القط
القط cat لغةًً هو السنور، وله أسماء كثيرة: القط والهر والبس والبسينة وغيرها. تطلق على مجموعة من الثدييات اللاحمة تنتمي إلى فصيلة السِّنَّوْرِيات Felidae. وهي تضم حيوانات مثل الأسد lion والنمر المخطط (الببر) tiger والنمر المبرقع leopard واليَغْوَر (النمر الأمريكي) jaguar وأسد الجبال (البوما) puma أو cougar والوشق lynx والفهد cheettah (بالفرنسية guépard)، ويطلق عليها جميعاً اسم القطط الكبيرة big cats. وتضم أيضاً القطط المعروفة؛ الأهلية منها domestic cats والبرية wild cats وهي التي جرت العادة على تسميتها القطط، وهي التي سيتم الكلام عنها.
صفاتها العامة
تتميز السنوريات برأس مدور وثلاثين سناً في فمها، وبلسان خشن بسبب وجود حليمات متقرنة على سطحه وبمشيتها الإصبعية digitigrade (ترتكز على الأرض بأصابعها، وليس بكفها أو باطن قدمها) وبمخالبها المعقوفة الحادة القابلة للتراجع retractile claws والاختباء بين الأصابع. والاستثناء الوحيد هو الفهد الذي لا تختبئ مخالبه. تتمتع كلها بسمع مرهف ونظر حاد، وسرعة في العدو. وهي تنتشر في كل القارات عدا القارة الأسترالية.
تتكاثر »القطط« بالولادة، وتنجب الأنثى صغاراً عدة في المرة الواحدة، وترضعها من أثدائها المتعددة، وتكون الأم شديدة الشراسة في الدفاع عن صغارها.
القطط البرية
يعيش القط الحرجي Felis silvestris (وهو القط الأوربي البري) (الشكل 1)، في الغابات الأوربية، وهو منتشر في شمالي إفريقيا وشرقي أوربا، كما يوجد في غابات اسكتلندا وفي مناطق مختلفة من فرنسا وكورسيكا. فراؤه سميك وناعم الملمس وذو ألوان زاهية يغلب عليها اللون الأشقر الموشح ـ في معظم جسمه ـ بخطوط داكنة وشريط أسود على ظهره. كما يمتاز ذيله بحلقات سود وذروة سوداء. وهو ليلي النشاط، وتبدو عليه مظاهر الشراسة والقوة. في النهار يدس نفسه بين أغصان الشجر متخفياً بلونه الذي يحاكي لون قلف الأغصان. وفي الليل يصطاد فرائسه متلصصاً على طريقة الهررة. وهو خطر على الإنسان؛ فهو يهاجمه دونما إنذار.
يصبح القط البري اجتماعياً في فصل التكاثر، ويعيش في أزاوج في بداية الربيع. يتجمع عدد من الذكور حول الأنثى في الليل، تصرخ، ويخرمش بعضها بعضاً. وعند الاقتران يبدو الذكر وكأنه يهاجم الأنثى. وبعد شهرين من الحمل تلد الأنثى في نيسان/أبريل أو أيار/مايو، ثلاثة أو أربعة صغار مغمضة العيون، شرسة مثل والديها مستعدة للخدش والعض، تُرضِعها الأم من أثدائها الثمانية، وتعتني بنظافتها وإطعامها، وفوق كل ذلك تحميها من الذكر المستعد دوماً لالتهامها، وقد أخفقت كافة الجهود لاستئناسها.
