"طلقة الرحمة": كوريغرافيا الجسد العراقي المنتفض في وجه آلات القتل
رقص درامي يفكك رمزية القتل والموت في بلاد الرافدين.
الجمعة 2023/12/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook
لا حاجة للكلمات فالجسد قادر على التعبير
أول ما عبر به الإنسان كان الجسد وحركاته الراقصة، ونحو هذه البدايات يعيدنا المخرج والكوريغراف العراقي مؤيد محمد ليروي لنا سردية الألم العراقي، وينتفض بمجموعته الراقصة في وجه آلات القتل المتواترة على أرض الرافدين منذ عقود.
إذا أردت أن تعرف معنى الحزن، فابحث في الفن العراقي، ليس الأدب وحده وإنما كل الفنون، وفي مقدمتها المسرح أبو الفنون، فالمسرح يكتسب لغة مغايرة إذا ما بعث من بلاد الرافدين، إنه يتلون بشجن أهلها، فيقيد به ولا يستطيع التحرر من قيوده.
في تونس، تصلنا الأعمال المسرحية العراقية كل عام، كما لو أنها تضرب لنا موعدا ثابتا مع الألم، تذكرنا بالتراجيديا العراقية المستمرة، منذ فجر التاريخ إلى الآن. تقول لنا إن القتل لم يتوقف وإن القتلة يتكاثرون ويكثرون من سفك الدماء دون شفقة أو رحمة.
هذا العام، من بين الأعمال المشاركة في الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، ضمن العروض الموازية يحضر عمل بعنوان “طلقة الرحمة” للمخرج والكوريغراف مؤيد محمد، وسينوغرافيا بشار عصام.
ثنائية الموت والحياة
العرض الدرامي الراقص يتأسس على تقنية التكرار، إذ يكرر الراقصون حركاتهم ملتزمين بالرقص صوتا يلغي كل الكلمات
“طلقة الرحمة”، العنوان وحده كفيل باختصار موضوع كافة العرض المسرحي الذي امتد على ساعة من الزمن، فطلقة الرحمة أو رصاصة الرحمة هي تعبير مجازي يُشير إلى إنهاء أمر ما عندما يكون ميؤوسا من رجوعه أو عودته أو بقائه. فهو قد وصل إلى مرحلة تكون نهايته أفضل من بقائه. وهي أيضا طلقة “طائشة” قد تودي بحياة العراقي وهو يتنزه في شوارع بلاده.
للقتل أوجه عديدة، فالحروب اتخذت أشكالا وأسماء مختلفة في العراق، وحملت الرجال عنوة نحو ساحات الوغى، فكانوا قتلى في حرب الخليج الأولى والثانية ثم الاحتلال الأميركي، تلاه الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، تتخللها جميعا صراعات داخلية، وحروب عقائدية فرّقت الأخ عن أخيه.
وللقتل أوجه أخرى، وقد يموت المرء بروحه قبل جسده، فيعيش متألما، رافضا للواقع، باحثا عن أيّ فرصة للنجاة ومتشبثا بها. والقتل طائر يرفرف فوق رؤوس العراقيات، اللواتي يعشن أيضا أشكالا من الموت، وبين أن يموت رجالهن، من أب وأخ وابن وزوج بـ”طلقة رحمة” وبين أن تقتل بوازع ديني أخلاقي، توشحت “ماجدات الرافدين” بالسواد.
هل يرقص الجسد ألما؟ في المسرح العراقي أجل، إنه يرقص كالديك المذبوح، يرقص “بحرارة روح” تأبى مغادرة الحياة عنوة، بل تحلم بتركها فقط حينما تشاء. وقد يستغرب المتابع لمثل هذه العروض المسرحية كيف يمكن التعبير بالرقص عن مثل هذه القضايا والإشكاليات العميقة، فنحن في تونس مثلا، اعتدنا المسرح الذي يرقص فيه الممثل فرحا، وحتى الأعمال الكوريغرافية الراقصة، لا تتأثر بالحزن بدرجة تأثر الراقص/ الممثل العراقي به، باختصار لأن الحالة الشعورية تختلف بيننا وبينهم، والتاريخ كفيل بتوضيح ذلك.
على سبيل المثال، يشير أقدم الألواح البابلية القديمة (1800 قبل الميلاد) إلى أن ملحمة جلجامش شهدت أول إشارة إلى الحزن من خلال رؤية جلجامش لجسد صديقه إنكيدو الذي مات بصورة محزنة، وطوال سبعة أيام يظل ينتف شعره ويمزّق ملابسه هائما على وجهه خارج أسوار مدينة أوروك السومرية في جنوب العراق، وفي أحد نصوص الملحمة يقول جلجامش “لقد حلّ الحزن في جوفي”.
