بلدة “حاس”.. آثار و تاريخ عريق..
--------------------------------------------
بلدة هادئة من ريف ادلب الجنوبي تغفو على سفح جبل الزاوية الجنوبي و تلتمس الدفء من أختيها الكبيرتين "كفرنبل" من الغرب و "كفرومة" من الشرق،
.
تتبع ناحية كفرنبل في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب. وترتفع 630 متر عن سطح البحر
تقع غرب معرة النعمان بـ8 كم وتلاصق من الغرب مدينة كفرنبل ، وعلى الطرف الجنوبي من جبل الزاوية،
تحيط بها الآثار الرومانية من أكثر من اتجاه :
• “خربة حاس" و"شن شراح" و"الربيعة" من الشمال
• ومن الشمال الشرقي "خربة فارس"
• و من الجنوب الشرقي "بساتين حناك الأثرية".
.
ذكرت حاس في معجم البلدان لياقوت الحموي و ذلك بعد تحرير المنطقة من التتار والمغول وقد ورد ذكرها في معرض تهنئة أحد الشعراء للأمير :
(إذا زرت حيشا أنخ النياق في حاس.. قوم لهم في المجد نعم اساس / طربت برجعتها فكأنما شربت..من خندريس حناكها أو حاس.)
.
وتعود تسمية “حاس” كما يقول أهلها إلى معدن النحاس الذي كان يستخرج من أراضيها
.
تعتبر بلدة حاس من البلدات القليلة التي كانت مأهولة بالسكان منذ القدم إلى جانب "مزرعة الهناجاك" التي تجاورها من الشرق و الدليل وجود معاصر العنب المنتشرة في غير مكان من البلدة وقد غطيت بطبقات ترابية متعددة تدل على قدم العهد
كما تحوي البلدة العديد من المدافن والقبور الرومانية والتي تعود إلى ما قبل العصر الإسلامي.
.
ويوجد في بلدة حاس عدد من الأديرة و الكنائس القديمة التي تشير إلى تتابع الحضارات المتنوعة على هذه المنطقة كما تم العثور على عدد من معاصر الزيتون ومعاصر العنب وتصنيع الخمور حيث يقول أهل البلدة أن تلك الخمور كانت تنقل من بلدة "حاس" إلى "جزيرة جاوة" الإيطالية مركز القساوسة والبطاركة.
.
يعمل أبناء البلدة في الزراعة، حيث تحيط بها حقول الزيتون والتين والعنب كما يحيط السوار بالمعصم ويزرعون الحبوب وبعض الخضار التي تعيش على مياه الأمطار لافتقارها إلى المياه الجوفية.
وتشارك المرأة في حاس الرجل في أعمال الأرض من زراعة و جني المحاصيل وعمل الخضار الصيفية إضافة إلى عملها الأساسي في البيت والعناية بالأطفال
.
كانت منازل حاس قديما على شكل دوائر و لكل دائرة باب واحد يطل على الساحة، و داخل كل دائرة مجموعة من البيوت التي تصطف إلى جوار بعضها البعض وهي الطريقة التي تستخدم كنوع من الاحتراز من اللصوص وللاستئناس ببعضهم البعض. حتى أن اصطبلات الدواب أو ما يسمونه القبو كان مدخلها عبر بيت العائلة أي أن الابقار و الدواب تمر داخل بيت العائلة في طريقها إلى القبو و ذلك زيادة في الحرص على الرزقة من اللصوص.
وينتصب على جوانب الساحة التي تنفتح عليها أبواب الحواري دكات حجرية يجلس عليها رجال الحارة يتبادلون حكايا الماضي وهموم الحاضر
وكانت سهراتهم في ليالي الصيف على سطح المنزل
.
يعيش في بلدة حاس ما يزيد عن عشرين ألف نسمة إضافة إلى ما يقرب من نصف هذا العدد نازحين من المناطق المجاورة و من الذين هجروا قسريا من أرياف المحافظات السورية.
وهناك الكثير من أبناء البلدة في بلدان الاغتراب يرسلون مساعدات لأسر الشهداء والفقراء .
ونتيجة لضعف مواردها الطبيعية اتجه أبناؤها نحو الدراسة لتأمين مستقبلهم وفيها عدد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية كما فيها عدد من الروضات ومراكز تأهيل الطفل وتدريب المرأة.
وتضم البلدة المئات من حملة الشهادات الجامعية والدراسات العليا ومن كافة الاختصاصات وقد وصلت إلى نسبة قياسية على مستوى الجوار.
و في الفترة الماضية وقبل اندلاع الحرب الارهابية على سورية ظهر تحول نوعي في اهتمام الأهالي نحو الصناعة وتم افتتاح عددا من معامل البرادات والبلاستيك ومواد البناء الأمر الذي منح أبنائها رخاء اقتصاديا مقبولا.
ويتميز أبناء البلدة على العموم بالالتزام الديني والرزانة والهدوء والدقة في اختيار الألفاظ والحسافة في التصرف حتى ضرب بهم المثل من الجوار.
ويسكن بلدة حاس عدد من العوائل المتعاونة فيما بينها و تعتبر مثالا للتعايش السلمي بين مكوناتها المختلفة.
.
خربة شنشراح (حاس) وربيعة
-------------------------------
هي أبرز مدن جبل الزاوية من حيث طرازها المعماري من جهة ومن حيث موقعها الاستراتيجي من جهة أخرى وتقع هذه المدينة إلى الشمال من مدينة كفرنبل ب (5) كم وإلى الغرب من المعرة (15) كم ويصل إليها طريق معبد رقم وتاريخ التسجيل 1/4/1945 رقم 207.
تتميز هذه المدينة بتضوعها فوق هضبة كلسية واسعة وتطل من الشرق على سهول فسيحة واسعة وقد ذكرها الشعراء والمحدثون
=AZUcgeiYYRSfRVm1kU5MRzkWvKidywYhMPQcLXbIHHTws9j-bBaxu33zXn-F9PvjMzMJAqqYFRhgAo6Lu0p4NmDbO1r2dYaE4QyZbdhEW_xNe 9PoDPzX1XgWY20dwLVraVhTMmUSe_xf8W-5SFP8iLT_IxiMx6-9IYtloLOSaG4VcuU0tG3--xOZ7XYtdWgnkjo&__tn__=H-R]