"ّتأمّلات في فرضيّات الدراما المعرّبة"
-
تُقدّم الفنانة سلافة معمار أداء متميّزاً عبر مسلسل الخائن وهذا ليس بغريب على نجمة بحجمها، لكن للأسف هذا النوع من الأعمال غالبا لا يليق بحجم إمكانيات أي ممثل مُتمكّن إلّا في بعض اللحظات والمشاهد وهي قليلة جدّا مقارنة بعدد حلقاته!
-
كان يُمكن لكُتّابنا ونجومنا كسب تحدّي تعريب الدراما وأخذه لمنحى آخر يُثبت تميّزهم، خصّيصاً وأنّ فرضيات هذه الأعمال ليست بضعيفة بالمطلق (نقصد الفكرة الأساسية) ففي طرح فرضيّة ستيليتو مثلاً :
(طبيبة نسائية عزباء تُقابل صديقات المدرسة اللواتي تسبّبن لها بفضيحة وتمزّق في الرحم بعد عشرين عاماً لتعيش صراع الانتقام لماضيها أو الدفاع عن حقّها بعًيش الحاضر)
فرضيّة اجتماعيّة ليست بضعيفة من حيث المبدأ..
مثال آخر بتناول فرضيّة مسلسل "الخائن"
(طبيبة متزوجة تعيش حياة مستقرة وهادئة مع زوجها وابنها الوحيد إلى أن تكتشف خيانة زوجها المثالي و غير المتوقّعة وأن كل محيطهما الاجتماعي يعلم بحقيقة وجود امرأة أُخرى في حياته لتقرر الانتقام منه ليست لخيانته.. بل لأنه جعل منها امرأة مُغفّلة أمام الجميع)
فرضيّة اجتماعيّة ليست بضعيفة أيضاً.. لكن!!
أما كان يُمكن إقناع الجهات المنتجة أنّه باستطاعتنا إعادة صياغة هذه الفرضيّات بقوالب مختلفة تماماً؟
فتعكس حوارات زخمة وسير أحداث مُكثّف ومرن إلى جانب الأداء الجيد وحتى دون الاستغناء عن الشرط الإعلاني لمختلف المنتجات والألبسة (الّذي يغلب على طابع هذه الاعمال بطبيعة الحال)
أما كان يُمكن للتجرية احترام عقل المشاهد ومن دون التفريط بأي شرط آخر!؟ بل كسب احترام القائمين على تمويل التعريب بطرح نفس الفكرة بتكثيف يقلّل عدد الحلقات من 90 إلى 30 مثلا وبالتالي تحقيق فرصة إنتاج نصوص مختلفة وتعريب أعمال أُخرى؟
أخيراً.. حتّى من يشتري منزل قديم يقوم بنفض الغبار عنه وبناء أثاثاته من جديد بطريقة تطرح هويّته كمُقيم جديد، مستخدماً ألوانه الخاصّة وكلّ التفاصيل الّتي من شأنها تحويله إلى المُقيم الأوّل وكأن لم يسبقه أحد يوما ما إلى هذا البيت.
-
محمود المرعي
=AZWE3ylOixjO3P3aeyfuWZyHPS9VqY4OEHTtgO7T_Zj9G5WaC xe4DMHYyAGmD_6AVi1fbSrZ2DHYWCJfZ4M9xIb5hY87echYVdT aiDnqTyoOJ8yQLv2HIGgRqWZjJK3ST2VthSUVmopmYFh2W7fsQ 9WBQJjU58mf9FLNcHLBqBiyqH2hr6ObVbZTmi15YJfV1p2Rag5 HpwvXVvc5NyiUViIV&__tn__=EH-R]