طوامير « البردي » والكراريس والرقوق والصحف والـدرج والكاغـد .. كتاب مصوّر الخط العربي .. ناجي زين الدين
( * ) طوامير « البردي » ( أو الريش الذي يعمـل منـه القراطيس الفرعونيـة ) والكراريس والرقوق والصحف والـدرج والكاغـد
اورد ابن قتيبة في كتابه ( المعارف ) . وابن النديم في ( الفهرست ) ، والسيوطي في كتابه ( حسن المحاضرة ) ج ۲ ص ۲۳۰ والثعالبي في كتابه اللطائف ومحاضرات الاوائل ومسامرات الاواخر ) . ط ، بولاق سنة ١٨٨٣ م .
« ان اول من عمل القراطيس النبي يوسف عليه السلام . وفي الفهرست ج ۱ ص ۲۱ « وكتب اهل مصر في القرطاس المصرى ويعمل من قصب البردي » •
وأورد البيروني في كتابه ( تاريخ الهند ) « قصب البردي .. او الريش الذي يعمل منه القراطيس » •
وكان قرطاس البردي معروف في زمن النبي محمد ص . وفي قوله تعالى ( تجعلونه قراطيس تبدونها ۰۰ ) سورة الانعام الآية ٩٠ . اي طوامير ( فان القرطاس معمول بمصر من لب البردى يبرى من لحمه ) وقوله تعالى : ( ولو انزلنا عليك كتابا في قرطاس ) • وقوله تعالى في سورة عيسى .. ( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة .. ) وقوله تعالى : ( ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى ) •
وورد في ( الاتقان في علوم القرآن ) للسيوطي ( قال : جمع ابو بكر القرآن في قراطيس وكان سال زید بن ثابت في ذلك فابی حتى استعان بعمر ففعل ) • واورد ابن ابی داود السجستاني في ( كتاب المصاحف ص ۹ ) حديثـا مسندا في فصل باب جمع القرآن قال أخبرنا ابن وهب عن ابن شهاب عن سالم وخارجة ان ابا بكر الصديق جمع القرآن في قراطيس وكان قد سال زید ..
واورد محمد بن محمد المعز في كتاب ( قصة البهناسه وما فيها من العجائب والغرايب ) ط القاهرة سنة ١٢٩٠ - ۱۸۷۳ ص ۱۸ - فاستدعى عمرو بن العاص رضي الله عنه بدواة وقرطاس وكتب كتابا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. »
وذكر ابن عبدوس في كتاب ( الوزراء والكتاب ) ط ليبزك سنة ١٩٢٥ ص ٤٣ والقاهرة سنة ١٩٣٨ ( وكان الوليد اول من كتب من الخلفاء في الطوامير ) - و ( كان سبيل ما يكتب « يثبت ، في الدورين ان يكتب « يثبت » في صحف فكان خالد اول من جعله في دفاتر ) . ينظر : الثعالبي کتاب لطائف المعـارف طبع ليدن سنة ١٨٦٨ •
واورد اليعقوبي في تاريخه ، ط ليدن سنة ۱۸٨٣ ص ۱۷۷ ۰۰ ( وامره ان يكتب لهم صكاكا من قراطيس ثم يختم اسافلها فكان أول من صك وختم اسفل الصكاك .
وورد في تاريخ الهند ص ۸۱ ( وعليه صدرت كتب الخلفاء الى قريب من زماننا ) « زمن البيروني ، اذ ليس ينقاد لحك شيء منه وتغييره بل يفسد به • ينظر : فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٦٥ والخطط للمقريزي ۱ – ۲۹ – ا والكامل في التاريخ لابن الأثير ، وتاريخ الرسل والملوك ط ، لیدن ۱۸۸۱ ، وكتاب الاغاني لابو الفرج الاصفهانی ۱۲ – ص ۳۳ ، والبداية والنهاية في التاريخ لابن كثير ٨ – ص ٣٣ ، ١٤٤ ط القاهرة سنة ١٩٢٩ وكل ما ذكرناه في ص ٣٦٧ من كتابنا هذا في موضوع البردي والكاغد .
