محمد اسماعيل جعفر صادق المسمى بالمكتوم والملقب بالشاكر، الإمام السابع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد اسماعيل جعفر صادق المسمى بالمكتوم والملقب بالشاكر، الإمام السابع

    محمد اسماعيل جعفر صادق

    Mohammad ibn Ismael ibn Jaffar al-Sadik - Mohammad ibn Ismael ibn Jaffar al-Sadik

    محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق
    (132ـ 193هـ/749 ـ 808م)

    محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المسمى بالمكتوم والملقب بالشاكر، الإمام السابع التام الذي تمّ به دور الأئمة السبعة بعد الرسول محمدe، وابتدئ به الأئمة المستورون لدى الإسماعيلية، هؤلاء الأئمة الذين كانوا يسيرون في البلاد سرَّاً ويُظهرون الدعاة جهراً بناءً على قول الإسماعيلية: إن الأرض لا تخلو قط من إمام حي قائم إما ظاهر مكشوف وإما باطن مستور.
    وتبدأ الأمور باختلاف الشيعة الإمامية بعد موت جعفر الصادق (148هـ/765م) حول انتقال الإمامة، فقال بعضهم بإمامة ابنه الأكبر إسماعيل نصّاً عليه من أبيه وسمّوا بالإسماعيلية، وسواء كان قد مات في حياة أبيه أم أنه مات بعده فإن الإمامة الشرعية تبقى في عقبه مستدلين بالآية الكريمة )وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً في عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون( (الزخرف 28)، والكلمة حسب التأويل تعني الإمامة، ولا يجوز أن تنتقل الإمامة من أخ إلى أخيه أي لا ترجع القهقرى وإنما تكون في الأعقاب، والقول بالبداء محال، ولا ينصّ الإمام على واحد من أبنائه إلا بعد السماع من آبائه والتعيين لا يجوز على الإبهام والجهالة، وقالوا إن موسى بن جعفر كان مكلفاً من أبيه جعفر أن يكون حجاباً لابن أخيه الإمام الحق محمد بن إسماعيل وعرف هؤلاء بالمباركية نسبة إلى المبارك مولى إسماعيل بن جعفر، وكانت سلسلة الإمامة لديهم على الصورة الآتية:
    علي بن أبي طالب، الحسين، علي زين العابدين، محمد الباقر، جعفر الصادق (الخامس لا السادس كما هو عند الاثني عشرية) إسماعيل بن جعفر، محمد بن إسماعيل، مسقطين اسم الحسن الذي عدوه إماماً مستودعاً (غير أصيل) لا إماماً مستقراً، وكان الأئمة بعد جعفر يلقبون بألقاب تكريم مثل المبارك وميمون وقام الحسن بتسليم الإمامة (الأمانة) إلى أخيه الحسين.
    بيد أن الاثني عشرية قالت بمآل الإمامة بعد موت إسماعيل في حياة أبيه إلى أخيه الأصغر موسى بن جعفر (الكاظم) وأبقوها في ذريته إلى زمن غيبة الإمام الثاني عشر وهو محمد بن الحسن العسكري الملقب بالمهدي المنتظر الذي سوف يظهر في زمن ما لينقذ العالم.
    وترى الإسماعيلية أن إسماعيل بن جعفر استتر ولم يمت في حياة أبيه كما ادّعي خشية ملاحقة الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وأنه أوصى بالإمامة إلى ابنه محمد بن إسماعيل قبل وفاته وبموافقة أبيه جعفر.
    ثم إن دور الستر في الدعوة الإسماعيلية يبدأ بالإمام محمد بن إسماعيل الذي غادر مقره في المدينة المنورة وراح يعيش متنقلاً في الخفاء اجتناباً لتعقب الخليفة هارون الرشيد له. ويقال إن أباه أرسله سراً بعيداً عن الجزيرة العربية حتى لا يفلح أعداء الدعوة بقطع استمرار الدعوة، وهكذا كان الأمر حين أقام جعفر جنازة مسرحية لابنه إسماعيل أشهد عليها، ولذلك ظلت وفاة إسماعيل غير معروفة بدقة.
    لم يكن محمد بن إسماعيل - خلافاً لوالده - منغمساً في أي نشاطات ثورية، ومن أجل تفادي الاضطهاد والملاحقة العباسية لقادة الشيعة العلويين غادر مقر الأسرة في المدينة في الحجاز، ودخل التقيّة بعد وفاة الصادق، وبدأت بذلك مرحلة طويلة من الستر في تاريخ الإسماعيلية دامت حتى قيام الخلافة الفاطمية في المغرب (297هـ/909م)، وهي مدة وفّرت للمؤلفين المسلمين المعادين في العصر الأوسط فرصة لاختراع حكايات معادية حول أصول الإسماعيلية.
