زكريا بن محمد بن محمود القزويني Al-Qazwini القاضي والجغرافي المتعدد المواهب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زكريا بن محمد بن محمود القزويني Al-Qazwini القاضي والجغرافي المتعدد المواهب

    القزويني (زكريا بن محمد ـ)
    (600 ـ 682هـ/1203ـ 1283م)

    زكريا بن محمد بن محمود القزويني القاضي والجغرافي المتعدد المواهب. ويتصل نسبه بالإمام مالك بن أنس، عربي الأصل، سليل بيت من بيوت الأنصار. ولد بمدينة قزوين، وقضى فيها شطراً من طفولته وصباه، وكان ذووه قد ارتحلوا إلى هذه المدينة منذ زمن طويل، ثم غادرها إلى دمشق، وأقام بها فترة من حياته، وتأثر في أثناء إقامته بالصوفي الشهير محي الدين بن عربي. ثمّ ارتحل إلى العراق بعد أن أصبح ضليعاً بالفقه، وتولى منصب القضاء في مدينتي واسط والحلّة، وذلك في عهد آخر خلفاء بني العباس المستعصم. وكان على علاقة وطيدة مع ضياء الدين بن الأثير أخي المؤرخ ابن الأثير صاحب كتاب «الكامل في التاريخ»، وكان مقيماً في مدينة الموصل.
    ألَّف القزويني كتباً عدة في موضوعات مختلفة، منها: كتاب «آثار البلاد وأخبار العباد» أو «عجائب البلدان»، وكتاب «الأقاليم». وكتاب «البلدان»، وكتاب «صفة الأرض»، وكتاب «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات»، وقد أهدى هذا الكتاب الأخير إلى حاكم بغداد في عهد المغول.
    يتألف كتاب «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» إجمالاً من قسمين يتطرقان بالبحث إلى العالمين العلوي والسفلي. فالقسم العلوي يتضمن أبحاثاً تدور حول علم الفلك والنجوم والأجرام السماوية، وسكان ذلك العالم أي الملائكة، كما يبحث في التقاويم العربية والسريانية وما تحتويه من أعياد ومناسبات، ويتناول بحثه الحيوانات والنباتات، والمعادن، والجغرافية الطبيعية، ثم يتطرق البحث إلى معرفة العرب في الجاهلية بالنجوم والسيارات والأبراج مؤكداً بأن هذه المعرفة قديمة بدلالة أسمائها العربية التي كانت مستعملة قبل الإسلام، مثل: بنات نعش الكبرى والصغرى والسها، والظباء، والرابض، والراعي وكلب الراعي، والسماك والكف، والعيوق. ثم يتطرق القزويني في كتابه إلى منازل القمر؛ ويشير إلى أن العرب قسموها إلى ثمانية وعشرين قسماً مخالفين بذلك الهنود الذين كانوا قد جعلوها سبعة وعشرين، كما يعدد المنازل عند العرب بدءاً من الثريا حتى البطين. ويتضمن الكتاب موضوعات تتعلق بالبحر الأحمر والتأثيرات التي يخضع لها من جوّية وبحريّة، وتتعرض لها السفن الجارية في عرض البحر، كما يتطرق إلى الطيور المدرّبة والمستخدمة في عمليات الصيد «البيزرة»، ويعدد بعض أنواعها كالطغرل، والباز، والزرق، والباشق...
    إن هذا التنوّع في الموضوعات جعل بعض الباحثين والعلماء يعدّون القزويني أكبر كوزموغرافي (عالم وصف الكون) ومبسّط للعلوم من أجل الجمهور. ويرى أحد العلماء المعاصرين: «أن كوزموغرافيا القزويني هي أهم أثر أنتجه كاتب عربي في العصور الوسطى»، وكثيراً ما قارنه العلماء بهيرودوت Hérodotus.
    أما القسم السفلي فمخصص للأرض وظواهرها، وعناصرها الأربعة: النار، والهواء، والماء، والشهب والرياح، كما يتناول هذا القسم وصفاً لتقسيم المعمورة إلى سبعة أقاليم وبيان أسباب حدوث الزلازل وتكوّن الجبال، ونشأة الأنهار والينابيع والعيون، ثم يعرض سريعاً لممالك الطبيعة الثلاث: المعدنية، والنباتية، والحيوانية، وتبدأ المملكة الأخيرة بالكلام على الإنسان وخصائصه الأخلاقية، وتشريحه، وتركيبه العضوي، ومميزات الشعوب المختلفة.
    أما كتاب «آثار البلاد وأخبار العباد» أو «عجائب البلدان» فله صفة جغرافيّة، والصفة الجغرافية تقوم على وصف الأرض وتقسميها إلى سبعة أقاليم، وما يحتويه كل إقليم من مدن وجبال وجزر وبحيرات وأنهار...إلخ، إضافة إلى بعض التفاصيل التاريخية وسير مشاهير الرجال في مختلف أماكن الإقليم.
    ويتحدث القزويني في كتابه «آثار البلاد وأخبار العباد» عن مشاهداته شخصياً في العراق العجمي وبلاد الشام والعراق، وما سمعه، أو اقتبسه، أو اطلع عليه من كتب، مثل كتاب «المقتبس من أخبار الأندلس» لابن حيّان القرطبي، وكتاب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» لابن بسام، كما استفاد من أخبار الرحالة الذين نقل عنهم سلام الترجمان. ورحلة أبي دلف الخزرجي إلى الصين والهند...إلخ.
    ولقد قام المستشرق وستنفيلد Wustenfeld بنشر الكتاب بقسميه ظناً منه أنه كتاب واحد وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي.
    والملاحظ أن كتب القزويني زينت بالتصاوير، فهي مزودة لا بأشكال وجداول فلكية فحسب، بل أيضاً بالرسومات الصغيرة و«المنمنمات» كما أن معظم مخطوطات القزويني تحتوي على خريطة مستديرة للعالم.
    عبد الرحمن بدر الدين
يعمل...
X