طرابلس تعيد مهرجانها الوطني للمسرح تحت شعار "غدا سيزهر الليمون"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طرابلس تعيد مهرجانها الوطني للمسرح تحت شعار "غدا سيزهر الليمون"

    طرابلس تعيد مهرجانها الوطني للمسرح تحت شعار "غدا سيزهر الليمون"


    الدبيبة يتسلم مجلد "100 عام من المسرح" ويعد بإنشاء مسرحين في طرابلس وبنغازي.
    السبت 2023/12/16
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    هل يمهد المهرجان لوحدة المسرحيين الليبيين

    عاد المهرجان الوطني للفنون المسرحية بطرابلس، بعد غياب طويل، ليحيي آمال الفنانين والمسرحيين بلم شملهم من جديد وتوفير حدث سنوي يدعم الأعمال المحلية وينفتح على المسرح العربي بهدف جعل طرابلس قبلة مسرحية عربية.

    تعيش الساحة الثقافية الليبية هذه الأيام على وقع المهرجان الوطني للفنون المسرحية في دورته الثانية عشرة، التي يعود من خلالها إلى الحياة بعد عشر سنوات من الغياب.

    ويأتي المهرجان أيضا بعد مواجهة مفتوحة بين الفنانين المسرحيين والجهات المسؤولة في العاصمة طرابلس على مسرح الكشاف الذي يعتبر بيتهم الأول، والذي تم إغلاقه في العام 2017 وطرد فرقة المسرح الوطني منه تنفيذا لحكم قضائي على يد الجهات الأمنية، وذلك بسبب تلكؤ هيئة الثقافة في دفع قيمة الإيجار المتأخر لأكثر من خمس سنوات لفائدة المالك الأصلي للعقار وهو الهيئة العامة للكشافة.

    وفي حفل الافتتاح الذي انتظم الثلاثاء الماضي، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة دعم حكومته الكامل للفنون المسرحية. وأعلن إنشاء أول مسرحين خاصين بالهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون في بنغازي وطرابلس، مطلع العام المقبل، وهو ما رأى فيه الفنانون والإعلاميون الليبيون مكسبا مهما للساحة الثقافية ولمختلف مجالات الإبداع الفني والأدبي في البلاد.

    وتابع الدبيبة أن فكرة التقاء كل مدن ليبيا في هذا المكان مكسب مهم لصالح الوحدة الوطنية ويعزز فكرة أن ليبيا جسد واحد، مؤكدا على دور الثقافة والمسرح كعنصر رئيس لتأصيل هذا التلاحم.


    عبدالحميد الدبيبة: عودة المهرجان مكسب مهم لصالح الوحدة الليبية


    وحضر الدبيبة افتتاح المهرجان إلى جانب وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية مبروكة توغي التي أهدته نسخة من مجلد “100 عام من المسرح” الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، من إعداد الفنان نوري عبدالدائم، وهو عبارة عن توثيق لما كتب من قراءات نقدية ومساهمات، مما نشر في الصحف والمجلات الليبية، واحتفاء بمئوية المسرح الليبي بين العامين 1908 و2008.

    وشددت توغي على أهمية المهرجان الذي يعكس الحاجة الماسة إلى المسرح المعبر عن تطلعات وآمال وأحلام الناس، والذي استحق لقب معلم الشعوب، وقالت “إن الاستمرار في إحياء هذه الدورات يمنح الأجيال الجديدة فرصة الاستفادة من الخبرات وتطوير مهاراتها الفنية، ويمنح المسرح روح الاستمرارية”.

    وأبرز مدير المهرجان الفنان أنور التير أهمية التظاهرة في تكريس دور الفن والإبداع في تحصين الدولة والمجتمع ونشر المحبة والسلام بين أبناء البلد الواحد، وتابع أن عودة المسرح إلى دوره ووظيفته الحضارية والاجتماعية كانت حلما عزيزا في ظل حالة الركود التي عانى منها، لكن بعودة المهرجان تتجدد الأمنيات في رؤية مسرح بكل مدن ليبيا، مخاطبا رئيس الحكومة، “نريد مسرحا للمسرحيين”.

    وشهد الحفل الافتتاحي عرض مسرحية “غدا سيزهر الليمون” تأليف وألحان وإخراج فتحي كحلول وبطولة خدوجة صبري وسعد الجازوي ومنيرة الغرياني وبسمة الأطرش وعلي الشول وصلاح الأحمر وغيرهم.

