الناقدة رزان إبراهيم: الرواية الأردنية متأثرة بالواقع السياسي وبطلها المكان
رزان تؤكد على أن الرواية تمنح القارئ فرصة التأمل في حياة جديدة مليئة بالأسرار.
الخميس 2022/09/15
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الندوة ناقشت "المشهد الروائي في الأردن"
عمان - قالت أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة البترا الأكاديمية رزان إبراهيم في محاضرة بعنوان “المشهد الروائي في الأردن”، ألقتها أخيرا في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بعمان، إن من أهم محددات الرواية الأردنية هو المكان الذي يعطي الرواية ملمحا محليا أردنيا.
وبينت في المحاضرة، التي أدارتها أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة البترا الأكاديمية أماني سليمان، أنه عندما نصف المكان فإننا نصف الإنسان الموجود داخل ذلك المكان، معززة فكرتها ببعض الروايات مثل رواية “حكايات المقهى العتيق” التي اشترك في كتابتها تسعة روائيين.
وغاصت الرواية في تاريخ مادبا عبر خطين، الأول قديم تناول أكثر من حقبة تاريخية مثل المؤابية والآشورية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية ورحيل مسيحيي الكرك إليها ومرحلة تأسيس الإمارة، والخط الآخر يتطرق إليها في الفترة الحديثة. ولفتت إلى خصوصية حي جبل اللويبدة في الرواية الأردنية، مبينة أننا نلمس من رواية الكاتب جلال برجس” سيدات الحواس الخمس” إشارات إلى الهندسة المعمارية الشرهة التي أصابت المكان الأردني.
الرواية التاريخية تستلهم التاريخ لصناعة خطاب فكري وسياسي وإنساني وفني وجمالي معاصر، وتقدم ماضيا قابلا للاستخدام في الحاضر
وأكدت أن الرواية الأردنية لم تظهر شجرة منقطعة عن جذورها العربية، مشيرة إلى أن للمتغيرات السياسية العربية تأثيرها على الرواية الأردنية، مثلما لها تأثيرها على الرواية العربية.
وأوضحت أن الروائي عموما يكتب بعين السياسي من ناحية، ومن الناحية الأخرى ينظر إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية والفنية والجمالية.
وقالت إبراهيم إن الرواية تصدرت المشهد الأدبي دون منازع على المستوى العالمي والعربي والمحلي، وقد أصبحت الأكثر حضورا على الساحة الأدبية والإبداعية، مبينة أن الرواية تمنح القارئ فرصة التأمل في حياة جديدة مليئة بالأسرار، مثلما تمنح الروائي فرصة تحويل الحزن إلى قيمة مضافة بدلا من الارتداد السلبي، وأن الألم هو الذي يحرك القلم لذلك أصبحنا نتحدث عن جماليات الألم في الرواية.
ونوهت بحضور فلسطين في الرواية الأردنية بكل أبعاده الإنسانية العميقة، وبكل ملامحه التراجيدية، مستعرضة بعض الروايات التي قامت بتسجيل الحدث التاريخي واستعانت بالمصادر والمراجع وبشهادات الشهود، وبمعالجات فنية حضر معها المكان الفلسطيني كقيمة رمزية تعبر عن التصاق الفلسطيني بذاكرة المكان، والكثير منها استمرت عينه على قادم أفضل رغم الصعوبات.
وفي هذا الإطار أشارت إلى مشروع الكاتب والروائي إبراهيم نصرالله في “الملهاة الفلسطينية” التي عاد بنا من خلالها إلى نهايات القرن السابع عشر، متطرقة إلى نمط في الرواية الأردنية يلتفت إلى الوحدة بين الأردن وفلسطين.
وقالت إن أهمية الرواية التاريخية تكمن في أنها تستلهم التاريخ لصناعة خطاب فكري وسياسي وإنساني وفني وجمالي معاصر، وتقدم ماضيا قابلا للاستخدام في الحاضر، مشيرة إلى انقسام الرواية التاريخية في الأردن إلى شقين؛ فمنها ما يخص الأردن كرواية الكاتب إبراهيم غرايبة في “أوراق معبد الكتبا” التي تتحدث عن الأنباط الذين بنوا مدنهم في الصخر القاسي، ورواية “أجراس القبار” لمجدي دعيبس التي روت تاريخ فيلادلفيا وركزت على الصراع بين الوثنيين والمسيحيين.