توجد أنواع عدة من القطط البرية في العالم القديم، لبعضها فراء متجانس اللون، منها القطة الذهبية أو قطة تيمينكي Felis temmincki التي توجد في جنوب شرقي آسيا، ولبعضها الآخر فراء مبرقع، مثل القط الصياد أو قط (سنور بالزباد) F.viverrina الذي يعيش في الهند وجنوب شرقي آسيا. وهناك قط الأدغال أو القط التَفِهْ F.chaus الذي يصل طوله إلى نحو 90سم، وارتفاعه إلى نحو 37سم (الشكل 2) ويوجد بكثرة في شمال شرقي إفريقيا منتشراً حتى جنوبي آسيا والهند الصينية، وخاصة في بلاد الشام وإيران والهند ومصر. فراء هذا القط كثيف أصفر اللون رمادي أو بني رمادي، وهو طويل الأطراف قصير الذنب. والنوع الهندي منه أسود تماماً، يتغذى بالفئران والجرذان والأرانب والدجاج والحمام، و قد أمكن استئناسه. وهناك أيضاً القط الكفري caffre cat (النوع F.libyca) الذي تُمَيَّز فيه عروق عدة توجد في سورية ومصر وجنوب إفريقيا، وهو قط يميل لونه إلى صفرة بعلامات داكنة. ويذكر من عروقه قط الصحراء الهندي F.I.ornata. وهناك القط البنغالي F.bengalensis (الشكل 3)؛ وهو القط الصغير الشائع في الهند. وثمة قطط أخرى منها قط مارغريتا F.margaritta الذي يوجد في شمالي إفريقيا وجنوبي آسيا؛ وهو نوع شديد الصلة بالقط الأهلي. كما يعد القط الإفريقي ذو الأرجل السود F.nigripes من أصغر السنوريات، وهو يعيش في المناطق الصحراوية، وهو نوع نادر ومهدد بالانقراض. وهناك أيضاً العديد من الأنواع الآسيوية، منها القط المرمري F.marmorata. ويرى بعضهم أن بعض هذه القطط ماهي إلا سلالات نتجت عن القط الأهلي F.domestica المعروف بالهر والبس، الذي لا يمكن تتبع أصله وتطوره يقينياً.
القطط الأهلية
لا يعرف يقيناً أصل القطط الأهلية، كما لا يوجد ما يؤكد انحدارها من القط البري الأوربي، على الرغم من إمكانية توالد بعضها من بعض. فهما يبديان تشابهاً في كثير من الصفات، مثل تشابه فرائها المخطط بفراء القط البري. وقد يكون القط الكفري F.libyca سلفاً لها، فجراؤه مثل جراء القط البري، لا يمكن استئناسها.
تمتاز القطط الأهلية (ويسميها الأمريكيون قطط الأزقة alley cats)، بطول ذيلها ودقته، وباستقامة آذانها وقصر شعرها، وتباين ألوانها، الأمر الذي يخفي أصلها. فقد تكون سوداً أو بيضاً أو بنية أو رمادية أو شقراء أو مخططة أو مبرقعة، مثل صدفة السلاحف. وهي ماهرة في اصطياد الفئران والجرذان.
كما أنه لا يوجد ما يشير إلى الأصل الآسيوي لبعض القطط، وربما انحدرت من قطة بالاس Otocolobus manul أو من أنواع قريبة من هذا النوع. فجمجمة هذه القطط الأهلية لا تشبه جماجم القطط الآسيوية. فمن الصفات التي اعتمدت لتبني مثل هذا الاعتقاد يُذْكَر طول الشعر الشبيه بالأنغورا من حيث نعومته، وخصوصاً الموجود حول العنق والصدر والذيل، والألوان الفاتحة المتجانسة عموماً، تلك الصفات التي تميز القطة الصينية ذات الأذن المتدلية والشعر الطويل الحريري. ومن القطط من السلالة نفسها تُذْكَر القطة السيامية F.sp (الشكل 4) ذات العيون الزرق الداكنة واللون المتموج لفرائها، والتي لا يعرف أصلها أيضاً، وهي تشبه في طباعها الكلاب أكثر من شبهها بطباع القطط، وتتمتع بانعزاليتها وفرديتها، مما يجعلها المفضلة بين الحيوانات الأليفة.
ومن القطط الأهلية يذكر القط النمر serval الذي ينتمي للنوع Leptailurus serval (الشكل 5)، وهو يعيش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتردد على المناطق المعشبة، يساعده فراؤه المصفر المبرقش بالبقع السود في محاكاة البيئة. وهو قط رشيق، يعد من أسرع السنوريات، يساعده في ذلك طول أطرافه، حتى إنه يتمكن من التقاط الطيور وهي طائرة على ارتفاع نحو المترين عن الأرض، وهو يهاجم أيضاً الغزلان الصغيرة والدجاج والقوارض.
وتجدر الإشارة إلى وجود سلالتين من القطط من دون ذيل، واحدة تعيش في جزيرة مان Isle of Man في بريطانيا؛ هي قطة مانكس Manx cat، والثانية تعيش في اليابان.
