معلومات عن كوكب عطارد
الفضاء الخارجي مملوء بالاسرار واليوم سنتكلم عن معلومات عن الفضاء وخاصة عن كوكب عطارد ،عرف كوكب عطارد منذ القدم، بل وسماه الرومان برسول الآلهة (Mercury ) وذلك بسبب قربه من الشمس الإله الكبير، فهو يحمل رسائله بسرعة وكفاءة، بل وهو الطفل المدلل لقربه من الشمس الأم.
يبعد كوكب عطارد عن الشمس في نقطة الحضيض 45.9 مليون كم، وفي الأوج يصبح بعده عن الشمس 96.7مليون كم، وفي المعدل يبعد كوكب عطارد مسافة 47.6 مليون كم فحسب عن الشمس، وهي مسافة قريبة جدا قياسا بأبعاد الكواكب الأخرى.
استكشاف كوكب عطارد
بسبب ظهور كوكب عطارد قريبا من الافق الغربي فإنه لا يظهر واضحا عند رصده، بل ويعمل الغلاف الجوي السميك للأرض على امتصاص الضوء القادم من كوكب عطارد فيقل لمعانا ووضوحا، كما أن الشفق الذي يرافق الغروب يحد من رؤيته، لذا لاقى نصيبه من الإهمال التام من العديد من الفلكيين.
ولو أردنا الحقيقة فإن رصد كوكب عطارد يحتاج عملا صعبا وجهدا ليس هينا أبدا، إذ يحتاج تحديد موقعه في السماء قبلا باستخدام الجداول الفلكية والحاسوب، ثم البحث عنه صباحا أو مساء..
ولم تتضح المعلومات عن كوكب عطارد بالمراقبة الفلكية من على الأرض على الإطلاق، لكن أول معلومات حديثة توضح تركيبه وخصائصه أرسلتها مركبة الفضاء الامريكية مارينر10 عام 1974 ، حيث قامت بدراسة سطح كوكب عطارد ومغناطيسيته وحرارته بالإضافة إلى العديد من المعلومات الأخرى.
معلومات عن الفضاء - كوكب عطارد
الخصائص العامة لكوكب عطارد :
1. يدور كوكب عطارد حول محوره( يومه النجمي) مرة واحدة كل 58.65 يوما أرضيا، بينما يدور حول الشمس (سنته النجمية) كل 87.97 يرما أرضيا بسرعة تقدر بحوالي 47.9كم/ثانية، أي أن يوم كوكب عطارد يبلغ ثلث سنته!!
2. تعادل جاذبية كوكب عطارد مقدار 0.378 من جاذبية الأرض، ويميل مداره عن دائرة البروج بمقدار 7 درجات، وهي نسبة كبيرة بالنسبة لمعظم الكواكب السيارة.
تركيب كوكب عطارد :
نظرا لقرب كوكب عطارد عن الشمس، فإن حرارة الشمس جعلت الغازات الخفيفة تتطاير بعيدا خارج مداره إلى الكواكب التالية له في البعد، لذا نجد أن تركيب كوكب عطارد يحوي عناصر ثقيلة مثل الحديد(وهو ما يشكل 75% من نصف قطر الكوكب؛1800كم)، وهذا جعل كوكب عطارد ذو حجم صغير وكثافة عالية تعادل كثافة الأرض.
وتغطي النواة الحديدة قشرة رقيقة من الصخور البركانية قطرها تقريبا 600كم.
معلومات عن الفضاء - كوكب عطارد
معالم سطح كوكب عطارد :
وضحت الصور التي التقطتها مارينر لسطح كوكب عطارد شبها كبيرا بمعالم سطح القمر، حيث يمتلئ سطحه بفوهات كثيرة العدد ومختلفة الأحجام، والنظرية السائدة لتفسير هذه الثقوب هو أنها تشكلت نتيجة اصطدام النيازك الكثيفة بسطح الكوكب خاصة في الفترات الأولى من تكون النظام الشمسي، والقليل منها ربما يكون ناشئا عن براكين كانت ثائرة في الماضي.
من المعالم المميزة لكوكب عطارد حوض كبير مميز يمتد مسافة 1350كم، ويدعى حوض كالوريس، وربما تشكل هذا الحوض بسبب نيزك ضخم اصطدم بهذه المنطقة عند تشكل الكوكب مما أحدث زلزالا قويا عمل على تشكيل ذاك الحوض والسلاسل المحيطة به.
ويملك كوكب عطارد الآن خارجة لتضاريس سطحه كما الأرض، وقد تمت تسمية الفوهات بأسماء المشاهير مثل:فوهة بيتهوفن، وشكسبير، وفوهة مارك توين وغيرهم الكثير .
معلومات عن الفضاء - كوكب عطارد
أظهرت الدراسات الفلكية كما قلنا أن كوكب عطارد لا يملك غلافا غازيا يحمي سطحه، ولو أن العالم الروسي موروز قام بتحليل الطيف الأحمر لكوكب عطارد واكتشف وجود غاز ثاني أكسيد الكربون، وعلى الرغم من هذا فإن معظم الفلكيين يقولون أنه رغم تلك النسبة غير المحددة – وهي على الأغلب ضئيلة للغاية- فإن كوكب عطارد يفتقر لوجود غلاف غازي يحميه.
تقدم مدار كوكب عطارد :
لاحظ الفلكيون أن مدار كوكب عطارد يتقدم عن القيم التي يعطيها قانون نيوتن بمقدار 43 ثانية قوسية، فلماذا ظهر هذا الفرق؟
اعتقد العلماء أن سبب الشذوذ هذا هو وجود كوكب بين عطارد والشمس وأسموه فولكان، ووجهوا المناظير الفلكية لرصده، لكن أيا منها لم يحصل على نتيجة.. ولم يستطع أحد من العلماء تفسير هذا الشذوذ حتى عام 1915، عندما جاء آينشتاين بنظريته النسبية العامة، وبين أن هذا الشذوذ هو ليس شذوذا، بل إن نقاط الحضيض في كل كوكب لا تبقى ثابتة في مكانها كل عام بل تتحرك بسرعة أبطأ من سرعة النمل!!
عبور كوكب عطارد :
نظرا لميلان كوكب عطارد عن دائرة البروج بمقدار 7 درجات كما قلنا، فإنه لا يتقاطع معها إلا في فترات محدودة، حيث يتقاطع مرتين في السنة الواحدة.
ويحدث العبور إذا كان كوكب عطارد بين الشمس والأرض، ويرى على شكل نقظة سوداء صغيرة تمر من خلال أحد أطراف الشمس حتى تخرج من الطرف المقابل.
وقد لاحظ العلماء أن وقت العبور يتقدم كل مرة عن الحسابات بمقدار 43 ثانية، ولم يستطع أحد تفسير هذا إلا آينشتاين عندما أعطت نظريته صورة أوضح عن الكون حيث بين أن الفضاء يتحدب حول الكتل الكبيرة، مما يجعل الطريق لوصول كوكب عطارد إلى قرص الشمس أطول ولهذا يظهر هذا الفرق.
*************************