"أغنية الرجل الطيب".. مسرح يرفع صوته في وجه الظالمين والطغاة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أغنية الرجل الطيب".. مسرح يرفع صوته في وجه الظالمين والطغاة

    "أغنية الرجل الطيب".. مسرح يرفع صوته في وجه الظالمين والطغاة


    العمل المسرحي يستند إلى نص فلسفي، وهو عبارة عن أصوات صارخة ضد الفساد السياسي والدولة البوليسية في كل مكان.
    الجمعة 2023/12/08
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    صراع بين النظام والمثقف

    تونس- عرضت خلال فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، التي تتواصل حتى العاشر من ديسمبر الجاري، مسرحية «أغنية الرجل الطيب» للمخرج مهنّد كريم وإنتاج جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح بالشارقة، وذلك ضمن المسابقة الرسمية.

    المسرحية هي من تمثيل أحمد أبوعرادة، نبيل المازمي، شريف عمر، ميرنا معلولي، عبدالله الخديم، تصميم إضاءة عبدالله الحمادي، تصميم جرافيك نور كزار، مدير إنتاج نبيل المازمي.

    تدور أحداث المسرحية في دولة أطلق عليها المخرج اسم “شرقستان” بعد نشوب حرب أدت لانفصالها عن دولة “غربستان”، وإقامة الحدود بينهما وتركيز نقاط تفتيش على الحدود. وفي “شرقستان” يعيش مثقف وكاتب مسرحي مقاوم للاستبداد يدعى جميل إبراهيم، فتقوم الدولة بتركيز أجهزتها الأمنية لمراقبته والتجسس عليه بعد أن حامت حوله شكوك تتعلق بالعمالة والتجسس لصالح الدولة العدو “غربستان، لكن أحد الضباط المكلف بمراقبته يتأثر بكتاباته فيقرر إنقاذه من براثن المخابرات بعد أن استبدل نصا مسرحيا مناهضا للسلطة بآخر.

    يستند هذا العمل المسرحي إلى نص فلسفي، وهو عبارة عن أصوات صارخة ضد الفساد السياسي والدولة البوليسية في كل مكان، فهو يستدعى، بصورة ضمنية، العديد من النماذج الدكتاتورية ويحاكمها، ويتناول موقف المثقفين الذين قد ينكسرون أو يتماهون مع النظام الفاشي، الذي يجعل من نصف السكان رقباء على النصف الآخر، لكنهم يستيقظون في آخر المطاف من سباتهم وانسجامهم مع السلطة من أجل أن يقوموا بأدوارهم الحقيقية المنشودة في رفع الوعي والمقاومة.

    «لا توجد قصة أصلية.. لأن كل القصص قد رويت بالفعل»، هكذا يقدم المخرج الإماراتي مهند كريم عمله، وعلى هذا النحو التجريدي، فإن العمل يقتطف من هجائيات عديدة من روايات ونصوص شعرية ومسرحية صنعت في وجه الظالمين والطغاة من قبل مبدعين عرب بصورة أكبر، حيث يلمح المشاهد في العرض قبسات من أعمال محمد الماغوط والطاهر بن جلون، وغيرهما من أدباء عرب صاغوا نصوصا كانت عبارة عن فعل مقاوم بناها المخرج ببراعة كبيرة.


    هذه المسرحية التي تتحدث عن أهمية الحرية في حياة الشعوب، تذكّر بالصراع بين ألمانيا الشرقية والغربية، بين المعسكر الليبرالي والآخر الاشتراكي، وهذا الانقسام الذي أثر في حياة الكثير من الألمان، كما يستدعي النماذج الدكتاتورية للقادة والرؤساء الذي يرفضون النقد ويحاربون المثقفين والمفكرين.

    كما تطرق العمل إلى التحولات التي تحدث لدى الأشخاص، سواء كانوا مثقفين أو عاديين، فينحازون إلى الدفاع عن الحق حتى وإن كانوا جنودا ضمن أدوات النظام القمعي. فالمثير في هذا العمل المسرحي أن ضابط المخابرات المكلف بقتل المثقف يصبح هو “الرجل الطيب” في نهاية اختارها المخرج لينتصر فيها للإنسان وقيم الفكر والثقافة ودورها في إنارة العقول وتحرير الشعوب.

    واستطاع المخرج في هذا العمل المسرحي أن يقدم مقاربات مميزة عبر سينوغرافيا موظفة بطريقة جيدة، وبديكور ساهم في تعميق حالة الصراع بين الشخصيات التي تقمصتها طاقات تمثيلية واعدة.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X