السينما الجوالة تجذب المتفرجين في الأرياف الألمانية
متعة السينما في الهواء الطلق مع الأهل والأصدقاء لا تضاهيها دور العرض المغطاة ولا التلفزيون المسطح في البيت.
الثلاثاء 2023/11/28
سهرة رائقة
رغم التطور التكنولوجي الذي يقدم شاشات تلفزيون مسطحة مع باقات أفلام من الإنترنت، مازال سكان مناطق ريفية في ألمانيا يستمتعون بالسينما في دور عرض مؤقتة بين المناظر الطبيعية الجميلة.
تمبلين (ألمانيا) - أحيانا تراود القرويين في المناطق الريفية من ولاية براندنبرغ الرغبة في مشاهدة أحد الأفلام في دار للسينما، ولكن ما قد يحول بينهم وبين أمسية لطيفة مع الأهل أو الأصدقاء هو القيام برحلة طويلة بالسيارة.
غير أن كل ذلك تغير منذ سبعة أعوام بفضل مركز تمبلين للثقافات المتعددة الذي أسس “السينما الجوالة بإقليم أوكرمارك” لإحضار الأفلام إلى المنطقة، وإقامة شاشات متنقلة في الحدائق العامة وساحات القرى.
وراقت الفكرة للجميع وانتشرت في مختلف أنحاء ولاية براندنبرغ التي تفخر الآن بأنه يوجد فيها دور سينما مؤقتة في الهواء الطلق، معظمها في الأشهر الأكثر دفئا من العام.
ويمكن القول إن هذا الزمان لم يعد سهلا بالنسبة إلى دور السينما، حيث تتنافس بصعوبة مع منصات البث مثل نتفليكس التي تمكن الناس من مشاهدة الأفلام دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم، وفي نفس الوقت يستمتعون بجو الاسترخاء الذي يوفره المنزل، ووسائل الراحة مثل شاشة التلفزيون المسطحة، وتزايد هذا الاتجاه مع تفشي جائحة كورونا.
غير أن هناك شيئا مميزا يتعلق بمشاهدة عرض تحت سماء الليل في الهواء الطلق، مع الكثير من الأشخاص الآخرين، وهي متعة لا يمكن مقارنتها بمجرد الجلوس في غرفة المعيشة بالمنزل.
وتستعرض كاثرين بوم بيرغ مديرة مركز تمبلين للثقافات المتعددة ما تحقق خلال الموسم القوي من العروض، وتقول “كان لدينا قرابة ثلاثة آلاف زائر، ويتمثل سحر المفهوم الذي نروج له في الاستمتاع بأمسية واحدة وبفيلم واحد”.
ويمكن للمركز إحضار أحدث الأفلام الرائجة إلى القرى، حيث يعمل المركز الثقافي مع الشركاء المحليين، ولديه شاشة عرض مقاسها 42 مترا مربعا، إلى جانب تقنية العرض الرقمي.
وكل الأماكن يمكن الوصول إليها بلا حدود. وعرض الفريق أفلاما في دور سينما مقامة في الهواء الطلق في بلدة ليشن، وبين أطلال دير ببلدة بيوتزنبرغ، وفي مقار إنتاج الآيس كريم ببلدة بينو الذي يصنعون منه أصنافا رائعة المذاق يدويا.
وسمح ذلك لفريق تمبلين بالجمع بين الترفيه بمشاهدة الأفلام في الأمسيات بدور السينما المفتوحة، وبين الاستمتاع بالمأكولات ذات المذاق الفريد.
وتقول بوم بيرغ “إننا نريد أن نقدم أفضل الأفلام في المواقع الجميلة”، وتقوم هي وفريقها بالتجول في المنطقة بحثا عن المواقع الطبيعية التي تنم عن روح الإقليم.
ويقوم الفريق بإعداد مجموعة مختارة من الأفلام قبل أن يختار المنظمون بالموقع الأفلام التي سيتم عرضها.
ويأتي في المتوسط ما بين 100 إلى 150 متفرجا إلى سينما الهواء الطلق، حسبما تقول بوم بيرغ، وقبل جائحة كورونا كان يأتي إلى هذه الدور ما يتراوح بين 200 إلى 300 متفرج في بعض الأحيان.
