المكملات المحتوية على فيتامين "د" لا تقلل إصابات الكسور لدى الأطفال

المكملات المحتوية على فيتامين "د" لا تقلل إصابات الكسور لدى الأطفال


ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما، ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية.
الأربعاء 2023/12/06

مستويات فيتامين "د" تؤثر على صلابة العظام

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية أجريت في بريطانيا أن المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين “د” لا تؤدي إلى تقوية عظام الأطفال الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين في الجسم، أو تقلل احتمالات إصابتهم بالكسور، بعكس نظريات علمية كثيرة تؤكد أهمية فيتامين “د” بالنسبة لصحة عظام الأطفال.

وتشير الإحصاءات إلى أن ثلث الأطفال يصابون بكسر واحد على الأقل قبل سن 18 عاما، ويمثل ذلك مشكلة صحية عالمية لأن الكسور في سن الطفولة يمكن أن تؤدي إلى إعاقات دائمة أو تدهور نمط حياة الشخص. وقد جذبت المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين “د” اهتماما متزايدا في السنوات الأخيرة باعتبارها وسيلة لتقوية العظام والحد من إصابات الكسور.

ولكن فريقا بحثيا من جامعة كوين ماري في لندن وكلية تي.إتش تشان للصحة العامة في هارفارد أجرى دراسة بالتعاون مع شركاء في منغوليا لتحديد ما إذا كان تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين “د” يمكن أن يقلل بالفعل من احتمالات الإصابة بالكسور.

وشملت الدراسة التي أجريت على مدار ثلاث سنوات ونشرتها الدورية العلمية “لنسيت ديابيتز” وأندوكرينولوجي 8851 طفلا من منغوليا تتراوح أعمارهم ما بين 6 و13 عاما، علما بأن 95.5 في المئة من هؤلاء الأطفال كانوا يعانون بالفعل من نقص فيتامين “د”. وشملت الدراسة إعطاء الأطفال جرعة أسبوعية من مكملات غذائية تحتوي على هذا الفيتامين.

المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ‘د’ تعمل بشكل أفضل لدى البالغين من أجل منع الإصابة بالكسور إذا ما تم تناولها مع الكالسيوم في نفس الوقت

وتبين بعد إجراء فحص بأجهزة الموجات فوق الصوتية شمل 1438 من هؤلاء الأطفال عدم وجود أي تأثير يتعلق بقوة العظام أو تراجع احتمالات الإصابة بالكسور.

ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية عن جانما دافاسامبو الباحث في كلية الصحة العامة في هارفارد قوله إن “غياب أي تأثير لتناول فيتامين ‘د’ بالنسبة لقوة العظام لدى الأطفال الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين كان أمرا مثيرا للدهشة”، وأوضح أن “المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ‘د’ تعمل بشكل أفضل لدى البالغين من أجل منع الإصابة بالكسور إذا ما تم تناولها مع الكالسيوم في نفس الوقت”.

غير أن الباحث أدريان مارتينو من جامعة كوين ماري في لندن أوضح أنه “لا ينبغي أيضا تجاهل أهمية تناول كمية كافية من فيتامين ‘د’ لوقاية الأطفال من مرض الكساح”، مؤكدا أهمية توصية الحكومة البريطانية بشأن تناول 400 وحدة من فيتامين “د” يوميا وضرورة الالتزام بها.

ويؤدي عدم إعطاء الجرعة اليومية من فيتامين “د” للرضع إلى الكساح.

ويعد الكساح الناتج عن خلل في ترسيب المعادن على العظام، العرض الأهم والأكثر شيوعا من أعراض نقص فيتامين “د” عند الرضع، وهي حالة تترقق فيها العظام وتصاب بتشوهات، كتقوس الساقين، وزيادة غلظ الرسغ والكاحل، وبروز عظمة الصدر. يمكن للكساح إن لم يعالج أن يؤدي إلى الإصابة بقصر القامة، وخلل في النمو، ومشاكل في الأسنان، وانحناء العمود الفقري، وزيادة خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.

وقد تؤثر مستويات فيتامين “د” عند الرضع المنخفضة جدا على صلابة عظام الجمجمة.

وعادة ما يتم علاج الكساح والتشوهات المرتبطة به من خلال البدء في إعطاء جرعات من فيتامين “د” للرضيع في أقرب وقت ممكن.

كما من شأن عدم إعطاء جرعات من فيتامين “د” للرضع أن يؤدي إلى ضعف في العضلات، فقد تلحظ الأم التي يعاني طفلها من نقص في فيتامين “د”، مواجهته لصعوبة في إسناد رأسه وحده، أو دعم نفسه أثناء الجلوس أو الزحف، مع ألم في العضلات يعبر عنه الرضيع بالبكاء المستمر وحدة الطباع.