قحطبة بن شبيب الطائي
(… ـ 132هـ/… ـ 749 م)
قائد شجاع مقدام من ذوي الرأي والمشورة، كان له دور بارز في إقامة الدعوة العباسية وانتصارها، وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين اختارهم الإمام محمد بن علي العباسي، وقد عقد له لواءً وأرسله إلى أبي مسلم الخراساني في خراسان، فجعله أبو مسلم في مقدمته، وضمّ إليه قوّة كبيرة وأمرهم بطاعته.
وقد استطاعت القوة التي يقودها قحطبة أن تستخلص مدينة نيسابور من القائد الأموي نصر بن سيّار الذي انسحب منها إلى الريّ، ومن نيسابور زحف قحطبة بقواته إلى جرجان جاعلاً ابنه الحسن على مقدمته، وعندما التقت قواته بالقوات الأموية، واصطف الفريقان استعداداً للمعركة، شعر بعض من كان مع قحطبة بالمهابة والخوف من القوات المعادية، إذ كانت تلك القوات مسلّحة تسليحاً جيداً، وكانت كثيرة العدد كثرة لافتة للنظر، وحين شعر قحطبة بما في نفوس رجاله قام فيهم خطيباً، وشجعهم على لقاء العدو وبشّرهم بالنصر، وكان مما قاله لهم:
«إن الإمام أخبرني أنكم تلقون عدوّكم في مثل هذا العدد وهذه العدّة، في هذا اليوم من هذا الشهر، فتنتصرون عليهم».
وبعدما أنهى قحطبة خطابه تقدّم للقتال وعلى ميمنته ابنه الحسن فتبعه رجاله، ودارت بين الفريقين معركة طاحنة، انهزم فيها أهل الشام، وانتصرت قوات قحطبة الذي دخل جرجان وأنهى حكم بني أمية فيها، وأدار شؤونها بحكمة وحزم خوفاً من انتفاضة أهلها عليه.
وقد أرسل قحطبة ابنه الحسن لملاحقة نصر بن سيار الذي كان قد انسحب إلى الريّ، وهناك جرت بين قوات قحطبة بقيادة ابنه الحسن، وقوات نصر بن سيار معركة أخرى، انهزم فيها نصر من جديد، ومات نصر بعد ذلك، فاستولى الحسن على الريّ بعد موته.
وفي أثناء ذلك، وفيما كان الحسن يحارب نصر في الريّ، كان قحطبة قد زحف بمن بقي معه من قواته، فاستولى على مدن أصبهان ونهاوند وشهرزور، وبعدما انتهى من تلك الجهات، اتجه بقواته غرباً إلى العراق، وبعدما استولى على حلوان، عبر نهر دجلة متوجهاً نحو الأنبار لملاقاة يزيد ابن هبيرة، الذي كان يقود قوة شامية كبيرة قدم بها من الشام لمحاربة قوات الدعوة العباسية، ولكن ابن هبيرة لم يلاقه مباشرة بل انسحب مسرعاً باتجاه الكوفة، وعسكر على مسافة غير بعيد عنها استعداداً للمعركة المنتظرة، أما قحطبة فقد عبر نهر الفرات من مخاضة قرب الأنبار وسار بموازاة القوة الأموية، وهو يقول لأصحابه مشجعاً:
«إنّ الإمام أخبرني بأن وقعة تكون لنا في هذا المكان مع الأعداء، وأن النصر سيكون لنا فيها عليهم».
واشتبكت القوتان في معركة كبيرة،انتصرت فيها قوات قحطبة، وانهزمت قوات بني أمية، وبعد المعركة لم يجد أصحاب قحطبة قحطبة بينهم، فبحثوا عنه فوجدوه ملقًى في جدول ماء وإلى جانبه رجل اسمه حرب ابن سالم بن أحوز قتيلين، فظنوا أن كل واحد منهما قتل صاحبه، وقيل أيضا إن معن بن زائدة هو الذي ضرب قحطبة في أثناء عبوره نهر الفرات فسقط في الماء، وأن أصحابه أخرجوه وهو جريح، وأنه قال لمن أخرجه:
«شدّوا يديّ إذا أنا مت، وألقوني في الماء لئلا يعلم الناس بقتلي فيضعفون»، وأنه قال لهم أيضاً قبل موته:
«إذا قدمتم الكوفة فوزير «آل محمد» أبو سلمة الخلال، فسلموا هذا الأمر إليه».
ثم مات، ففعل أصحابه ما أمرهم به. وقيل بل مات قحطبة غرقاً.
وبعد موته أراد أصحابه تعيين أمير لهم، فقالوا سائلين: «من كان عنده عهد من قحطبة، فليخبرنا به؟»، فقال أحد أصحابه وهو مقاتل بن مالك العتكي: «سمعت قحطبة يقول إن حدث بي حدث، فـالحسن ابني أمير الناس».
وكان الحسن غائباً في سريّة كان أبوه قد أرسلها، فأرسلوا إلى الحسن فأحضروه، وسلّموا الأمر إليه. وكان ذلك في عام 132هـ.
