هل مرايا دمشق تعرف وجهي ... من جديد أم غيرتني السنين
يا زمانا في الصالحية سمحا ... أين مني الغوى وأين الفتون
يا سريري ويا شراشف أمي ... يا عصافير يا شذا يا غصون
...
يا زواريب حارتي خبئيني ... بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إذا بدوت حزينا ... إن وجه المحب وجه حزين
هاهي الشامُ بعد فرقة.....دهرٍ أنهرٌ سبعةٌ وحورٌ عينُ
النوافير في البيوت كلامٌ.... والعناقيد سكّرٌ مطحونُ
والسماء الزرقاء دفتر شعرٍ.... والحروف التي عليه سنونو
آهٍ ياشامُ كيف أشرحُ ما بي.... وأنا فيكِ دائماً مسكونُ
سامحيني إن لم أكاشفكِ بالعشق .... فأحلى ما في الهوىالتضمينُ
نحن أسرى وفي قفص الحبّ.... يعاني السجّانُ والمسجونُ
شامُ يا شامُ يا أميرة حبّي....كيف ينسى غرامهُ المجنونُ
أوقدي النار فالحديث طويلٌ.... وطويلٌ لمن نحبّ الحنينُ
شمس غرناطة أطلّت علينا.... بعد يأسٍ وزغردت ميسلونُ
جاء تشرينُ إنّ وجهكِ أحلى.... بكثيرٍ .. ما سرّهُ تشرينُ ؟
كيفَ صارت سنابلُ القمح أعلى.... كيف صارت عيناكِ بيت السنونو
إن أرض الجولان تشبه عينيكِ.... فماءٌ يجري ولوزٌ وتينُ
كلّ جرحٍ فيها حديقةُ وردٍ.... وربيعٌ ولؤلؤٌ مكنونُ
يا دمشقُ البسي دموعي سواراً.... وتمنّي فكلّ صعب يهونَ
وضعي طرحة العروس لأجلي.... إنّ مهرالمناضلاتِ ً ثمينُ
رضي الله والرسول عن الشام.... فنصرٌ آتٍ وفتحٌ مبينُ
مزّقي يا دمشقُ خارطةَ الذلّ.... وقولي للدّهرِ كن فيكونُ
نزار قباني
شكرا على المعايدة