الطاولة البيضاء
طاولة مربعة الشكل في ملتقى الكتاب ذلك المرتع الذي تنبت فيه الأفكار البرية ، كنا نلتف حولها وفوقها ترتسمُ غيمة تعصر روحها لتثير فينا مطر الأسئلة فتتبلل أغصان الحوار ... هكذا اعتدنا نحن الذين نتشارك الهم الثقافي والفني ، الباحثين عن جنائن الرؤى ...
في هذا المساء كالمساءات الأخرى أثقلنا حقائبنا بثمار الكلام عن رائحة التاريخ بكل ألوانه الذي تطرقا اليه وافترشاه أستاذا التاريخ الجليلان أ.د. هاشم الملاح و أ. د. أحمد قاسم جمعة في إدارة لجلسة ثقافية كان يمسك بجدائل حواراتها أ. د. نجمان ياسين في جلسة سبقت غيمتنا بيومين ولكي يحقق الحوار الهدف المنشود منه كما يجب أن يكون الهدف الرئيس والدافع الأساسي من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة والصواب والابتعاد عن التشتت والوقوف عند قناعات ما ، والاعتدال في الحديث ، تطرقنا والحديث إشارة لموضوع مثير للجدل حمل عنوان ( أظنه ترفاً ثقافياً ) على هامش الندوة في المكان نفسه مساء الأثنين 11/2/2023 تحت عنوان ( نينوى تاريخ وحضارة ) .. كانت لنا وقفة متجددة مع ما دار بين ماضٍ نقلبُ أوراقه الصفراء وبين متسع من المدى المطلق نجهل خفاياه والفاصل بين هذا وذاك نقف نحن الذين نؤمن باستحضار أرواح التي تحوم في فلك ما كان وما يمكن ان نتطلع اليه في غدٍ قريب أو بعيد وسط أعاصير كاسحة من المتغيرات التكنلوجية والحضارية متمثلة عن آخر العتبات ما جاء عبر الذكاء الصناعي وما ننتظره من بعده الأعاصير القادمة بسرعة لا يمكن إحصاء سرعتها ... والمتحدث الأول الفنان التشكيلي الأستاذ م . شاهين الظاهر الذي عقب على ما تناوله على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك بأن الجدل وفتح النقاش حول الدور المطلوب من الجميع في التأثير على مصدر القرار ليكون هذا التساؤل الحتمي الذي دفع كل أبواب النقاش على مصراعيها ، بمشاركة الجلسة المتحدثين الاستاذ القاص غانم البجاري والاستاذ الباحث شعلان العنزي والاستاذ القاص قاسم حسن والاستاذ الفوتوغرافي انور الدرويش والفنان المسرحي محمد العمر وكاتب هذه السطور لنسوق الحديث الى مواضيعٍ شتى وعلى كافة المحاور الثقافية والأدبية والفنية المشهد الثقافي في محافظة نينوى ـ الندوات ـ الجلسات الثقافية ـ المناظرات ـ المهرجانات كل ذلك كان مصباً من الآراء ووجهات النظر بين مؤيد ومختلف الى ساعة متأخرة من ذات الليلة .
وليبقى السؤال معلق الإجابة كما أشار إليه الأستاذ شاهين في خاتمة ما تناوله :
ـ هل يمكن لمثقفينا وأدبائنا وعلمائنا وفنانينا أن يشكلوا جماعة ضغط قادرة على التأثير في مصدر القرار كي نعيد لنينوى وجهها الحضاري ؟