أهميتها بالنسبة للإنسان
تعد القطط الأهلية من أكثر حيوانات المنزل انتشاراً، وقد أسهم في ذلك سهولة التعامل معها وأنسها وانقيادها الشديد للإنسان لدرجة انقيادها للأطفال الصغار. كما أنها مفيدة للإنسان بقضائها على بعض الآفات الضارة؛ إذ تعد من أحسن صيادي الفئران والجرذان التي تنقل للإنسان العديد من الأوبئة والأمراض، وتسبب الأضرار الكبيرة للمحاصيل الغذائية. فهي تسهم بالتوازن البيئي؛ لكونها تمثل الحلقة الأخيرة من السلسلة الغذائية في الأوساط البرية؛ لكونها لاحمة تتغذى بالحيوانات العاشبة واللاحمة الأخرى الصغيرة، إضافة إلى تميز فراء القطط الكبيرة بجماله وألوانه الزاهية وملمسه الناعم، مما يعطيه قيمة كبيرة في صنع الملابس الفاخرة.
وبعيداً عن أهميتها تسبب القطط الأهلية بعض الأمراض الجرثومية، مثل الربو القصبي، وجراثيم المتدثرات الطيرية Chlamydia psittaci التي تصيب القطط وتنقلها للإنسان، تسبب ما يسمى بحمى الحمام ornithosis التي تتمثل بالتهاب القصبات والرئات، وتشبه في أعراضها السعال الديكي.
كما تعيش في أمعاء القطط الأهلية الدودة المشوكة الحبيبية Echinococcus granulosus التي تطرح بيوضها مع برازها. فإذا وصلت للإنسان -وهذا ما يحدث لدى مداعبة القطط، وبما أن القطط من عادتها تنظيف نفسها بلسانها- فإن البيوض التي تكون بجوار شرجها، قد تنتقل إلى صحون طعام الإنسان، فتنتقل إليه وتصل أمعاءه وتستقر في الكبد أو الدماغ أو الرئة، حيث تُكَوِّن أكياساً مائية كبيرة قد يصل حجمها إلى حجم رأس الطفل الصغير. ويتبرعم الجدار الداخلي للكيس إلى الداخل وإلى الخارج، فتعطي رؤوساً، تسبب له أعراضاً تحسسية متنوعة. إن وجود الأكياس المائية في الدماغ أو الكبد أو الرئتين يؤدي إلى تنخر هذه الأعضاء، ويحتاج استئصالها إلى عمل جراحي، يكون عادة متكرراً بسبب استمرار تبرعم الكيس المائي الأصلي وتكوينه حويصلات ثانوية بصورة متكررة.
بشير الزالق
القط cat لغةًً هو السنور، وله أسماء كثيرة: القط والهر والبس والبسينة وغيرها. تطلق على مجموعة من الثدييات اللاحمة تنتمي إلى فصيلة السِّنَّوْرِيات Felidae. وهي تضم حيوانات مثل الأسد lion والنمر المخطط (الببر) tiger والنمر المبرقع leopard واليَغْوَر (النمر الأمريكي) jaguar وأسد الجبال (البوما) puma أو cougar والوشق lynx والفهد cheettah (بالفرنسية guépard)، ويطلق عليها جميعاً اسم القطط الكبيرة big cats. وتضم أيضاً القطط المعروفة؛ الأهلية منها domestic cats والبرية wild cats وهي التي جرت العادة على تسميتها القطط، وهي التي سيتم الكلام عنها.
صفاتها العامة
تتميز السنوريات برأس مدور وثلاثين سناً في فمها، وبلسان خشن بسبب وجود حليمات متقرنة على سطحه وبمشيتها الإصبعية digitigrade (ترتكز على الأرض بأصابعها، وليس بكفها أو باطن قدمها) وبمخالبها المعقوفة الحادة القابلة للتراجع retractile claws والاختباء بين الأصابع. والاستثناء الوحيد هو الفهد الذي لا تختبئ مخالبه. تتمتع كلها بسمع مرهف ونظر حاد، وسرعة في العدو. وهي تنتشر في كل القارات عدا القارة الأسترالية.
