قناة" سميراميس"... السر الذي لم يكتشف بعد
---------------------------------------------------------------------
تعتبر قناة "سميراميس" هي القناة الملاحية الثانية التي أنشئت في محافظة "ديرالزور"، بعد قناة "دورين" الممتدة من ناحية "البصيرة" إلى مدينة "ماري" الأثرية.
.
وقد لعبت هذه القنوات عبر الزمن دوراً هاماً سواء من الناحية الاقتصادية أو الديمغرافية، إضافة إلى أنها كانت إحدى وسائل الاتصال بين الناس،
.
يبلغ طول هذه القناة أكثر من مئة كيلو متر، عرضها ثمانية أمتار تقريباً، فيما يصل عمقها من /16 إلى 22/ متراً، وتمتد هذه القناة من الجنوب الغربي لمدينة "ديرالزور" وتحديدا عند ضفة اليمنى لنهر "الفرات" في منطقة "زلبية" الأثرية مرورا ببعض المناطق والقرى التي تصل إلى مدينة "البصيرة" في الشمال الشرقي، وقد تم بناء جدران القناة من حجر "البازلت" على شكل حرف «V».
.
وكان الغرض الأساسي الذي أنشئت من أجله هذه القناة، جر المياه إلى القرى والتجمعات الواقعة في سهول "الجزيرة"، كما استخدمت في العمليات الملاحية، حيث كان يتم نقل البضاعة عبر القناة للتجمعات الواقعة على طوالها بواسطة سفن خاصة، الأمر الذي ساهم في استقرار أهالي هذه التجمعات الواقعة بالقرب منها.
.
وقد بينت المسوحات الأثرية التي قامت بها البعثة "السورية- الأسبانية" المشتركة في منطقة "الخانوقة" قرب "حلبية وزلبية"، أن هذه المنطقة هي مثالية لإنشاء هذه القناة لوجود المصطبة البازلتية التي تشكل مجرى النهر، حيث نجد أن مياه النهر لا يتغير مسارها، ومن هذا الإطار يتبن لنا أنه الموقع المثالي لإنشاء تفرع صناعي لمياه نهر "الفرات"،
إضافة إلى أنه المكان المثالي للسيطرة على الملاحة،
وقد أكد ذلك العالم الأثري "لوفريه" من وجهة النظر "الستراتغرافية"، بأنه المكان الأساسي من أجل السيطرة على النهر والقناة، ويرى بأن القناة تتوضع على مصطبة "البللوستسين" الموجودة على الضفة اليسرى من نهر "الفرات" في أسفل المنخفض "البازلتي" الذي يقع بجانب موقع "حلبية".
.
وتم تتبع خط سير القناة خلال عمل البعثة "السورية- الإسبانية" في الموسم الأول لها عام 2005 ولكنه ووجه بالكثير من الصعوبات، أهمها التعديل الذي تم على طبوغرافية المكان، وكثرة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الزراعية، إضافة إلى أن المنطقة الممتدة بين "خانوقة حلبية" و"دير الزور" لم يتم مسحها بشكل دقيق سابقاَ.
.
تلتف القناة بجزء منها حول هضبة موقع "زلبية"، وتأخذ مسارها بجبل منطقة "معيزيلة"، ومن ثم تعبر رأس جبل مروراَ بخندق، وتأخذ مسارها بمحاذاة تعرج النهر بمنطقة مستنقع "الكسرة"، وتتابع مسارها عبر قمة جبلية ثانية بالقرب من بلدة "الكسرة"، وتم تتبع المسار المفترض إلا أن عثر على آثار من القناة شمال تل "السن" بين الطريق الإسفلتي وخط سكة الحديد على طول 1 كم، وقد تم التحقق من عرض القناة بأخذ قياسات في ثلاثة أماكن، حصلنا من خلالها على قيم تتراوح بين /16 – 20/م.
.
وفي الموسم الثاني لعمل البعثة "السورية- الإسبانية" في عام 2006 عثر على جدار مبني من حجر البازلت، تبين أن له علاقة بمدخل القناة، وقد تم تحديد الجدار في 4 أجزاء: الجزء الأول كان من الصعب تحديده لقربه من مياه النهر ويأخذ الاتجاه شمال شرق– جنوب غرب، والجزء الثاني يقع على ارتفاع 44 م في الأعلى، ويأخذ الاتجاه شمال جنوب ويبلغ طوله حوالي 8.20م وعرضه متراً ونصفاً تقريبا، وهو مبني على خمسة "مداميك" متراصة من البازلت، وللجدار انحناء أو ميل خفيف عند القاعدة، يرتفع هذا الجدار عن مستوى شط النهر مسافة تسعة أمتار ونصف، أما الجزء الثالث فهو عبارة عن جدار يصطف من الشمال إلى الجنوب ويقع على بعد 48 م من الجدار الثاني، ويتجه الجزء الرابع الذي هو أيضاً عبارة عن جدار من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، ويقع على مسافة 17 م من الجدار الثالث
..
ذكرت هذه القناة تاريخيا لدى الكثير من المؤرخين الذين زاروا المنطقة، حيث ذكرها المؤرخ "أسيدور" وهو كاتب وجغرافي مهم من القرن الأول الميلادي، كان يعاصر فترة الإمبراطور "اغسطوس"، بأنه مر بمدينة على "الفرات" هي "زلبية" يوجد فيها قناة مرصوفة بالحجارة البازلتية، وقد نسب "أسيدور" هذه القناة إلى "سميراميس"، ويعتبر هذا النسب غريبا ومثيرا للشكوك، حيث إن الكثير من المعالم المعمارية "الآشورية" كانت تنسب إلى "سميرا مات" زوجة "شمشي أدد" الخامس ووالدة "أدد نيراري" الثالث.
أيضا أشار العديد من الكتاب "الكلاسيكيين" أمثال "هيرودوت" إلى دور "سميراميس" في بناء أسوار ومعابد "بابل" كما نسب إليها بناء السدود المائية.
=====================================
منقوووووول من صفحة حوريات الفرات بتصرف
=AZVoqahDWfLQKVpyk2TakE0NhdDwCGzNDGuAW4yZps8bILUY4 7rxxNWhZB5TBf55a9LtyypaJ6QKXP8ZXkuvgo0cVs78X6FHuq4 NZwdsVTQ_hHsJry_3uuDIYJxgRxEZWKsgLgtvLoJzidluM_qrl 1XHoCLYRFidkjc5cjsPNDhX-Uggfh1d3eAtoySVBHvWKfo&__tn__=EH-R]