مهرجان الشعر المغربي يجمع مختلف الأجيال في دورته الخامسة
الدورة الخامسة لمهرجان الشعر ملتقى لفعاليات ثقافية منتجة لكل ما يرتبط بالشعر على مستوى الإبداع والنقد الذي يشكل نشاطا فكريا ينتج معرفة بالنص.
الثلاثاء 2023/11/14
الدورة شهدت إقبالا كبيرا
مراكش (المغرب)- اختتم مهرجان الشعر المغربي فعاليات الدورة الخامسة التي نظمتها دار الشعر في مراكش بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية على مدى ثلاثة أيام، وبمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين مغاربة.
حضر حفل الختام كل من عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعبدالحق ميفراني مدير دار الشعر في مراكش، وعدد كبير من الأكاديميين والطلاب والمهتمين بالشعر.
واستقطب المهرجان، في أيامه الثلاثة، المبدعين القادمين من مختلف المدن المغربية لتصبح مراكش عاصمة الشعر المغربي خلال فترة المهرجان، حيث شهدت زخما شعريا لافتا لأكثر من 40 مبدعا مغربيا. وتنقل المهرجان بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق داخل مدينة مراكش محتفيا بالقصيدة ومبدعيها، وسط حضور كبير يؤكد أهمية الحدث الشعري.
المهرجان استقطب خلال أيامه الثلاثة المبدعين القادمين من مختلف المدن المغربية لتصبح مراكش عاصمة الشعر المغربي
وشهد اليوم الختامي جلسة شعرية، حيث احتشدت قاعة القراءات الشعرية بأكثر من مئتي طفل ويافع وشاب كانوا قد شاركوا في دورات الكتابة الشعرية ودراسة علم العروض خلال عام كامل، وقام عبدالله العويس ومحمد القصير بتكريمهم وتسليمهم شهادات المشاركة تشجيعا لهم، وقد شكل الحضور الكثيف من قبل الطلبة والمهتمين إضافة هامة للمهرجان، وفرصة لاجتماع أجيال شعرية متنوعة في مكان واحد.
وكان ثاني أيام المهرجان قد شهد ندوة نقدية بعنوان “الشعر المغربي وإبدالات النقد والترجمة” بمشاركة عدد من الباحثين المغاربة، حضرها عدد كبير من الأكاديميين والطلاب وجمهور المهرجان.
وقال الشاعر والناقد عبداللطيف السخيري إن الدورة الخامسة من مهرجان الشعر المغربي جسدت إصرار دار الشعر في مراكش على لم شمل كل الواعين بمكانة الشعر في ترسيخ إنسانية الإنسان، وبذلك تكون دار الشعر منارة للثقافة.
من جهتها اعتبرت الناقدة فاطمة الزهراء أن الدورة الخامسة لمهرجان الشعر ملتقى لفعاليات ثقافية منتجة لكل ما يرتبط بالشعر على مستوى الإبداع والنقد الذي يشكل نشاطا فكريا ينتج معرفة بالنص، مشيرة إلى أن دار الشعر اضطلعت بدور ريادي بتنوع الأنشطة مما أضفى تنوعا فكريا وإبداعيا على الساحة النقدية بمراكش والمغرب بشكل عام.
وأكدت الزهراء أن ذلك يأتي في إطار تعاون فاعل ومنتج مع دائرة الثقافة بالشارقة، وفي ذلك تشجيع للعمل المثمر للشاعر المغربي والممارسات النقدية المنسجمة مع هذا الإنتاج من خلال الانفتاح على روافد ثقافية مختلفة تعكس تنوعا فكريا.
عمل متميز شجع عددا من المبدعين على الاستمرار في الإبداع
بدوره قال الشاعر محمد مستاوي “إن الفضل اليوم يرجع إلى الشارقة لأن مشروعها ينتقل من إمارة الشارقة إلى جميع أنحاء الوطن العربي لرعاية الشعر”. واعتبر أن الثقافة في ظل هذه الرعاية تجمع أبناء العالم العربي وتمنح الأدب والإبداع العربي دفعة معنوية.
من جهتها قالت الشاعرة نجاة الزبير “إن دار الشعر في مراكش فتحت حدائقها فكان مطرها الربيعي فاتحة خير على الثقافة المغربية، وأصبح ديوان الشعر المغربي عبر هذه السنوات كبيرا تقلب صفحاته فتجد العديد من الأبواب التي كلما فتحت واحدا أسرك الآخر بتميزه”، مشيرة إلى أن الشارقة تفتح عوالمها الإنسانية من خلال تلاقح كل الثقافات فكانت مرآة عكست قيمها الأصيلة التي جعلت المثقف العربي فخورا بلغته وإنجازاته.
من جانبه قال نجيب خداري “لا شك أن دار الشعر في مراكش نجحت في بث روح جديدة في المشهد الشعري المغربي بمختلف خصوصياته وأجياله من خلال حوار شعري ثري عميق، وقد قدم المهرجان الشعري في نسخه الخمس تتويجا سنويا لجهود الدار في تكريم رواد القصيدة المغربية وفي تنشئة طفولة مغربية تبتهج بالشعر وتتنافس على إبداعه”.
وأشارت الشاعرة حليمة الإسماعيلي إلى أن دار الشعر في مراكش قامت بدور فعال في تعزيز الشعر المغربي، ومنحت الشعراء فرصة تقديم أعمالهم والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال احتضان الكثير من التجارب المختلفة في العديد من الفعاليات.
وأضافت أن الشارقة إمارة رائدة في المنطقة في تعزيز الثقافة والفنون العربية وهي رؤية واقعية وملهمة للمبدعين العرب، إذ تساهم في توفير بيئة حاضنة لتطوير أعمالهم وإبداعاتهم وتعزيز هويتهم الثقافية.
من ناحيته قال الباحث والأكاديمي محمد عيناق إن “ما تقوم به دار الشعر في مراكش عمل جبار بكل المقاييس وما تقوم به الشارقة في هذا المجال عمل متميز وقد شجع عددا من المبدعين على الاستمرار في الإبداع الراقي الهادف وفتح المجال لأسماء شابة واعدة لشق طريقها في المجال الثقافي”.