الدودة المتوهجة الشائعة Common glow-worm (Lampyris noctiluca)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدودة المتوهجة الشائعة Common glow-worm (Lampyris noctiluca)

    نفائس في عالم الخنافس:
    الدودة المتوهجة الشائعة
    Common glow-worm (Lampyris noctiluca)
    ليست من الديدان ولكنها خنفساء من رتبة غمديات الأجنحة في طائفة الحشرات، بصرف النظر عن التسمية الدارجة الشائعة... وهى تتوهج بضوء أخضر مصفر ليلا، ومن يقوم بإصدار هذا الضوء هو الإناث مستهدفة جذب الذكور لغرض التزواج (السفاد)... ويمتد نطاق انتشار هذه الخنفساء من البرتغال وأيرلندة غربا، ثم عبر القارة الأوروبية، وأفريفيا، وآسيا إلى الصين شرقا. وتعيش هذه الخنفساء في أقصى شمال أوروبا حتى تصل إلى الدائرة القطبية تقريبا. ومن ناحية أخرى، فإن هذه الخنفساء لا تعيش في أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وجنوب آسيا، وأستراليا، والقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)... وترتاد هذه الخنفساء الأراضي العشبية القديمة، بما فيها الأراضي ذات التربة الجيرية، وتوجد على حواف الأراضي والأسيجة والأراضي الخلنجية. وأما يرقات الخنفساء فتعيش في الأماكن المحمية وتحت الصخور والأخشاب.
    تظهر ظاهرة "ثنائية الشق" في هذه الخنفساء بوضوح شديد، إذ توجد الذكر ذي غمدين (جناحين أماميين متغلظين) بلون بني أو بني مسود، وجناحين خلفيين للطيران.. بينما لا توجد أجنحة للأنثى وشكلها يشبه اليرقة. ويعني هذا أن الذكور تطير ولكن الإناث لا تطير... كما أن حجمها يزيد مرتين على حجم الذكر (ويصل طول جسمها إلى 2.5 سنتيمتر). وجسم الأنثى مستطيل، ورأسها لا يرى من الجهة العلوية، وزبانيها (قرنا الاستشعار) كالخيوط، والشدف (العقل) البطنية الثلاث الأخيرة هى التي تصدر وميضا حيويا أو تألقا ضوئيا، لوجود أعضاء خاصة بها، وذلك بغرض جذب الذكور للتزاوج (السفاد)... كما تصدر اليرقات مثل هذا الوميض ولكنها تستطيع إطفاءه بطريقة أسهل من الإناث اليافعة، وخصوصا عند تعرضها لأي اضطراب. .
    وتعد ظاهرة إصدار الوميض الحيوي مهمة في حياة هذه الخنفساء، وهى عملية معقدة، وغالبا لا تتم عملية التزاوج إلا بها. وتنجذب الذكور نحو الإناث الأكثر وميضا أو الشد سطوعا، لأنه يدل على احتوائها لعدد أكبر من البيض. ومما يذكر أن الذكور يمكن أن تنجذب نحو المصادر الضوئية الصناعية التي تصدر ضوءا شبيها بهذا الوميض. وتكون الإناث أشد تألقا ووميضا أثناء الليل خلا الفترة من يونيو إلى يوليه من كل عام... وأغلب الطاقة الناتجة طاقة ضوئية، وفقط 2% طاقة حرارية....
    وللانثى سلوك عجيب في إصدار وميضها الضوئي، إذ تصدر هذا الوميض لمدة ساعتين، ثم تتراجع لتختبئ في أماكن اختبائها إلى الليلة التالية، وتعاود إصدار الوميض، وتظل تكرر المحاولة لعشرة ليال حتى يأتيها الذكر.. ويمكن أن يرى الوميض الضوئي على مسافة خمسين ياردة، وحين تصدره الأنثى يكون مستمرا بدون تقطع، وتلوح ببطنها يمينا وشمالا أثناء هذه العملية. وأفضل فترة لرؤية هذه الخنفساء أثناء إصدراها للوميض هى الفترة من الساعة العاشرة مساء وحتى منتصف الليل، وذلك أثناء ليالي الصيف الجافة، لأن هطول المطر يدفع الإناث الوامضة إلى الاختباء في التربة أو الاحتماء بالمجموع الخضري الكثيف.