أما الشق الآخر فهو الرواية التاريخية العربية الإسلامية كرواية “مواعيد قرطبة”، بالإضافة إلى تاريخ فلسطين مثل “قناديل ملك الجليل”. وحول حضور المرأة في الرواية الأردنية أشارت الدكتورة إبراهيم إلى أنه في مساق الفكر العربي الجمعي هناك محنة داخلية خاصة بالمرأة، وقد انقسم الروائيون ما بين إعادة إنتاج النمط السائد فاكتفوا بدور الشاهد التاريخي وبين كتابة تلعب دورا تأثيريا فاعلا رصدت كيفية العبور إلى آفاق الحياة العامة.
الروائي عموما يكتب بعين السياسي من ناحية، ومن الناحية الأخرى ينظر إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية والفنية والجمالية
وأكدت أن ظهور العديد من الجوائز المهمة التي كافأت المبدعين أسهم في رواج الرواية، وحفز التنافس لخدمة الحالة الإبداعية بمجملها، وأفرز العديد من الأسماء المهمة التي غدت نجوما في عالم الرواية، موضحة أن للجائزة قيمة على المستوى المادي والنفسي والاقتصادي.
ولفتت إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الرواية الفائزة هي الأفضل، مشيرة إلى أن الجائزة قيمتها بلجنة التحكيم وهي الأساس والجهة القائمة على الجائزة تتحمل مسؤولية اختيار أعضاء لجنة التحكيم من حيث النزاهة.
ورأت أنه من الطبيعي أن يتناول الروائي قضية العنف والإرهاب، “ولكن تكرار تقديم صورة الإرهابي في كل رواية نقرؤها، أوصل إلى مصطلح يعرفه دارسو الأسلوبية ‘مقياس التشبع’، وأصبحنا نرى شخصيات نمطية وسطحية بتصورات ساذجة”.
وكانت الأكاديمية أماني سليمان أشارت في بداية المحاضرة إلى أن الرواية باتت وفق العديد من الآراء النوع الأدبي الأكثر حضورا ومقروئية، والأكثر إنتاجا ونشرا، وهذا التوصيف لا يتعلق بالرواية في الأردن فحسب، وإنما هو حال الرواية في الوطن العربي على وجه العموم.
رزان تؤكد على أن الرواية تمنح القارئ فرصة التأمل في حياة جديدة مليئة بالأسرار.
الخميس 2022/09/15
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الندوة ناقشت "المشهد الروائي في الأردن"
عمان - قالت أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة البترا الأكاديمية رزان إبراهيم في محاضرة بعنوان “المشهد الروائي في الأردن”، ألقتها أخيرا في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بعمان، إن من أهم محددات الرواية الأردنية هو المكان الذي يعطي الرواية ملمحا محليا أردنيا.
وبينت في المحاضرة، التي أدارتها أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة البترا الأكاديمية أماني سليمان، أنه عندما نصف المكان فإننا نصف الإنسان الموجود داخل ذلك المكان، معززة فكرتها ببعض الروايات مثل رواية “حكايات المقهى العتيق” التي اشترك في كتابتها تسعة روائيين.
وغاصت الرواية في تاريخ مادبا عبر خطين، الأول قديم تناول أكثر من حقبة تاريخية مثل المؤابية والآشورية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية ورحيل مسيحيي الكرك إليها ومرحلة تأسيس الإمارة، والخط الآخر يتطرق إليها في الفترة الحديثة. ولفتت إلى خصوصية حي جبل اللويبدة في الرواية الأردنية، مبينة أننا نلمس من رواية الكاتب جلال برجس” سيدات الحواس الخمس” إشارات إلى الهندسة المعمارية الشرهة التي أصابت المكان الأردني.
الرواية التاريخية تستلهم التاريخ لصناعة خطاب فكري وسياسي وإنساني وفني وجمالي معاصر، وتقدم ماضيا قابلا للاستخدام في الحاضر
وأكدت أن الرواية الأردنية لم تظهر شجرة منقطعة عن جذورها العربية، مشيرة إلى أن للمتغيرات السياسية العربية تأثيرها على الرواية الأردنية، مثلما لها تأثيرها على الرواية العربية.
وأوضحت أن الروائي عموما يكتب بعين السياسي من ناحية، ومن الناحية الأخرى ينظر إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية والفنية والجمالية.
