القذافي (معمر ـ)
معمر القذافي، زعيم عربي ليبي، قائد ثورة الفاتح من أيلول. ولد في ربيع عام 1942 في صحراء سرت، وبالتحديد في إحدى خيم قبيلة (القذاذفة) العربية، والده محمد عبد السلام بن محمد القذافي. استهل حياته وسط هدير الدبابات ودوي المدافع عندما كان رومل «ثعلب الصحراء» وفيلقه الألماني يقاتل ضد الإنكليز، وشهدت سرت هزيمة الألمان، تلقى تعليمه الأول في بلدته وهو في العاشرة من العمر، وفي الرابعة عشرة من عمره أقسم أنه سوف يحرر بلاده من الحكم الملكي المرتبط بالمستعمر الأجنبي، وفيما كان القذافي يتلقى تعليمه في المدرسة بسرت انصرف إلى التعمق في دراسة القرآن الكريم، وفي المدرسة أيضاً اتفق مع عدد من زملائه على دخول الكلية الحربية؛ لأنها الطريق الوحيدة لتأمين نجاح الثورة على الحكم الملكي في عهد الملك إدريس السنوسي، أنهى دراسته الابتدائية في سرت، ثم توجه مع عائلته إلى فزان حيث تردد على المدرسة الإعدادية مدة ثلاث سنوات، وعلى الرغم من تفوق القذافي في دراسته؛ فإنه تعرض للطرد من المدرسة بسبب نشاطاته السياسية، فذهب إلى مصر، ليكمل دراسته الثانوية عام 1963، ومنها ذهب إلى بنغازي حيث التحق بالكلية الحربية، وبعد دخوله فيها بدأ يعمل على تنظيم خلايا سرية تضم «الضباط الوحدويين الأحرار» وبعد أن تخرج القذافي في الكلية العسكرية، أرسل إلى بريطانية في بعثة للتدريب عام 1965، وأصبح عام 1966 برتبة ملازم أول في سلاح الإشارة.
تأثر القذافي منذ الصغر بالأفكار القومية والوحدوية التي طرحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر[ر] وضرورة تحرير بلاده من الوجود البريطاني تماماً كما حرر عبد الناصر وأمم شركة قناة السويس، وبالتالي استعاد سيادة بلاده على قناتها الشهيرة، وتحرر عندها من كل نفوذ أجنبي.
أدى القذافي دوراً جوهرياً في ثورة الفاتح من أيلول/سبتمبر 1969على الحكم الملكي السنوسي في ليبيا، واستولت مجموعة الضباط الأحرار بقيادته على السلطة وأصبحت ليبيا حرة تحت اسم «الجمهورية العربية الليبية». وفي الثامن من أيلول 1969 عرف العالم أن قائد الثورة شاب في السابعة والعشرين من عمره، ابن الصحراء معمر القذافي، وأصبح فيما بعد قائداً للثورة والقائد العام للجيش والقوات المسلحة وأميناً عامّاً للجماهيرية.
ألَّف العقيد القذافي عام 1976 كتاباً ضمنه أفكاره السياسية، ولخص فيه فهمه للإسلام والقومية العربية، أطلق عليه اسم «الكتاب الأخضر» يعرض فيه ما يسمى بالنظرية العالمية الثالثة التي يعدها القذافي تجاوزاً للشيوعية والرأسمالية؛ لأنها تستند إلى الحكم المباشر للجماهير الشعبية.
من أهم الإنجازات التي حققها القذافي لبلده إجلاء القوات الأجنبية كافة من كامل القواعد الأجنبية التي كانت على الأراضي الليبية، والبدء في تنفيذ المشروعات الإنمائية في مجالي الصناعة والتجارة، وتوزيع سندات الملكية على الفلاحين، وتأميم المصارف وشركات النفط، ومحاولة قيام «ثورة ثقافية» عام 1973، كما أمر بإنشاء النهر الصناعي العظيم، وهو مشروع جلب المياه من واحة الكفرة في جنوبي ليبيا إلى شمالي البلاد بطول أكثر من 1900كم وبتكلفة تصل إلى 27 مليار دولار.
حاول القذافي مراراً الاتحاد مع أقطار المغرب العربي، فأخفقت محاولاته، ثم مع مصر وسورية عام 1971، ولكن لم ينتج أي مؤسسات فعّالة، ولما يئس القذافي من هذه المحاولات اتجه إلى القارة الإفريقية السوداء؛ ليبشر بـ«الاتحاد الأفريقي» الذي دشن فعلياً في 9 تموز 2002 في دوربَن Durban في جنوب إفريقيا بعد حل منظمة الوحدة الإفريقية[ر] ويضم الاتحاد عام 2005م 53 عضواً عدا المغرب الذي آثر البقاء خارجاً بسبب قبول عضوية الصحراء الغربية، ومكنت موارد ليبيا البترولية من تأدية دور سياسي مهم على الساحة الإفريقية، وأن تقيم علاقات طيبة مع معظم الدول الإفريقية.