    يمكن للخنفساء أن تنظم عملية إنتاج الوميض الضوئي بضبط المدد الأكسجيني للأغشية الباعثة للضوء، وهى التي تحتوي مادة تسمى "لوسيفيرين". ويتم تحفيز التفاعل الكيميائي المنتج للطاقة الضوئية بواسطة إنزيم يسمى "لوسيفيريز"، وهو الإنزيم الذي يتحكم فيه التركيب الوراثي لكل فرد من أفراد الخنفساء، وهو يختلف من فرد لآخر.
    الخنافس اليافعة نادرا ما تأكل، ولكن يرقاتها تعد مفترسات عنيفة، إذ تتجول هذه اليرقاتفيما بين نفايات الأوراق النباتية الزابلة بحثا عن القواقع والبزاقات، فإذا عثرت اليرقة على واحدة منها، فإنها تمسك بها وتحقن في جسمها مادة كيميائية سامة تحدث شللا عصبيا فتتوقف عن الحركة، وتقوم هذه المادة بتسييل محتويات جسم الفريسة وخاصة المحاليل الهضمية التي تخرج ليسهل على اليرقة لعقها. هذا، بالرغم من أن وزن الفريسة غالبا ما يزيد على وزن اليرقة المفترسة بنحة عشرين مثلا. هذه اليرقة المفترسة ليلية النشاط، ويرتقع نشاطها في الظروف الجوية الرطبة، وهى الظروف التي تكون الغريسة في أوج نشاطها، وهى الفترة الممتدة من أبريل إلى أكتوبر من كل عام...
    ومن حيث الفوائد، فإن الباحثين توصلوا إلى استعمال هذه الخنفساء في علاج مرض الدرن (Tuberculosis)، وهو مرض خطير يؤثر بالدرجة الأولى في الرئتين، وتنقله البكتيريا من شخص لآخر من خلال القطيرات المنتشرة في الهواء أثناء الكحة والعطاس. وقد طور العالم "روبرت ليدلي" اختبارا جديدا لمرضى الدرن ولا يستغرق سوى دقائق، وذلك باستعمال إنزيم "ليوسيفيريز" التي تنتجها هذه الخنفساء، وكذلك الإنزيم الذي ينتجه الذباب الناري (وهو الآخر من الخنافس).
    وبالنسبة لدورة الحياة، فإن الأنثى تجذب الذكر عن طريق وميضها الضوئي، فيتم الزواج، وبعده تضع بيضها (50- 100 بيضة)، ثم تموت في غضون ثلاثة أيام قبل أن ترى اليرقات بعد فقسها من البيض. وعادة ما تضع الأنثى بيضها في الأماكن الرطبة، كسوق الأعشاب أو تحت الطحالب. ويفقس البيض خلال الفترة من أسبوع لثلاثة أسابيع. واليرقات تشبه امهاتها إلى حد كبير. تعيش اليرقات لمدة 27- 45 يوما، وهى تصدر وميضا أصفرا خافتا. وتنسلخ اليرقات 4- 5 مرات، وتقضي الشتاء في حالة كمون (تشتية أو بيات شتوي) تحت الأحجار وفي ثقوب الخشب وبين نفايات الأوراق النباتية الزابلة. وتستيقظ من تشتيتها مع قدوم الربيع. وتستغرق دورة الحياة سنة أو سنتين.
    الصورة الأخيرة للخنفساء الذكر.
    ***
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٨-١١١٠٤٦_Facebook.jpg 
مشاهدات:	24 
الحجم:	34.8 كيلوبايت 
الهوية:	18242
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٨-١١١٠٤٨_Facebook.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	20.1 كيلوبايت 
الهوية:	18241
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٨-١١١٠٥١_Facebook.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	20.1 كيلوبايت 
الهوية:	18240
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٨-١١١٠٥٠_Facebook.jpg 
مشاهدات:	45 
الحجم:	14.1 كيلوبايت 
الهوية:	18239
يعمل...
X