عبدو محمد
(… ـ 132هـ/… ـ 749 م)
قائد شجاع مقدام من ذوي الرأي والمشورة، كان له دور بارز في إقامة الدعوة العباسية وانتصارها، وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين اختارهم الإمام محمد بن علي العباسي، وقد عقد له لواءً وأرسله إلى أبي مسلم الخراساني في خراسان، فجعله أبو مسلم في مقدمته، وضمّ إليه قوّة كبيرة وأمرهم بطاعته.
وقد استطاعت القوة التي يقودها قحطبة أن تستخلص مدينة نيسابور من القائد الأموي نصر بن سيّار الذي انسحب منها إلى الريّ، ومن نيسابور زحف قحطبة بقواته إلى جرجان جاعلاً ابنه الحسن على مقدمته، وعندما التقت قواته بالقوات الأموية، واصطف الفريقان استعداداً للمعركة، شعر بعض من كان مع قحطبة بالمهابة والخوف من القوات المعادية، إذ كانت تلك القوات مسلّحة تسليحاً جيداً، وكانت كثيرة العدد كثرة لافتة للنظر، وحين شعر قحطبة بما في نفوس رجاله قام فيهم خطيباً، وشجعهم على لقاء العدو وبشّرهم بالنصر، وكان مما قاله لهم:
«إن الإمام أخبرني أنكم تلقون عدوّكم في مثل هذا العدد وهذه العدّة، في هذا اليوم من هذا الشهر، فتنتصرون عليهم».
وبعدما أنهى قحطبة خطابه تقدّم للقتال وعلى ميمنته ابنه الحسن فتبعه رجاله، ودارت بين الفريقين معركة طاحنة، انهزم فيها أهل الشام، وانتصرت قوات قحطبة الذي دخل جرجان وأنهى حكم بني أمية فيها، وأدار شؤونها بحكمة وحزم خوفاً من انتفاضة أهلها عليه.
وقد أرسل قحطبة ابنه الحسن لملاحقة نصر بن سيار الذي كان قد انسحب إلى الريّ، وهناك جرت بين قوات قحطبة بقيادة ابنه الحسن، وقوات نصر بن سيار معركة أخرى، انهزم فيها نصر من جديد، ومات نصر بعد ذلك، فاستولى الحسن على الريّ بعد موته.
وفي أثناء ذلك، وفيما كان الحسن يحارب نصر في الريّ، كان قحطبة قد زحف بمن بقي معه من قواته، فاستولى على مدن أصبهان ونهاوند وشهرزور، وبعدما انتهى من تلك الجهات، اتجه بقواته غرباً إلى العراق، وبعدما استولى على حلوان، عبر نهر دجلة متوجهاً نحو الأنبار لملاقاة يزيد ابن هبيرة، الذي كان يقود قوة شامية كبيرة قدم بها من الشام لمحاربة قوات الدعوة العباسية، ولكن ابن هبيرة لم يلاقه مباشرة بل انسحب مسرعاً باتجاه الكوفة، وعسكر على مسافة غير بعيد عنها استعداداً للمعركة المنتظرة، أما قحطبة فقد عبر نهر الفرات من مخاضة قرب الأنبار وسار بموازاة القوة الأموية، وهو يقول لأصحابه مشجعاً:
«إنّ الإمام أخبرني بأن وقعة تكون لنا في هذا المكان مع الأعداء، وأن النصر سيكون لنا فيها عليهم».
واشتبكت القوتان في معركة كبيرة،انتصرت فيها قوات قحطبة، وانهزمت قوات بني أمية، وبعد المعركة لم يجد أصحاب قحطبة قحطبة بينهم، فبحثوا عنه فوجدوه ملقًى في جدول ماء وإلى جانبه رجل اسمه حرب ابن سالم بن أحوز قتيلين، فظنوا أن كل واحد منهما قتل صاحبه، وقيل أيضا إن معن بن زائدة هو الذي ضرب قحطبة في أثناء عبوره نهر الفرات فسقط في الماء، وأن أصحابه أخرجوه وهو جريح، وأنه قال لمن أخرجه:
«شدّوا يديّ إذا أنا مت، وألقوني في الماء لئلا يعلم الناس بقتلي فيضعفون»، وأنه قال لهم أيضاً قبل موته:
«إذا قدمتم الكوفة فوزير «آل محمد» أبو سلمة الخلال، فسلموا هذا الأمر إليه».
ثم مات، ففعل أصحابه ما أمرهم به. وقيل بل مات قحطبة غرقاً.
وبعد موته أراد أصحابه تعيين أمير لهم، فقالوا سائلين: «من كان عنده عهد من قحطبة، فليخبرنا به؟»، فقال أحد أصحابه وهو مقاتل بن مالك العتكي: «سمعت قحطبة يقول إن حدث بي حدث، فـالحسن ابني أمير الناس».
وكان الحسن غائباً في سريّة كان أبوه قد أرسلها، فأرسلوا إلى الحسن فأحضروه، وسلّموا الأمر إليه. وكان ذلك في عام 132هـ.
عبدو محمد