ميرزا حبيب الله شيرازي قعاني، كان من أهل العلم ومحبي الأدب، ولقَّب نفسه بـ«كلشن».

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميرزا حبيب الله شيرازي قعاني، كان من أهل العلم ومحبي الأدب، ولقَّب نفسه بـ«كلشن».

    قعاني (الميرزا حبيب ـ)
    (1808 ـ 1853)

    ولد ميرزا حبيب الله شيرازي قعاني في مدينة شيراز. كان والده الميرزا محمد علي من عشيرة «زنكنه» الكردية، وكان من أهل العلم ومحبي الأدب، ولقَّب نفسه بـ«كلشن». بدأ قعاني وهو في السابعة دراسته في الكتََّاب، ووافت أباه المنية حينما كان في الحادية عشرة؛ فعانى وعائلته الفقر والضنك، ثم رحل إلى أصفهان لمتابعة تحصيله العلمي، وتميَّز من أقرانه في العلوم الشرعية والأدب العربي والفارسي. اصطحبه الأمير حسنعلي ميرزا بن فتحعلي شاه القاجاري إلى خراسان عام 1824م، فانصرف قعاني إلى دراسة الرياضيات، وجمعِ الدواوين الشعرية القديمة رغبةً في تحقيقها وتدريسها. كان لقبه في البداية «حبيب» لكنه وباقتراح من الأمير اختار لنفسه لقب قعاني وهو مأخوذ عن اسم مغولي أطلقه الأمير على ابنه «اوكتاي قعان». كما أهداه فتحعلي شاه لقب «مجتهد الشعراء» وسماه محمد القاجاري «حسان العجم». بقي قعاني حتى أواخر حياته ضمن شعراء البلاط القاجاري، وتوفي في مدينة طهران.
    اشتهر قعاني شاعراً، وهو مثل بقية شعراء مدرسة «العودة الأدبية»، أو النهضة، ينحو نحو أسلوب الشعراء الكبار للمدرسة الخراسانية والآذربيجانية. لكن شعره ليس تقليداً بحتاً لأسلوب القدماء بل هو في الحقيقة إحياء لبيان القدماء ونظرتهم، ويُعد قمة الكمال في العصر القاجاري من حيث اللفظ والبيان. وتمتاز أشعاره بالحس والخيال؛ فكثرة المجاز والتشبيه والاستعارة وتتابعها تحكي عن استغراق الشاعر في المظاهر الحسية وظواهرها، ويدل وصفه للصباح والليل والربيع والخريف والغيوم والصحراء عن حس وعشق للطبيعة. وهكذا يبدو شعره معرضاً مليئاً بالألوان والانعكاسات اللونية يضم بين جنباته أجمل الألفاظ والعبارات وأعذبها وأكثرها انتقاءً يبهر وميضها العيون والأبصار، لكنه يفتقد نبض الحياة وحرارتها وصدق الإحساس.
    يقترن فن قعاني بصياغته المسمطات السَّلِسة الجميلة ذات المضامين العذبة البكر غير المطروقة سابقاً. ويضم ديوانه اثنين وعشرين ألف بيت، وهو ما يعادل خُمس أشعاره، وله أيضاً مجموعة شعرية قلد فيها كلستان سعدي وأسماها «پريشان» لكنها أقل فنيةً من ديوانه.
    علي أنصاريان
يعمل...
X