ينافس في مسابقة مهرجان البحر الأحمر ..
«الأستاذ» .. حكايات فلسطينية صغيرة صنعت مقاومة كبيرة
جدة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير
قبل ثلاث سنوات، حصل فيلم المخرجة فرح النابلسي القصير «الهدية» على ترشيح لجائزة الأوسكار وفاز بجائزة البافتا، ويلخص الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية من خلال سعي أب وابنته لشراء هدية وما يتعرضون إليه من معاناة في رحلتهم مع التفتيش والحواجز الإسرائيلية.
تعود النابلسي، التي ولدت في لندن لأبوين فلسطينيين، إلى تلك المنطقة وترصدها مع فيلمها الروائي الطويل الأول «الأستاذ،The Teacher »، الذي عرض عالمياً للمرة الأولى في تورنتو السينمائي الـ 48، وينافس ضمن مسابقة مهرجان البحر الأحمر في دورته الثالثة.
يبدأ الفيلم بنص يخبر المشاهدين أن الفيلم «مستوحى من أحداث حقيقية»، ويقصد بالطبع قضية جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي تم سجنه على يد مسلحين فلسطينيين وإطلاق سراحه عام 2011 مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني، لكن بشكل أكثر دقة، يتحدث العمل عن صراعات العيش في فلسطين، حيث يشكل العنف والتهجير تهديدًا يلوح في الأفق باستمرار، وتبدو العدالة بعيدة المنال دائمًا.
الشخصية الرئيسية هي باسم الصالح (صالح بكري)، وهو رجل مطلق يقوم بالتدريس في مدرسة بالضفة الغربية حيث أمضى معظم طلابه الذكور وقتًا في مراكز الاعتقال الإسرائيلية. اثنان من هؤلاء الطلاب، يعقوب وآدم، شقيقان، يعقوب من النوع الذي لا يتفوق في المدرسة وآدم هو شقيقه الأصغر المجتهد. يعودون إلى المنزل بعد يوم واحد من المدرسة ليجدوا أن منزلهم قد تم هدمه على يد الإسرائيليين، الذين يقدمون لهم فاتورة ويهددونهم بالزج بهم في السجن إذا لم يتمكنوا من الدفع.
يقول باسم لليزا (إيموجين بوتس)، الأخصائية الاجتماعية البريطانية التي جاءت للعمل في المدرسة: "معظم المنازل في القرية لديها أوامر هدم، بما في ذلك منزلي، إنهم ينفذون أوامر الهدم ثم يتهمون أصحاب المنازل بالهدم".
لاحظ يعقوب وآدم أيضًا أن المستوطنين الإسرائيليين يشعلون النار في أشجار الزيتون الفلسطينية في إحدى الأمسيات - ولكن عندما يندفعون إلى البستان لوقف الحرق المتعمد، يطلق أحد المستوطنين النار على يعقوب ويقتله، مما يجعل آدم (محمد عبد الرحمن) يعيش في دوامة من الاكتئاب والغضب.
لكن فيلم "الأستاذ" يبتعد بانتظام عن هذه الرواية ليقدم لمحات من قصة أخرى: ناثانيال كوهين، الجندي الأمريكي الذي ترك منزله في الولايات المتحدة للقتال من أجل إسرائيل، تم احتجازه كرهينة من قبل جماعة مقاومة فلسطينية، التي تطالب بالمزيد من حرية 1200 من سجنائهم مقابل إطلاق سراحه.
تبدو القصتان منفصلتين، لكن ليس الأمر كذلك لأن باسم يساعد المقاومة بهدوء - ولفترة وجيزة، يختبئ الرهينة في منزل الأستاذ. عندها يبدأ باسم بالكشف عن ماضيه، لكل من آدم وليزا، اللذين يساعدانه ويكنان له مشاعر الحب.
وتبدو علاقة الحب بين باسم وليزا، كوسيلة للإصرار على أن الحياة تستمر في أصعب المواقف، لكنها تعطي بكري بعض المشاهد المؤلمة التي تسلط الضوء على رحلة شخصيته. حيث يقول لليزا: "أنا مقيد بالسلاسل إلى الماضي".
يتألق بكري أيضًا في محادثة بين (باسم ووالد ناثانيال كوهين)، الذي يتعقب الأستاذ بعد أن أبلغته الشرطة الإسرائيلية بأن باسم ربما يكون متورطًا في إخفاء الرهينة، ويذهب الأب إليه ليتوسل من أجل حياة ابنه. لا يمكن للأستاذ أن يعترف بأي تفاصيل، أو أنه يعرف أي شيء، لكنه في النهاية يترك بعض المعلومات تفلت، ويقول: "سوف يبقونه على قيد الحياة مهما استغرق الأمر"، ويسأله الأب : "كيف تعرف ذلك؟"، فيرد : "لأنهم يعرفون أن شعبك يعتقد أن ابنك يساوي ألفًا من أبنائنا."
