هل يتمتع بعض الأطفال باستعداد وراثي لمشاكل النوم؟
الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للأرق يعانون من مشاكل النوم مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل (رويترز)
نُشر: 10:54-9 نوفمبر 2023 م ـ 25 ربيع الثاني 1445 هـ
TT
20يعد إنشاء عادات صحية ترتبط بالنوم لطفلك في وقت مبكر أمراً حيوياً إذا كان أحد الوالدين على الأقل يعاني من صعوبات مزمنة في النوم، كما يقترح بحث جديد حول علم الوراثة واضطرابات النوم لدى الأطفال، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
تم العثور على استعداد وراثي لمشاكل النوم مثل الأرق مراراً وتكراراً في الدراسات التي أجريت على البالغين، مما جعل العلماء يتساءلون عما إذا كانت نفس الظاهرة تحدث بين الأطفال.
هذا ما يقوله الخبراء الذين قاموا بالدراسة الأولى، ويقدمون دليلاً على أن القابلية الوراثية لكونك «قليل النوم» يمكن العثور عليها أيضاً في وقت مبكر من الحياة.
والأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للأرق يعانون من مشاكل النوم المرتبطة بالأرق مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، وفقاً للدراسة التي نشرت أمس (الأربعاء).
قال الدكتور يوس فان سومرين، رئيس قسم النوم والإدراك في المعهد الهولندي لعلم الأعصاب في أمستردام، عبر البريد الإلكتروني، إن النتائج قد تكون «مفاجأة بالنسبة لمعظم الناس».
وتابع: «نحن نميل إلى الاعتقاد بأن الأرق يتطور في وقت لاحق من الحياة، ولكن هنا نظهر بوضوح أن العلامات الأولى لخطر الأرق في مرحلة البلوغ موجودة بالفعل في مرحلة الطفولة المبكرة».
ويقول الخبراء إن الاستعداد الوراثي لمشاكل النوم ليس سوى جزء من اللغز، لذا فإن الحفاظ على جدول النوم المنتظم الخاص بطفلك يمكن أن يحدث فرقاً.
تقييم الأرق عند الأطفال
قام الباحثون بدراسة 2458 طفلاً أوروبياً، نصفهم تقريباً من الفتيات، شاركوا في دراسة الجيل R، التي شملت نساء حوامل لديهن تاريخ ولادة بين عامي 2002 و2006 حتى يمكن قياس صحة أطفالهن من الحياة الجنينية حتى مرحلة البلوغ. في دراسة الجيل R، جمع الخبراء عينات الحمض النووي من دم الحبل السري أو من الأطفال عندما كانوا في سن 6 سنوات.
عندما كان عمر الأطفال سنة ونصف و3 و6 أعوام وبين 10 و15 عاماً، شاركت أمهاتهم تفاصيل حول صحة نومهم، مثل ما إذا كانوا يعانون من صعوبة في النوم، أو كانوا ينامون أقل من معظم الأطفال، أو غالباً ما يستيقظون طوال الليل. كما ارتدى بعض المشاركين - 975 منهم - ساعات لتتبع النوم لمدة تسعة أيام مرتين بين سن 10 و15 عاماً.
وجد الباحثون أن الاستعداد الوراثي لتطور الأرق لدى الأطفال كان مرتبطاً بأعراض شبيهة بالأرق أبلغت عنها أمهاتهم، لكن هذه الأعراض لم يتم اكتشافها بواسطة آلات تتبع النوم، التي تعدُّ أكثر موضوعية.
قد يكون ذلك بسبب أن بعض الأشخاص - في هذه الحالة الأمهات اللاتي يتتبعن نوم أطفالهن - لديهم تصور للأرق حتى عندما لا يفتقرون فعلياً إلى النوم من حيث الكمية، كما تقول الدكتورة أميتا سيغال، مديرة علم الأحياء الزمني وأبحاث النوم في معهد النوم التابع لكلية الطب بجامعة بنسلفانيا. وقد لا تكون نوعية النوم مريحة بما فيه الكفاية.
