•° يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وولدت فلما لم أجد لعرائـــســـي
رجـالاً وأكـفــاءً وأدت بـنـــاتي
ووسعت كتاب الله لفظاً وغــايــة
وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماءٍ لـمخـتـرعــات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني
ومنكم، وإن عـز الـدواء، أسـاتـي
أيطربكم من جانب الغرب ناعب
ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟
أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً
من القبر يـدنـيـني بغـيـر أناة
وأسمع للكتاب في مصر ضجةً
فـأعـلــم أن الصائحـيـن نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم
إلى لـغــة لــم تـتـصل بـــرواة؟
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى
لُعَابُ الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوبٍ ضم سبعين رقعة
مُشَكَّلَةَ الألـوان مـخـتـلـفــــــات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل
بسطت رجائي بعد بسط شَكَاتِي
فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتُبْنِتُ في تلك الرموس رفاتي
وإما مــمات لا قـــيــامــة بعـــده
مــمات لعمري لم يُقَــسْ بممـات.
#اليوم_العالمي_للغة_العربية ✨
#حافظ_إبراهيم