القارئ الناقد ظاهرة إيجابية لكنها قد تصبح ضدا للإبداع
توسع منصات تقييم الكتب يُنبئ بميلاد طبقة خطرة من النقاد.
الخميس 2021/07/22
القراء قد يفسدون الأدب (لوحة للفنان علي رضا درويش)
غيرت تطورات التكنولوجيا الحديثة خارطة الثقافة في العالم وحولت منصات التعبير المتسعة والمنتشرة القارئ العادي إلى ناقد وصاحب رأي وشريك في تقييم الأعمال الأدبية والفكرية عبر مساحات مجانية أتيحت له لنقد ما يقرأ، لكن هذه الظاهرة لها سلبياتها كما لها إيجابياتها.
بشرت انطباعات القراء بشأن الكتب على صفحاتهم وعلى مجموعات الثقافة والأدب في شبكة الإنترنت بميلاد طبقة جديدة من النقاد غير الأكاديميين الذين يشاركون تصوراتهم وانطباعاتهم، ما لفت الأنظار إلى أهمية تأثيرهم في ساحة الثقافة.
وقد أطلقت مؤسسة “تكوين” الثقافية في الكويت برعاية الجامعة الأميركية هناك في الآونة الأخيرة مبادرة ثقافية لتقديم جائزة لأفضل قراءات لروايات وكتب عربية، ما يمثل اعترافا صريحا بظاهرة الناقد القارئ، ويشجع على تنامي الظاهرة التي اتخذت من صفحات التواصل الاجتماعي مستقرا لها.
ظاهرة إيجابية
حسين عبدالبصير: القارئ الناقد ظاهرة إيجابية مع أنها لم تنضج بعد بالشكل الكافي
راجت مؤخرا صحافة المواطن الذي يستطيع بموبايل بحجم كف اليد نقل الأحداث على مواقع التواصل المختلفة أو إرسالها إلى قنوات فضائية متعددة وصحف ذاع صيتها عقب اهتمامها بمواقعها الإلكترونية.
وبدأ هذا النوع من الصحافة، على الرغم من عدم مهنيته أحيانا، يلقى رواجا لدى شرائح كثيرة لأنه ينقل الحدث أولا بأول، ويقدم أسماء جديرة بالعمل في مهنة البحث عن المتاعب، وهو ما يجعل فكرة القارئ الناقد يمكن أن تلقى المصير نفسه، مع فارق أن الثانية قد تصبح أكثر جودة.
ويصف الروائي المصري طارق إمام في تغريدة له المبادرة الكويتية بأنها فكرة مهمة “ستسهم في تحسن فن المراجعة الأدبية لدى جمهور القراءة”.
ويؤكد الروائي المصري حسين عبدالبصير والمتخصص في الروايات التاريخية أن القارئ الناقد ظاهرة إيجابية مع أنها لم تنضج بعد بالشكل الكافي، ولم تقم بالغوص في عمق النص واستخراج دلالاته الفنية والفكرية.
أمير تاج السر: هناك خلط ما لدى النخبة الثقافية بين القراءة والنقد
ويقول في تصريح لـ”العرب” إن كافة دوائر الثقافة في العالم تشهد محاورات متواصلة بين الكاتب وجمهوره تصب في النهاية في صالح الثقافة.
وشهدت السنوات الأخيرة توسعا واضحا في تدشين صفحات ومجموعات متنوعة للقراءة والتقييم الأدبي على مواقع التواصل الاجتماعي، وساهمت مشاركات القراء العاديين فيها في زيادة مبيعات بعض الأعمال الأدبية.
وأدى ذلك إلى طرح تصورات أخرى لتقييم الأعمال الأدبية والفكرية تختلف عن الأسس النقدية الأكاديمية، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الثقافية حول إيجابيات وسلبيات تكوّن طبقة جديدة من النقاد الانطباعيين.
ويرى البعض أن أي وسيلة لتشجيع القراءة وتحفيزها تمثل خطوة إلى الأمام وتصب في النهاية في مصلحة الكاتب، حتى لو كان هناك اختلاف في الرأي بين الكاتب والقارئ الناقد، وأشاروا إلى أن الظاهرة موجودة بالفعل منذ فترة، لكنها لم تلمع إلا مع ميلاد منصات التعبير الفردي.
