اليابانية نعومي كاواسي .. مخرجة جعلت من الكاميرا
وسيلة لطرح أسئلة الوجود الكبرى
مراكش ـ «سينماتوغراف»
المخرجة وكاتبة السيناريو اليابانية، نعومي كاواسي، جعلت من الكاميرا أداة لرصد وضع الإنسان عبر العالم وطرح الأسئلة الوجودية الكبرى التي تؤرق باله.
كاواسي التي حلت أمس الاثنين ضيفة على فقرة “حوار مع..” في إطار الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، باحت للجمهور بالقول “لم أكن مهيأة لأصير مخرجة سينمائية في بداية حياتي، إلا أن الأسئلة الوجودية التي كنت أطرحها وأبحث عن أجوبتها هي ما جعلني أصير كذلك”.
بين لحظة صعودها بلباس أبيض ناصع وخطوات هادئة إلى منصة القاعة الملكية بقصر المؤتمرات بالقاعة الحمراء، ولحظة نزولها منها بتحية الانحناء اليابانية المهذبة، قالت كاواسي ذات ال53 عاماً، الكثير عن حياتها وعن رؤيتها للسينما، لكن أكثر ما شددت عليه هو أن “صناعة الأفلام ليست مجرد لهو، وإنما وسيلة لطرح الأسئلة المقلقة والوجودية على الناس بأجمعهم. ليطرحوها أسئلة على أنفسهم أيضا”.
الحائزة على الجائزة الكبرى لمهرجان (كان) السينمائي سنة 2007، باحت لجمهور المدينة الحمراء أنها كانت في أفلامها الوثائقية الأولى تبحث عن الأب الذي غاب، وتكثر التأمل في المرآة متسائلة عن موقعها في هذا العالم. مضيفة أن الوثائقي شكل بالنسبة لها أيضا وسيلة لتصوير واقع قريتها الصغيرة والحديث إلى شيوخها سعيا إلى منحهم حياة جديدة بعد رحيلهم.
تكرس أعمال كاواسي قضايا هشاشة الإنسان وأهمية الوفاء للعائلة، لدرجة أنها أنجزت فيلما يوثق بعضا من حياة جدتها التي رعتها منذ نعومة أظافرها. تقول كاواسي إنها لم تجد أي حرج في تصوير أجزاء حميمة من جسد جدتها، فقد “كان دَينا علي أن أستديم وجودها وأتقاسم ذكراها مع جمهوري، وأحتفظ بأثر عنها وعن حياتي معها”.
لا تؤمن المخرجة اليابانية بالحدود بين الأفلام الوثائقية والرواية، بل إنها سعت إلى المزج بين الاثنين من خلال المزاوجة البعد الواقعي والخيالي، وجعلت من الكاميرا “عينا ثالثة” تصاحبها في ما تصوره، وهو ما سمح لها بأن تخلق أسلوبها الخاص.
في معرض ردها عن سؤال حول موقفها من توظيف ممثلين محترفين مقابل آخرين لا تجربة سابقة لهم، قالت كاواسي إن رهاني مع المحترفين منهم هو أن “أخلصهم من التصنع ما أمكن، وأن يؤدوا أدوارهم بإبداع وبتلقائية”.
تفوق كاواسي في مهنتها، وطغيان الجانب الإنساني على أعمالها، وسيما ما يتعلق بقضايا النساء، أفضى إلى تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) سنة 2021، لتصبح أول يابانية تتولى هذا الموقع.
تقول كاواسي إن أول مشروع خاضته في هذا الإطار تمثل في مشروع يدعم صانعات الأفلام الإفريقيات الشابات، حيث عملت على تأطير صانعات أفلام شابات من السنغال وكينيا ونيجيريا وبوركينافاسو ودول أخرى. وتضيف “لقد استقبلناهن في بلدنا ونظمنا ورشات لفائدتهن، وأملنا أن يتمكنّ من تقديم أعمالهن إلى العالم”.
