عن "لبن العصفور" (بالرغم من أنه من الطيور، وهى حيوانات بيوضة لا تلد)- وهو تعبير شائع لاستحالة حدوث شئ ما - ولكننا لم نسمع من قبل عما يُسمى "لبن الصرصور"، خصوصا وأن الصرصور حشرة من الحشرات، والحشرات طائفة من طوائف شعبة مفصليات الأرجل، في قسم اللافقاريات، في عالم الحيوان... والصرصور من الحشرات البيوضة، أي الحشرات التي تضع بيضا (وإن كان هناك أنواع نادرة تلد الصغار مباشرة)... ومؤخرا، عثرنا على مقالة مثيرة كتبتها "جاسينتا باولر" في مجلة "ساينس أليرت" (Science Alert) بتاريخ 8 أبريل 2018، وهى بعنوان "يظن العلماء أن لبن الصرصور يمكن أن يمثل الغذاء التالي المفيد للصحة، ونحن نرغب في إطعام أطفالنا به". علما بأن الموضوع ذاته كتبت فيه الكاتبة "ماثيتا جاجانان" مقالة منشورة بمجلة "تايمز" الهندية بتاريخ 26 يوليو 2016، وكتبت فيه الكاتبة "أماندا ماكميلان" مقالة منشورة بمجلة "الصحة" بتاريخ 29 مايو 2019... وفيما يلي موجز لترجمة الموضوع المنشور في مجلة "ساينس أليرت".
استطاع فريق دولي من العلماء أن يحدد بلورات بروتينية موجودة في المعى الأوسط للصراصير في عام 2016. فكيف حدث هذا، وما السبب لإجراء بحثهم هذا؟؟ ... يرى العلماء أن القيمة الغذائية للبلورات البروتينية المكتشفة تفوق بأربع مرات ألبان الأبقار، ويظن العلماء أن هذه المادة يمكن أن تكون الأساس الاغتذائي لسكان الكرة الأرضية المتزايدين مستقبلا.
بالرغم من أن معظم الصراصير لا تنتج فعلا اللبن، فإن الصرصور الخنفساوي الباسيفي Pacific beetle cockroach (Diploptera punctata)هو النوع الوحيد من الصراصير الذي يضخ نوعا من "اللبن" المتضمن لبلورات بروتينية من أجل تغذية صغاره.
إنه لأمر مدهش أن تكون حشرة ما قادرة على إنتاج لبن بلوري (أو بلورات بروتينية)، وأن الواحدة من هذه البلورات تتحرر منها كمية من الطاقة تفوق بثلاث مرات كمية الطاقة التي تحتويها كمية مكافئة من لبن الجاموس (الذي ينتج كالوريات أعلى مما ينتجه لبن البقر المعتاد ("الكالوري" وحدة قياس للطاقة الحرارية). وكذلك، فإنه لمن الواضح أن استحلاب أحد الصراصير ليس هو الاختيار العملي الأفضل، ومن ثم قرر فريق دولي من العلماء- برئاسة باحثين من معهد بيولوجيا الخلايا الجزعية والطب التجديدي في الهند - بمتابعة سلسلة أحداث المورّثات (الجينات) المسئولة عن إنتاج بلورات البروتين باللبن، بهدف النظر في إمكانية إنتاجها بطريقة أو بأخرى في المعمل (المختبر)...
وفي مقابلة بمجلة تايمز الهندية في عام 2016 ، أفاد الباحث "سانشاري بانجيري" (وهو أحد اعضاء الفريق البحثي)، بقوله: (تشبه البلورات طعاما متكاملا- إذ توجد بها بروتينات، دهون، وسكاكر. وإذا كنت تسعى لمعرفة التتابعات البروتينية، فإن هذه البلورات تحتوي كافة الأحماض الأمينية الأساسية)... اللبن ليس وحده المصدر المكثف للكالوريات والمواد الغذائية، فقد مرّ زمانه. وكما أن بروتين اللبن يتم هضمه، فإن البلورة تطلق بروتينات أكثر عند معدل مكافئ لاستمرار الهضم. ويقول "سوبرامانيون راماسوابمي" - الذي قاد فريق البحث- لقد آن أوان تحرير الطعام)، فإذا احتجت طعاما محتو لكمية عالية من الكالوريات، فإن الوقت الآن هو وقت إنتاج طعام متكامل، أي هو وقت هذه البلورات.
إنه لمن الضروري القول بأن مصدر البروتين المكثف ليس هو المستهدف لمن يحاولون تخسيس أوزان أجسامهم، وربما لا تتطلبه حتى معظم الوجبات الغربية (الأوروبية)، حيث يتناولون بالفعل أطعمة تمنح الجسم كميات كبيرة جدا من الكالوريات يوميا. ولكن هذا المصدر الجديد هو مطلب من يبحثون عن الكمية المطلوبة من الكالوريات يوميا دونما تناول كميات كبيرة من الطعام، بل هو وسيلة سهلة وسريعة للحصول على الكالوريات والمواد الغذائية، أيضا. يقول "راماسوابمي" عن هذا المصدر الجديد: (إنه ثابت ومتوازن جدا، ويمكن أن يكون مكملا بروتينيا مدهشا).
لقد توصل الباحثون الآن إلى تحديد التسلسل المورّثي لهذا البروتين، ويأملون في الحصول على خميرة (فطر) لإنتاج البلورات البروتينية بكميات ضخمة دونما حاجة إلى استخلاصها من أمعاء الصراصير... هذا، وقد تم نشر البحث العلمي - محور الموضوع الحالي- في مجلة الاتحاد الدولي لعلم البلوريات.
ملاحظة قد تفيد القارئ:
الصرصور الخنفساوي الباسيفي، أو صرصر المحيط الباسيفي الشبيه بالخنفساء
Pacific beetle cockroach (Diploptera punctata)
من رتبة الصراصير. ويعيش في الهند، الصين، ميانمار، فيجي، هاواي، واستراليا. وهو نوع من الأنواع النادرة الولودة في رتبة الصراصير. يدافع الصرصور اليافع عن نفسه كيميائيا إذ لديه غدة قصبية متحورة ومتنفث (ثغر تنفسي) على كلا جانبي الجسم، ينفث منهما كينونات يمكنها تسميم أو إحباط اي مفترس يأتي لمهاجمته. كما أن لديه القدرة على إنتاج "لبن" يغذي به مواليده الصغار.
***
الملفات المرفقة