علامات تُبشّر بمستقبل مشرق النقد السينمائي في السعودية... والناقد عالمي وليس محلّياً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علامات تُبشّر بمستقبل مشرق النقد السينمائي في السعودية... والناقد عالمي وليس محلّياً



    الناقد المغربي حمادي كيروم في الرياض (الشرق الأوسط)النقد السينمائي في السعودية... علامات كبيرة تُبشّر بمستقبل مشرق
    حمادي كيروم لـ«الشرق الأوسط»: الناقد عالمي وليس محلّياً
    نُشر: 17:04-11 نوفمبر 2023 م
    ليس ثمة ما يُقلق النقاد السينمائيين أكثر من تراجع حركة النقد، وشحّ المتخصصين، وهشاشة التلقّي السينمائي. هذه المخاوف أعادها إلى الواجهة مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظّمه «هيئة الأفلام» حالياً في الرياض، ويُعدّ الأول من نوعه على مستوى العالم، فيواصل حواراته الساخنة لإعلاء شأن حركة النقد السينمائي، وتحديد ماهية الناقد في ضوء المتغيّرات الحديثة.
    يستند الناقد المغربي الدكتور حمادي كيروم، وهو أستاذ علم جمال السينما في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، على مقولة المخرج الفرنسي فرنسوا تروفو: «لكل منا مهنتان: مهنة رسمية نعتاش منها ومهنة الناقد»، مشيراً إلى أنّ المُشاهد يعتمد على ذائقته في تقييم الفيلم، ويسعى إلى مشاركة رأيه رغبةً في الانضمام إلى «مجتمع النقاد» بقواعده ورموزه وأساليبه.
    ويرى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هدمت سلطة المؤسسات النقدية التي احتكرت «السماح بالكلام» لناقد دون غيره، فأعطت الكلمة للجميع، وسهّلت التعبير المباشر ومشاركة مقاطع من الفيلم والتعليق عليها، فتأزّم مفهوم النقد السينمائي الكلاسيكي، وبدأت سمات الناقد الجديد بالتشكُّل، فهو الذي ليس في وسعه إلا أن يكون «إنساناً استاطيقياً» يضع الحس والحدس والمعرفة بينه وبين الفيلم. كلامه جاء خلال محاضرة قدّمها في المؤتمر بعنوان «النقد بين المهنة والمعرفة». ولأنّ الاستاطيقيا هو علم الجمال، يشير كيروم إلى أنّ في ذلك وعياً حسياً وتجربة شعورية يعيشها الفرد عبر الفن من خلال المتعة والخلق الفني.

    ⁨حضور كبير لأهم النقاد السينمائيين في المؤتمر (الشرق الأوسط)⁩
    النقد ما بين السينمائي والفيلمي
    وتحدّث كيروم خلال مداخلة خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن ماهية النقد مهنةً وممارسة، مبيناً ضرورة التمييز بين الناقد والصحافي، ومعتقداً أنّ ثمة خلطاً كبيراً بينهما. ويضيف: «الصحافي قد يعمل على الفيلم، والناقد قد يعمل على السينما، ما يؤكد أنّ ثمة فارقاً بين النقدَيْن السينمائي والفيلمي. ففي الأول ينطلق الناقد من الفيلم ويدخل به إلى السينما وتاريخها ويعبُر قارات كثيرة؛ ما يصعب على الصحافي».
    يتابع: «التفرّغ ضروري جداً لمستقبل مهنة الناقد السينمائي». وبسؤاله عن التجارب النقدية في السعودية التي لا تزال السينما فيها حديثة وواعدة، ولم تتجاوز انطلاقتها العقد الأول من الزمن، يرى كيروم أنّ «النقد السينمائي مسألة عالمية لا ترتبط بطبيعة الحركة السينمائية في البلد الذي تخرج منه. ليس ثمة ناقد محلّي، فالناقد عالمي بطبيعته، وأرى في السعودية علامات كبيرة على تشكُّل حركة نقد سينمائي مُبشّرة».
    النقد «وعد بالسعادة»
    ورغم أنّ كيروم يصف النقد السينمائي بأنه «وعد بالسعادة»، فإنه لا يخفي نظرته التشاؤمية. يقول: «النقد السينمائي يسير إلى حتفه»، وهو توصيف قاسٍ يبرره قائلاً: «مؤسسات النقد الكبرى انتهت. فالسينما وُلدت في فرنسا، وترعرعت في أميركا، ثم وصلت إلى العالم؛ ففرنسا احتوتها فكرياً وثقافياً، واليوم لم نعد نرى حراكاً مبشّراً»، في حين لم تفته الإشارة إلى النقد الرقمي الإلكتروني بعدِّه تحدّياً
    جديداً لما يحمله من العبثية والبعد عن العمل المؤسّسي.


    تعريف بشخصيات سينمائية بارزة في مقر المؤتمر (الشرق الأوسط)
    النقد في عصر التواصل الاجتماعي
    يتقاطع حديث كيروم مع ما قدّمته الناقدة السينمائية شبرا غوبتا، التي تُعدّ من الأشهر في الهند، وكاتبة عمود في صحيفة «إنديان إكسبرس»، وذلك في محاضرة بعنوان «أهمية النقد ونقاد الأفلام في عصر وسائل التواصل الاجتماعي»، تناولت خلالها الأسئلة الأكثر شيوعاً حول النقد اليوم، من منظورها ومكانتها شاهدةً على نمو السينما الهندية. من أبرز ما ناقشته: ما أهمية النقد السينمائي في زمن وسائل التواصل؟ هل تبقّى دور للناقد السينمائي؟ والأهم، ما الفارق بين النقد المتصوَّر والنقد المنطقي، وكيف يمكننا سد الفجوة بينهما.

    جلسة حول السينما السعودية والتأثير الثقافي (الشرق الأوسط)
    تحليلات نقدية
    يقدّم المؤتمر يومياً جلسة حوارية تتناول نقد أحد الأفلام الشهيرة؛ منها جلسة تحليل نقدي لفيلم «EO» للبولندي جيرزي سكوليموفسكي، فقدّم الناقد السينمائي العماني ثابت خميس تحليلاً مختلفاً له باستخدام منهجية الظواهر التي تعتمد على اكتشاف العمليات الإدراكية والتجسيد التعبيري والإدراكي في الفرجة السينمائية.
    شاركه بذلك الناقد السينمائي العراقي قيس قاسم، الذي قدّم تحليلاً مقارناً بين فيلمَي «EO» و«أقدار بالتازار» للفرنسي روبرت بريسون. فالفيلمان تميّزا بمعالجة متقاربة لمنجز سينمائي يتّخذ الحيوان دوراً رئيسياً فيه، لتتبيّن نظرة المخرجَيْن للعالم من خلال نظرة الحيوان (الحمار)، مما يضفي غرابة على المعالجة السينمائية، وتجديداً في أشكال تناول الموضوعات الجدّية التي تهتم بدراسة الوجود البشري.
يعمل...
X