ومما قيل شعرا . ( جاء البريد بقرطاس يغب به فاوجس القلب من قرطاسه فزعا )
وقد أورد صاحب ( کتاب الاوراق ) ٣ ط القاهرة سنة ١٩٣٦ ما كتب في خلافة المتوكل بصدد الدرج والقراطيس - ( فاكتب كل شيء اسمعه من كلام الذاهب والجائي والملاحين والمكارين حتى املأ الدرج من الوجهين ثم اقطعه عرض والصقه مخالفا .. ) . وكثيرا ما كان يضايقهم الامر لأنهم يكتبون على وجهي الدرج او مرتين •
وهذه بعض العبارات والجمل اوردها محمد بن عبدالمعطى ابن ابی الفتح بن احمد الاسحاقي المتوفى في كتاب ( لطائف الأخبار في من تشرف في مصر من ارباب الدول ) من مخطوط في اكاديمية فيينا ( ٤٥ ا د ) ذکره ادولف گروهمنوفى كتابه المسمى ( بحوث في الخطوط الاسلامية والتاريخ الحضاري ) ج 1 الاكاديمية النمساوية العلمية في فيينا ١٩٦٧ ص ٧٤ وهي :
( اعذرنی یا سیدي في القرطاس فلم يحضر نقی ۰۰ )
( واعذرني في القرطاس فانا في ضيق من القراطيس ۰۰ )
( اول المسئلة اعزك الله التفضل بقبول العذر في القرطاس .. )
( اعذرني في القرطاس فانه لم يحضرني ساعة كتابتي اليك قرطاس نقی ۰۰ )
ومما قرأناه في ( مجلة معهد المخطوطات ) المجلد ۲ ج ۱ – ۱۳۷۰ هـ بقلم الاستاذ حسن حسني : فذكر عناية ابناء الفريقية بالتعلم في العهد الاول للاسلام واقبالهم على تقيد مروياتهم وأثباتها على كراريس الرقوق لتكون عونا لهم ـ ولنا من بعدهم ـ على مراجعة معلوماتهم ، ومما ثبت عن سحنوت في هذا المعنى انه كان يقول : ( العلم صيد والكتابة قيد ) .
ولم يكن للافريقيين غير الرق وسيلة لرسم الكتابات وتقييدها ، اذ ان البردي ـ ذلك الورق النباتي المعروف باسم « القراطيس الفرعونية » ـ لم يكن في افريقية ، وانما كان من نتائج مصر خاصة ، ولا يوجد الا فيها ، وهو صعب الجلب ، وأصعب من ذلك الاحتفاظ به ، حتى انه كان يوضع البابيروس هذا في اسطوانات زجاجية تسمى « قزازات ، تستوعب عشرين ورقة بمقاسات الاوراق الموجودة حاليا في متاحف لندن وبرلين ، كما ذكر ذلك ادولف گروهمن في كتابه ( بحوث في الخطوط الاسلامية والتاريخ الحضاري ص ۸۹ ) بان طول « القزازة ، حوالي ٢٩١٥ سنتمترا . ای بطول قدم واحد تقريبا .
ولتلك الاسباب اضطر ابناء المغرب الاقتصار على استعمال الرق ، ومن هذه الاقوال ما اشار اليه المقدسي البشاري الذي كتب عن القطر الافريقي في سنة ۳۷۰ هـ ، حيث قال : « وكل مصاحفهم ودفاترهم مكتوبة في رقوق » : « اللهم الا ما كان ينبت من البردي في جزيرة صقلية في ذلك الزمان ۰۰ ، « احسـن التقاسيم للمقدسي ، ط ، لیدن ۱۸۷۷ ص ۲۳۹ .
وقال ابن حوقل البغدادي بهذا الصدد في ص ٨٦ - وفي خلال اراضی صقلية بقاع قد غلب عليها البربر ، وهو البردي الذي يعمل منه الطوامير ، ولم اعلم لما بمصر من هذا البردي نظيرا بوجه الارض الا ما بصقلية منه ، واكثره يفتل حبالا للمراكب ، واقله يعمل للسلطان منه طوامير ، لا تزيد على قدر كفايته .