تخلص كاواسي إلى التأكيد على دور السينما والفن عموما في خدمة الناس. وتقول إن “صناعة الفيلم ليست مسألة ترفيه، وإنما منبعا للطاقة وباعثا على الحياة وراصدا لقضايا الواقع. علينا أن نعكس الواقع. والكذب ليس خيارا أبدا”.
وعن تجربتها في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قالت كاواسي إنه شكل لها فرصة للالتقاء بنجوم كبار من عالم الفن السابع والتبادل معهم، معتبره أنه “إذا كانت أساليب اشتغالنا تختلف، فإن ما نشترك فيه هو أننا نفعل ما نحبه”.
على أن لقاءها مع جمهور مراكش شكل أيضاً مناسبة لاستحضار تجربتها المتمثلة في إنشائها سنة 2010 المهرجان السينمائي الدولي بنارا، مسقط رأسها، حيث كرست جهودها لتكوين الأجيال الصاعدة. وبطبيعة الحال، لم تفوت كاواسي الفرصة لدعوة الجمهور إلى حضور هذه الدورة المقبلة لهذه التظاهرة في شتنبر المقبل.
يشار إلى أن نعومي كاواسي من مواليد مدينة نارا باليابان، وتواصل من هناك إنتاج أعمالها التي تستوحي حكاياتها من الواقع. ونالت كاواسي العديد من الجوائز في أكبر المهرجانات الدولية، أبرزها الكاميرا الذهبية عن فيلمها الأول “سوزاكو” (1997)، والجائزة الكبرى عن فيلم “غابة الحداد” (2007) في مهرجان كان السينمائي.
ومن بين أفلامها الجديدة فيلم “لا يزال الماء” (2014)، و”نحو الضوء” (2017)، و”رحلة إلى يوشينو” (2018) و”الأمهات الحقيقيات” (2020). وكاواسي هي مخرجة الفيلم الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020، هي أيضا منتجة ومستشارة لمعرض إكسبو 2025 أوساكا-كانساي.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
وسيلة لطرح أسئلة الوجود الكبرى
مراكش ـ «سينماتوغراف»
المخرجة وكاتبة السيناريو اليابانية، نعومي كاواسي، جعلت من الكاميرا أداة لرصد وضع الإنسان عبر العالم وطرح الأسئلة الوجودية الكبرى التي تؤرق باله.
كاواسي التي حلت أمس الاثنين ضيفة على فقرة “حوار مع..” في إطار الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، باحت للجمهور بالقول “لم أكن مهيأة لأصير مخرجة سينمائية في بداية حياتي، إلا أن الأسئلة الوجودية التي كنت أطرحها وأبحث عن أجوبتها هي ما جعلني أصير كذلك”.
بين لحظة صعودها بلباس أبيض ناصع وخطوات هادئة إلى منصة القاعة الملكية بقصر المؤتمرات بالقاعة الحمراء، ولحظة نزولها منها بتحية الانحناء اليابانية المهذبة، قالت كاواسي ذات ال53 عاماً، الكثير عن حياتها وعن رؤيتها للسينما، لكن أكثر ما شددت عليه هو أن “صناعة الأفلام ليست مجرد لهو، وإنما وسيلة لطرح الأسئلة المقلقة والوجودية على الناس بأجمعهم. ليطرحوها أسئلة على أنفسهم أيضا”.
الحائزة على الجائزة الكبرى لمهرجان (كان) السينمائي سنة 2007، باحت لجمهور المدينة الحمراء أنها كانت في أفلامها الوثائقية الأولى تبحث عن الأب الذي غاب، وتكثر التأمل في المرآة متسائلة عن موقعها في هذا العالم. مضيفة أن الوثائقي شكل بالنسبة لها أيضا وسيلة لتصوير واقع قريتها الصغيرة والحديث إلى شيوخها سعيا إلى منحهم حياة جديدة بعد رحيلهم.