وقالت إبراهيم إن الرواية تصدرت المشهد الأدبي دون منازع على المستوى العالمي والعربي والمحلي، وقد أصبحت الأكثر حضورا على الساحة الأدبية والإبداعية، مبينة أن الرواية تمنح القارئ فرصة التأمل في حياة جديدة مليئة بالأسرار، مثلما تمنح الروائي فرصة تحويل الحزن إلى قيمة مضافة بدلا من الارتداد السلبي، وأن الألم هو الذي يحرك القلم لذلك أصبحنا نتحدث عن جماليات الألم في الرواية.
ونوهت بحضور فلسطين في الرواية الأردنية بكل أبعاده الإنسانية العميقة، وبكل ملامحه التراجيدية، مستعرضة بعض الروايات التي قامت بتسجيل الحدث التاريخي واستعانت بالمصادر والمراجع وبشهادات الشهود، وبمعالجات فنية حضر معها المكان الفلسطيني كقيمة رمزية تعبر عن التصاق الفلسطيني بذاكرة المكان، والكثير منها استمرت عينه على قادم أفضل رغم الصعوبات.
وفي هذا الإطار أشارت إلى مشروع الكاتب والروائي إبراهيم نصرالله في “الملهاة الفلسطينية” التي عاد بنا من خلالها إلى نهايات القرن السابع عشر، متطرقة إلى نمط في الرواية الأردنية يلتفت إلى الوحدة بين الأردن وفلسطين.
وقالت إن أهمية الرواية التاريخية تكمن في أنها تستلهم التاريخ لصناعة خطاب فكري وسياسي وإنساني وفني وجمالي معاصر، وتقدم ماضيا قابلا للاستخدام في الحاضر، مشيرة إلى انقسام الرواية التاريخية في الأردن إلى شقين؛ فمنها ما يخص الأردن كرواية الكاتب إبراهيم غرايبة في “أوراق معبد الكتبا” التي تتحدث عن الأنباط الذين بنوا مدنهم في الصخر القاسي، ورواية “أجراس القبار” لمجدي دعيبس التي روت تاريخ فيلادلفيا وركزت على الصراع بين الوثنيين والمسيحيين.
أما الشق الآخر فهو الرواية التاريخية العربية الإسلامية كرواية “مواعيد قرطبة”، بالإضافة إلى تاريخ فلسطين مثل “قناديل ملك الجليل”. وحول حضور المرأة في الرواية الأردنية أشارت الدكتورة إبراهيم إلى أنه في مساق الفكر العربي الجمعي هناك محنة داخلية خاصة بالمرأة، وقد انقسم الروائيون ما بين إعادة إنتاج النمط السائد فاكتفوا بدور الشاهد التاريخي وبين كتابة تلعب دورا تأثيريا فاعلا رصدت كيفية العبور إلى آفاق الحياة العامة.
الروائي عموما يكتب بعين السياسي من ناحية، ومن الناحية الأخرى ينظر إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية والفنية والجمالية
وأكدت أن ظهور العديد من الجوائز المهمة التي كافأت المبدعين أسهم في رواج الرواية، وحفز التنافس لخدمة الحالة الإبداعية بمجملها، وأفرز العديد من الأسماء المهمة التي غدت نجوما في عالم الرواية، موضحة أن للجائزة قيمة على المستوى المادي والنفسي والاقتصادي.
ولفتت إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الرواية الفائزة هي الأفضل، مشيرة إلى أن الجائزة قيمتها بلجنة التحكيم وهي الأساس والجهة القائمة على الجائزة تتحمل مسؤولية اختيار أعضاء لجنة التحكيم من حيث النزاهة.
ورأت أنه من الطبيعي أن يتناول الروائي قضية العنف والإرهاب، “ولكن تكرار تقديم صورة الإرهابي في كل رواية نقرؤها، أوصل إلى مصطلح يعرفه دارسو الأسلوبية ‘مقياس التشبع’، وأصبحنا نرى شخصيات نمطية وسطحية بتصورات ساذجة”.
وكانت الأكاديمية أماني سليمان أشارت في بداية المحاضرة إلى أن الرواية باتت وفق العديد من الآراء النوع الأدبي الأكثر حضورا ومقروئية، والأكثر إنتاجا ونشرا، وهذا التوصيف لا يتعلق بالرواية في الأردن فحسب، وإنما هو حال الرواية في الوطن العربي على وجه العموم.