بيلار إلياس .. بين التشخيص والتجريد بحركات متموجة وشاقولية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيلار إلياس .. بين التشخيص والتجريد بحركات متموجة وشاقولية


    بيلار إلياس فنانة سورية مقيمة في بيروت ..
    بين التشخيص والتجريد بحركات متموجة وشاقولية ..
    ـــــــ أديب مخزوم ـ 13 ـ 12 ـ 2023 ـــــــــ
    تتجه الفنانة التشكيلية بيلار إلياس، في قسم من لوحاتها التي عرضتها في سورية ولبنان ومصر ودبي وتركيا ( أكريليك على كانفاس ـ قياسات مختلفة ) ، بشكل واضح نحو التجريد اللوني ، في حين تبقى في لوحات القسم الآخر في إطار التشخيص التعبيري ( حيث تجسد المرأة غالبا من الخلف )، وهي في هذه المجموعة تقترب من الواقع، وتبتعد عنه حسب درجة الإنفعال الذي تعيشه أثناء إنجاز اللوحة، والذي يترك أثراً على وضوح الأشكال أو تماهيها في حركات اللون التجريدي .
    هكذا تقدم لوحات تجريدية قائمة على حركات لونية عريضة، وعلى خطوط دائرية أو نصف دائرية أو تأخد حركة لولبية كما في احدى لوحاتها، وحركات شاقولية متجهة نحو الأعلى ، ثم تصل في لوحات أخرى إلى حدود التشكيل التعبيري القائم على اختزال واختصار الوجوه والعناصر الإنسانية وخاصة المرأة . ومن خلال تقنية ( الأكريليك على الكانفاس ) تعمل على تركيب المساحات اللونية، وتشكيل إيقاعات التشكيل التجريدي الذي يأخذ في أحيان كثيرة شكل الغصن وتفرعاته أو شكل زهرة ( علماً أن هذا الشكل الذي يوحي بغصن أو بزهرة قد يكون تجريد خالص ) حيث تبدأ الحركات وتموجاتها بنقطة في وسط اللوحة ، وتأخذنا أحياناً إلى غنائية وشاعرية في مساحات لونية واسعة .
    وتظهر في لوحاتها ملامح العفوية والجرأة، ومظاهر الدمج ما بين التعبيرية والتجريدية أحياناً، فلوحاتها وأن اقتربت في أكثر الأحيان من التجريد ، إلا أنها تبقى على اتصال بعناصر أو بإشارات الواقع، ولهذا تتدرج لوحاتها في حالاتها المختلفة، ما بين اللمسة التعبيرية، وتفتح الرؤية التجريدية .
    وهي تذهب مرة إلى تقديم لوحة، بحركات خطية انسيابية ومتموجة ومتفرعة من نقطة، ومرات تتجه لتكثيف طبقات اللون الانفعالية، بممارسة حريتها، ضمن مساحات واسعة ومتجاورة، و لهذا تأتي لوحاتها مشحونة بالاحاسيس والانفعالات ، رغم بروز بعض مظاهر العقلنة، الناتجة عن العمل ضمن إيقاعات لونية محددة ومتدرجة من الأزرق المخفف والأحمر المخفف إلى الأصفر الصريح ومن الأسود الى لغة الرماديات، وصولاً الى البياض اللوني وغيرها، وتوجد بعض المساحات المحددة بخطوط مستقيمة أحياناً شاقولية وأفقية ، رغم ما تبرزه من تحرر ألوانها ، من تلك السلطة الهندسية، المعتمدة في قطع المساحة باستقامة كاملة أمام العين أحياناً .
    وأكثر ما يميز لباس شخوص لوحاتها، انه يحمل نفس النسيج اللوني الموجود في تشكيلاتها التجريدية . وهي تستفيد من التعبيرية في مظاهر إختصار الأشكال ودمجها في خلفية اللوحة التجريدية، والذهاب بها إلى أقصى حالات التبسيط والاختصار والعفوية، وتستفيد من التجريدية في مظاهر الانحياز نحو الحركات اللونية، التي تعمل على تغييب أشكال الواقع، لتصل في نهاية المطاف نحو صياغات تشكيلات تحمل بصمتها الخاصة، بإيقاعات لونية صريحة أحياناً ، وهادئة أحياناً أخرى تصل حدود الرماديات .
    تتراكم الحركات واللمسات والسماكات اللونية العفوية في اللوحة إذا، لتظهر عوالم داخلية مكثفة، ومع ذلك تطمح بيلار، إلى أن تكون لوحاتها مدروسة وموزونة، وبالتالي بعيدة عن الصياغات العبثية ومعطيات الصدفة ، وإلا لما كنا رأينا هذا النسيج اللوني الخاص الناتج عن صدق تعاملها مع اللوحة، فمتى وجد الصدق وجد التميز في حركات الخطوط والألوان .
    وبيلار إلياس ( فنانة سورية من مواليد اللاذقية ومقيمة في بيروت ) تصل بالتأليف التشكيلي، إلى تداخلات تعبيرية وتجريدية مطعمة بتقنية لونية عفوية، تعبر عن روح الفنون الحديثة والمعاصرة ، وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام التحليل والاجتهاد والتأويل اللامحدود.
    وعلى هذا تسعى لإظهار الدمج الحيوي بين الداخل والخارج أو بين الواقع والتجريد، في خطوات تأكيد خصوصيتها الأسلوبية ، وفي هذا الإطار تفرض حالات التفاعل بين الخطوط والإيقاعات ودرجات اللون وتشعبات الخطوط والدلالات الروحية والجمالية للرموز والاشارات .
    فالطرح التشكيلي مفتوح على نسيج إحتمالات هذا الشغف اللامتناهي، برموز الأشكال البصرية اللونية العفوية، التي تظهر كإيقاعات جمالية متحررة من الرزانة ومن التناظر، ومن الدقة الرياضية ، وفي التجريد هنا يتجلى التشكيل اللوني والتقني ، الذي يعطي أهمية قصوى للإيقاع اللوني الغنائي والشاعري، الذي يعمل أيضاً على تخطي صفاء المساحة ، وهذا يعمل على كسر أناقة المساحة، ويبتعد بها عن الإبهار الصالوني والتزييني. وتحمل بعض مقاطع لوحاتها ملامح وأجواء شرقية، مستشفة من الذاكرة، من خلال إبراز إضاءة اللون وصراحته ، فهي تؤكد دائماً على وجود إشراقة أمل وفجر جديد، في استعادة ألوان الشرق الزاهية، المفعمة بحب الحياة. Pilar Elias
    =AZX5RR4TcjK5G8wi6Swsh7PDZGvRbwyHnzo19lrgPAqtbTBxm Qwaf8_darCWzYntsDgN73vlSq4gqVAnXxo-FoLmB9EBggKWsThQOekkW1ZGeZkpMqmCDCaGoREUoWIk_1mLPd jGXD0Dwmxlg-2pRKcvuCSClHHI8sWjGWhE968cBw&__tn__=EH-R]

يعمل...
X