تكرس أعمال كاواسي قضايا هشاشة الإنسان وأهمية الوفاء للعائلة، لدرجة أنها أنجزت فيلما يوثق بعضا من حياة جدتها التي رعتها منذ نعومة أظافرها. تقول كاواسي إنها لم تجد أي حرج في تصوير أجزاء حميمة من جسد جدتها، فقد “كان دَينا علي أن أستديم وجودها وأتقاسم ذكراها مع جمهوري، وأحتفظ بأثر عنها وعن حياتي معها”.
لا تؤمن المخرجة اليابانية بالحدود بين الأفلام الوثائقية والرواية، بل إنها سعت إلى المزج بين الاثنين من خلال المزاوجة البعد الواقعي والخيالي، وجعلت من الكاميرا “عينا ثالثة” تصاحبها في ما تصوره، وهو ما سمح لها بأن تخلق أسلوبها الخاص.
في معرض ردها عن سؤال حول موقفها من توظيف ممثلين محترفين مقابل آخرين لا تجربة سابقة لهم، قالت كاواسي إن رهاني مع المحترفين منهم هو أن “أخلصهم من التصنع ما أمكن، وأن يؤدوا أدوارهم بإبداع وبتلقائية”.
تفوق كاواسي في مهنتها، وطغيان الجانب الإنساني على أعمالها، وسيما ما يتعلق بقضايا النساء، أفضى إلى تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) سنة 2021، لتصبح أول يابانية تتولى هذا الموقع.
تقول كاواسي إن أول مشروع خاضته في هذا الإطار تمثل في مشروع يدعم صانعات الأفلام الإفريقيات الشابات، حيث عملت على تأطير صانعات أفلام شابات من السنغال وكينيا ونيجيريا وبوركينافاسو ودول أخرى. وتضيف “لقد استقبلناهن في بلدنا ونظمنا ورشات لفائدتهن، وأملنا أن يتمكنّ من تقديم أعمالهن إلى العالم”.
تخلص كاواسي إلى التأكيد على دور السينما والفن عموما في خدمة الناس. وتقول إن “صناعة الفيلم ليست مسألة ترفيه، وإنما منبعا للطاقة وباعثا على الحياة وراصدا لقضايا الواقع. علينا أن نعكس الواقع. والكذب ليس خيارا أبدا”.
وعن تجربتها في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قالت كاواسي إنه شكل لها فرصة للالتقاء بنجوم كبار من عالم الفن السابع والتبادل معهم، معتبره أنه “إذا كانت أساليب اشتغالنا تختلف، فإن ما نشترك فيه هو أننا نفعل ما نحبه”.
على أن لقاءها مع جمهور مراكش شكل أيضاً مناسبة لاستحضار تجربتها المتمثلة في إنشائها سنة 2010 المهرجان السينمائي الدولي بنارا، مسقط رأسها، حيث كرست جهودها لتكوين الأجيال الصاعدة. وبطبيعة الحال، لم تفوت كاواسي الفرصة لدعوة الجمهور إلى حضور هذه الدورة المقبلة لهذه التظاهرة في شتنبر المقبل.
يشار إلى أن نعومي كاواسي من مواليد مدينة نارا باليابان، وتواصل من هناك إنتاج أعمالها التي تستوحي حكاياتها من الواقع. ونالت كاواسي العديد من الجوائز في أكبر المهرجانات الدولية، أبرزها الكاميرا الذهبية عن فيلمها الأول “سوزاكو” (1997)، والجائزة الكبرى عن فيلم “غابة الحداد” (2007) في مهرجان كان السينمائي.
ومن بين أفلامها الجديدة فيلم “لا يزال الماء” (2014)، و”نحو الضوء” (2017)، و”رحلة إلى يوشينو” (2018) و”الأمهات الحقيقيات” (2020). وكاواسي هي مخرجة الفيلم الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020، هي أيضا منتجة ومستشارة لمعرض إكسبو 2025 أوساكا-كانساي.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك