إسماعيل بن القاسم،أبوعلي القالي Al-Qali كان أحفظ أهل زمانه للغة والشعر ونحو البصريين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إسماعيل بن القاسم،أبوعلي القالي Al-Qali كان أحفظ أهل زمانه للغة والشعر ونحو البصريين

    القالي (أبو علي إسماعيل بن القاسم ـ)
    (288 ـ 356هـ/901 ـ 967م)

    أبو علي، إسماعيل بن القاسم بن عَيْذُون بن هارون بن عيسى بن محمد ابن سلمان القالي، وجدّه من موالي عبد الملك بن مروان.
    كان أحفظ أهل زمانه للغة والشعر ونحو البصريين، ولد في مدينة «منازجِرْد» (بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يُعد في أرمينيا)، ونشأ بها، قال الزبيدي: «وسألته لِمَ قيل له القالي؟ فقال: لمّا انحدرنا إلى بغداد كنّا في رفقة فيها أهل «قاليقلا» وهي قرية من قرى «منازجِرد»، وكانوا يُكْرَمون لمكانهم من الثغر، فلما دخلت بغداد نُسِبت إليهم لكوني معهم، وثبت ذلك عليّ».
    وتذكر المصادر أنه اتّجه إلى بغداد عام 303هـ، لكنه في طريقه إليها أقام بالموصل سنتين، تلقّى فيها بعض علومه ولاسيّما سماع الحديث من أبي يعلى الموصلي، ثم دخل بغداد سنة 305هـ، وظل بها حتى سنة 328هـ، وفيها حصّل جُلّ علومه اللغوية فأخذ عن أبي بكر بن دريد وعن أبي بكر بن الأنباري، وعن نفطويه وابن درستويه، وقد قرأ على هذا الأخير كتاب سيبويه وسأله عنه حرفاً حرفاً.
    والظاهر أن القالي لم يستطع أن يزاحم علماء بغداد آنذاك ورأى أنْ لاحَظَّ له بالعراق، ولذا قصد الأندلس سنة 330هـ فدخلها أيام خلافة عبد الرحمن الناصر، وكان ابنه الأمير أبو العاص الحكم بن عبد الرحمن الملقب بـ«المستنصر» من أحب ملوك الأندلس للعلم وأكثرهم اشتغالاً به وحرصاً عليه، فتلقاه بالجميل وحظي عنده، وقُرِّب منه، وبالغ في إكرامه، ويقال إنه هو الذي كتب إليه ورغّبه في الوفود عليه، واستوطن قرطبة ونشر علمه بها، وفيها أملى أكثر كتبه عن ظهر قلب، وقد أحبه أهل الأندلس فاستفادوا منه وعوّلوا عليه واتّخذوه حُجّة فيما نقله، وأخذ عنه علماؤها كالزبيدي محمد ابن الحسن صاحب مختصر العين، وأبي محمد عبد الله بن الربيع، وأحمد ابن أبان بن سيّد الزبيدي.
    وقد خلّف القالي عدداً من المؤلفات أشهرها كتابان هما «الأمالي» (ويُعرف أيضاً باسم النوادر)، و«البارع»، وقد شهد القدماء بمنزلة هذين الكتابين، قال أبو محمد بن حزم: «كتاب نوادر أبي علي مبارٍ لكتاب الكامل الذي جمعه المبرّد، ولئن كان كتاب أبي العباس أكثر نحواً وخبراً فإن كتاب أبي علي أكثر لغة وشعراً».
    والكتاب مطبوع متداول، وقد بسط مؤلفه في مقدمته منهجه فيه، قال: «فأمللت هذا الكتاب من حفظي في الأخمسة (أيام الخميس) بقرطبة وفي المسجد الجامع بالزهراء المباركة، وأودعته فنوناً من الأخبار وضروباً من الأشعار وأنواعاً من الأمثال وغرائب من اللغات، على أني لم أذكر فيه باباً من اللغة إلا أشبعته، ولا ضرباً من الشعر إلا اخترته، ولا فنّاً من الخبر إلا انتخلته ولا نوعاً من المعاني والمثل إلا استجدته، ثم لم أخله من غريب القرآن، وحديث الرسولr على أنني أوردت فيه من الإبدال ما لم يورده أحد، وفسّرت فيه من الإتباع ما لم يفسّره أحد».
    أما كتابه الثاني وهو «البارع» فقد قال فيه الزبيدي: «ولا نعلم أحداً من المتقدّمين ألّف مثله». وهو معجم لغويّ ضخم بدأ بتأليفه سنة 339هـ، واستمر يجمع موادّه ويدوّنها حتى توفي سنة 356هـ قبل أن يتمّه ويهذّبه، فتولّى تهذيبه ورّاقه محمد بن الحسين الفهري مع رجل آخر يدعى محمد بن معمر الجيّاني فاستخرجاه من الصكوك والرقاع وهذّباه من أصوله التي بخط القالي وخطيهما ممّا كتبا بين يديه ولما كمل رفع إلى الحكم المستنصر بالله، وقد وصلت إلينا قطعة من هذا المعجم تظهر منهجه الذي مشى فيه على ترتيب الخليل في معجم العين، ولكنه لم يتّبعه تماماً، بل أدخل فيه جملة من التغييرات، فقدّم بعض الحروف على بعض، وزاد على الخليل بعض الأبواب، بيد أنه لم يخرج عمّا اختطه الخليل في باب التقاليب، فكل كلمة نجدها في باب الحرف الأسبق من حيث مخرجها.
    وللقالي مصنفات أخرى بعضها مخطوط والآخر مفقود، منها: «المقصور والممدود»، «فعلت وأفعلت»، وكتاب «الإبل ونتاجها»، و«مقاتل الفرسان»، وكتاب «حلى الإنسان والخيل وشياتها»، و«تفسير السبع الطوال» (المعلّقات).
    نبيل أبو عمشة
يعمل...
X