وهذه رسالة اورد بحثها العلامة ادولف گروهمن في كتابه ( بحوث في الخطوط الاسلامية .. ) ص ۸۲ . . . لقد وجدت رسالة مكتوبة بلغتين عربية ويونانية وعرضها ١،٤ سم فيها كلمة ـ امير المؤمنين ـ ويعتقد الباحثون انها تعود لعصر او زمن عبدالله معاوية ابن ابی سفیان ٤١ - ٦٠ هجري .
وذكر كروهمن في ص ۸۷ نقلا عن السيوطي - حسن المحاضرة » ۲ ص ۲۳۰ بصدد الطومار • « ويعمل طوله ثلاثون ذراعا في عرض شبر ۰۰ ، ، مما يساعد على جعله درجا ملفوفا يستوعب كتابة طويلة •
وقد جاء في كتاب ( انوار التنزيل واسرار التاويل ) للبيضاوي في تفسيره آية ( كلى السجل للكتب ) • طيا كطى الطومار لاجل الكتابة او لما يكتب او كتب فيه . ومعناه هنا صحيفة او کتاب او وثيقة او اي ورقة اخرى ملفوفة ومحزومة او مختومة .
ومن المدن التي كان يعمل فيها « البابيروس ، على ما ذكر صاحب ( القاموس الجغرافي ) محمود رمزی ، ط القاهرة ١٩٥٨ •
وفي كتاب ( فضايل مصر ) لابن ذولاق - بنها وبوصير وسمنود ودهقلة وكورتها التي يعمل فيها القرطاس الطومار الذي يحمل الى اقاصي بلدان الاسلام وذكر في كتاب ( البلدان ) ط ليدن ١٨٦١ اسماء بلدان أخرى منها مدينة يقال لها وسمة تعمل شها القراطيس ؛ وبورة وهي حصن على ساحل البحر من عمل دمياط تعمل بها النياب والقراطيس . راجع الفصل المكتوب عن الورق [ Carta ] في دائرة المعارف الايطالية الجزء التاسع فيتضح مما ورد في امهات المصادر بان قصة الطومار قديمة ، وفي زمن الاغالبة استغل الامراء بردى صقلية واستقلوا بالانتفاع به ، وحصروا استعماله في مكاتيب الحكومة وطوامير الدولة ، والظاهر أنهم لم يسمحوا باتخاذه كورق للمخابرات الدارجة بين عامة الناس ذلك ـ فيما يظهر - لقلة من يحسن صناعته في صقلية ، وقد اتبع الخلفاء الفاطميون من سللهم في احتكار استعمال البردي الصقلى ، ولهذا السبب لم يكن له اثر كبير في المظهر العلمي الافريقي او غيره من الامصار واستعيض عنه بالرق ، ولا يخفى بان قد بلغ اهل افريقية في صناعة الرق وصقله وتمحيره وصبغه احيانا بالوان مختلفة ، ومن يطلع على قناطير الرقوق المقنطرة في المكتبة العتيقة بجامع عقبة في القيروان يرى ما يدهش الابصار من دقة الصنعة وجودة التحضير والاتقان . ومما ورد في مقدمة ابن خلدون في فصل صناعة الوراقه ص ٤٢٦ : , وكانت السجلات اولا لانتساخ العلوم وكتب الرسائل السلطانية والاقطاعات والصكوك في الرقوق المهيأة بالصناعة من الجلد لكثرة الترفه وقلة الرسائل السلطانية والصكوك مع ذلك فاقتصروا على الكتاب في الرق تشريفا للمكتوبات وميلالى الصحة والاتقان ، ثم طما بحر التأليف والتدوين وكثر ترسيل الســلطان وصكوكه وضاق الرق عن ذلك فاشار الفضل بن يحي لصناعة الكاغد وصنعه وكتب فيه رسائل السلطان وصكوكه واتخذه الناس من بعده صحفا لمكتوباتهـم السلطانية والعلمية وبلغت الاجادة في صناعته ماشاءت ، الخ .