وذكروا أن كافة القراء كانوا في الماضي يمثلون نقادا انطباعيين وكانوا يكتفون بطرح آرائهم في المقاهي الثقافية والجلسات الخاصة بهم، لكنهم الآن صار بوسعهم تقديم رؤاهم بضغطة زر عبر هواتفهم المحمولة.
نورا ناجي: رأي القارئ مهم وضروري حتى يعرف الكاتب أين يقف بالضبط
ويؤكد الروائي السوداني أمير تاج السر أن تقييم الكتب بواسطة القراء عمل قائم منذ زمن طويل ومرحب به، فهناك تقييمات تعبر عن تصورات موضوعية مع أنها غير أكاديمية.
ويوضح لـ”العرب” أن الفضاءات الإلكترونية أتاحت النقد بشكل أكثر اتساعا وبسهولة تمكّن من التعرف على القراء المثقفين الحقيقيين، ولن يشارك غير الحقيقيين في تقديم قراءة أو مراجعة.
مع ذلك لا يجد الروائي السوداني أن هناك خلطا ما لدى النخبة الثقافية بين القراءة والنقد، لأن المجتمع الثقافي ككل يعرف جيدا الفرق بين انطباعات القراء والدراسات النقدية للمتخصصين.
وفي تصور الروائية المصرية نورا ناجي، والحاصلة على جائزة يحيى حقي للأدب هذا العام في القاهرة عن روايتها “أطياف كاميليا”، فإن رأي القارئ في ما يكتبه الكاتب مهم وضروري حتى يعرف الكاتب أين يقف بالضبط.
وتشير في تصريح لـ”العرب” إلى أن التعرف على حجم تأثير ما يكتبه كل كاتب في القراء لن يتأتى سوى بتعبير القارئ عن رأيه تجاه الرواية أو الكتاب وتنتهي حدوده عند إبداء الرأي ولا يُملي على الكاتب ما يريده.
غياب النقد التقليدي
خيري حسن: هذه الظواهر تفرض على النقاد المتمرسين تطوير لغة النقد لديهم
يرجع البعض اتساع ظاهرة القارئ الناقد في الآونة الأخيرة إلى غياب النقد التقليدي عن الكثير من الأعمال الأدبية في ظل ازدحام الكتب وقلة النقاد.
ويقول الناقد الأدبي خيري حسن لـ”العرب” إن مثل هذه الظواهر تفرض على النقاد المتمرسين تطوير لغة النقد لديهم وتغيير أسلوبه بما يقترب أكثر مع تطور العصر، “وعلينا الاعتراف بوجود فجوة كبيرة بين جمهور الثقافة العادي وحركة النقد المعاصر”.
ويضيف أن النقاد الأكاديميين يتحدثون بمصطلحات لا يعيها في بعض الأحيان المبدعون أنفسهم، فما بالنا بجمهور القراءة، لكن التبرير ليس قويا للتسليم بأن الظاهرة تتنامى خاصة في ظل عدم صلاحية بعض المجتمعات لممارسة النقد العام.
وهناك من يتصور أن ظاهرة القارئ الناقد تساعد على تأسيس وصاية مجتمعية على العمل الإبداعي، ويربط تصوره بما يعتبره تمددا للحركات السلفية المتشددة في أعماق بعض المجتمعات العربية، حيث تتصل القراءات الثقافية للأدب بالتوجهات الدينية المنغلقة.
جيلان صلاح: مجموعات القراء قد تكرس خطابا رجعيا يقيد حركة الإبداع
وتحكي الروائية جيلان صلاح موقفا يُبرهن على ذلك التصور، إذ شاركت في ندوة لأحد الروائيين الشباب وفوجئت بأحد القراء النقاد يثني على كتابه محل النقاش بسبب خلوه من المشاهد التي تخدش الحياء، وسأله عن رأيه في بعض الكتاب الذين يكتبون مشاهد جنسية في كتاباتهم والتي وصفها بأنها مقززة.
وتقول لـ”العرب” إن رأيا فرديا لقارئ مثل هذا لا يمثل مشكلة بالنسبة إليها، لكنها لا تقبل أن يقود مثل هذا الشخص قطيعا من القراء بسبب إدارته لصفحة من صفحات المراجعة الأدبية وهو ما يتكرر في الكثير من المنصات.