تم تصوير فيلم "الأستاذ" في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية، ونجحت النابلسي في تضفير تفاصيل كثيرة لتجميع كل شيء معًا، ولم تفقد قدرتها على رواية قصة كبيرة من خلال حكايات فردية صغيرة، لتأتي اللقطة الأخيرة لتعبر أكثر عن مأساوية الأوضاع واستمرارها، مع بقاء عدم وجود سبيل إلى العدالة.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
«الأستاذ» .. حكايات فلسطينية صغيرة صنعت مقاومة كبيرة
جدة ـ «سينماتوغراف» : إنتصار دردير
قبل ثلاث سنوات، حصل فيلم المخرجة فرح النابلسي القصير «الهدية» على ترشيح لجائزة الأوسكار وفاز بجائزة البافتا، ويلخص الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية من خلال سعي أب وابنته لشراء هدية وما يتعرضون إليه من معاناة في رحلتهم مع التفتيش والحواجز الإسرائيلية.
تعود النابلسي، التي ولدت في لندن لأبوين فلسطينيين، إلى تلك المنطقة وترصدها مع فيلمها الروائي الطويل الأول «الأستاذ،The Teacher »، الذي عرض عالمياً للمرة الأولى في تورنتو السينمائي الـ 48، وينافس ضمن مسابقة مهرجان البحر الأحمر في دورته الثالثة.
يبدأ الفيلم بنص يخبر المشاهدين أن الفيلم «مستوحى من أحداث حقيقية»، ويقصد بالطبع قضية جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي تم سجنه على يد مسلحين فلسطينيين وإطلاق سراحه عام 2011 مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني، لكن بشكل أكثر دقة، يتحدث العمل عن صراعات العيش في فلسطين، حيث يشكل العنف والتهجير تهديدًا يلوح في الأفق باستمرار، وتبدو العدالة بعيدة المنال دائمًا.
الشخصية الرئيسية هي باسم الصالح (صالح بكري)، وهو رجل مطلق يقوم بالتدريس في مدرسة بالضفة الغربية حيث أمضى معظم طلابه الذكور وقتًا في مراكز الاعتقال الإسرائيلية. اثنان من هؤلاء الطلاب، يعقوب وآدم، شقيقان، يعقوب من النوع الذي لا يتفوق في المدرسة وآدم هو شقيقه الأصغر المجتهد. يعودون إلى المنزل بعد يوم واحد من المدرسة ليجدوا أن منزلهم قد تم هدمه على يد الإسرائيليين، الذين يقدمون لهم فاتورة ويهددونهم بالزج بهم في السجن إذا لم يتمكنوا من الدفع.
يقول باسم لليزا (إيموجين بوتس)، الأخصائية الاجتماعية البريطانية التي جاءت للعمل في المدرسة: "معظم المنازل في القرية لديها أوامر هدم، بما في ذلك منزلي، إنهم ينفذون أوامر الهدم ثم يتهمون أصحاب المنازل بالهدم".
لاحظ يعقوب وآدم أيضًا أن المستوطنين الإسرائيليين يشعلون النار في أشجار الزيتون الفلسطينية في إحدى الأمسيات - ولكن عندما يندفعون إلى البستان لوقف الحرق المتعمد، يطلق أحد المستوطنين النار على يعقوب ويقتله، مما يجعل آدم (محمد عبد الرحمن) يعيش في دوامة من الاكتئاب والغضب.
لكن فيلم "الأستاذ" يبتعد بانتظام عن هذه الرواية ليقدم لمحات من قصة أخرى: ناثانيال كوهين، الجندي الأمريكي الذي ترك منزله في الولايات المتحدة للقتال من أجل إسرائيل، تم احتجازه كرهينة من قبل جماعة مقاومة فلسطينية، التي تطالب بالمزيد من حرية 1200 من سجنائهم مقابل إطلاق سراحه.
تبدو القصتان منفصلتين، لكن ليس الأمر كذلك لأن باسم يساعد المقاومة بهدوء - ولفترة وجيزة، يختبئ الرهينة في منزل الأستاذ. عندها يبدأ باسم بالكشف عن ماضيه، لكل من آدم وليزا، اللذين يساعدانه ويكنان له مشاعر الحب.
وتبدو علاقة الحب بين باسم وليزا، كوسيلة للإصرار على أن الحياة تستمر في أصعب المواقف، لكنها تعطي بكري بعض المشاهد المؤلمة التي تسلط الضوء على رحلة شخصيته. حيث يقول لليزا: "أنا مقيد بالسلاسل إلى الماضي".
يتألق بكري أيضًا في محادثة بين (باسم ووالد ناثانيال كوهين)، الذي يتعقب الأستاذ بعد أن أبلغته الشرطة الإسرائيلية بأن باسم ربما يكون متورطًا في إخفاء الرهينة، ويذهب الأب إليه ليتوسل من أجل حياة ابنه. لا يمكن للأستاذ أن يعترف بأي تفاصيل، أو أنه يعرف أي شيء، لكنه في النهاية يترك بعض المعلومات تفلت، ويقول: "سوف يبقونه على قيد الحياة مهما استغرق الأمر"، ويسأله الأب : "كيف تعرف ذلك؟"، فيرد : "لأنهم يعرفون أن شعبك يعتقد أن ابنك يساوي ألفًا من أبنائنا."
تم تصوير فيلم "الأستاذ" في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية، ونجحت النابلسي في تضفير تفاصيل كثيرة لتجميع كل شيء معًا، ولم تفقد قدرتها على رواية قصة كبيرة من خلال حكايات فردية صغيرة، لتأتي اللقطة الأخيرة لتعبر أكثر عن مأساوية الأوضاع واستمرارها، مع بقاء عدم وجود سبيل إلى العدالة.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك