محمد بن أحمد ،القرطبي Al-Kurtubi إماماً عالماً وكان من العلماء العارفين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد بن أحمد ،القرطبي Al-Kurtubi إماماً عالماً وكان من العلماء العارفين

    القرطبي (محمد بن أحمد ـ)
    (… ـ 671هـ/… ـ 1273م)

    محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح، أبو عبد الله الأنصاري، المعروف بالقرطبي، من كبار المفسرين.
    لم تشر كتب التراجم إلى تاريخ ولادته، ولكنها على الأرجح كانت في أوائل القرن السابع الهجري في مدينة قرطبة.
    كانت نشأته في كنف أسرة فقيرة تعمل بالزراعة في ضواحي قرطبة، ويبدو هذا من الحادثة التي حصلت لوالده، وهي مقتله وهو يعمل في حقله على يد بعض النصارى.
    عمل القرطبي في بدء حياته مساعداً لوالده في الزراعة، ثم تفرّغ لطلب العلم وتحصيله في حلقات التدريس قبل أن يخرج من الأندلس، وازدادت صلته بالعلم بعد خروجه من الأندلس.
    خرج القرطبي من قرطبة بعد سقوطها بيد النصارى سنة 633هـ وتوجّه إلى إشبيلية، ثم غادر الأندلس قاصداً مصر، فنزل في الإسكندرية، وانتقل منها إلى القاهرة، ومنها إلى صعيد مصر، واستقر في منية بني الخصيب إلى أن وافاه أجله.
    أخذ العلم عن علماء قرطبة والإسكندرية والقاهرة، وكان من شيوخه: ربيع الأشعري، قاضي قرطبة، وأخوه يحيى، وابن أبي حُجّة النحوي المقرئ، وابن رواج الإسكندري المحدّث الفقيه، وابن الجميزي المحدّث والمقرىء، وأبو العباس القرطبي الذي رحل عن قرطبة إلى الإسكندرية، فأخذ عنه القرطبي في تلك المدينة، وابن قطرال وقد ذكر القرطبي في تفسيره أنه أخذ عنه. وكان القرطبي إماماً علماً من الغوَّاصين على معاني الحديث وكان من العلماء العارفين.
    ومن أشهر تلاميذه ابن عميرة العالم الفقيه الأديب، وأحمد الإشبيلي، وكان إماماً في الحديث.
    ومن أشهر آثاره: تفسيره المعروف بـ «الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان»، وقد بيّن في مقدمته أنه لمّا كان كتاب الله هو الكفيل بعلوم الشرع جميعاً رأى أن يشتغل به مدى عمره ويستفرغ فيه مُـنّـته، وقد سمّى تفسيره هذا تعليقاً، ولكنه جاء سفراً كبيراً في مجلدات كثيرة.
    وقد كشف القرطبي عن مضمون تفسيره فقال عنه: «يتضمّن نكتاً من التفسير واللغات والإعراب والقراءات، والرّد على أهل الزيغ والضلالات، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام، ونزول الآيات، جامعاً بين معانيها، ومبيّـناً ما أشكل منهما بأقاويل السلف، ومن تبعهم من الخلف. وشرطي في هذا الكتاب إضافة الأقوال إلى قائليها، والأحاديث إلى مصنّفيها. وأضرب عن كثير من قصص المفسرين وأخبار المؤرخين إلاّ ما لا بدّ منه، ولا غنى عنه للتبيين، واعتضت من ذلك تبيين آي الأحكام بمسائل تسفر عن معناها، وترشد الطالب إلى مقتضاها، فضمّنت كل آية تتضمن حكماً أو حكمين، فما زاد مسائل نبيّن فيها ما تحتوي عليه من أسباب النزول، والتفسير والتأويل إلى آخر الكتاب».
    وقد بدأ كتابه بمقدمة تحدّث فيها على طريقته في التفسير، ثم ذكر أبواباً تكلم في كل منها على مسائل تتصل بالقرآن الكريم وقارئه ومتعلّمه ومستمعه وتلاوته، وما أتى في إعرابه وتعليمه وتفسيره، وما يلزم قارئه وحامله من تعظيم له وحرمة، وما جاء من الوعيد في تفسير القرآن بالرأي، والحثّ على تفسيره بالسنة، ومعنى الحروف السبعة التي نزل بها، وهل المقصود بها القراءات السبع أو لا.
    أما منهجه في تفسيره فهو يقوم على اعتماده على النقل، ونسبة الرأي إلى قائله، وقد فسّر القرآن بالقرآن، والقرآن بالحديث، وعني بتفسير المفردات، وبأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وقد استقصى كثيراً من القراءات ووجوهها، وهذا ما جعله كثير الذكر لمسائل في النحو والصرف واللغة، وأكثر في ذلك من الاستشهاد بالقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر، فكان تفسيره جامعاً كما أراد له.
    ومن آثاره الأخرى: كتاب «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»، و«الأقضية»، و«أرجوزة في أسماء النبي» عليه الصلاة والسلام، و«التذكار في فضل الأذكار» و«التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» وهو مطبوع، و«التقريب لكتاب التمهيد» وهو شرح لكتاب «التمهيد» لابن عبد البر القرطبي، وهو في الفقه، ورسالة في ألقاب الحديث، و«المصباح في الجمع بين الأفعال والصحاح» جمع فيه بين كتابي «الأفعال» لابن القطاع، و«صحاح اللغة» للجوهري، و«المقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس».
    سكينة محمود موعد
يعمل...
X