أدباء ونقاد عرب من الشارقة ينادون بتحرير النقد من المجاملات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدباء ونقاد عرب من الشارقة ينادون بتحرير النقد من المجاملات


    أدباء ونقاد عرب من الشارقة ينادون بتحرير النقد من المجاملات



    نحن بحاجة إلى نقد معياري وجديد

    الشارقة - أكد أدباء ونقاد أن فن النقد في عالمنا اليوم مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يخضع لمعايير أكاديمية أو علمية منهجية، في حين اختفى الناقد الذي يقوم بدوره الحقيقي بين الكاتب والقارئ سواء في تفسير النصوص أو تقييم المحتوى وجودته الأدبية.

    جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “بين النقد والإبداع” ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، الذي يقام تحت شعار “كلمة للعالم” ويستمر حتى الثالث نوفمبر الجاري.

    واستضافت الجلسة كلا من الأديب الناقد سلطان العميمي والأديب نجم والي والكاتب والروائي علي بدر حيث استعرضوا التغيرات التي مر بها النقد في مختلف المجالات الأدبية وتحديدا الإبداعية منها.


    سلطان العميمي: أنصح الكاتب أن لا يُعول على المديح ولا يستاء من النقد


    وقد أسهمت وسائل التواصل الحديثة (السوشيال ميديا) في تسهيل نشر النصوص الأدبية على أوسع نطاق ممكن وبأسهل السبل وأيسرها وأسرعها، وفي الوقت الذي كان فيه الكثير من الأدباء يعانون من النشر في المجلات الأدبية والصفحات الثقافية في الصحف اليومية والأسبوعية لأسباب كثيرة ومتنوعة، صار بوسع أي راغب في نشر نصه على حسابه على فايسبوك أو الإنستغرام أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي أن يفعلَ ذلك كما يشاء، بلا رقيب، ولا حسيب، ولا مسؤول أدبي يقرر صلاحية المادة للنشر من عدمها، وهو ما يوفر عامل الحرية المطلقة في النشر، واتساع حجم الاستهلاك النشري بحسب عدد الأصدقاء على الصفحة الفايسبوكية.

    ولا شك في أن عاملي الحرية والاستهلاك يمثلان صفحة بالغةَ الأهمية من صفحات التطور نحو الأفضل باتجاه إشاعة الحرية والديمقراطية في أوسع شريحة بشرية على مستوى العالم، لكن هذه الحريةَ محاطةٌ بشبكة هائلة من الأخطار التي قد تقلل من أهمية هذه الحرية وتحط من قيمتها الاعتبارية التقليدية الماكثة في الأذهان، بسبب طبيعة المادة التي قد تنطوي عليها هذه المنشورات على صعيد القيمة الأدبية والفنية والجمالية والأخلاقية في جوهرها وصلتها بالمتلقي.


    علي بدر: اليوم لا وجود لناقد يعطي الشرعية لأي كاتب


    وقد أثر هذا الواقع الأدبي الجديد على عالم النقد بشكل بالغ، وهو ما يؤكده المتدخلون في الجلسة كل من زاوية نظره الخاصة طارحين مقاربات مختلفة للتعامل مع هذا الوضع.

    وقال سلطان العميمي “نتحدث عن مسألة شائكة وعليها خلاف كبير فمفهوم النقد تعرض لتغيرات كثيرة وأتوقع أن يتعرض لتغيرات أخرى على صعيد المفهوم والأبعاد والآن مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي فقد تداخل مفهوم النقد مع مفهوم الرأي الشخصي ولا شك أن لكل منهما تعريفه الخاص”.

    وأضاف “الرأي حق للجميع ولكن هل النقد حق للجميع؟ من وجهة نظري النقد له مفهوم أكاديمي علمي وله مفهوم آخر شخصي عند الكثير ممن يرون أن لديهم الحق في نقد كتاب أو فيلم على سبيل المثال، بينما يرى الناقد الأكاديمي أن التعبير عن رأيه ونقد النصوص هو واجب يقوم به وأحيانا يُفرض عليه أن يعطي رأيا في محتوى معين، فالمسألة لا تخضع لرغبة في التعبير عن الرأي، ففي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ذابت كل هذه الفوارق وهنا أنصح الكاتب بأن لا يُعول على المديح ولا يستاء من النقد السلبي فالذائقة النقدية والرأي عُرضة للتغيير مع مرور الوقت”.


    نجم والي: المعارك الكبرى التي كانت تدور بين النقاد لم تعد موجودة


    من جانبه قال نجم والي “الخلاف حول هذا الموضوع بدأ قبل وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اعتقادي فقد ظهر منذ ظهور العروض النقدية في الصحافة الورقية قبل سنوات طويلة، والإشكال هنا يكمن في غياب النقاد الكبار في هذا الوقت فتاريخ النقد العربي والمعارك الكبرى التي كانت تدور بين النقاد لم تعد موجودة في عصرنا الحالي”.

    وأضاف أن النقد ليس موجها للكاتب بشكل رئيسي بل هو للجمهور العام حتى يساعده على فرز المحتوى الصالح من الطالح، كما أن النقد في بلادنا العربية يعد نوعا من السلطة، الناقد يريد أن يُظهر أنه متسلط عليك ككاتب، بينما في أوروبا فإن النقد والعروض الأدبية التي تقدم للكتب تُبنى على معيار الإعجاب بالكتاب فلا يوجد شخص يقدم كتابا أو نقدا لكتاب في صحيفة وبالتالي يروج له وهو لا يعجبه أساسا.

    ويشدد على أنه في نهاية المطاف وبشكل عام فإن النقد متراجع في الوطن العربي بسبب تراجع الدراسات الأكاديمية وهي إشكالية كبيرة بحاجة إلى وقفة جادة.

    من جانبه أكد علي بدر أن أزمة النقد تعد موضوعا عالميا، مشيرا إلى أن النقد درج منذ القرن التاسع عشر وكان حتى الثمانينات يعد معيارا شرعيا عند الكاتب، فلا يمكن لهذا الكاتب أن تكون له أي مكانة أدبية دون سلطة نقدية.

    واليوم في اعتقاده لا وجود لناقد يعطي الشرعية لأي كاتب. قديما كان الناقد يتوسط الكاتب والجمهور فيقوم بتفسير العمل الإبداعي أو الأدبي بشكل عام من جهة ويعطي له قيمة فنية باعتباره خبيرا في هذا المجال من جهة أخرى، وهذا الأمر نفتقده اليوم بشكل واضح.
يعمل...
X