خريف صلالة".. سر عُمان المذهل
- إنه السر الذي تحمله مدينة صلالة العُمانية والتي قد لا يعلم عنه الكثيرون، إذ تحتفل أجواء سلطنة عُمان لثلاثة أشهر بالعام بظاهرة مناخية فريدة، تعمل على تحويل الصحارى الجافة إلى جنات استوائية.
الظاهرة تسمى بـ "خريف صلالة" ويتأثر بها جنوب شرق السلطنة المعروف بجفافه في باقي أيام العام، لتمتلئ المنطقة في ليلة وضحاها بسهول خضراء وشلالات وبحيرات مذهلة، هذا بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة لحوالي 20 درجة مئوية.
وتعد المنطقة مأوى لشجرة "Frankincense" (الظاهرة بالصورة) ويقول أندرسون إن الشجرة التي تمتاز برائحتها كانت سبباً في الاحتفال والإلهام والتجارة على مدى آلاف السنين.
ويقوم أندرسون بتحضير رسالة لشهادة الماجستير حول كيفية تأثر سكان المنطقة بالاحترار العالمي ومدى ارتباطهم بأشجار المنطقة ونباتاتها، وينقل في رسالته قصة رجل من سكان المنطقة عند سؤاله عن قيمة إحدى الأشجار لديه: "هذه الشجرة تعني كل شيء لي، إنها حياتي"، ويضيف بأن هؤلاء السكان استخدموا الأشجار لعدة أغراض أساسية للبقاء على قيد الحياة على مدى القرون، للتحطيب والتداوي والبناء.. "لقد وثقت 17 استعمالاً تقليدياً لشجرة واحدة بالمنطقة."
وهنالك مجموعة من السكان الجبليين للمنطقة التي تشهد "خريف صلالة" لقرون لا أحد يعلم عددها، وفقاً لأندرسون.
ويقول أندرسون: "عُمان لا تتميز بوجود أنهار أو بحيرات دائمة، لكن خلال الرياح الموسمية، تظهر شلالات تنحدر من الهضاب والصخور."
وهنا يظهر الساحل العُماني الأخضر المطل على بحر العرب، إذ تمتد المساحة المتأثرة بالرياح الموسمية على مسافة 250 كيلومتراً من الشرق للغرب على طول الساحل، وفقاً لأندرسون، مضيفاً بأن هذه المساحة قد تمتد أحياناً إلى داخل اليابسة بنحو خمسة إلى عشرة كيلومترات.
وتعتبر هذه المنطقة الصغيرة التي تأتي بشكل قوس والمتأثرة بالظاهرة المناخية، ملجأ للعديد من الجمال العربية المهددة بالإنقراض، إذ لم يعد منها على وجه الأرض إلا حوالي مائة فقط، وفقاً لما قاله أندرو أندرسون، المهندس البيئي في مشروع "Oman Botanic Garden
ويعم الضباب أجواء المكان لتنبثق من بينه المناظر الساحرة التي تبدو وكأنها اقتطعت من أحد أفلام الخيال العلمي
***********************