تعرض القذافي لانتقادات عنيفة من الغرب بسبب دعمه لحركات «البوليساريو»، والجيش الجمهوري الإيرلندي وبعض حركات العالم الثالث، وشهدت العلاقات الليبية ـ الأمريكية توتراً حاداً بسبب توجهات العقيد القذافي الذي كان يعد الولايات المتحدة رمزاً للرأسمالية المستغلة، واتهام الولايات المتحدة وبريطانيا لليبيا بتدبير سقوط طائرة شركة »بان أميركان« فوق بلدة لوكربي في إسكوتلندا عام 1988، وفرضت أمريكا الحصار الاقتصادي على ليبيا في عام 1992.
لكن وفي ذكرى ثورة الفاتح 2004، قدَّم القذافي سلسلة من التنازلات المتلاحقة للغرب، مثل دفع التعويضات الطائلة لذوي ضحايا الطائرة الأمريكية والطائرة الفرنسية التي اتهمت ليبيا أيضاً بالضلوع في إسقاطها، وكشف عن برامجه في أسلحة الدمار الشامل، ووضع منشآته الخاصة بها تحت الرقابة في سبيل إعادة تأهيله عضواً صالحاً في المجتمع الدولي كما تقول المصادر الغربية.
محمد أحمد
تأثر القذافي منذ الصغر بالأفكار القومية والوحدوية التي طرحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر[ر] وضرورة تحرير بلاده من الوجود البريطاني تماماً كما حرر عبد الناصر وأمم شركة قناة السويس، وبالتالي استعاد سيادة بلاده على قناتها الشهيرة، وتحرر عندها من كل نفوذ أجنبي.
أدى القذافي دوراً جوهرياً في ثورة الفاتح من أيلول/سبتمبر 1969على الحكم الملكي السنوسي في ليبيا، واستولت مجموعة الضباط الأحرار بقيادته على السلطة وأصبحت ليبيا حرة تحت اسم «الجمهورية العربية الليبية». وفي الثامن من أيلول 1969 عرف العالم أن قائد الثورة شاب في السابعة والعشرين من عمره، ابن الصحراء معمر القذافي، وأصبح فيما بعد قائداً للثورة والقائد العام للجيش والقوات المسلحة وأميناً عامّاً للجماهيرية.
ألَّف العقيد القذافي عام 1976 كتاباً ضمنه أفكاره السياسية، ولخص فيه فهمه للإسلام والقومية العربية، أطلق عليه اسم «الكتاب الأخضر» يعرض فيه ما يسمى بالنظرية العالمية الثالثة التي يعدها القذافي تجاوزاً للشيوعية والرأسمالية؛ لأنها تستند إلى الحكم المباشر للجماهير الشعبية.
من أهم الإنجازات التي حققها القذافي لبلده إجلاء القوات الأجنبية كافة من كامل القواعد الأجنبية التي كانت على الأراضي الليبية، والبدء في تنفيذ المشروعات الإنمائية في مجالي الصناعة والتجارة، وتوزيع سندات الملكية على الفلاحين، وتأميم المصارف وشركات النفط، ومحاولة قيام «ثورة ثقافية» عام 1973، كما أمر بإنشاء النهر الصناعي العظيم، وهو مشروع جلب المياه من واحة الكفرة في جنوبي ليبيا إلى شمالي البلاد بطول أكثر من 1900كم وبتكلفة تصل إلى 27 مليار دولار.
حاول القذافي مراراً الاتحاد مع أقطار المغرب العربي، فأخفقت محاولاته، ثم مع مصر وسورية عام 1971، ولكن لم ينتج أي مؤسسات فعّالة، ولما يئس القذافي من هذه المحاولات اتجه إلى القارة الإفريقية السوداء؛ ليبشر بـ«الاتحاد الأفريقي» الذي دشن فعلياً في 9 تموز 2002 في دوربَن Durban في جنوب إفريقيا بعد حل منظمة الوحدة الإفريقية[ر] ويضم الاتحاد عام 2005م 53 عضواً عدا المغرب الذي آثر البقاء خارجاً بسبب قبول عضوية الصحراء الغربية، ومكنت موارد ليبيا البترولية من تأدية دور سياسي مهم على الساحة الإفريقية، وأن تقيم علاقات طيبة مع معظم الدول الإفريقية.
تعرض القذافي لانتقادات عنيفة من الغرب بسبب دعمه لحركات «البوليساريو»، والجيش الجمهوري الإيرلندي وبعض حركات العالم الثالث، وشهدت العلاقات الليبية ـ الأمريكية توتراً حاداً بسبب توجهات العقيد القذافي الذي كان يعد الولايات المتحدة رمزاً للرأسمالية المستغلة، واتهام الولايات المتحدة وبريطانيا لليبيا بتدبير سقوط طائرة شركة »بان أميركان« فوق بلدة لوكربي في إسكوتلندا عام 1988، وفرضت أمريكا الحصار الاقتصادي على ليبيا في عام 1992.
لكن وفي ذكرى ثورة الفاتح 2004، قدَّم القذافي سلسلة من التنازلات المتلاحقة للغرب، مثل دفع التعويضات الطائلة لذوي ضحايا الطائرة الأمريكية والطائرة الفرنسية التي اتهمت ليبيا أيضاً بالضلوع في إسقاطها، وكشف عن برامجه في أسلحة الدمار الشامل، ووضع منشآته الخاصة بها تحت الرقابة في سبيل إعادة تأهيله عضواً صالحاً في المجتمع الدولي كما تقول المصادر الغربية.
محمد أحمد