تويت
نفائس في عالم الخنافس:
سوسة لوز القطن ، والنُصب التذكاري لها
Cotton boll weevil (Anthonomus grandis)
السوسة من رتبة غمديات الأجنحة- فصيلة السوسيات. وتسمى أيضا: سوسة لوز القطن المكسيكية... ونرى من المناسب أن نتعرّف عليها قبل الحديث عن النصب التذكاري المقام لها ولاية ألاباما الأمريكية.
السوسة اليافعة رمادية اللون، ويقل طولها عن ست ملليميترات. وتعود أصولها إلى المكسيك، حيث تعيش أساسا بمزارع القطن، وتتغذى بهذا المحصول، لكن مع حلول فترة التكاثر تعمد هذه السوسة إلى وضع بيضها بداخل براعم أزهار نبات القطن. وبالتزامن مع خروجها من البيض، تقدم اليرقات على أكل كل ما في طريقها، مما يدمّر محاصيل حقول القطن.
وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي شمل نطاق انتشارها مناطق عديدة بالولايات المتحدة، فقد هاجرت عشائر منها إلى هناك وأصابت حقول القطن وتسببت في وقوع خسائر اقتصادية. فقد سجلت هذه السوسة أول ظهور لها بولاية تكساس لتنتشر تدريجيا بمختلف المناطق، وخلال فترة وجيزة تمكنت هذه الحشرة من تخريب ما يعادل 50% من مزارع القطن الأمربكية... وفي أواخر القرن العشرين، أصبحت السوسة آفة خطيرة.. وفي اواسط السبعينات انحسرت أضرارها، وذلك بفضل برنامج حكومي استهدف القضاء عليها عن طريق استخدام المبيدات الحشرية وحرق بعض المزارع، كما اتجه الرئيس الأمريكي "ثيودور روزفلت" آنذاك لإقناع الكونجرس بإمكانية استيراد كميات من "نمل غواتيمالا المتوحش" للتخلص من هذه الحشرة الضارة.
تشتي السوسة اليافعة (أي تقضي حالة من الكمون خلال فصل الشتاء) في المساحات الزراعية جيدة الصرف في أو بالقرب من حقول القطن، ثم تخرج من هذه الحالة وتدخل حقول القطن من بدايات الربيع إلى منتصف الصيف.
بعد إتمام الزواج، تضع السوسة بيضها بداخل براعم القطن واللوز الآخذ في النضج (تكوين الثمار). وتستطيع الأنثى وضع 200 تقريبا خلال فترة قدرها 10- 12 يوم. وتحدث عملية وضع البيض جروحا في البراعم الزهرية. يقضي البيض فترة حضانة 3-5 أياماـ ثم يفقس فتخرج منه يرقات تأكل وتنمو حتى تتحول إلى عذارى. تقضي العذارى 5- 7 أيام، ثم تخرج منها يافعات. وتستغرق دورة الحياة ثلاثة أسابيع أثناء فصل الصيف، فتنتج السوسة 8- 10 أجيال في الموسم.
وتواجه سوسة لوز القطن تحديات عديدة، منها موتها إذا انخفضت درجة الحرارة المحيطة بها عن خمس درجات تحت الصفر.. والظروف السيئة الأخرى التي تواجه عشائر سوسة اللوز تتضمن ارتفاع درجة الحرارة عن الحد الأقصى، وكذا الجفاف، وكذلك المفترسات الطبيعية، كالعناكب والنمل الناري والطيزر والدبابير المتطفلة...
قصة النصب التذكاري لسوسة لوز القطن:
يقف واحد من أغرب النصب التذكارية في العالم، وذلك في وسط مدينة إنتربرايز (Enterprise) بمقاطعة كوفي (Coffee) في ولاية ألاباما الأمريكية، وهو على هيئة امرأة، بشكل النساء الإغريقيات القدامى، مصنوعة من المرمر الأبيض ورافعة بين يديها مجسماً صغيرا يقارب وزنه 50 كيلوجرام لهذه الحشرة.
وتتلخص القصة في أنه ذات عام حدث هجوم خطير على محصول القطن بهذه المدينة من حشرة سوسة القطن في سنة 1915 ، وقضت على المحصول الذي هو مصدر معيشتهم، كان خراب علي كل سكان المدينة اللذين يعتمدون بشكل كامل على محصول القطن، ووضعت هذه الكارثة العديد من أصحاب الأراضي على حافة الإفلاس.. فماذا يفعلون وقد دمرت هذه الحشرة الضارة مصدر معيشتهم. ....!! حينها، سافر أحد الفلاحين المحليين نحو ولاية كارولينا الشمالية، وأثناء سفره لاحظ ازدهار المنطقة بسبب زراعة الفول السوداني (الكاكاوية)، فما كان منه إلا أن عاد الى مدينته إنتربرايز حاملاً معه فكرة تعويض زراعة القطن بزراعة الفول السوداني والتي كانت ثمارها في مأمن من خنفساء القطن.
قرروا زراعة محصول ىخر لا تهاجمه هذه الحشرة. ..فزرعوا الفول السوداني بدلا من القطن. وكانت المفاجأة أن عائد الفول السوداني فاق أرباح القطن بمراحل، حتى لقبت المدينة فيما بعد بـ "مركز الفول العالمي". وحتى لا ينسى السكان فضل هذه السوسة، قرروا وضع سوسة لوز القطن ضمن قائمة الرموز التاريخية للمدينة، فشيدوا لها نُصبا تذكاريا في قلب المدينة، حتى كل من يراها يتذكر أنه لولا هذه الحشرة الضارة لما كانوا فكروا في زراعة الفول السوداني (الكاكاوية)، وتغتني المدينة بسببها... وربما ضارة نافعة..