    وقال كحلول لـ”العرب” إن العرض يتراوح بين الحكي والتشخيص، لكسر حواجز الاتصال الزماني والمكاني في لغة تجريبية تعزف على أوتار الوعي وتثير فيضا من التساؤلات وكثيرا من الدهشة. وأضاف أن هذه المسرحية هي تركيب فني فهما وتفكيكا حتى تتداخل الحكايات وتتشابك المشاهد في إطار التناقض الطبيعي بين الواقع والخيال والحلم والحقيقة والصرخة والصمت والحركة والسكون، وذلك عبر القفز بين الأزمنة والأمكنة والتجاوز في إطار كولاج واحد يخضع للتأثر الواضح ببقية الفنون وخاصة السينما ومونتاجها.

    وأضاف كحلول أن شعار العمل هو “دع المسرح ينمو، دع المسرح يكبر، فالمسرح معرفة ونحن نريد أن نعرف”، مبرزا أن هناك تعطشا واضحا لدى الجمهور الليبي للعروض المسرحية والفنية التي تقدم له وجبة جمالية وفكرية ومعرفية وترفيهية في إطار التحولات المهمة التي تعرفها البلاد على مختلف الأصعدة، وتساهم في إعادة تأسيس الوعي الجمعي باتجاه قيم التقدم والحداثة دون مساس من جوهر الانتماء والأصالة.

    وجاء اختيار عنوان العرض، ليكون شعار المهرجان، استحضارا لقصيدة “القدس” للشاعر الراحل نزار قباني التي يقول فيها “غدا.. غدا.. سيزهر الليمون، وتفرح السنابل الخضراء والزيتون، وتضحك العيون. وترجع الحمائم المهاجرة إلى السقوف الطاهرة”، وهو ما يشير إلى التفاعل مع الظرف الإقليمي والدولي الحالي، وإلى تضامن عموم الفنانين والمسرحيين والمثقفين الليبيين مع أشقائهم في فلسطين، ومع ضحايا العدوان الإسرائيلي المتصاعد سواء في غزة أو في الضفة الغربية.

    ومن خلال الإيماء والإيحاء والإضاءة والإيقاع والملامح التعبيرية للشخوص، تطرق العمل إلى مأساة درنة وكارثة غزة وإلى جراحات وألم الإنسان حيثما كان، متدرجا في وصف الواقع بالكثير من الإشارات الفنية والتقنية التي حاول المؤلف والمخرج توظيفها في سياق ربط أصل المعرفة وفلسفة الخطاب بالإطار العام للإبداع.

    وأبرز كحلول بصفته الرئيس الفخري للمهرجان أن المسرح الليبي كان منذ تأسيسه، أحد عناصر البناء الوحدوي وتكريس الروح الوطنية والنضال من أجل الحرية والتضامن والسلام، وهو يحافظ إلى اليوم على تلك الوظيفة وتلك الخصوصيات، حتى إن المسرحيين هم أكثر الناس تجسيدا لوحدة ليبيا غربا وشرقا ووسطا وجنوبا، وهم خير من جسدوا معنى المصالحة الوطنية، ويعملون على التصدي لخطاب الكراهية والتقسيم والتجزئة مهما كان مصدره ومأتاه ومبرراته.



    ويتواصل المهرجان الوطني للفنون المسرحية في طرابلس لمدة 12 يوما، حيث تكون للجمهور مواعيد قارة بمعدل عرضين في اليوم، أحدهما في مسرح الكشاف والثاني على ركح مسرح كلية الهندسة، على أن ينتظم حفل الاختتام في الثالث والعشرين من ديسمبر الجاري.

    وخاطب رئيـس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون عبدالباسط أبوقندة الفنانين والجمهور بالقول “أنتم المهرجان وأنتم صانعوه”، مشيرا إلى أن تواصل الأجيال هو أحد أهم أهداف الالتفاف حول خشبة المسرح، كما وجه أبوقندة التحية لفرقة درنة للفنون المسرحية المشاركة بالمهرجان منوها بأن هذه النسخة إهداء لروح ضحايا إعصار دانيال.

    وكان أبوقندة قد أصدر في سبتمبر الماضي، قرارا بتشكيل لجنة عليا للمهرجان الوطني للفنون المسرحية للدورة الثانية عشرة، نص على أن يكون فتحي كحلول رئيسا شرفيا للمهرجان، وأنور فرج التير مديرا له، وحسن فرحات رئيس لجنة الاستقبال والضيافة، ومنيرة سالم سعد رئيسة لجنـة العروض، وعلي مفتاح الشول رئيس اللجنة الفنية، وعطية باني رئيس اللجنة الإعلامية، وعلي موسى الفلاح رئيس اللجنة الثقافية، وحمزة أبورقيبة رئيس اللجنة المالية، ومروى عثمان مقرر الجنة.

