القوتلي (شكري ـ)
(1891 ـ 1967)
شكري القوتلي أحد القادة الوطنيين والساسة البارزين في سورية في فترة النضال من أجل الاستقلال. ولد شكري بن محمود القوتلي في دمشق ونشأ فيها. ودرس في المدرسة الملكية للعلوم السياسية والإدارية في الآستانة بين عامي 1909و1913، وانضم إلى الحركة العربية السرية عام 1916، ليصبح عضواً مؤسساً للجمعية العربية الفتاة، الحركة المعارضة الأكثر نشاطاً للاحتلال العثماني في سورية. اعتقل القوتلي وعذب على يد جمال باشا، حاكم دمشق العسكري، وحاول الانتحار في سجنه حتى لا يضطر تحت التعذيب للاعتراف بأسماء زملائه من الثوار. وفي 24 تموز/يوليو عام 1920 احتل الفرنسيون سورية وحكموا على القوتلي بالإعدام بسبب نشاطاته المعادية لهم. فرَّ القوتلي إلى فلسطين ومن ثم إلى ألمانيا، وأسهم في تأسيس المؤتمر السوري-الفلسطيني الذي كان حركةً وطنيةً في المنفى، تهدف إلى تحرير المنطقة من السيطرة الأجنبية. عاد القوتلي فترةً قصيرةً إلى سورية، قبل أن يضطر إلى الفرار مرةً أخرى بعد أن حكم عليه الفرنسيون بالإعدام بسبب تقديمه الأموال والدعم إلى الثورة السورية الكبرى عام 1925. ثم عاد مرةً أخرى إلى سورية عام 1930 وانخرط في صفوف الكتلة الوطنية، التي كانت الحركة الأبرز في النضال ضد الوجود الفرنسي في سورية، ليصبح عضو المكتب الدائم. وقد أدى دوراً أساسياً في الإضراب الوطني العام عام 1935 والذي استمر 60يوماً، ثم سمي وزيراً للمالية والدفاع الوطني في العام 1936، إضافة إلى كونه نائباً عن الكتلة في دمشق، في أول عهدٍ للكتلة.
تم انتخاب القوتلي رئيساً للجمهورية في 17آب/أغسطس عام 1943، وقد وقف جهده بين 1943 و1946 على محادثات الاستقلال مع فرنسا. وفي 29 أيار/مايو من العام 1945، وفي ردٍ من الفرنسيين على سياسات القوتلي، قاموا بغارةٍ جويةٍ على دمشق وحاولوا عبثاً اعتقاله. وفي 17 نيسان 1946، أعلن القوتلي ـ بدعمٍ بريطاني ـ استقلال سورية، مترئساً نظاماً جمهورياً ديمقراطياً متعدد الأحزاب بين الأعوام 1946و1949، حين فاز بفترةٍ رئاسيةٍ ثانية عام 1948. وفي 29 آذار/مارس 1949 استولى رئيس الأركان حسني الزعيم على السلطة في أول انقلابٍ عسكريٍ تشهده سورية، متهماً القوتلي بالمسؤولية عن الهزيمة العسكرية للجيش السوري في حرب فلسطين عام 1948. قام الزعيم باعتقال القوتلي، وبحل البرلمان، وبتأسيس دكتاتوريةٍ عسكريةٍ استمرت حتى شهر آب من العام نفسه. سافر القوتلي إلى مصر حيث بقي في منفىً طوعيٍ، ليعود في العام 1955 إلى سورية ليتسلم من جديدٍ منصب رئاسة الجمهورية. اتبع القوتلي خطاً سياسياً متوافقاً مع السياسات الخارجية المصرية، معلناً إيمانه بالقومية العربية والتحالف مع الاتحاد السوڤييتي. أسست سورية إبان فترة حكمه علاقاتٍ مع الكتلة الشرقية، ووقعت اتفاقية تسلحٍ مع الاتحاد السوڤييتي، كما قطعت علاقاتها مع كلٍ من بريطانيا وفرنسا في أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وفي كانون الثاني/يناير العام 1958، توجه رئيس الأركان عفيف البزرة- ومن دون تفويضٍ من الرئيس القوتلي-على رأس وفد عسكريٍ إلى القاهرة ليطلب الوحدة مع مصر. فقام القوتلي بإرسال وزير خارجيته صلاح البيطار إلى القاهرة للغرض نفسه، ثم توجه إليها بنفسه لكي يترأس المحادثات الجدية بشأن الوحدة. أسهم القوتلي في تأسيس الجمهورية العربية المتحدة في شباط/فبراير من عام 1958، مستقيلاً من منصب الرئاسة ليفسح المجال أمام جمال عبد الناصر لترأس الجمهورية الجديدة. وفي لفتة تقديرٍ لنضال القوتلي، منحه عبد الناصر لقب «المواطن العربي الأول». انسحب القوتلي من الحياة السياسية، وبقي في دمشق حتى ثورة 8آذار/مارس 1963[ر] وتوفي في بيروت في 30حزيران/يونيو 1967، بعد أسبوعين من نكسة حزيران. وقد تم دفنه بطلاً في جنازةٍ شعبيةٍ مهيبة في2 تموز/يوليو على أساس كونه «صانع الاستقلال السوري».