ورأت أن الخطاب السلفي الرجعي غير المراقب يمكن أن يقيد حركة الإبداع نتيجة الخضوع لهذه التصورات بذريعة ضرورة تقبل الكاتب لنقد الجمهور العام والاعتداد به في تقييم العمل.
وفي تصور الناقدة الجزائرية راضية طاهر شقروش، مدرس النقد الأدبي بجامعة راجي مختار في مدينة عنابة شرق الجزائر، أن خلط المصطلحات في غير صالح الثقافة العربية، لأن الناقد ناقد والقارئ قارئ.
أسامة الشاذلي: الظاهرة قد تتسبب في تسويق أعمال ضعيفة المستوى
ولفتت الناقدة الجزائرية في تصريح لـ”العرب” إلى أن هناك قراء يحبون لونا بعينه من الكتب، وآخرين لا تسمح درجة ثقافتهم بتقبل مستويات معينة من الكتابة، ما يعني أن منحهم سلطة لتقييم عمل كاتب أمر غير لائق، وقد يؤدي إلى ظهور أعمال أدبية متدنية، لأن النقد علم في حد ذاته ولا يجوز تسطيحه بهذا التصور.
ورأى الروائي أسامة عبدالرؤوف الشاذلي، صاحب رواية “أوراق شمعون المصري”، أنه على الرغم من وجود إيجابيات عديدة للظاهرة مثل التشجيع على القراءة والارتقاء بالذوق العام إلا أنها قد تتسبب في تسويق أعمال ضعيفة المستوى فنيا اعتمادا على ثقافة “التريند”.
ويؤكد لـ”العرب” أن بعض الأعمال الأدبية الجيدة قد تخفت ولا تلقى الاهتمام اللازم بسبب عدم اهتمام مؤلفها بالمشاركة في صفحات التواصل الاجتماعي، متابعا “يجب أن ننظر إلى رأي الناقد القارئ باعتباره يعبر عن ذائقة سائدة في المجتمع وليس عن قيمة عمل كاتب ما”.
مصطفى عبيد
كاتب مصري
توسع منصات تقييم الكتب يُنبئ بميلاد طبقة خطرة من النقاد.
الخميس 2021/07/22
القراء قد يفسدون الأدب (لوحة للفنان علي رضا درويش)
غيرت تطورات التكنولوجيا الحديثة خارطة الثقافة في العالم وحولت منصات التعبير المتسعة والمنتشرة القارئ العادي إلى ناقد وصاحب رأي وشريك في تقييم الأعمال الأدبية والفكرية عبر مساحات مجانية أتيحت له لنقد ما يقرأ، لكن هذه الظاهرة لها سلبياتها كما لها إيجابياتها.
بشرت انطباعات القراء بشأن الكتب على صفحاتهم وعلى مجموعات الثقافة والأدب في شبكة الإنترنت بميلاد طبقة جديدة من النقاد غير الأكاديميين الذين يشاركون تصوراتهم وانطباعاتهم، ما لفت الأنظار إلى أهمية تأثيرهم في ساحة الثقافة.
وقد أطلقت مؤسسة “تكوين” الثقافية في الكويت برعاية الجامعة الأميركية هناك في الآونة الأخيرة مبادرة ثقافية لتقديم جائزة لأفضل قراءات لروايات وكتب عربية، ما يمثل اعترافا صريحا بظاهرة الناقد القارئ، ويشجع على تنامي الظاهرة التي اتخذت من صفحات التواصل الاجتماعي مستقرا لها.
ظاهرة إيجابية
حسين عبدالبصير: القارئ الناقد ظاهرة إيجابية مع أنها لم تنضج بعد بالشكل الكافي
راجت مؤخرا صحافة المواطن الذي يستطيع بموبايل بحجم كف اليد نقل الأحداث على مواقع التواصل المختلفة أو إرسالها إلى قنوات فضائية متعددة وصحف ذاع صيتها عقب اهتمامها بمواقعها الإلكترونية.
