"أيام العربية" يختتم في أبوظبي ويحمل لغة الضاد نحو موسكو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أيام العربية" يختتم في أبوظبي ويحمل لغة الضاد نحو موسكو

    "أيام العربية" يختتم في أبوظبي ويحمل لغة الضاد نحو موسكو


    مهرجان ينجح في دورته التأسيسية ليتحول إلى حدث سنوي.
    الجمعة 2023/12/22

    جمع اللغة العربية بالموسيقى

    تراهن الإمارات على الاحتفاء باللغة العربية بما تمثله من هوية مشتركة وقوة دفع إلى الأمام ووسيلة إبداع لها تأثيرها العالمي على مر العصور، وحماية لهذه اللغة وعناية بها انطلقت العديد من التظاهرات في مختلف أنحاء الإمارات، كان آخرها مهرجان مبتكر يجمع الثقافة بالفنون تحت عنوان “أيام العربية”.

    أبوظبي - اختتمت فعاليات مؤتمر مهرجان “أيام العربية”، تزامنا مع احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.

    ويعد مهرجان “أيام العربية” الأول من نوعه والذي نظمّه مركز أبوظبي للغة العربية في الفترة من الخامس عشر إلى الثامن عشر من ديسمبر الجاري تحت شعار “العربية: لغة الشعر والفنون”، وقد حققت هذه الدورة التأسيسية نجاحا لافتا في جمعها بين مختلف عناصر الثقافة العربية.
    منصة تفاعلية



    مهرجان "أيام العربية" منصة تفاعلية تربط فئات المجتمع المختلفة بهذه اللغة العريقة من خلال نشاطات ثقافية متنوعة


    تميّزت الدورة الأولى من مهرجان “أيام العربية” باستقطاب العديد من الخبراء والمشاهير في اللغة العربية والمشتغلين في حقلها، بالإضافة إلى مشاركة أبرز المؤلفين والشعراء والباحثين العرب، فضلا عن مجموعة من المبدعين الإماراتيين والعرب ضمن برنامج من جلسات النقاش والعروض المسرحية والموسيقية والشعر.

    وتضمنت فعاليات “أيام العربية” العديد من الأنشطة الثقافية مثل “معرض عنترة.. شاعر الحب والفروسية” الذي سلّط الضوء على حياة الشاعر عنترة بن شداد العبسي وشعره.

    وأقيمت مجموعة من التجارب التفاعلية مثل “عجائب اللغة العربية” و”جذور الكلمات” و”منصة التسجيلات الصوتية” وغيرها، بالإضافة إلى إحياء بعض الشخصيات التاريخية في مراكز التسوق في أبوظبي، وذلك قبل أسبوع على إقامة فعالية “أيام العربية”، حيث جسّد مجموعة من المؤدين والممثلين عددا من الشخصيات التاريخية القديمة والحديثة في مجالات الشعر والإبداع، التي أثرت في شعرية اللغة العربية وأساليبها وآدابها، وذلك من خلال عروض درامية تفاعلية مع مرتادي مختلف الأماكن العامة في أبوظبي.

    كما جرى تنظيم عروض موسيقية وتجارب مميزة أتاحت للجمهور من مختلف الأعمار الفرصة لاستكشاف اللغة العربية والتفاعل معها واكتشاف جوانب جديدة منها.

    كما تضمنت الفعالية إجراء عدد من الحوارات مع شعراء معروفين منهم الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي، والشاعر التونسي منصف الوهايبي، والشاعر والناقد العراقي علي جعفر العلاق، كما تضمنت جلسات حوارية مع الفنانة منى زكي ومروان خوري لتسليط الضوء على الارتباط الوثيق للغة العربية مع الفن.

    وفي الموسيقى والنقد والأدب والترجمة تمت استضافة الفنان نصير شمة والناقد عبدالله الغذامي، وخليل الشيخ، وبروين حبيب، وبلال الأرفه لي، وشتيفان فايدنر، وكارمن جراو، وآيدا زيليو جرانده، وآن ميليت، ومحمد حقي صوتشين، ومصطفى السليمان، وموريس بومرانتز، ويارا المصري.

    وفي الخط والتشكيل والدراما تمت استضافة كل من نجوم الغانم، محمود شوبّر، نجاة مكي، خالد الجلاف، أما في فن إدارة الحوارات المبتكرة فكان هناك نخبة من الإعلاميين الذين يجمعون في تجاربهم بين الأدب والتشكيل والفن كأمل صقر، سارة دندراوي، سامح كعوش، هند خليفات، وليد علاءالدين، وفي الفن الأصيل عازف العود الكبير نصير شمة والمؤلف الموسيقي أنور أبودراغ.

    وقالت آيرين دومينغو، رئيسة البيت العربي مدريد، “إن التقديرات تشير إلى أن اللغة العربية ستكون اللغة الأم لـ10 في المئة من السكان في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050”.



    من جانبها قالت هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والمؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، “تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على هويتنا ولغتنا في زمن متسارع وتقنيات متغيرة، وأن نكون الأمناء على تحقيق أهداف ثلاثة: تعليم العربية بحداثة جاذبة ومحتوى أخاذ، ونشرها وترجمتها إلى اللغات العالمية الحية، وترسيخ مكانتها العالمية لغير الناطقين بها”.

    ويهدف مهرجان “أيام العربية” ومؤتمره إلى التركيز على ثراء اللغة العربية وتنوع أساليبها في مجالات الشعر والفنون والجماليات اللغوية، بالإضافة إلى توفير الفرصة أمام الناطقين وغير الناطقين بالعربية للمشاركة من خلال الأنشطة المتنوعة، فضلا عن تصوير العلاقة الوطيدة بين اللغة العربية والموسيقى من خلال استضافة عدد من المطربين والفنانين الذين كانت لهم بصمة في اللغة العربية واستخداماتها في الفن حيث كانت الأمسية الأولى مع الفنانة الرائعة والمتألقة عبير نعمة وتلاها في الأمسيات الأخرى كل من نويل خرمان وريما خشيش واختتم المهرجان في يومه الرابع مع الفنان مروان خوري.

    وأكّد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، على أهمية مهرجان “أيام العربية” بوصفه منصة تفاعلية تربط فئات المجتمع المختلفة بهذه اللغة العريقة من خلال نشاطات ثقافية متنوعة تشمل الفكر والعلم والشعر والآداب والفنون من موسيقى وغناء ودراما.

    وأشار إلى أن المبادرة تعكس اهتمام الإمارات باللغة العربية باعتبارها أحد المكونات الأساسية للهوية الثقافية وهي إحدى ركائز مسيرة استئناف الحضارة، وبالتالي هناك ضرورة ملحة للحفاظ عليها وتعزيز مكانتها بشكل أكبر في المجتمع.
    احتفاء بالتنوع



    استقطاب العديد من الأدباء


    لفت بن تميم إلى أن اللغة العربية هي لغة تنوع وتعدد وثراء وتمتاز بقدرتها على مواكبة العصر وعلومه المتطورة لتواصل دورها في الحضارة الإنسانية رمزا مهما للتواصل والتسامح والحوار، مشيرا إلى أن “أيام العربية” ستكون بمثابة الاحتفال السنوي لدولة الإمارات باليوم العالمي للغة العربية.

    ويقوم المهرجان على التعاون مع عدد من الشركاء، حيث نظمت “مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون” أحد الحوارات المبتكرة بعنوان “شعرية اللغة وفنية القصيدة” كما قدم بيت العود العربي موسيقى فريدة خلال عروضه. واستجابة لهذا الحدث الثقافي المميز، أطلقت “أنغامي” قائمة مميزة من الأغاني تحت عنوان “Arabian Days”.

    وسيصبح مهرجان “أيام العربية” فعالية سنوية مهمة في التقويم الثقافي لإمارة أبوظبي، للاحتفال بالتنوع الغني للغة العربية ورفع مكانتها كلغة متجددة ونابضة بالحياة.

    وتكمل “أيام العربية” رحلتها نحو محطة جديدة، حاملة العربية فكرا وثقافة وهوية من أبوظبي نحو موسكو للمشاركة في المؤتمر الدولي “خطى الفهم المتبادل – الترجمة الأدبية العربية – الروسية والروسية للعربية”، وينظم هذا المؤتمر مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع السفارة الإماراتية في موسكو ومعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.

    يذكر أن مركز أبوظبي للغة العربية يعمل على تعزيز مكانة اللغة العربية ووضع الإستراتيجيات لتطويرها على الصعد العلمية والتعليمية والثقافية والإبداعية ودعم البحوث والدراسات في هذا الشأن، وكذلك توسيع نطاق استخدام اللغة العربية في الأوساط العلمية والثقافية والحياة العامة، فضلا عن تقديم الدعم للباحثين والمهنيين والناشطين في شتى مجالات الدراسات العربية والشرق أوسطية، وتعزيز الاهتمام بتعلّم اللغة العربية بين الناطقين بها وغير الناطقين بها، وقيادة جهود البحث والتطوير اللغوي والدعم النشط للبحث ونقل المعرفة والإبداع والتأليف والترجمة والنشر.
يعمل...
X