الاحتباس الحراري
يدعو خبراء المناخ منذ سنوات الأسرة الدولية وبخاصة البلدان الصناعية والبلدان ذات الاقتصادات الناشئة لتغيير طرق الإنتاج الصناعي والغذائي على نحو يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ويجعل معدل الارتفاع لا يتجاوز درجتين اثنتين ما هو عليه الآن بحدود القرن الجاري.
الملاحظ أن خبراء اللجنة الدولية التي تعنى بالتغيرات المناخية قد لاحظوا في السنوات الأخيرة أن طرق الإنتاج والاستهلاك الحالية في العالم ولاسيما في البلدان الصناعية من شأنها التسبب في تفاقم درجات حرارة جو الكرة الأرضية بنسبة قد تزيد عن المعدل الحالي بأربع درجات في نهاية القرن الجاري. ومع ذلك فإنهم لاحظوا أن دعواتهم المتكررة لمراجعة هذه الطرق كان حالها يشبه حال الذي ينفخ في الرماد.
ومن ثم فإن اللجنة حرصت هذه المرة في التقرير الجديد الذي ستصدره نهاية الشر الجاري على التركيز على شروح تبين العواقب البيئية والاجتماعية والاقتصادية الوخيمة الناتجة عن ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية، لا انطلاقا من معدل أربع درجات بل انطلاقا من مبدأ أن معدل الارتفاع المتوقع لا يتجاوز درجة واحدة عما هي عليه الحال اليوم. . ويتضح من التقرير أنها عواقب وخيمة. فمن انعكاسات الارتفاع بمعدل درجة مئوية واحدة انخفاض احتياطي المياه الصالحة للشرب في بعض مناطق العالم بنسبة الخمس مما يتسبب في الإساءة كليا إلى الأمن المائي بالنسبة إلى قرابة عشر سكان العالم.
وما يلاحظ اليوم في منهجية عمل اللجنة الدولية التي تعنى بظاهرة التغيرات المناخية القصوى، أنها تهتم بشكل خاص في سياق التطرق إلى سبل مواجهتها إلى تجارب فردية وجماعية تستقيها من هنا وهناك، وتؤكد من خلالها أن عملية التكيف مع الظاهرة أمر ممكن شريطة أن يغير الإنسان سلوكه مع طرق الإنتاج وطرق الاستهلاك والطبيعة ذاتها.