في “طلقة الرحمة” يحملنا مؤيد محمد نحو قراءة بلغة مختلفة، لغة الجسد، إنها قراءة في الزمن التاريخي الممتد من بداية سقوط بغداد حتى هذا اليوم، أي ما يعبر عنه بـ”لحظة اختراق الطلقة للدماغ حتى الموت”، ويعلن من خلاله رفضه لقانون الموت الجائر الذي قد يطال كل الموجودين في هذه الأرض. وعبر مجموعة من الراقصين والراقصات، يحثنا المخرج على البحث في ثنائية الموت والحياة، والصراع المزمن الذي يخوضه الإنسان للبقاء، وحلمه الأزلي بالخلود.
قتل وحشي
يلعب المخرج على ثنائية الضوء والجسد، حيث يعتمد على الفضاء المسرحي وصياغته باللون والشكل والتكوين المنقسم بين عناصر الديكور وبين التكوين الحركي للجسد الراقص.
وفي هذا العرض المصنف ضمن “الرقص الدرامي” أو ما يعرف في الغرب بـ”دراما دانس”، يتحول جسد الراقصين المادي إلى نص بصري حامل لمنظومة رموز وعلامات دلالية تهيمن بشدة على المستوى الشعوري والفكري للمتلقي، إنها أيضا تبوح بالمرجعيات الاجتماعية والثقافية والدينية للعمل وصاحبه.
يرقص جسد الممثل في حركات فردية وجماعية، أغلبها متكرر في إشارة إلى تشابه المصير وتكرر فعل القتل في عمق الخشبة التي توحي بأنها قبر عميق، هو الأرض التي لا تزال تتسع لدفن جميع القتلى. حتى الأزياء تتشابه فكلهم يرتدون بدلا رمادية متمازجة مع قمصان بيضاء أو سوداء، يؤدون حركات متشابهة، بعضها خاص بالراقصات وآخر خاص بالراقصين.
الراقصات هنا، كناية عن المرأة العراقية، يتشحن بالسواد حينا ويرقصن به تعبيرا عن الحزن والألم، وحينا يفرشن على طاولات قماشا أبيض يحيل على ملابس الرجال الداخلية، تأخذ شكل القبور. إنهن يبكين، ينتحبن ويحملن نعشا على أكتافهن. تحاول إحداهن عبر حركات متكررة الهرب عبر الأسلاك الشائكة في خلفية الخشبة، لكنها تفشل في أن تنجو بنفسها من “طلقة الرحمة”.
يتأسس هذا العرض الدرامي الراقص، على تقنية التكرار، إذ يكرر الراقصون أغلب حركاتهم، ملتزمين بالرقص صوتا يلغي كل الكلمات، محاولين التخلص من جحيم الواقع المأساوي بأدائهم الجسدي الكوريغرافي، مكررين محاولاتهم اليائسة للتعبير عن رفضهم القتل والموت وتمسكهم بالبحث عن منفذ للحياة. كلها معان تنعكس من مشاهد متوالية، وأفعال متعددة تؤسس لمفهوم التكرار، الذي نجح المخرج في توظيفه ومكنه من تقوية المعاني والدلالات العميقة لعمله المسرحي الراقص، فرفعت من قيمته عبر الاستمرارية والتأكيد.
يخطو الراقصون مجتمعين الخشبة جيئة وذهابا، يرسمون أشكالا تحدد جغرافيا المكان، يتكورون على أنفسهم، يضربون على أرجلهم، يصرخون دون أصوات، ينتحبون، يرفعون بعضهم البعض جثثا هامدة، يحفرون القبور، يتضرعون لله أن ينجيهم من “طلقة الرحمة”، ينثرون التراب من على مستويات مرتفعة من الديكور، تعززها الإضاءة المركزة عليهم، ينقلون لنا مشاهد من الجنائز العراقية، ثم يتساقطون واحدا تلو الآخر في إيحاء على انتهاء الحياة.
“طلقة الرحمة” العمل الذي جاءنا منقوصا من الكثير من مشاهده، ملتزما بضوابط العرض ضمن مهرجان قرطاج، قدم لنا صورة غير مكتملة، فيها حلقة مفقودة في سيرورة القصة الدرامية، لكنها قصة قاسية بلوحات راقصة قاتلة ومؤلمة، تثير في الفكر هاجس البحث عن سردية الألم العراقي وتاريخه. إنها دراما راقصة أخرجها مؤيد محمد، لتضعنا “بين بين” كما قال الشاعر العراقي أحمد مطر في قصيدة له بالعنوان ذاته:
بينَ بيـنْ.
واقِـفٌ، والموتُ يَعـدو نَحـْوَهُ
مِـنْ جِهَتينْ.