ومع ذلك، فإن الاستعداد الوراثي للنوم لفترة أطول كان مرتبطاً بالنوم لمدة ثلاث دقائق أكثر في المتوسط من خلال القياس الموضوعي للمتعقب، ولكن ثلاث دقائق إضافية من الراحة للمشاركين في الدراسة ترافقت أيضاً مع الاستيقاظ لمدة أقل من دقيقة واحدة إجمالاً أثناء الليل.
وقالت سيغال، وهي أيضاً أستاذة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا: «لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي أن يكون هناك تحديد وراثي للنوم عند الأطفال كما هو الحال عند البالغين... قد تعتقد أنه، بالتأكيد، إذا كان محدداً وراثياً، فلماذا لا يظهر في وقت مبكر من الحياة؟».
النوم الصحي للأطفال
لا يزال هناك أمل في صحة نوم طفلك. وقالت المؤلفة الأولى للدراسة الدكتورة ديسانا كوسيفسكا، عالمة النوم في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مركز إيراسموس الطبي في روتردام بهولندا، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العمليات الكامنة وراء هذه النتائج، «إلى جانب الاستعداد الوراثي للسمات السلوكية والنفسية الأخرى».
ولكن بما أن «نتائج دراستنا قد تشير إلى أن أطفال الآباء الذين ينامون بشكل سيئ قد يكونون معرضين بشكل خاص لمشاكل النوم»، كما تقول كوسيفسكا، فإن «ممارسات النوم الصحي والمنظم منذ سن مبكرة قد تكون ذات أهمية خاصة لهذه المجموعة».
من جهتها، قالت سيغال، إنه يجب المحاولة قدر الإمكان التأكد من انتهائهم من تناول الطعام قبل ساعات قليلة من موعد النوم وإطفاء الأنوار في غرفة نومهم بحيث يشعرون بالارتياح.
الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للأرق يعانون من مشاكل النوم مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل (رويترز)
- أمستردام: «الشرق الأوسط»
نُشر: 10:54-9 نوفمبر 2023 م ـ 25 ربيع الثاني 1445 هـ
TT
20يعد إنشاء عادات صحية ترتبط بالنوم لطفلك في وقت مبكر أمراً حيوياً إذا كان أحد الوالدين على الأقل يعاني من صعوبات مزمنة في النوم، كما يقترح بحث جديد حول علم الوراثة واضطرابات النوم لدى الأطفال، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
تم العثور على استعداد وراثي لمشاكل النوم مثل الأرق مراراً وتكراراً في الدراسات التي أجريت على البالغين، مما جعل العلماء يتساءلون عما إذا كانت نفس الظاهرة تحدث بين الأطفال.
هذا ما يقوله الخبراء الذين قاموا بالدراسة الأولى، ويقدمون دليلاً على أن القابلية الوراثية لكونك «قليل النوم» يمكن العثور عليها أيضاً في وقت مبكر من الحياة.
والأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للأرق يعانون من مشاكل النوم المرتبطة بالأرق مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، وفقاً للدراسة التي نشرت أمس (الأربعاء).
قال الدكتور يوس فان سومرين، رئيس قسم النوم والإدراك في المعهد الهولندي لعلم الأعصاب في أمستردام، عبر البريد الإلكتروني، إن النتائج قد تكون «مفاجأة بالنسبة لمعظم الناس».
وتابع: «نحن نميل إلى الاعتقاد بأن الأرق يتطور في وقت لاحق من الحياة، ولكن هنا نظهر بوضوح أن العلامات الأولى لخطر الأرق في مرحلة البلوغ موجودة بالفعل في مرحلة الطفولة المبكرة».
ويقول الخبراء إن الاستعداد الوراثي لمشاكل النوم ليس سوى جزء من اللغز، لذا فإن الحفاظ على جدول النوم المنتظم الخاص بطفلك يمكن أن يحدث فرقاً.