***
سوسة لوز القطن ، والنُصب التذكاري لها
Cotton boll weevil (Anthonomus grandis)
السوسة من رتبة غمديات الأجنحة- فصيلة السوسيات. وتسمى أيضا: سوسة لوز القطن المكسيكية... ونرى من المناسب أن نتعرّف عليها قبل الحديث عن النصب التذكاري المقام لها ولاية ألاباما الأمريكية.
السوسة اليافعة رمادية اللون، ويقل طولها عن ست ملليميترات. وتعود أصولها إلى المكسيك، حيث تعيش أساسا بمزارع القطن، وتتغذى بهذا المحصول، لكن مع حلول فترة التكاثر تعمد هذه السوسة إلى وضع بيضها بداخل براعم أزهار نبات القطن. وبالتزامن مع خروجها من البيض، تقدم اليرقات على أكل كل ما في طريقها، مما يدمّر محاصيل حقول القطن.
وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي شمل نطاق انتشارها مناطق عديدة بالولايات المتحدة، فقد هاجرت عشائر منها إلى هناك وأصابت حقول القطن وتسببت في وقوع خسائر اقتصادية. فقد سجلت هذه السوسة أول ظهور لها بولاية تكساس لتنتشر تدريجيا بمختلف المناطق، وخلال فترة وجيزة تمكنت هذه الحشرة من تخريب ما يعادل 50% من مزارع القطن الأمربكية... وفي أواخر القرن العشرين، أصبحت السوسة آفة خطيرة.. وفي اواسط السبعينات انحسرت أضرارها، وذلك بفضل برنامج حكومي استهدف القضاء عليها عن طريق استخدام المبيدات الحشرية وحرق بعض المزارع، كما اتجه الرئيس الأمريكي "ثيودور روزفلت" آنذاك لإقناع الكونجرس بإمكانية استيراد كميات من "نمل غواتيمالا المتوحش" للتخلص من هذه الحشرة الضارة.
تشتي السوسة اليافعة (أي تقضي حالة من الكمون خلال فصل الشتاء) في المساحات الزراعية جيدة الصرف في أو بالقرب من حقول القطن، ثم تخرج من هذه الحالة وتدخل حقول القطن من بدايات الربيع إلى منتصف الصيف.
بعد إتمام الزواج، تضع السوسة بيضها بداخل براعم القطن واللوز الآخذ في النضج (تكوين الثمار). وتستطيع الأنثى وضع 200 تقريبا خلال فترة قدرها 10- 12 يوم. وتحدث عملية وضع البيض جروحا في البراعم الزهرية. يقضي البيض فترة حضانة 3-5 أياماـ ثم يفقس فتخرج منه يرقات تأكل وتنمو حتى تتحول إلى عذارى. تقضي العذارى 5- 7 أيام، ثم تخرج منها يافعات. وتستغرق دورة الحياة ثلاثة أسابيع أثناء فصل الصيف، فتنتج السوسة 8- 10 أجيال في الموسم.
وتواجه سوسة لوز القطن تحديات عديدة، منها موتها إذا انخفضت درجة الحرارة المحيطة بها عن خمس درجات تحت الصفر.. والظروف السيئة الأخرى التي تواجه عشائر سوسة اللوز تتضمن ارتفاع درجة الحرارة عن الحد الأقصى، وكذا الجفاف، وكذلك المفترسات الطبيعية، كالعناكب والنمل الناري والطيزر والدبابير المتطفلة...
قصة النصب التذكاري لسوسة لوز القطن:
يقف واحد من أغرب النصب التذكارية في العالم، وذلك في وسط مدينة إنتربرايز (Enterprise) بمقاطعة كوفي (Coffee) في ولاية ألاباما الأمريكية، وهو على هيئة امرأة، بشكل النساء الإغريقيات القدامى، مصنوعة من المرمر الأبيض ورافعة بين يديها مجسماً صغيرا يقارب وزنه 50 كيلوجرام لهذه الحشرة.
وتتلخص القصة في أنه ذات عام حدث هجوم خطير على محصول القطن بهذه المدينة من حشرة سوسة القطن في سنة 1915 ، وقضت على المحصول الذي هو مصدر معيشتهم، كان خراب علي كل سكان المدينة اللذين يعتمدون بشكل كامل على محصول القطن، ووضعت هذه الكارثة العديد من أصحاب الأراضي على حافة الإفلاس.. فماذا يفعلون وقد دمرت هذه الحشرة الضارة مصدر معيشتهم. ....!! حينها، سافر أحد الفلاحين المحليين نحو ولاية كارولينا الشمالية، وأثناء سفره لاحظ ازدهار المنطقة بسبب زراعة الفول السوداني (الكاكاوية)، فما كان منه إلا أن عاد الى مدينته إنتربرايز حاملاً معه فكرة تعويض زراعة القطن بزراعة الفول السوداني والتي كانت ثمارها في مأمن من خنفساء القطن.
قرروا زراعة محصول ىخر لا تهاجمه هذه الحشرة. ..فزرعوا الفول السوداني بدلا من القطن. وكانت المفاجأة أن عائد الفول السوداني فاق أرباح القطن بمراحل، حتى لقبت المدينة فيما بعد بـ "مركز الفول العالمي". وحتى لا ينسى السكان فضل هذه السوسة، قرروا وضع سوسة لوز القطن ضمن قائمة الرموز التاريخية للمدينة، فشيدوا لها نُصبا تذكاريا في قلب المدينة، حتى كل من يراها يتذكر أنه لولا هذه الحشرة الضارة لما كانوا فكروا في زراعة الفول السوداني (الكاكاوية)، وتغتني المدينة بسببها... وربما ضارة نافعة..
***