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.
رقص درامي يفكك رمزية القتل والموت في بلاد الرافدين.
الجمعة 2023/12/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook
لا حاجة للكلمات فالجسد قادر على التعبير
أول ما عبر به الإنسان كان الجسد وحركاته الراقصة، ونحو هذه البدايات يعيدنا المخرج والكوريغراف العراقي مؤيد محمد ليروي لنا سردية الألم العراقي، وينتفض بمجموعته الراقصة في وجه آلات القتل المتواترة على أرض الرافدين منذ عقود.
إذا أردت أن تعرف معنى الحزن، فابحث في الفن العراقي، ليس الأدب وحده وإنما كل الفنون، وفي مقدمتها المسرح أبو الفنون، فالمسرح يكتسب لغة مغايرة إذا ما بعث من بلاد الرافدين، إنه يتلون بشجن أهلها، فيقيد به ولا يستطيع التحرر من قيوده.
في تونس، تصلنا الأعمال المسرحية العراقية كل عام، كما لو أنها تضرب لنا موعدا ثابتا مع الألم، تذكرنا بالتراجيديا العراقية المستمرة، منذ فجر التاريخ إلى الآن. تقول لنا إن القتل لم يتوقف وإن القتلة يتكاثرون ويكثرون من سفك الدماء دون شفقة أو رحمة.
هذا العام، من بين الأعمال المشاركة في الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، ضمن العروض الموازية يحضر عمل بعنوان “طلقة الرحمة” للمخرج والكوريغراف مؤيد محمد، وسينوغرافيا بشار عصام.
ثنائية الموت والحياة
العرض الدرامي الراقص يتأسس على تقنية التكرار، إذ يكرر الراقصون حركاتهم ملتزمين بالرقص صوتا يلغي كل الكلمات
“طلقة الرحمة”، العنوان وحده كفيل باختصار موضوع كافة العرض المسرحي الذي امتد على ساعة من الزمن، فطلقة الرحمة أو رصاصة الرحمة هي تعبير مجازي يُشير إلى إنهاء أمر ما عندما يكون ميؤوسا من رجوعه أو عودته أو بقائه. فهو قد وصل إلى مرحلة تكون نهايته أفضل من بقائه. وهي أيضا طلقة “طائشة” قد تودي بحياة العراقي وهو يتنزه في شوارع بلاده.
للقتل أوجه عديدة، فالحروب اتخذت أشكالا وأسماء مختلفة في العراق، وحملت الرجال عنوة نحو ساحات الوغى، فكانوا قتلى في حرب الخليج الأولى والثانية ثم الاحتلال الأميركي، تلاه الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، تتخللها جميعا صراعات داخلية، وحروب عقائدية فرّقت الأخ عن أخيه.
وللقتل أوجه أخرى، وقد يموت المرء بروحه قبل جسده، فيعيش متألما، رافضا للواقع، باحثا عن أيّ فرصة للنجاة ومتشبثا بها. والقتل طائر يرفرف فوق رؤوس العراقيات، اللواتي يعشن أيضا أشكالا من الموت، وبين أن يموت رجالهن، من أب وأخ وابن وزوج بـ”طلقة رحمة” وبين أن تقتل بوازع ديني أخلاقي، توشحت “ماجدات الرافدين” بالسواد.
هل يرقص الجسد ألما؟ في المسرح العراقي أجل، إنه يرقص كالديك المذبوح، يرقص “بحرارة روح” تأبى مغادرة الحياة عنوة، بل تحلم بتركها فقط حينما تشاء. وقد يستغرب المتابع لمثل هذه العروض المسرحية كيف يمكن التعبير بالرقص عن مثل هذه القضايا والإشكاليات العميقة، فنحن في تونس مثلا، اعتدنا المسرح الذي يرقص فيه الممثل فرحا، وحتى الأعمال الكوريغرافية الراقصة، لا تتأثر بالحزن بدرجة تأثر الراقص/ الممثل العراقي به، باختصار لأن الحالة الشعورية تختلف بيننا وبينهم، والتاريخ كفيل بتوضيح ذلك.
على سبيل المثال، يشير أقدم الألواح البابلية القديمة (1800 قبل الميلاد) إلى أن ملحمة جلجامش شهدت أول إشارة إلى الحزن من خلال رؤية جلجامش لجسد صديقه إنكيدو الذي مات بصورة محزنة، وطوال سبعة أيام يظل ينتف شعره ويمزّق ملابسه هائما على وجهه خارج أسوار مدينة أوروك السومرية في جنوب العراق، وفي أحد نصوص الملحمة يقول جلجامش “لقد حلّ الحزن في جوفي”.
