ندوات معرض الشارقة للكتاب تحلل علاقة الأدب والثقافة بالمجتمعات والأفراد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ندوات معرض الشارقة للكتاب تحلل علاقة الأدب والثقافة بالمجتمعات والأفراد

    ندوات معرض الشارقة للكتاب تحلل علاقة الأدب والثقافة بالمجتمعات والأفراد


    روائيون يناقشون دور الأدب الاجتماعي وكاتب سويدي يفكك السلوك البشري.
    الأربعاء 2023/11/08
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    إنْ تصالحت مع نفسك تصبح قادرا على المضي في الكتابة

    تتواصل الندوات الثقافية بحضور ضيوف عرب وغربيين، في إطار فعاليات الدورة الثانية والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، لمناقشة أبرز القضايا الراهنة، ولعل أهمها مسألة علاقة الأدب بالمجتمع وعلاقة الثقافة بالسلوك الاجتماعي، واللتان كانتا محور ندوتين نظمتا مؤخرا في المعرض.

    الشارقة - ناقش روائيون وروائيات عرب وروائية بريطانية في ندوة أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثانية والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب “دور الرواية في تشكيل المجتمع”، بينما فكك الكاتب السويدي توماس إيريكسون السلوك البشري من خلال تقديمه لكتابه “محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري”.

    واتفق عدد من الروائيين خلال ندوة “دور الرواية في تشكيل المجتمع” على أن كتابة الرواية تبدأ من واقع التجربة التي يعيشونها، مؤكدين أن للأدب دورا كبيرا في تشكيل المجتمعات إذا استطاع الكاتب التأثير في المنظومة القيمية.
    الرواية تجارب إنسانية


    إريكسون يرى أن الاختلاف ثقافي وطريقة تعاملنا مع المحيطين بنا هي التي تحدد كيف سيكون العالم بالنسبة إلينا

    قال الروائي والأكاديمي طارق الطيب “ولدت في القاهرة لأم من أصول مصرية وأب سوداني وأعيش في النمسا منذ 40 عاما، وبدأت الكتابة في فيينا بعدما فقدت لغتي العربية، مستهدفا الكتابة عن الأشخاص الذين أعرفهم، ثم تحولت إلى الكتابة عن أشخاص خياليين، وانتقلت بهم بعد ذلك إلى القصة ثم إلى الشعر وصولا إلى الرواية”.

    وأضاف “تحولت القصص الحقيقية في حياتي إلى روايات، فحين وصلت إلى النمسا لم أكن أعرف شيئا في اللغة الألمانية، ومررت بعدة صدمات؛ أبرزها صوت اللغة وإيقاعها بسبب عدم قدرتي على فهم شيء، واستعضت عن ذلك بالنظر إلى الشخص لأفهم ما يعنيه، وهذا سبّب لي مشكلة كبيرة في البداية”.

    وتابع “لم أفهم من المجتمع النمساوي في البداية أي شيء، حاولت فك رموزه عن طريق الكتابة، وفيما بعد تغيرت الأمور بمعرفتي اللغة الألمانية والثقافة إلى أن أصبحت الآن معلما للألمانية في الجامعة وأستاذا لتحليل النص من الألمانية إلى العربية”.

    من جانبها قالت الروائية الإماراتية فتحية النمر “بدأت الكتابة متأخرة في عمر الأربعين، وصدرت لي حتى الآن 12 رواية، لكني أعتبر أنني وصلت إلى مرحلة تقدير الذات التي تعني أنني أتفرغ لنفسي وكتاباتي”.

    وأوضحت النمر “بالنسبة إلى الكتابات لا أستطيع كتابة شيء لم أعشه أو أحس به، فلا بد من وجود تجارب إما خضتها بشكل شخصي أو سمعت عنها، وفي البداية كتبت 3 روايات منها واحدة عن تجربة شخصية وهي بعنوان ‘السقوط إلى أعلى’، أما الثانية والثالثة فكانتا عن تجارب لشخصيات أعرفها”.

    وتابعت “أؤمن بأن للأدب دورا كبيرا في تشكيل المجتمعات، والكاتب الذي يستطيع التأثير في المنظومة القيمية يكون قد نجح بصورة كبيرة في تحقيق هدفه، فالأدب للمتعة وكذلك للفائدة”.

    وبدورها قالت الأديبة الكويتية بثينة العيسى “بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة عام 1990 وكان بلدي تحت الاحتلال حينها، وكنت أكتب مذكراتي وخواطري بلغة ركيكة، لكني كنت أشعر بكم من الراحة والألفة اللتين جعلتاني لا أكف عن الكتابة حتى يومنا هذا”. وأضافت “منذ 7 سنوات وأنا أجد صعوبة في الكتابة عن التجارب المباشرة، فجميعنا نبدأ من نصيحة ماركيز التي تقول: من الذكاء أن تبدأ بالكتابة عما تعرف، وكلنا لدينا قصص أولى تمثل التمارين الأولية التي ننتقل منها إلى شكل أكثر نضجا لمشروعنا الأدبي”.

