معاناة التشكيليات العربيات تختلف عن معاناة الفنانين الرجال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاناة التشكيليات العربيات تختلف عن معاناة الفنانين الرجال

    معاناة التشكيليات العربيات تختلف عن معاناة الفنانين الرجال


    الفنانة اليمنية سحر اللوذعي: الحركة التشكيلية العربية تشهد ازدهارا ملحوظا.
    الخميس 2023/11/09
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    علاقتي باللوحة والفرشاة والألوان علاقة انتماء

    واقع المرأة العربية مختلف عن واقع الرجل، إذ مازالت تواجه السلطة الذكورية والحصار الذي يحد من حريتها، رغم ذلك بادرت الكثير من المبدعات العربيات إلى تحدي هذا الواقع لتحسينه عبر الفن، ونجحن في كسر الطوق ونحْت تجارب هامة، ومن بين هؤلاء الفنانة التشكيلية اليمنية سحر اللوذعي التي كان لنا معها هذا الحوار.

    القاهرة - قالت الفنانة التشكيلية اليمنية سحر اللوذعي إن الحركة التشكيلية العربية تشهد ازدهارا وتفتحا ملحوظين، إضافة إلى تنوع التوجهات والمدارس الفنية لدى الفنانين، وتزايد المعارض الفنية في شتى أنحاء المنطقة العربية.

    وأضافت اللوذعي في مقابلة معها عبر الإنترنت أنه بالرغم من حالة الازدهار التي تشهدها الحركة التشكيلية العربية مازالت بحاجة إلى جهود مؤسسية ممنهجة للوصول بها إلى العالمية، بجانب ضرورة إضافة الفنون التشكيلية ليتم تدريسها كمنهج تعليمي أساسي في المدارس، وإنشاء منصات فنية احترافية لتقديم الدعم إلى الفنانين التشكيليين بمختلف تخصصاتهم والتعريف بإنتاجهم الفني في المعارض والملتقيات الفنية العالمية.
    تحديات الفن والفنانات


    وحول رؤيتها للحضور العربي في المشهد التشكيلي العالمي تقول اللوذعي إن العرب لديهم الكثير من الفنانين الذين وصلوا بإبداعاتهم إلى العالمية، مثل المصري محمود سعيد، واليمني عبدالجبار نعمان، والفلسطيني سليمان منصور، وغيرهم ممن قدّموا أعمالا فنية أسهمت في إثراء المشهد التشكيلي العالمي.


    الفنانة تميل بشكل كبير نحو مزيج من الفن التجريدي والواقعي واستخدام الزخرفات الكتابية والنقشات المعمارية والكولاج


    وتتابع قائلة إنه لتحقيق المزيد من الحضور العربي في المشهد التشكيلي العالمي لا بد من وجود حركة نقدية فاعلة وبناءة، والعمل على تعظيم دور الفنون في الارتقاء بالمجتمعات، وتمكين الفنانين التشكيليين من المشاركة في خطط البناء والتنمية لأوطانهم، والاعتراف بدور الفنون في خدمة المجتمع، الأمر الذي سيسهم -بحسب قولها- في تقدم الحركة التشكيلية العربية، والتعبير عن الهوية العربية والإسلامية.

    وحول رؤيتها للمشكلات التي يعاني منها الفنان التشكيلي العربي، تقول اللوذعي إن “الفنان التشكيلي العربي يعاني من تحديات عديدة من بينها نقص الدعم المؤسسي، وغياب الثقافة البصرية في بعض المجتمعات، وصعوبة تحقيق الفنان لدخل دائم من نتاج ممارسته للفن، سوى قلة من الفنانين الذين استطاعوا أن يجعلوا من ممارستهم للفن مصدر رزق مستداما لهم، وذلك من خلال مبيعات أعمالهم الفنية ومشاركتهم في المعارض والأنشطة الفنية، لكنهم غالبا ما يحتاجون إلى العمل بجد واستثمار الكثير من الوقت والجهد لتحقيق ذلك”.

    وتؤكد على أن معاناة التشكيليات العربيات تختلف عن الفنانين الرجال، وذلك بحكم ما تتحمله الفنانة من مسؤوليات كزوجة وأم وغير ذلك من الأدوار الاجتماعية التي تقوم بها داخل أسرتها، الأمر الذي يُقلل من الوقت والجهد المتاحين لها لممارسة فنها، إضافة إلى الكثير من التحديات والقيود التي تحكمها العادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية التي تحول دون ممارستها الفن بحرية، وتقيد حركتها وتمنعها من السفر ومن حضور الكثير من المعارض والملتقيات الفنية، منوّهة إلى أنه بالرغم من كل ذلك فإن النساء الناجحات يبقين مصدرا للإلهام والتغيير في المجتمع العربي.

