تويت
Walid Bannoud -مثقفو حلب
قطار الشرق السريع
Orient – Express
قطار الشرق السريع هو أول قطار أوربي عبر القارة الأوربية . وهو قطار فخم تم تجهيزه ليكون قطار للنزهة والمتعة عبرأوربا .... التي كان يجتازها من الغرب إلى الشرق على خطوط متصلة وموحدة مابين باريس واستنبول لأكثر من تسعين عاماً ( 1883ـ 1977) مروراً بأجمل المناطق في أوربا وقاطعاً مسافة تزيد على ( 2740 ) كم وذلك على سكة حديدية بعرض ( 1435) مم , مع توقفات قصيرة في بعض المدن مثل ميونيخ وفيينا وبودابست وبوخارست .
كان قطار الشرق السريع يجتذب النخبة من علية المجتمع الأوربي، ومنهم الأسر المالكة والدبلوماسيون وأصحاب المال . كما أنعشت فخامته وسحر الشرق قرائح الكتاب والشعراء والفنانين والسينمائيين ومن بينهم جراهام كرين و آغاثا كريستي اللذان أسهما برواياتهما في ذيوع شهرة القطارعالمياً.
كان صاحب مشروع قطار الشرق السريع رجل أعمال بلجيكي يدعى ( جورج ناجلميكرز ) وهو وريث أسرة مصرفية فاحشة الثراء , الذي تمكن من إقناع مدراء عدد من الخطوط الحديدية الأوربية لتسيير قطار ركاب خاص مع عربات نوم تتولى إدارته شركته التي أسسها بإسم ( الشركة الدولية لقطارات النوم والقطارات السريعة الأوربية ) .
بعد نجاح تجربة ( ناجلميكرز ) الأولى بتسيير قطار مجهز بين باريس وفيينا، وسَّع أعماله بتسيير قطار الشرق السريع الذي تم تدشينه باحتفال كبير عام ( 1883 ). وفي رحلته الأولى وصل الركاب إلى بلغاريا بعد عبور الدانوب على قوارب. ثم انتقلوا من فارنا إلى استنبول على متن سفينة بخارية أبحرت بهم عبر البحر الأسود ......... وقد استغرقت الرحلة الإجمالية ( 81.5 ساعة ) .
في عام ( 1889) صارت الرحلة بكاملها بالقطار ومدتها ( 67.5 ساعة ). وقد تولت الشركة تجهيز القطار بعربات نوم ومطاعم وصالونات وصالات للتدخين وغرف استقبال للنساء مفروشة بالسجاد الشرقي وستائر المخمل وأرضيات من خشب الماهوني الثمين ومقاعد وثيرة منجدة بالجلد الإسباني الناعم إضافة إلى مطبخ رائع حوى كل ما يلزم لخدمة الركاب المترفين.
مع نشوب الحرب العالمية الأولى توقفت خدمات القطار، ثم استؤنفت عام 1919 وصار يعرف باسم « قطار سيمبلون ـ الشرق السريع » Simplon Orient-Express، وذلك لأنه كان يجتاز جبال الألب عبر ( نفق ممر سيمبلون - Simplon Pass ) الشهير بين سويسرا وإيطاليا ويربط وسط أوربا بجنوبيها ...... حيث كان هذا النفق يعتبربأنه من أطول الأنفاق في العالم ( حوالي 20 ) كيلومتر . هذا وقد اختيرت مدينة ( كاليه ) على المانش محطة لانطلاقه ومنها إلى باريس ثم لوزان , حيث يجتاز القطار بعدها ممر سيمبلون ليصل إلى ميلانو فالبندقية ومنها إلى زغرب ثم بلغراد ثم صوفيا . وقد توقفت خدمات هذا القطار مرة أخرى مع نشوب الحرب العالمية الثانية واستؤنفت مجدداً عام 1947.
لم يكن لهذا القطار مثيل في العالم في فخامته ووسائل الراحة فيه. ومنذ عام ( 1932 ) صار ينضم إلى القطار بحسب أيام الأسبوع عربات قادمة من برلين وأوستند وأمستردام وفيينا وبراغ، وينفصل عنه قطار صغير يتوجه إلى أثينا .
لم يستعد قطار الشرق السريع مكانته المرموقة بعد الحرب العالمية الثانية واستبدلت بعرباته الفاخرة عربات نوم ومقصورات عادية . ومع أنه حافظ على تسميته إلا أن الرحلة اقتصرت على باريس وفيينا وبودابست. وتوقف نهائياً عن العمل عام 1977 بعد عقود من الزمن تضاءلت خلالها أعداد الركاب شيئاً فشيئاً .
==============================
+6
٣١أنت و٣٠ شخصًا آخر
٣ تعليقات
مشاركتان
أعجبني
تعليق
مشاركة٣ تعليقات
أبرز التعليقات
نشط
اكتب تعليقًا عامًا...
- Asaad N. Agha
ماتزال محطة ايمنونو في الطرف الأوربي من اسطنبول ..ومحطة حيدر باشا في الطرف الأسيوي دليلا على عظمة ذلك الخط في تلك الأيام حيث قام السلطان عبد الحميد عام 1904 بتمديده الى الديار المقدسة واختصر المسافة من ثلاثون يوما الى ثلاثون ساعة .