وبدأ هذا النوع من الصحافة، على الرغم من عدم مهنيته أحيانا، يلقى رواجا لدى شرائح كثيرة لأنه ينقل الحدث أولا بأول، ويقدم أسماء جديرة بالعمل في مهنة البحث عن المتاعب، وهو ما يجعل فكرة القارئ الناقد يمكن أن تلقى المصير نفسه، مع فارق أن الثانية قد تصبح أكثر جودة.
ويصف الروائي المصري طارق إمام في تغريدة له المبادرة الكويتية بأنها فكرة مهمة “ستسهم في تحسن فن المراجعة الأدبية لدى جمهور القراءة”.
ويؤكد الروائي المصري حسين عبدالبصير والمتخصص في الروايات التاريخية أن القارئ الناقد ظاهرة إيجابية مع أنها لم تنضج بعد بالشكل الكافي، ولم تقم بالغوص في عمق النص واستخراج دلالاته الفنية والفكرية.
أمير تاج السر: هناك خلط ما لدى النخبة الثقافية بين القراءة والنقد
ويقول في تصريح لـ”العرب” إن كافة دوائر الثقافة في العالم تشهد محاورات متواصلة بين الكاتب وجمهوره تصب في النهاية في صالح الثقافة.
وشهدت السنوات الأخيرة توسعا واضحا في تدشين صفحات ومجموعات متنوعة للقراءة والتقييم الأدبي على مواقع التواصل الاجتماعي، وساهمت مشاركات القراء العاديين فيها في زيادة مبيعات بعض الأعمال الأدبية.
وأدى ذلك إلى طرح تصورات أخرى لتقييم الأعمال الأدبية والفكرية تختلف عن الأسس النقدية الأكاديمية، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الثقافية حول إيجابيات وسلبيات تكوّن طبقة جديدة من النقاد الانطباعيين.
ويرى البعض أن أي وسيلة لتشجيع القراءة وتحفيزها تمثل خطوة إلى الأمام وتصب في النهاية في مصلحة الكاتب، حتى لو كان هناك اختلاف في الرأي بين الكاتب والقارئ الناقد، وأشاروا إلى أن الظاهرة موجودة بالفعل منذ فترة، لكنها لم تلمع إلا مع ميلاد منصات التعبير الفردي.
وذكروا أن كافة القراء كانوا في الماضي يمثلون نقادا انطباعيين وكانوا يكتفون بطرح آرائهم في المقاهي الثقافية والجلسات الخاصة بهم، لكنهم الآن صار بوسعهم تقديم رؤاهم بضغطة زر عبر هواتفهم المحمولة.
نورا ناجي: رأي القارئ مهم وضروري حتى يعرف الكاتب أين يقف بالضبط
ويؤكد الروائي السوداني أمير تاج السر أن تقييم الكتب بواسطة القراء عمل قائم منذ زمن طويل ومرحب به، فهناك تقييمات تعبر عن تصورات موضوعية مع أنها غير أكاديمية.
ويوضح لـ”العرب” أن الفضاءات الإلكترونية أتاحت النقد بشكل أكثر اتساعا وبسهولة تمكّن من التعرف على القراء المثقفين الحقيقيين، ولن يشارك غير الحقيقيين في تقديم قراءة أو مراجعة.
مع ذلك لا يجد الروائي السوداني أن هناك خلطا ما لدى النخبة الثقافية بين القراءة والنقد، لأن المجتمع الثقافي ككل يعرف جيدا الفرق بين انطباعات القراء والدراسات النقدية للمتخصصين.
وفي تصور الروائية المصرية نورا ناجي، والحاصلة على جائزة يحيى حقي للأدب هذا العام في القاهرة عن روايتها “أطياف كاميليا”، فإن رأي القارئ في ما يكتبه الكاتب مهم وضروري حتى يعرف الكاتب أين يقف بالضبط.
وتشير في تصريح لـ”العرب” إلى أن التعرف على حجم تأثير ما يكتبه كل كاتب في القراء لن يتأتى سوى بتعبير القارئ عن رأيه تجاه الرواية أو الكتاب وتنتهي حدوده عند إبداء الرأي ولا يُملي على الكاتب ما يريده.
غياب النقد التقليدي
خيري حسن: هذه الظواهر تفرض على النقاد المتمرسين تطوير لغة النقد لديهم
يرجع البعض اتساع ظاهرة القارئ الناقد في الآونة الأخيرة إلى غياب النقد التقليدي عن الكثير من الأعمال الأدبية في ظل ازدحام الكتب وقلة النقاد.