    وتابعت “في رواياتي كنت أكتب عن شخصيات تشبهني وعن البيت الكويتي، حتى قررت ذات يوم أن أكتب عما لا أعرف، وفوجئت بوالد أبنائي يطلب مني الكتابة عن قصة طفل تائه، وبالفعل أصدرت الرواية ومن حينها لم أعد أرغب في الكتابة عما أعرف، لأن الكتابة عما لا أعرف أشبه بالمغامرة”.

    وأكدت الروائية البريطانية إليزابيث س. مور أن الروايات تمثل جسرا ينقل الثقافات المختلفة، وهو ما وضح جليا من اهتمام العديد من القراء بالأعمال الخالدة للكتب الكلاسيكية مثل أعمال شكسبير.

    وأوضحت أن تحويل الروايات إلى قصص ممتعة يمثل تحديا ممتعا؛ فكل شخص له قصة حياتية مختلفة وتجارب عديدة تمثل صدمات، ومن ثم لا يمكن أن تتصالح من نفسك أحيانا إلا بعد أن تمضي بك سنوات العمر وتصل إلى النضج الفكري. وقالت إليزابيث “إن تصالحت مع نفسك تصبح قادرا على المضي في الكتابة لأنه من خلالها تعبر عما يختلج في صدرك، ومن الصعب إذا مررت بتجارب صادمة أن تعبر عنها حتى من خلال الكتابة”.
    كيف ترون العالم



    توماس إريكسون: البشر ليسوا مجموعة متجانسة


    في ندوة أخرى ضمن فعاليات المعرض التقى الكاتب السويدي الشهير توماس إريكسون بطلبة المدارس في جلسة نقاشية استعرض خلالها كتابه الشهير “محاط بالحمقى: الأنماط الأربعة للسلوك البشري”، وسط تفاعل كبير من الطلبة الذين أبدوا سعادتهم بلقاء الكاتب المعروف.

    واستهل إريكسون حديثه بالإشارة إلى أن كتابه الذي لقي رواجا كبيرا لا يتحدث بالتأكيد عن الحمقى كما يبدو من العنوان، لكنه يتناول استكشاف طرق التعامل مع مختلف المواقف وفئات الناس المحيطة بنا، مشيرا إلى أن فكرته برزت أثناء وجوده في المدرسة الثانوية، عندما لاحظ لأول مرة أنه يكون متوافقا مع بعض الأشخاص أفضل من البعض الآخر، وكان من السهل التحدث مع بعض أصدقائه، أما مع البعض الآخرين فكان كل شيء يسير بشكل خاطئ.

    للأدب دور كبير في تشكيل المجتمعات، والكاتب الذي يستطيع التأثير في المنظومة القيمية يمكن نعته بالناجح

    وأضاف “السلوك البشري في معظمه معقدٌ وغامض، وفي بعض الحالات يصعب فهم الأشخاص من حولنا. لأن فهم السلوك الإنساني مهمة لا تنتهي أبدا، وهو مسعى لا نهاية له لمعرفة ما يقبع وراء خيارات الشخص من أسباب ومسببات. ولأن الفرد في هذه الحياة بطبيعة الحال يكون محاطا بالعديد من الفئات فلا بد من معرفة الأساليب المثلى للتعامل معها، وهذه فكرة كتابي بحيث أنني إذا كانت لدي القدرة على مساعدة الناس من خلال أفكاري فهذا بالتأكيد سيكون شيئا جيدا للغاية”.

    ولفت إلى أن “البشر في هذه الدنيا ليسوا مختلفين بطبعهم، إنما الاختلاف يكمن في الثقافات، وليس من الضروري أن يكون هذا العالم عبارة عن مكان جميل طوال الوقت، ولهذا السبب فإن طريقة تعاملنا مع المحيطين بنا هي التي تحدد كيف سيكون العالم بالنسبة إلينا. والسؤال الذي لا بد من طرحه باستمرار هو: من هم الناس الذين أحيط نفسي بهم؟ وهو سؤال في غاية الأهمية لأننا نتأثر بهم بشكل أو بآخر”.

    وحول ضرورة التغيير في السلوك البشري أشار إريكسون إلى أن هناك فرقا بين التغيير والتكيف، ويعتبر أن التكيف هو الأهم، مع ضرورة معرفة كيفية هذا التكيف ولماذا يجب أن نتكيف.

    واختتم إريكسون بقوله إن كتابه يبحث عن حياة اجتماعية وعملية أكثر سهولة وسلاسة من خلال تناول الأنماط المختلفة للبشر، وكيف يفهم الشخص نفسه ويفهم الآخرين كذلك، ليتمكن في النهاية من التعامل مع من حوله بشكل أفضل وأكثر فاعلية، مؤكدا أنه لا يوجد نظام مثالي ولا بد من منح الناس حرية توظيف إمكاناتهم وقدراتهم وعدم إجبارهم بالقوة على اتباع طريقة تعامل ما. وقد نصح الطلبة بضرورة عدم التعامل في الحياة على أنهم مجموعة متجانسة يقلدون بعضهم بعضا، بل لا بد من التركيز على الفوارق الفردية التي تعتبر طريقا إلى التميز.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X