( * ) البردي هو النبات الذي يكثر في الاهوار العراقية ايضا . المؤلف
- [ * ] وتجدر الملاحظة ان سكان المغرب وبعض الامصار الاسلامية قد حافظوا الى الآن على تسمية ورق الكتابة ( بالكاغد ) وهو اسمه الاصلي في لغة أهل الصين •
( * ) طوامير « البردي » ( أو الريش الذي يعمـل منـه القراطيس الفرعونيـة ) والكراريس والرقوق والصحف والـدرج والكاغـد
اورد ابن قتيبة في كتابه ( المعارف ) . وابن النديم في ( الفهرست ) ، والسيوطي في كتابه ( حسن المحاضرة ) ج ۲ ص ۲۳۰ والثعالبي في كتابه اللطائف ومحاضرات الاوائل ومسامرات الاواخر ) . ط ، بولاق سنة ١٨٨٣ م .
« ان اول من عمل القراطيس النبي يوسف عليه السلام . وفي الفهرست ج ۱ ص ۲۱ « وكتب اهل مصر في القرطاس المصرى ويعمل من قصب البردي » •
وأورد البيروني في كتابه ( تاريخ الهند ) « قصب البردي .. او الريش الذي يعمل منه القراطيس » •
وكان قرطاس البردي معروف في زمن النبي محمد ص . وفي قوله تعالى ( تجعلونه قراطيس تبدونها ۰۰ ) سورة الانعام الآية ٩٠ . اي طوامير ( فان القرطاس معمول بمصر من لب البردى يبرى من لحمه ) وقوله تعالى : ( ولو انزلنا عليك كتابا في قرطاس ) • وقوله تعالى في سورة عيسى .. ( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة .. ) وقوله تعالى : ( ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى ) •
وورد في ( الاتقان في علوم القرآن ) للسيوطي ( قال : جمع ابو بكر القرآن في قراطيس وكان سال زید بن ثابت في ذلك فابی حتى استعان بعمر ففعل ) • واورد ابن ابی داود السجستاني في ( كتاب المصاحف ص ۹ ) حديثـا مسندا في فصل باب جمع القرآن قال أخبرنا ابن وهب عن ابن شهاب عن سالم وخارجة ان ابا بكر الصديق جمع القرآن في قراطيس وكان قد سال زید ..
واورد محمد بن محمد المعز في كتاب ( قصة البهناسه وما فيها من العجائب والغرايب ) ط القاهرة سنة ١٢٩٠ - ۱۸۷۳ ص ۱۸ - فاستدعى عمرو بن العاص رضي الله عنه بدواة وقرطاس وكتب كتابا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. »
وذكر ابن عبدوس في كتاب ( الوزراء والكتاب ) ط ليبزك سنة ١٩٢٥ ص ٤٣ والقاهرة سنة ١٩٣٨ ( وكان الوليد اول من كتب من الخلفاء في الطوامير ) - و ( كان سبيل ما يكتب « يثبت ، في الدورين ان يكتب « يثبت » في صحف فكان خالد اول من جعله في دفاتر ) . ينظر : الثعالبي کتاب لطائف المعـارف طبع ليدن سنة ١٨٦٨ •
واورد اليعقوبي في تاريخه ، ط ليدن سنة ۱۸٨٣ ص ۱۷۷ ۰۰ ( وامره ان يكتب لهم صكاكا من قراطيس ثم يختم اسافلها فكان أول من صك وختم اسفل الصكاك .
وورد في تاريخ الهند ص ۸۱ ( وعليه صدرت كتب الخلفاء الى قريب من زماننا ) « زمن البيروني ، اذ ليس ينقاد لحك شيء منه وتغييره بل يفسد به • ينظر : فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٦٥ والخطط للمقريزي ۱ – ۲۹ – ا والكامل في التاريخ لابن الأثير ، وتاريخ الرسل والملوك ط ، لیدن ۱۸۸۱ ، وكتاب الاغاني لابو الفرج الاصفهانی ۱۲ – ص ۳۳ ، والبداية والنهاية في التاريخ لابن كثير ٨ – ص ٣٣ ، ١٤٤ ط القاهرة سنة ١٩٢٩ وكل ما ذكرناه في ص ٣٦٧ من كتابنا هذا في موضوع البردي والكاغد .