ويتولى فريق دور السينما المتنقلة الإشراف على الأنشطة السينمائية طوال الموسم، ولكن بالنسبة إلى الفرق المحلية في البلدات والقرى، يكون التعامل عادة مع كل عرض بمفرده.
بينما تقول بريجيت كانكل من هيئة تسويق السياحة بولاية براندنبرغ إنه يوجد بالولاية الكثير من دور السينما المقامة في الهواء الطلق، وتحدد أسماء ثلاثة مواقع على سبيل المثال هي منطقة بارينمر لاند الكائنة على مشارف برلين، ومنطقة بوتزي ليدو المجاورة ومتحف ليده المفتوح.
وتؤكد كانكل أن هذه المواقع تجتذب السياح، بالإضافة إلى السكان المحليين، وتقول إن “عرض الأفلام وسط أماكن جميلة ومميزة هو بالتأكيد من المقاصد الجذابة، ومناسب تماما لخطط الأشخاص لتمضية عطلات رائعة”.
ورغم أن معظم دور السينما المقامة في الهواء الطلق تنظم مثل هذه الفعاليات خلال الأشهر الأكثر دفئا فقط، فإن ماثياس يانكوفياك وابنه لينو هازلهورست يواصلان الذهاب إلى هذه الدور طوال فصل الخريف. ثم دشنا دار السينما الجوالة الخاصة بهما بولاية براندنبرغ منذ أربعة أعوام، لتصبح الآن نشاطهما التجاري الذي كرسا له كل وقتهما.
ويتماثل منهجهما مع منهاج فريق أوكرمارك من حيث عرض الأفلام في أماكن لا يوجد بها إلا العدد القليل من دور السينما.
ويقول يانكوفياك “إن جميع تذاكر دار السينما الخاصة بنا حُجزت بالكامل طوال فصل الصيف”، وهما يجلبان شاشة العرض ونظام الصوت الخاص بهما لعرض الأفلام في الحدائق العامة، وساحات القرى والمتنزهات، ويعرضان الأفلام ذات المستوى الفني الرفيع والكلاسيكية، بما فيها فيلم الكوميديا السوداء الألماني “رأس مفعم بالعسل”.
متعة السينما في الهواء الطلق مع الأهل والأصدقاء لا تضاهيها دور العرض المغطاة ولا التلفزيون المسطح في البيت.
الثلاثاء 2023/11/28
سهرة رائقة
رغم التطور التكنولوجي الذي يقدم شاشات تلفزيون مسطحة مع باقات أفلام من الإنترنت، مازال سكان مناطق ريفية في ألمانيا يستمتعون بالسينما في دور عرض مؤقتة بين المناظر الطبيعية الجميلة.
تمبلين (ألمانيا) - أحيانا تراود القرويين في المناطق الريفية من ولاية براندنبرغ الرغبة في مشاهدة أحد الأفلام في دار للسينما، ولكن ما قد يحول بينهم وبين أمسية لطيفة مع الأهل أو الأصدقاء هو القيام برحلة طويلة بالسيارة.
غير أن كل ذلك تغير منذ سبعة أعوام بفضل مركز تمبلين للثقافات المتعددة الذي أسس “السينما الجوالة بإقليم أوكرمارك” لإحضار الأفلام إلى المنطقة، وإقامة شاشات متنقلة في الحدائق العامة وساحات القرى.
وراقت الفكرة للجميع وانتشرت في مختلف أنحاء ولاية براندنبرغ التي تفخر الآن بأنه يوجد فيها دور سينما مؤقتة في الهواء الطلق، معظمها في الأشهر الأكثر دفئا من العام.
ويمكن القول إن هذا الزمان لم يعد سهلا بالنسبة إلى دور السينما، حيث تتنافس بصعوبة مع منصات البث مثل نتفليكس التي تمكن الناس من مشاهدة الأفلام دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم، وفي نفس الوقت يستمتعون بجو الاسترخاء الذي يوفره المنزل، ووسائل الراحة مثل شاشة التلفزيون المسطحة، وتزايد هذا الاتجاه مع تفشي جائحة كورونا.
غير أن هناك شيئا مميزا يتعلق بمشاهدة عرض تحت سماء الليل في الهواء الطلق، مع الكثير من الأشخاص الآخرين، وهي متعة لا يمكن مقارنتها بمجرد الجلوس في غرفة المعيشة بالمنزل.