    وتضم قائمة العروض مسرحيات “الصعاليك” فرقة القرية للتمثيل – الخمس، تأليف قاسم مطرود ومن إعداد وإخراج منير باعور، و”ناج لم ينج” فرقة المسرح الوطني مصراتة، من تأليف عبدالله الرايس وإخراج أنور التير، و”قلق” لفرقة مسرح الطفل والشباب سبها، تأليف أحمد إبراهيم وإخراج إسماعيل حوماني، و”حسيتوها” لفرقة مسرح المرج تأليف يوسف مارس وإخراج علي القديري ، و”البوفيه” لفرقة المبدعين طبرق، تأليف أحمد إبراهيم وإخراج رمزي محارب، و”سيلفي مع الإمبراطور” وهي تعاون مشترك بين السفارة الإيطالية في ليبيا والهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، من تأليف وإخراج منير باعور، و”كركديه” لفرقة هون المسرح، إعداد أحمد إبراهيم وإخراج إبراهيم فكرانة، و”حضرة الغالب” لفرقة المسرح الحر طرابلس، تأليف علي مصطفى المصراتي وإخراج سامي الشريف.


    فتحي كحلول: عرض افتتاح المهرجان ينادي بدعم المسرح وتطوره


    كما تضم القائمة “مكان مع البهائم” لفرقة شموس ليبيا المسرحية المرج، إعداد وإخراج أحمد إبراهيم، و”هم” لفرقة بنغازي للفنون المسرحية، تأليف جبار القرشي وإخراج ناصر الأوجلي، و”أنا إنسان” للفرقة العربية للتمثيل مصراتة، تأليف عبدالعظيم شلوف وإخراج محمد حريب، و”تلك الليلة” للفرقة الليبية للمسرح والتلفزيون شحات، تأليف وإخراج عبدالعزيز ونيس، و”حمام بخاري” للفرقة القومية للتمثيل طرابلس، إعداد وإخراج عبدالله الزروق، و”الأكاديمية” لفرقة أجيال للمسرح والفنون درنة تأليف حسن ميكائيل وإخراج رمضان الطيرة، بالإضافة إلى “توتر” لفرقة مسرح الغد البيضاء، تأليف علي الجهالي وإخراج محمد سعد، و”المتسولون” لفرقة المسرح الوطني سبها، تأليف وإخراج علي أحمد حسيب، و”تشويش” لفرقة الزاوية للتمثيل تأليف وإخراج علي سعيد، و”ألف ليل وعين” لفرقة المسرح الوطني طرابلس، تأليف وإخراج نوري عبدالدائم.

    وتتولى قناة ليبيا الوطنية باعتبارها الراعي الرسمي للمهرجان تخصيص مساحة لعرض برنامج يومي يستضيف نجوم المسرح والسينما وكبار الفنانين الليبيين والنقاد، بالإضافة إلى إصدار صحيفة تواكب وتوثق فعاليات المهرجان تحت اسم “الركح”.

    وتشكل عودة المسرحيين إلى مسرح الكشاف مكسبا مهما لهم، على أن يتم لاحقا إنجاز مسرح جديد يليق بالدور الثقافي المتميز والرصيد الفني الثري للعاصمة طرابلس، وفق ما وعد به رئيس الحكومة.

    وسبق للهيئة العامة للكشافة أن أوضحت أن مسرح الكشاف في طرابلس بني بعرق وجهد قادة الكشاف منذ ستينات القرن الماضي وبتمويل كامل من ميزانية الحركة الكشفية، مشيرة إلى أنه تم افتتاحه عام 1970، وتم تأجيره من قبل الهيئة العامة للثقافة في الدولة آنذاك، وأضافت أن عقد الاستئجار الأخير مع هيئة الثقافة انتهى منذ عام 2009 وبأنهم حاولوا طيلة السنوات الماضية تسوية الملف مع الوزراء المتعاقبين.

    وينتظر أن يتم فتح المجال في الدورة القادمة للمشاركات العربية، بما يؤكد أهمية المهرجان وكذلك قدرة طرابلس على التحول إلى قطب مسرحي مهم يجمع بين تجارب المغرب والمشرق العربيين.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الحبيب الأسود
يعمل...
X