تتكاثر »القطط« بالولادة، وتنجب الأنثى صغاراً عدة في المرة الواحدة، وترضعها من أثدائها المتعددة، وتكون الأم شديدة الشراسة في الدفاع عن صغارها.
القطط البرية
الشكل (1) القط الحرجي (الأوربي) |
الشكل (2) قط الأدغال (التفه) Felis chaus |
الشكل (3) القط البنغالي Felis bengalensis |
يصبح القط البري اجتماعياً في فصل التكاثر، ويعيش في أزاوج في بداية الربيع. يتجمع عدد من الذكور حول الأنثى في الليل، تصرخ، ويخرمش بعضها بعضاً. وعند الاقتران يبدو الذكر وكأنه يهاجم الأنثى. وبعد شهرين من الحمل تلد الأنثى في نيسان/أبريل أو أيار/مايو، ثلاثة أو أربعة صغار مغمضة العيون، شرسة مثل والديها مستعدة للخدش والعض، تُرضِعها الأم من أثدائها الثمانية، وتعتني بنظافتها وإطعامها، وفوق كل ذلك تحميها من الذكر المستعد دوماً لالتهامها، وقد أخفقت كافة الجهود لاستئناسها.
توجد أنواع عدة من القطط البرية في العالم القديم، لبعضها فراء متجانس اللون، منها القطة الذهبية أو قطة تيمينكي Felis temmincki التي توجد في جنوب شرقي آسيا، ولبعضها الآخر فراء مبرقع، مثل القط الصياد أو قط (سنور بالزباد) F.viverrina الذي يعيش في الهند وجنوب شرقي آسيا. وهناك قط الأدغال أو القط التَفِهْ F.chaus الذي يصل طوله إلى نحو 90سم، وارتفاعه إلى نحو 37سم (الشكل 2) ويوجد بكثرة في شمال شرقي إفريقيا منتشراً حتى جنوبي آسيا والهند الصينية، وخاصة في بلاد الشام وإيران والهند ومصر. فراء هذا القط كثيف أصفر اللون رمادي أو بني رمادي، وهو طويل الأطراف قصير الذنب. والنوع الهندي منه أسود تماماً، يتغذى بالفئران والجرذان والأرانب والدجاج والحمام، و قد أمكن استئناسه. وهناك أيضاً القط الكفري caffre cat (النوع F.libyca) الذي تُمَيَّز فيه عروق عدة توجد في سورية ومصر وجنوب إفريقيا، وهو قط يميل لونه إلى صفرة بعلامات داكنة. ويذكر من عروقه قط الصحراء الهندي F.I.ornata. وهناك القط البنغالي F.bengalensis (الشكل 3)؛ وهو القط الصغير الشائع في الهند. وثمة قطط أخرى منها قط مارغريتا F.margaritta الذي يوجد في شمالي إفريقيا وجنوبي آسيا؛ وهو نوع شديد الصلة بالقط الأهلي. كما يعد القط الإفريقي ذو الأرجل السود F.nigripes من أصغر السنوريات، وهو يعيش في المناطق الصحراوية، وهو نوع نادر ومهدد بالانقراض. وهناك أيضاً العديد من الأنواع الآسيوية، منها القط المرمري F.marmorata. ويرى بعضهم أن بعض هذه القطط ماهي إلا سلالات نتجت عن القط الأهلي F.domestica المعروف بالهر والبس، الذي لا يمكن تتبع أصله وتطوره يقينياً.
القطط الأهلية
لا يعرف يقيناً أصل القطط الأهلية، كما لا يوجد ما يؤكد انحدارها من القط البري الأوربي، على الرغم من إمكانية توالد بعضها من بعض. فهما يبديان تشابهاً في كثير من الصفات، مثل تشابه فرائها المخطط بفراء القط البري. وقد يكون القط الكفري F.libyca سلفاً لها، فجراؤه مثل جراء القط البري، لا يمكن استئناسها.