وتستعرض كاثرين بوم بيرغ مديرة مركز تمبلين للثقافات المتعددة ما تحقق خلال الموسم القوي من العروض، وتقول “كان لدينا قرابة ثلاثة آلاف زائر، ويتمثل سحر المفهوم الذي نروج له في الاستمتاع بأمسية واحدة وبفيلم واحد”.
ويمكن للمركز إحضار أحدث الأفلام الرائجة إلى القرى، حيث يعمل المركز الثقافي مع الشركاء المحليين، ولديه شاشة عرض مقاسها 42 مترا مربعا، إلى جانب تقنية العرض الرقمي.
وكل الأماكن يمكن الوصول إليها بلا حدود. وعرض الفريق أفلاما في دور سينما مقامة في الهواء الطلق في بلدة ليشن، وبين أطلال دير ببلدة بيوتزنبرغ، وفي مقار إنتاج الآيس كريم ببلدة بينو الذي يصنعون منه أصنافا رائعة المذاق يدويا.
وسمح ذلك لفريق تمبلين بالجمع بين الترفيه بمشاهدة الأفلام في الأمسيات بدور السينما المفتوحة، وبين الاستمتاع بالمأكولات ذات المذاق الفريد.
وتقول بوم بيرغ “إننا نريد أن نقدم أفضل الأفلام في المواقع الجميلة”، وتقوم هي وفريقها بالتجول في المنطقة بحثا عن المواقع الطبيعية التي تنم عن روح الإقليم.
ويقوم الفريق بإعداد مجموعة مختارة من الأفلام قبل أن يختار المنظمون بالموقع الأفلام التي سيتم عرضها.
ويأتي في المتوسط ما بين 100 إلى 150 متفرجا إلى سينما الهواء الطلق، حسبما تقول بوم بيرغ، وقبل جائحة كورونا كان يأتي إلى هذه الدور ما يتراوح بين 200 إلى 300 متفرج في بعض الأحيان.
ويتولى فريق دور السينما المتنقلة الإشراف على الأنشطة السينمائية طوال الموسم، ولكن بالنسبة إلى الفرق المحلية في البلدات والقرى، يكون التعامل عادة مع كل عرض بمفرده.
بينما تقول بريجيت كانكل من هيئة تسويق السياحة بولاية براندنبرغ إنه يوجد بالولاية الكثير من دور السينما المقامة في الهواء الطلق، وتحدد أسماء ثلاثة مواقع على سبيل المثال هي منطقة بارينمر لاند الكائنة على مشارف برلين، ومنطقة بوتزي ليدو المجاورة ومتحف ليده المفتوح.
وتؤكد كانكل أن هذه المواقع تجتذب السياح، بالإضافة إلى السكان المحليين، وتقول إن “عرض الأفلام وسط أماكن جميلة ومميزة هو بالتأكيد من المقاصد الجذابة، ومناسب تماما لخطط الأشخاص لتمضية عطلات رائعة”.
ورغم أن معظم دور السينما المقامة في الهواء الطلق تنظم مثل هذه الفعاليات خلال الأشهر الأكثر دفئا فقط، فإن ماثياس يانكوفياك وابنه لينو هازلهورست يواصلان الذهاب إلى هذه الدور طوال فصل الخريف. ثم دشنا دار السينما الجوالة الخاصة بهما بولاية براندنبرغ منذ أربعة أعوام، لتصبح الآن نشاطهما التجاري الذي كرسا له كل وقتهما.
ويتماثل منهجهما مع منهاج فريق أوكرمارك من حيث عرض الأفلام في أماكن لا يوجد بها إلا العدد القليل من دور السينما.
ويقول يانكوفياك “إن جميع تذاكر دار السينما الخاصة بنا حُجزت بالكامل طوال فصل الصيف”، وهما يجلبان شاشة العرض ونظام الصوت الخاص بهما لعرض الأفلام في الحدائق العامة، وساحات القرى والمتنزهات، ويعرضان الأفلام ذات المستوى الفني الرفيع والكلاسيكية، بما فيها فيلم الكوميديا السوداء الألماني “رأس مفعم بالعسل”.