تقييم الأرق عند الأطفال
قام الباحثون بدراسة 2458 طفلاً أوروبياً، نصفهم تقريباً من الفتيات، شاركوا في دراسة الجيل R، التي شملت نساء حوامل لديهن تاريخ ولادة بين عامي 2002 و2006 حتى يمكن قياس صحة أطفالهن من الحياة الجنينية حتى مرحلة البلوغ. في دراسة الجيل R، جمع الخبراء عينات الحمض النووي من دم الحبل السري أو من الأطفال عندما كانوا في سن 6 سنوات.
عندما كان عمر الأطفال سنة ونصف و3 و6 أعوام وبين 10 و15 عاماً، شاركت أمهاتهم تفاصيل حول صحة نومهم، مثل ما إذا كانوا يعانون من صعوبة في النوم، أو كانوا ينامون أقل من معظم الأطفال، أو غالباً ما يستيقظون طوال الليل. كما ارتدى بعض المشاركين - 975 منهم - ساعات لتتبع النوم لمدة تسعة أيام مرتين بين سن 10 و15 عاماً.
وجد الباحثون أن الاستعداد الوراثي لتطور الأرق لدى الأطفال كان مرتبطاً بأعراض شبيهة بالأرق أبلغت عنها أمهاتهم، لكن هذه الأعراض لم يتم اكتشافها بواسطة آلات تتبع النوم، التي تعدُّ أكثر موضوعية.
قد يكون ذلك بسبب أن بعض الأشخاص - في هذه الحالة الأمهات اللاتي يتتبعن نوم أطفالهن - لديهم تصور للأرق حتى عندما لا يفتقرون فعلياً إلى النوم من حيث الكمية، كما تقول الدكتورة أميتا سيغال، مديرة علم الأحياء الزمني وأبحاث النوم في معهد النوم التابع لكلية الطب بجامعة بنسلفانيا. وقد لا تكون نوعية النوم مريحة بما فيه الكفاية.
ومع ذلك، فإن الاستعداد الوراثي للنوم لفترة أطول كان مرتبطاً بالنوم لمدة ثلاث دقائق أكثر في المتوسط من خلال القياس الموضوعي للمتعقب، ولكن ثلاث دقائق إضافية من الراحة للمشاركين في الدراسة ترافقت أيضاً مع الاستيقاظ لمدة أقل من دقيقة واحدة إجمالاً أثناء الليل.
وقالت سيغال، وهي أيضاً أستاذة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا: «لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي أن يكون هناك تحديد وراثي للنوم عند الأطفال كما هو الحال عند البالغين... قد تعتقد أنه، بالتأكيد، إذا كان محدداً وراثياً، فلماذا لا يظهر في وقت مبكر من الحياة؟».
النوم الصحي للأطفال
لا يزال هناك أمل في صحة نوم طفلك. وقالت المؤلفة الأولى للدراسة الدكتورة ديسانا كوسيفسكا، عالمة النوم في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مركز إيراسموس الطبي في روتردام بهولندا، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العمليات الكامنة وراء هذه النتائج، «إلى جانب الاستعداد الوراثي للسمات السلوكية والنفسية الأخرى».
ولكن بما أن «نتائج دراستنا قد تشير إلى أن أطفال الآباء الذين ينامون بشكل سيئ قد يكونون معرضين بشكل خاص لمشاكل النوم»، كما تقول كوسيفسكا، فإن «ممارسات النوم الصحي والمنظم منذ سن مبكرة قد تكون ذات أهمية خاصة لهذه المجموعة».
من جهتها، قالت سيغال، إنه يجب المحاولة قدر الإمكان التأكد من انتهائهم من تناول الطعام قبل ساعات قليلة من موعد النوم وإطفاء الأنوار في غرفة نومهم بحيث يشعرون بالارتياح.