في “طلقة الرحمة” يحملنا مؤيد محمد نحو قراءة بلغة مختلفة، لغة الجسد، إنها قراءة في الزمن التاريخي الممتد من بداية سقوط بغداد حتى هذا اليوم، أي ما يعبر عنه بـ”لحظة اختراق الطلقة للدماغ حتى الموت”، ويعلن من خلاله رفضه لقانون الموت الجائر الذي قد يطال كل الموجودين في هذه الأرض. وعبر مجموعة من الراقصين والراقصات، يحثنا المخرج على البحث في ثنائية الموت والحياة، والصراع المزمن الذي يخوضه الإنسان للبقاء، وحلمه الأزلي بالخلود.
قتل وحشي
يلعب المخرج على ثنائية الضوء والجسد، حيث يعتمد على الفضاء المسرحي وصياغته باللون والشكل والتكوين المنقسم بين عناصر الديكور وبين التكوين الحركي للجسد الراقص.
وفي هذا العرض المصنف ضمن “الرقص الدرامي” أو ما يعرف في الغرب بـ”دراما دانس”، يتحول جسد الراقصين المادي إلى نص بصري حامل لمنظومة رموز وعلامات دلالية تهيمن بشدة على المستوى الشعوري والفكري للمتلقي، إنها أيضا تبوح بالمرجعيات الاجتماعية والثقافية والدينية للعمل وصاحبه.
يرقص جسد الممثل في حركات فردية وجماعية، أغلبها متكرر في إشارة إلى تشابه المصير وتكرر فعل القتل في عمق الخشبة التي توحي بأنها قبر عميق، هو الأرض التي لا تزال تتسع لدفن جميع القتلى. حتى الأزياء تتشابه فكلهم يرتدون بدلا رمادية متمازجة مع قمصان بيضاء أو سوداء، يؤدون حركات متشابهة، بعضها خاص بالراقصات وآخر خاص بالراقصين.
الراقصات هنا، كناية عن المرأة العراقية، يتشحن بالسواد حينا ويرقصن به تعبيرا عن الحزن والألم، وحينا يفرشن على طاولات قماشا أبيض يحيل على ملابس الرجال الداخلية، تأخذ شكل القبور. إنهن يبكين، ينتحبن ويحملن نعشا على أكتافهن. تحاول إحداهن عبر حركات متكررة الهرب عبر الأسلاك الشائكة في خلفية الخشبة، لكنها تفشل في أن تنجو بنفسها من “طلقة الرحمة”.
يتأسس هذا العرض الدرامي الراقص، على تقنية التكرار، إذ يكرر الراقصون أغلب حركاتهم، ملتزمين بالرقص صوتا يلغي كل الكلمات، محاولين التخلص من جحيم الواقع المأساوي بأدائهم الجسدي الكوريغرافي، مكررين محاولاتهم اليائسة للتعبير عن رفضهم القتل والموت وتمسكهم بالبحث عن منفذ للحياة. كلها معان تنعكس من مشاهد متوالية، وأفعال متعددة تؤسس لمفهوم التكرار، الذي نجح المخرج في توظيفه ومكنه من تقوية المعاني والدلالات العميقة لعمله المسرحي الراقص، فرفعت من قيمته عبر الاستمرارية والتأكيد.
يخطو الراقصون مجتمعين الخشبة جيئة وذهابا، يرسمون أشكالا تحدد جغرافيا المكان، يتكورون على أنفسهم، يضربون على أرجلهم، يصرخون دون أصوات، ينتحبون، يرفعون بعضهم البعض جثثا هامدة، يحفرون القبور، يتضرعون لله أن ينجيهم من “طلقة الرحمة”، ينثرون التراب من على مستويات مرتفعة من الديكور، تعززها الإضاءة المركزة عليهم، ينقلون لنا مشاهد من الجنائز العراقية، ثم يتساقطون واحدا تلو الآخر في إيحاء على انتهاء الحياة.
“طلقة الرحمة” العمل الذي جاءنا منقوصا من الكثير من مشاهده، ملتزما بضوابط العرض ضمن مهرجان قرطاج، قدم لنا صورة غير مكتملة، فيها حلقة مفقودة في سيرورة القصة الدرامية، لكنها قصة قاسية بلوحات راقصة قاتلة ومؤلمة، تثير في الفكر هاجس البحث عن سردية الألم العراقي وتاريخه. إنها دراما راقصة أخرجها مؤيد محمد، لتضعنا “بين بين” كما قال الشاعر العراقي أحمد مطر في قصيدة له بالعنوان ذاته:
بينَ بيـنْ.
واقِـفٌ، والموتُ يَعـدو نَحـْوَهُ
مِـنْ جِهَتينْ.
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.