ومما قيل شعرا . ( جاء البريد بقرطاس يغب به فاوجس القلب من قرطاسه فزعا )
وقد أورد صاحب ( کتاب الاوراق ) ٣ ط القاهرة سنة ١٩٣٦ ما كتب في خلافة المتوكل بصدد الدرج والقراطيس - ( فاكتب كل شيء اسمعه من كلام الذاهب والجائي والملاحين والمكارين حتى املأ الدرج من الوجهين ثم اقطعه عرض والصقه مخالفا .. ) . وكثيرا ما كان يضايقهم الامر لأنهم يكتبون على وجهي الدرج او مرتين •
وهذه بعض العبارات والجمل اوردها محمد بن عبدالمعطى ابن ابی الفتح بن احمد الاسحاقي المتوفى في كتاب ( لطائف الأخبار في من تشرف في مصر من ارباب الدول ) من مخطوط في اكاديمية فيينا ( ٤٥ ا د ) ذکره ادولف گروهمنوفى كتابه المسمى ( بحوث في الخطوط الاسلامية والتاريخ الحضاري ) ج 1 الاكاديمية النمساوية العلمية في فيينا ١٩٦٧ ص ٧٤ وهي :
( اعذرنی یا سیدي في القرطاس فلم يحضر نقی ۰۰ )
( واعذرني في القرطاس فانا في ضيق من القراطيس ۰۰ )
( اول المسئلة اعزك الله التفضل بقبول العذر في القرطاس .. )
( اعذرني في القرطاس فانه لم يحضرني ساعة كتابتي اليك قرطاس نقی ۰۰ )
ومما قرأناه في ( مجلة معهد المخطوطات ) المجلد ۲ ج ۱ – ۱۳۷۰ هـ بقلم الاستاذ حسن حسني : فذكر عناية ابناء الفريقية بالتعلم في العهد الاول للاسلام واقبالهم على تقيد مروياتهم وأثباتها على كراريس الرقوق لتكون عونا لهم ـ ولنا من بعدهم ـ على مراجعة معلوماتهم ، ومما ثبت عن سحنوت في هذا المعنى انه كان يقول : ( العلم صيد والكتابة قيد ) .
ولم يكن للافريقيين غير الرق وسيلة لرسم الكتابات وتقييدها ، اذ ان البردي ـ ذلك الورق النباتي المعروف باسم « القراطيس الفرعونية » ـ لم يكن في افريقية ، وانما كان من نتائج مصر خاصة ، ولا يوجد الا فيها ، وهو صعب الجلب ، وأصعب من ذلك الاحتفاظ به ، حتى انه كان يوضع البابيروس هذا في اسطوانات زجاجية تسمى « قزازات ، تستوعب عشرين ورقة بمقاسات الاوراق الموجودة حاليا في متاحف لندن وبرلين ، كما ذكر ذلك ادولف گروهمن في كتابه ( بحوث في الخطوط الاسلامية والتاريخ الحضاري ص ۸۹ ) بان طول « القزازة ، حوالي ٢٩١٥ سنتمترا . ای بطول قدم واحد تقريبا .
ولتلك الاسباب اضطر ابناء المغرب الاقتصار على استعمال الرق ، ومن هذه الاقوال ما اشار اليه المقدسي البشاري الذي كتب عن القطر الافريقي في سنة ۳۷۰ هـ ، حيث قال : « وكل مصاحفهم ودفاترهم مكتوبة في رقوق » : « اللهم الا ما كان ينبت من البردي في جزيرة صقلية في ذلك الزمان ۰۰ ، « احسـن التقاسيم للمقدسي ، ط ، لیدن ۱۸۷۷ ص ۲۳۹ .
وقال ابن حوقل البغدادي بهذا الصدد في ص ٨٦ - وفي خلال اراضی صقلية بقاع قد غلب عليها البربر ، وهو البردي الذي يعمل منه الطوامير ، ولم اعلم لما بمصر من هذا البردي نظيرا بوجه الارض الا ما بصقلية منه ، واكثره يفتل حبالا للمراكب ، واقله يعمل للسلطان منه طوامير ، لا تزيد على قدر كفايته .