    وحول رؤيتها لمكانة المرأة في الحركة التشكيلية العربية، تقول الفنانة اليمنية إنه بالرغم من كل القيود التي تفرضها طبيعة الكثير من المجتمعات العربية على المرأة، تحتل المرأة مكانة مهمة في الحركة التشكيلية ببلدان العالم العربي، وذلك بفضل امتلاكها قوة الإحساس والخيال الرحب، وهو الأمر الذي يظهر جليا في تفرد الإبداع الذي تقدمه المرأة للساحة التشكيلية، ورؤيتها الفنية المتميزة، التي تؤكد على أن الفن ليس مجرد تقنية، بل هو روح تُعبر عن ثقافات وتنقل تجارب متنوعة حيث تسهم الروح التي تتمتع بها المرأة الفنانة في إثراء الحركة التشكيلية بتعبيراتها الصادقة وخيالها الخصب.

    وترفض اللوذعي القول بوجود فن نسوي وآخر ذكوري، مؤكدة على أن الفن محايد ولا يعرف الجنس، ويعتمد على مدى تعمق المخزون الثقافي والمعرفي والفني لدى الفرد سواء كان رجلا أو امرأة، بالإضافة إلى خصب خياله وقدرته على استيعاب وتقدير محتوى العمل التشكيلي.

    وتشدد على أنه يمكن لأي فرد، بغض النظر عن جنسه، أن يتفاعل مع الفن ويستمتع به بشكل عميق عندما يمتلك قاعدة ثقافية تمكنه من فهم الرسائل والمفاهيم التي يحملها العمل الفني.
    تجربة فنية



    التراث اليمني مصدر إلهام لها بكل جمالياته


    حول بداية علاقتها بالفن التشكيلي تقول اللوذعي إن رحلتها في عالم الفن التشكيلي بدأت في سن الطفولة، حيث كانت متحمسة على الدوام للمشاركة في معارض ومسابقات الرسم بالمدرسة، ثم زاد شغفها واهتمامها بالفن بشكل أعمق، وبدأت بالمشاركة في فعاليات فنية داخل وطنها اليمن وخارجه، إلى أن انتقلت إلى العيش في الولايات المتحدة الأميركية حيث بدأت مرحلة جديدة في مشوارها الفني ونالت شهادة الماجستير في الفنون واتجهت إلى الدراسة في مجال إدارة الفنون.

    وفي أميركا بدأت الفنانة المشاركة في تنظيم المعارض الفنية، وأقامت مؤسسة فنية لدعم الفنانين وتنظيم المعارض وتعريف المجتمع الأميركي بالفنون العربية بوجه عام والفنون التشكيلية اليمنية بوجه خاص.

    وحول المدارس الفنية التي تنتمي إليها وعلاقتها باللوحة والفرشاة والألوان تقول اللوذعي إنها تأثرت بعدة تيارات فنية منها التعبيرية والسريالية والانطباعية، وقامت بتجربة العديد من المدارس الفنية المختلفة، ولكن اكتشفت أن توجهها الفني يميل بشكل كبير نحو مزيج من الفن التجريدي والواقعي، بالإضافة إلى استخدام الزخرفات الكتابية والنقشات المعمارية والكولاج.

    وتلفت إلى أن علاقتها باللوحة والفرشاة والألوان هي علاقة انتماء نفسي ووجداني لا منته، معتبرة أن الثلاث معا تمثل متنفسها وصوتها الناعم، ومصدر انتماء نفسي ووجداني يمتد إلى أبعد الحدود.

    رغم حالة الازدهار التي تشهدها الحركة التشكيلية العربية ما زالت بحاجة إلى جهود مؤسسية للوصول بها إلى العالمية

    وتوضح أنها حين تقوم بالرسم تشعر بأنها تغوص في روحانيات الفن وتأسرها حالة من الشرود وتخطفها من المكان والزمان إلى عوالم تستكشفها وتحاورها وتراقصها وتتبادل الجدل معها حتى الارتواء.

    وحول موضوعات أعمالها الفنية تقول اللوذعي إن أعمالها تُجسّد جانبين أساسيين، الجانب التشكيلي الذي يعكس انتماءها كامرأة عربية والجانب التعبيري الذي يمثلها كفرد بكامل تعقيداته وأبعاده، وإن الجانب التشكيلي في لوحاتها يتناول تفاصيل الهوية والتراث ويرتبط بموضوعات متعلقة بالحضارة والفنون العربية والإسلامية الغنية، حيث يظل التراث اليمني مصدر إلهام لها بكل جمالياته، إضافة إلى العمارة والزخرفات المقتبسة من فن المنمنمات، وغير ذلك من الموضوعات الأخرى.

    ولعل من أبرز موضوعات الفنانة المرأة اليمنية التي تقر بأنها تلعب دورا بارزا في أعمالها التشكيلية، حيث تحرص على إبراز هوية المرأة اليمنية وهي ترتدي زيا تقليديا يعكس تنوع التراث في مناطق متعددة مثل صنعاء وحضرموت والحديدة، بجانب تناولها قضايا اجتماعية وإنسانية متنوعة.

    يُذكر أن سحر اللوذعي هي فنانة تشكيلية يمنية تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، حاصلة على درجة الماجستير في الفنون، أقامت العديد من المعارض الفنية الشخصية، وشاركت في العديد من المعارض داخل وطنها اليمن وخارجه، كما نالت العديد من الجوائز والتكريمات المحلية والدولية.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    حجاج سلامة
يعمل...
X