"اللغم الأخير" فيلم اجتماعي يمنح مخرجته جوائز مهمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "اللغم الأخير" فيلم اجتماعي يمنح مخرجته جوائز مهمة

    "اللغم الأخير" فيلم اجتماعي يمنح مخرجته جوائز مهمة


    فيلم وثائقي يعزز الفهم والوعي بأهمية الأمن والسلام في العالم.
    السبت 2023/11/11

    مأساة إنسانية

    الرباط - فاز الفيلم الوثائقي “اللغم الأخير” للمخرجة المغربية فاطمة أكلاز بجائزة لجنة النقد للفيلم الوثائقي الطويل وحصل على تنويه خاص من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب في المهرجان الوطني بطنجة الذي انعقد في وقت سابق من الشهر الجاري.

    يتحدث الفيلم الذي حظي بدعم المركز السينمائي المغربي والذي تم تصويره بمنطقة الصحراء المغربية عن الألغام، من خلال قصة الشيخ أحمد وبوسيتا، صديقان يحبان الحياة، ورغم إصابتهما بانفجار لغم يأملان في رؤية بلادهما تعيش في سلام وأمان.


    فاطمة أكلاز: الفيلم ينبه إلى مأساة إنسانية وحاجتنا إلى السلم والأمن


    في حوار مع صحيفة “العرب” تقول المخرجة فاطمة أكلاز “‎بالنسبة إلي مشاركة الفيلم في المهرجان الوطني بطنجة هو تشريف وتكليف، تشريف المجهود الفني المبذول طيلة مساري في السينما، وتكليف لأنه يحمّلني مسؤولية الاستمرارية في الرقي بالإبداع السينمائي المغربي”.

    أما عن اختيارها تسليط الضوء على موضوعي الأمن والسلام فتوضح أن “الفيلم هو عن ضحايا الألغام و مأساتهم الإنسانية، ضحاياه أناس أبرياء، كلما انفجر لغم خلف لديهم بالضرورة إعاقة أو أزهق روحًا، لهذا من خلال حكايات الضحايا ننبه إلى هذه المأساة الإنسانية”.

    وتشرح لـ”العرب”: “أنا لم أختر الموضوع، بل هو الذي ساقه القدر نحوي، ربما لأنني مرهفة الحس تجاه ما هو إنساني، لهذا وجدتني أتعاطف مع المشروع، وأخذت على عاتقي أن أشحنه بكل ما تفاعل بداخلي بعد لقاءاتي مع الضحايا وذويهم”.

    وتنوه المخرجة المغربية بأن العنوان “اللغم الأخير” يحمل رمزية تتعلق بالأمن والسلام، وعن ذلك تقول “العنوان هو في الحقيقة أمنية؛ من منا لا يتمنى أن يستفيق على وطن دون ألغام. أود أن أخبركم بأن شخوص الفيلم ودون سابق إنذار ودون ترتيب مسبق وبشكل عفوي، عبروا عن ذلك صراحة بالقول: نريد بلدا ووطنا آمنا مطمئنا يعيش فيه الجميع بسلام”.

    كما تعتقد المخرجة أن فيلمها الوثائقي يلعب دورا في تعزيز الفهم والوعي بأهمية الأمن والسلام في العالم، حيث تؤكد “من جهتي لا أحب أفلام الدعاية والتوعية. الفيلم الوثائقي بالنسبة إلي هو اشتغال وبحث واجتهاد في نقل الواقع وتقريبه من الناس بلغة سينمائية واضحة المعالم”، موضحة أن أهم تحد واجهته هو كون موارد الإنتاج لم تكن كافية وهناك أمثلة على المشاهد أو اللحظات المؤثرة كتلك المتمثلة في لحظات رحلة الضحايا للتوعية بمخاطر الألغام، وهنا أعتبر أنها أقوى رسالة للسلم والسلام، بما أن الضحايا هم الذين يقومون بعملية التوعية، إنهم نموذج لمن يحب الحياة ويدافع عن الحق فيها”.

    وتتابع “‎أكيد في تصوري أن الفيلم من ناحية الموضوع والشكل سيكون له تأثير إيجابي على المتلقي وأنا كتبت و أعددت الفيلم ليقوم بذلك”.

    وتجدر الإشارة إلى أن المخرجة المغربية فاطمة أكلاز بدأت مسيرتها الفنية كممثلة وكاتبة سيناريو ومن ثم انتقلت بسرعة إلى عالم الإخراج السينمائي وتحديدا إخراج الفيلم الوثائقي الذي أصبح جزءًا حيويًا من مسارها الإبداعي.


    المخرجة المغربية تنوه بأن العنوان “اللغم الأخير” يحمل رمزية تتعلق بالأمن والسلام


    قدمت المخرجة العديد من الأفلام القصيرة مثل “لعبة الحبل” و”الراعية” و”الوشم” و”العصا”. وهي تسعى دائمًا لاستخدام أفلامها كوسيلة لاختبار وتجسيد الحياة في المغرب وكشف التحديات والشقوق في الواقع. إن أعمالها تعتبر بشكل كبير تعبيرًا صادقًا عن التناقضات الاجتماعية والتحديات التي يواجهها المجتمع المغربي.

    وتتخذ أكلاز من الأفلام الوثائقية أداة تفسيرية وتوجيهية لشخصياتها وطريقة تفكيرها، إن الخيال يظل عنصرًا رئيسيًا يتداخل مع الواقع في أعمالها السينمائية. يساعد هذا الاستخدام المبدع للخيال في نقد وتشريح الأوهام والأفكار القائمة حول الواقع بدلاً من تفسيرها، وهذا يضيف عمقًا إلى أعمالها ويساهم في تجسيد واقع مجتمع مغربي مركّب بطريقة فريدة وإبداعية.

    وتختم المخرجة حوارها مع “العرب” مشيرة إلى تحضيرها لأعمال جديدة بالقول “أفكر في سيناريوهات في مجال السينما التخيلية وأتمنى أن يتحقق ذلك قريبا”.

    وبمناسبة فوز فيلمها بجائزة مهرجان طنجة، رأت المخرجة أن تتقدم “بالشكر لكل الفريق التقني الذي اشتغل في الفيلم الوثائقي ‘اللغم الأخير’ في إطار شركة الإنتاج ‘يوبوز’ وبدعم من المركز السينمائي المغربي، وأشكر بحرارة أيضًا أولئك الأبطال الذين عبروا عن مكنون النفس بكل تلقائية ومصداقية، وجنود الخفاء الذين كانوا يهيئون لنا ما نسد به الرمق بعد عناء التصوير بكل محبة”.


    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X