وهذه رسالة اورد بحثها العلامة ادولف گروهمن في كتابه ( بحوث في الخطوط الاسلامية .. ) ص ۸۲ . . . لقد وجدت رسالة مكتوبة بلغتين عربية ويونانية وعرضها ١،٤ سم فيها كلمة ـ امير المؤمنين ـ ويعتقد الباحثون انها تعود لعصر او زمن عبدالله معاوية ابن ابی سفیان ٤١ - ٦٠ هجري .
وذكر كروهمن في ص ۸۷ نقلا عن السيوطي - حسن المحاضرة » ۲ ص ۲۳۰ بصدد الطومار • « ويعمل طوله ثلاثون ذراعا في عرض شبر ۰۰ ، ، مما يساعد على جعله درجا ملفوفا يستوعب كتابة طويلة •
وقد جاء في كتاب ( انوار التنزيل واسرار التاويل ) للبيضاوي في تفسيره آية ( كلى السجل للكتب ) • طيا كطى الطومار لاجل الكتابة او لما يكتب او كتب فيه . ومعناه هنا صحيفة او کتاب او وثيقة او اي ورقة اخرى ملفوفة ومحزومة او مختومة .
ومن المدن التي كان يعمل فيها « البابيروس ، على ما ذكر صاحب ( القاموس الجغرافي ) محمود رمزی ، ط القاهرة ١٩٥٨ •
وفي كتاب ( فضايل مصر ) لابن ذولاق - بنها وبوصير وسمنود ودهقلة وكورتها التي يعمل فيها القرطاس الطومار الذي يحمل الى اقاصي بلدان الاسلام وذكر في كتاب ( البلدان ) ط ليدن ١٨٦١ اسماء بلدان أخرى منها مدينة يقال لها وسمة تعمل شها القراطيس ؛ وبورة وهي حصن على ساحل البحر من عمل دمياط تعمل بها النياب والقراطيس . راجع الفصل المكتوب عن الورق [ Carta ] في دائرة المعارف الايطالية الجزء التاسع فيتضح مما ورد في امهات المصادر بان قصة الطومار قديمة ، وفي زمن الاغالبة استغل الامراء بردى صقلية واستقلوا بالانتفاع به ، وحصروا استعماله في مكاتيب الحكومة وطوامير الدولة ، والظاهر أنهم لم يسمحوا باتخاذه كورق للمخابرات الدارجة بين عامة الناس ذلك ـ فيما يظهر - لقلة من يحسن صناعته في صقلية ، وقد اتبع الخلفاء الفاطميون من سللهم في احتكار استعمال البردي الصقلى ، ولهذا السبب لم يكن له اثر كبير في المظهر العلمي الافريقي او غيره من الامصار واستعيض عنه بالرق ، ولا يخفى بان قد بلغ اهل افريقية في صناعة الرق وصقله وتمحيره وصبغه احيانا بالوان مختلفة ، ومن يطلع على قناطير الرقوق المقنطرة في المكتبة العتيقة بجامع عقبة في القيروان يرى ما يدهش الابصار من دقة الصنعة وجودة التحضير والاتقان . ومما ورد في مقدمة ابن خلدون في فصل صناعة الوراقه ص ٤٢٦ : , وكانت السجلات اولا لانتساخ العلوم وكتب الرسائل السلطانية والاقطاعات والصكوك في الرقوق المهيأة بالصناعة من الجلد لكثرة الترفه وقلة الرسائل السلطانية والصكوك مع ذلك فاقتصروا على الكتاب في الرق تشريفا للمكتوبات وميلالى الصحة والاتقان ، ثم طما بحر التأليف والتدوين وكثر ترسيل الســلطان وصكوكه وضاق الرق عن ذلك فاشار الفضل بن يحي لصناعة الكاغد وصنعه وكتب فيه رسائل السلطان وصكوكه واتخذه الناس من بعده صحفا لمكتوباتهـم السلطانية والعلمية وبلغت الاجادة في صناعته ماشاءت ، الخ .
( * ) البردي هو النبات الذي يكثر في الاهوار العراقية ايضا . المؤلف
- [ * ] وتجدر الملاحظة ان سكان المغرب وبعض الامصار الاسلامية قد حافظوا الى الآن على تسمية ورق الكتابة ( بالكاغد ) وهو اسمه الاصلي في لغة أهل الصين •
تعليق