التحكم في السر يزيد النشاط (بابليك دومين)
- القاهرة: محمد السيد علي
نُشر: 16:15-13 نوفمبر 2023 م
يرغب الناس غالباً في مشاركة الأخبار الجيدة بمجرد معرفتها، إلا أن دراسة حديثة أكدت أن احتفاظ الشخص بالأخبار الجيدة سراً قد يجعله يشعر بمزيد من النشاط والحيوية.
اعتمدت نتائج الدراسة التي نشرت، الاثنين، في دورية «الشخصية وعلم النفس الاجتماعي»، على أبحاث استقصائية سابقة، أجريت على 500 شخص، أجاب 76 في المائة بأن أول شيء سيفعلونه عندما يعلمون بالأخبار الجيدة هو مشاركتها مع شخص ما. ووفق الدراسة فإن هناك كثيراً من الأخبار الإيجابية التي قد يختار الناس الاحتفاظ بها سراً، مثل عرض الزواج، أو الحمل المرغوب فيه، أو الإسراف في شراء السلع الفاخرة.
ولاختبار تأثير ذلك على الحيوية والنشاط، أجرى الباحثون 5 تجارب على عينة تضم أكثر من 2500 مشارك، لفهم ما الذي يحفز الناس على الاحتفاظ بالأسرار الإيجابية، وكيف يمكن أن يؤثر الاحتفاظ بسر إيجابي على شخص ما، مقارنة بالسر الذي يحتفظ به لأنه يعدّه غير سار أو محرج.
من جانبه، يقول الباحث الرئيس للدراسة في جامعة كولومبيا الأميركية، الدكتور مايكل سليبيان، إن «أبحاثاً سابقة أظهرت أن الاحتفاظ بالأسرار يضر بصحتنا ورفاهيتنا؛ لكن هذه الأبحاث ركزت على الاحتفاظ بالأسرار السلبية».
وفي إحدى التجارب، عُرض على المشاركين قائمة تضم نحو 40 نوعاً شائعاً من الأخبار الجيدة، مثل توفير المال، أو شراء هدية لنفسك، أو تخفيض الديون، وذكر المشاركون الأخبار الجيدة التي احتفظوا بها سراً.
وطُلب من بعض المشاركين التفكير في الأخبار الجيدة التي احتفظوا بها سراً، بينما فكر آخرون في الأخبار الجيدة التي لم تكن سرية، ثم قيّموا مدى النشاط الذي يشعر به كلا الفريقين.
وأفاد المشاركون الذين فكروا في أسرارهم الإيجابية بأنهم يشعرون بمزيد من النشاط، مقارنة بالمشاركين الذين فكروا في أخبارهم الجيدة التي لم تكن سرية.
وأوضح الباحث الرئيس في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السرية «ليست ضارة بطبيعتها، وأن الأسرار الإيجابية يمكن أن تجلب فوائد بالفعل»، مبيناً أنهم وجدوا «مجرد التفكير في سر إيجابي كان أمراً مُنشطاً». كما وجد الباحثون أن «الأشخاص يحملون في المتوسط 14 أو 15 خبراً ساراً، في حين يحتفظون في المتوسط بـ5 أو 6 أخبار سراً».
ومن واقع الدراسة، قال سليبيان إن «الناس عندما يختارون الاحتفاظ بسر إيجابي من أجل متعتهم الخاصة، فإنهم يشعرون بمزيد من النشاط والحيوية، وذلك على النقيض من الأسرار السلبية أو المُحرجة التي غالباً ما تحكمها ضغوط أو مخاوف خارجية»؛ مشيراً إلى نتيجة أظهرتها الدراسة وهي: «كلما تمكّن الناس من التحكم في سرهم الإيجابي، زاد شعورهم بالنشاط».