الشكل (4) القطة السيامية Felis sp |
الشكل (5) القط النمر Leptailurus serval |
كما أنه لا يوجد ما يشير إلى الأصل الآسيوي لبعض القطط، وربما انحدرت من قطة بالاس Otocolobus manul أو من أنواع قريبة من هذا النوع. فجمجمة هذه القطط الأهلية لا تشبه جماجم القطط الآسيوية. فمن الصفات التي اعتمدت لتبني مثل هذا الاعتقاد يُذْكَر طول الشعر الشبيه بالأنغورا من حيث نعومته، وخصوصاً الموجود حول العنق والصدر والذيل، والألوان الفاتحة المتجانسة عموماً، تلك الصفات التي تميز القطة الصينية ذات الأذن المتدلية والشعر الطويل الحريري. ومن القطط من السلالة نفسها تُذْكَر القطة السيامية F.sp (الشكل 4) ذات العيون الزرق الداكنة واللون المتموج لفرائها، والتي لا يعرف أصلها أيضاً، وهي تشبه في طباعها الكلاب أكثر من شبهها بطباع القطط، وتتمتع بانعزاليتها وفرديتها، مما يجعلها المفضلة بين الحيوانات الأليفة.
ومن القطط الأهلية يذكر القط النمر serval الذي ينتمي للنوع Leptailurus serval (الشكل 5)، وهو يعيش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتردد على المناطق المعشبة، يساعده فراؤه المصفر المبرقش بالبقع السود في محاكاة البيئة. وهو قط رشيق، يعد من أسرع السنوريات، يساعده في ذلك طول أطرافه، حتى إنه يتمكن من التقاط الطيور وهي طائرة على ارتفاع نحو المترين عن الأرض، وهو يهاجم أيضاً الغزلان الصغيرة والدجاج والقوارض.
وتجدر الإشارة إلى وجود سلالتين من القطط من دون ذيل، واحدة تعيش في جزيرة مان Isle of Man في بريطانيا؛ هي قطة مانكس Manx cat، والثانية تعيش في اليابان.
أهميتها بالنسبة للإنسان
تعد القطط الأهلية من أكثر حيوانات المنزل انتشاراً، وقد أسهم في ذلك سهولة التعامل معها وأنسها وانقيادها الشديد للإنسان لدرجة انقيادها للأطفال الصغار. كما أنها مفيدة للإنسان بقضائها على بعض الآفات الضارة؛ إذ تعد من أحسن صيادي الفئران والجرذان التي تنقل للإنسان العديد من الأوبئة والأمراض، وتسبب الأضرار الكبيرة للمحاصيل الغذائية. فهي تسهم بالتوازن البيئي؛ لكونها تمثل الحلقة الأخيرة من السلسلة الغذائية في الأوساط البرية؛ لكونها لاحمة تتغذى بالحيوانات العاشبة واللاحمة الأخرى الصغيرة، إضافة إلى تميز فراء القطط الكبيرة بجماله وألوانه الزاهية وملمسه الناعم، مما يعطيه قيمة كبيرة في صنع الملابس الفاخرة.
وبعيداً عن أهميتها تسبب القطط الأهلية بعض الأمراض الجرثومية، مثل الربو القصبي، وجراثيم المتدثرات الطيرية Chlamydia psittaci التي تصيب القطط وتنقلها للإنسان، تسبب ما يسمى بحمى الحمام ornithosis التي تتمثل بالتهاب القصبات والرئات، وتشبه في أعراضها السعال الديكي.
كما تعيش في أمعاء القطط الأهلية الدودة المشوكة الحبيبية Echinococcus granulosus التي تطرح بيوضها مع برازها. فإذا وصلت للإنسان -وهذا ما يحدث لدى مداعبة القطط، وبما أن القطط من عادتها تنظيف نفسها بلسانها- فإن البيوض التي تكون بجوار شرجها، قد تنتقل إلى صحون طعام الإنسان، فتنتقل إليه وتصل أمعاءه وتستقر في الكبد أو الدماغ أو الرئة، حيث تُكَوِّن أكياساً مائية كبيرة قد يصل حجمها إلى حجم رأس الطفل الصغير. ويتبرعم الجدار الداخلي للكيس إلى الداخل وإلى الخارج، فتعطي رؤوساً، تسبب له أعراضاً تحسسية متنوعة. إن وجود الأكياس المائية في الدماغ أو الكبد أو الرئتين يؤدي إلى تنخر هذه الأعضاء، ويحتاج استئصالها إلى عمل جراحي، يكون عادة متكرراً بسبب استمرار تبرعم الكيس المائي الأصلي وتكوينه حويصلات ثانوية بصورة متكررة.
بشير الزالق