    برزت الإسماعيلية حركة ثورية حسنة التنظيم لها قيادتها المركزية وتبث رسائلها سراً وبصورة سريعة عبر شبكة من الدعاة في معظم أصقاع العالم الإسلامي، وساد الاعتقاد بأن محمد بن إسماعيل المستتر الغائب غيبة مؤقتة هو المهدي المنتظر أو القائم؛ وأنه عند عودته الوشيكة الظهور سيقيم العدل في العالم وسيبدأ معه الدور السابع والأخير، وقد غادر محمد بن إسماعيل المدينة نحو الشرق فقيل إنه قصد الهند وقيل بل ذهب إلى جنوب العراق ثم فارس، والراجح أنه تجول في بلدان كثيرة من العراق فالري فنيسابور حيث تزوج وأنجب، ثم إلى «دوماوند» حيث أقام في قرية «سملا» التي سميت فيما بعد «محمد آباد» وبعدئذ في 191هـ غادر سراً إلى تدمر السورية فأقام فيها واتخذها مقراً لدعوته، وفيها توفي ومازال قبره موجوداً على تلة قرب تدمر تعرف لدى العامة بـ«ضريح مولاي محمد بن علي» وخلف أولاداً هم: عبد الله، جعفر، إسماعيل، محمد، أحمد، الحسين.
    ونصّ قبل وفاته على إمامة ابنه عبد الله «الرضي» الذي أوصى بدوره عند وفاته بالإمامة إلى ابنه أحمد «الوفي»؛ المظنون بأنه واضع رسائل إخوان الصفا أو شارك فيها؛ وقبره على تلة مشرفة على مدينة مصياف ويسمى مشهد الإمام أحمد.
    ونصّ أحمد الوفي على إمامة ابنه حسين «التقي» بعده، ومن ثم انتهى دور الستر وبدأ دور الظهور بقيام الخلافة الفاطمية بزعامة عبد الله «عبيد الله» المهدي في المغرب وهو أول أئمة الظهور وأول خلفاء الدولة الفاطمية، في حين يرى باحثون أنه كان إماماً مستودعاً على ابن أخيه محمد بن الحسين التقي الخليفة الثاني في الدولة الفاطمية والمسمى بالقائم بأمر الله.
    لمحمد بن إسماعيل منزلة رفيعة في معتقد القرامطة الذين خالفوا الإسماعيلية وقالوا: لا يكون بعد محمدr غير سبعة أئمة: علي وهو إمام رسول، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد ومحمد بن إسماعيل بن جعفر، وهؤلاء رسل أئمة، ووقفوا عند محمد بن إسماعيل وهو عندهم القائم المهدي وهو رسول، وقد انقطعت الرسالة عن جعفر في حياته، ثم إن الله بدا له في إمامة جعفر وإسماعيل فصيّرها في محمد بن إسماعيل، واعتلّو في ذلك بخبر رووه عن جعفر بن محمد أنه قال: «ما رأيت مثل بداءٍ بدا لله في إسماعيل»، وقالوا إن محمد بن إسماعيل حيّ لم يمت وإنه غائب مستتر في بلاد الروم، وإنه القائم المهدي، ومعنى القائم عندهم أنه يُبعث برسالة وبشريعة جديدة وينسخ بها شريعة محمدr وأن محمد بن إسماعيل من أولي العزم، وأولو العزم عندهم سبعة: نوح وإبراهيم، وموسى وعيسى، ومحمد وعلي بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل على معنى أن السماوات سبع والأرضين سبع والأئمة سبعة وقلبهم محمد بن إسماعيل، واعتلّوا في نسخ شريعة محمدr وتبديلها بأخبار رووها عن جعفر بن محمد أنه قال: «لو قام قائمنا عُلِّمتم القرآن جديداً» وزعموا أن الله جعل لمحمد بن إسماعيل جنة آدم بناءً على قول الله جلّ وعلا )وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا( (البقرة 35) وهذا يعني محمد بن إسماعيل وأباه إسماعيل )ولا تَقْرَبَا هَذِه الشَجَرَةَ( (البقرة 35) أي موسى بن جعفر بن محمد وولده من بعده، وزعموا أن محمد بن إسماعيل هو خاتم النبيين الذي حكاه الله في كتابه.
    والراجح أن ولادة محمد بن إسماعيل كانت في المدينة سنة 132هـ/749م وأن وفاته في تدمر سنة 193هـ/808م.
    يوسف الأمير علي
يعمل...
X