سامي المبيض
(1891 ـ 1967)
تم انتخاب القوتلي رئيساً للجمهورية في 17آب/أغسطس عام 1943، وقد وقف جهده بين 1943 و1946 على محادثات الاستقلال مع فرنسا. وفي 29 أيار/مايو من العام 1945، وفي ردٍ من الفرنسيين على سياسات القوتلي، قاموا بغارةٍ جويةٍ على دمشق وحاولوا عبثاً اعتقاله. وفي 17 نيسان 1946، أعلن القوتلي ـ بدعمٍ بريطاني ـ استقلال سورية، مترئساً نظاماً جمهورياً ديمقراطياً متعدد الأحزاب بين الأعوام 1946و1949، حين فاز بفترةٍ رئاسيةٍ ثانية عام 1948. وفي 29 آذار/مارس 1949 استولى رئيس الأركان حسني الزعيم على السلطة في أول انقلابٍ عسكريٍ تشهده سورية، متهماً القوتلي بالمسؤولية عن الهزيمة العسكرية للجيش السوري في حرب فلسطين عام 1948. قام الزعيم باعتقال القوتلي، وبحل البرلمان، وبتأسيس دكتاتوريةٍ عسكريةٍ استمرت حتى شهر آب من العام نفسه. سافر القوتلي إلى مصر حيث بقي في منفىً طوعيٍ، ليعود في العام 1955 إلى سورية ليتسلم من جديدٍ منصب رئاسة الجمهورية. اتبع القوتلي خطاً سياسياً متوافقاً مع السياسات الخارجية المصرية، معلناً إيمانه بالقومية العربية والتحالف مع الاتحاد السوڤييتي. أسست سورية إبان فترة حكمه علاقاتٍ مع الكتلة الشرقية، ووقعت اتفاقية تسلحٍ مع الاتحاد السوڤييتي، كما قطعت علاقاتها مع كلٍ من بريطانيا وفرنسا في أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وفي كانون الثاني/يناير العام 1958، توجه رئيس الأركان عفيف البزرة- ومن دون تفويضٍ من الرئيس القوتلي-على رأس وفد عسكريٍ إلى القاهرة ليطلب الوحدة مع مصر. فقام القوتلي بإرسال وزير خارجيته صلاح البيطار إلى القاهرة للغرض نفسه، ثم توجه إليها بنفسه لكي يترأس المحادثات الجدية بشأن الوحدة. أسهم القوتلي في تأسيس الجمهورية العربية المتحدة في شباط/فبراير من عام 1958، مستقيلاً من منصب الرئاسة ليفسح المجال أمام جمال عبد الناصر لترأس الجمهورية الجديدة. وفي لفتة تقديرٍ لنضال القوتلي، منحه عبد الناصر لقب «المواطن العربي الأول». انسحب القوتلي من الحياة السياسية، وبقي في دمشق حتى ثورة 8آذار/مارس 1963[ر] وتوفي في بيروت في 30حزيران/يونيو 1967، بعد أسبوعين من نكسة حزيران. وقد تم دفنه بطلاً في جنازةٍ شعبيةٍ مهيبة في2 تموز/يوليو على أساس كونه «صانع الاستقلال السوري».
سامي المبيض