ويقول الناقد الأدبي خيري حسن لـ”العرب” إن مثل هذه الظواهر تفرض على النقاد المتمرسين تطوير لغة النقد لديهم وتغيير أسلوبه بما يقترب أكثر مع تطور العصر، “وعلينا الاعتراف بوجود فجوة كبيرة بين جمهور الثقافة العادي وحركة النقد المعاصر”.
ويضيف أن النقاد الأكاديميين يتحدثون بمصطلحات لا يعيها في بعض الأحيان المبدعون أنفسهم، فما بالنا بجمهور القراءة، لكن التبرير ليس قويا للتسليم بأن الظاهرة تتنامى خاصة في ظل عدم صلاحية بعض المجتمعات لممارسة النقد العام.
وهناك من يتصور أن ظاهرة القارئ الناقد تساعد على تأسيس وصاية مجتمعية على العمل الإبداعي، ويربط تصوره بما يعتبره تمددا للحركات السلفية المتشددة في أعماق بعض المجتمعات العربية، حيث تتصل القراءات الثقافية للأدب بالتوجهات الدينية المنغلقة.
جيلان صلاح: مجموعات القراء قد تكرس خطابا رجعيا يقيد حركة الإبداع
وتحكي الروائية جيلان صلاح موقفا يُبرهن على ذلك التصور، إذ شاركت في ندوة لأحد الروائيين الشباب وفوجئت بأحد القراء النقاد يثني على كتابه محل النقاش بسبب خلوه من المشاهد التي تخدش الحياء، وسأله عن رأيه في بعض الكتاب الذين يكتبون مشاهد جنسية في كتاباتهم والتي وصفها بأنها مقززة.
وتقول لـ”العرب” إن رأيا فرديا لقارئ مثل هذا لا يمثل مشكلة بالنسبة إليها، لكنها لا تقبل أن يقود مثل هذا الشخص قطيعا من القراء بسبب إدارته لصفحة من صفحات المراجعة الأدبية وهو ما يتكرر في الكثير من المنصات.
ورأت أن الخطاب السلفي الرجعي غير المراقب يمكن أن يقيد حركة الإبداع نتيجة الخضوع لهذه التصورات بذريعة ضرورة تقبل الكاتب لنقد الجمهور العام والاعتداد به في تقييم العمل.
وفي تصور الناقدة الجزائرية راضية طاهر شقروش، مدرس النقد الأدبي بجامعة راجي مختار في مدينة عنابة شرق الجزائر، أن خلط المصطلحات في غير صالح الثقافة العربية، لأن الناقد ناقد والقارئ قارئ.
أسامة الشاذلي: الظاهرة قد تتسبب في تسويق أعمال ضعيفة المستوى
ولفتت الناقدة الجزائرية في تصريح لـ”العرب” إلى أن هناك قراء يحبون لونا بعينه من الكتب، وآخرين لا تسمح درجة ثقافتهم بتقبل مستويات معينة من الكتابة، ما يعني أن منحهم سلطة لتقييم عمل كاتب أمر غير لائق، وقد يؤدي إلى ظهور أعمال أدبية متدنية، لأن النقد علم في حد ذاته ولا يجوز تسطيحه بهذا التصور.
ورأى الروائي أسامة عبدالرؤوف الشاذلي، صاحب رواية “أوراق شمعون المصري”، أنه على الرغم من وجود إيجابيات عديدة للظاهرة مثل التشجيع على القراءة والارتقاء بالذوق العام إلا أنها قد تتسبب في تسويق أعمال ضعيفة المستوى فنيا اعتمادا على ثقافة “التريند”.
ويؤكد لـ”العرب” أن بعض الأعمال الأدبية الجيدة قد تخفت ولا تلقى الاهتمام اللازم بسبب عدم اهتمام مؤلفها بالمشاركة في صفحات التواصل الاجتماعي، متابعا “يجب أن ننظر إلى رأي الناقد القارئ باعتباره يعبر عن ذائقة سائدة في المجتمع وليس عن قيمة عمل كاتب ما”.
مصطفى عبيد
كاتب مصري