فلم(العراب)..*
______________
حرب شعواء شنتها (المافيا) بالتهديد والنسف بالقنابل ،على مواقع تصوير الفيلم..!
_____________________________________________
..في العام(1972) ظهرعلى شاشات السينما وقنوات التلفزيون،فيلم (العراب)وهو مقتبس عن قصة بنفس الاسم للكاتب، من اصول ايطالية(ماريو بوزو)والذي هو نفسه شارك بوضع السيناريو الى جانب المخرج(فرانسسكو فورد كوبولا).وقد اعتبره النقاد(اي الفيلم) اعتبروه واحدا من ايقونات السينما في القرن العشرين،وبحق كان وسيبقى كذلك..!..لهذا تشجع المخرج,وشركة الانتاج، باصدار الجزئين الثاني والثالث في السنين اللاحقة,رغم تباين مستوياتهما..
ويتناول الفيلم باجزائه الثلاثة, موضوعة المافيات الايطالية في امريكا،ودورها في الجريمة المنظمة،و لخطورة الموضوع وحساسيته، لم يمر الشريط بسلام،خاصة وان (المافيا)لا تسامح فيمن يفضحها او يكشف اسرارها,وهي التي وزعت اعينها في كل ركن من الحياة الامريكية،بدءا من شركات الاقتصاد والمال،الى تجار السلاح،مرورا بمروجي المخدرات،وانتهاءا,بشركات الانتاج السينمائية..
..اذن كيف تسنى,ل(كوبولا)تنفيذ فيلمه؟وماهي حكاية ذلك الصراع؟
..ما ان سمعت عصابات المافيا بالفيلم,حتى شنت ،وبجميع اطيافها،حربا شعواء،على كل العاملين في الفيلم,واستلموا,واحدا واحدا نصيبهم من التهديد الجاد بالقتل,ولكي ينقذ فيلمه ،لجا (كوبولا)الى تقديم اول تنازل وذلك بحذف كل ما يشير حرفيا الى كلمة (المافيا)والاستعاضة عنها بمفهوم (العائلة)..لذلك لم نسمع خلال الفيلم باجزائه الثلاثة كلمة (المافيا)..!
..خطورة الفيلم، انه جاء في فترة عصيبة من حياة (المافيا) في الواقع الامريكي ،فقد شهد عقد السبعينات، محاولات جادة من قياداتها الى استغلال اي ثغرة قانونية تسمح الاعتراف يهم كمواطنين من الدرجة الاولى,ويعيشون تحت مظلة القانون.وفي هذا الوقت عمل (جوزيف كولومبو) المسؤول الاول عن الجريمة المنظمة،عمل على تكوين هيئة مهمتها الدفاع عن الحقوق المدنية للرعايا الامريكان من اصول ايطالية،وسميت (italian,americano civil rights league)..وقد استهلت الهيئة عملها باصدار مشروع لوقف الهجمة التي تشنها السلطات الامريكية ضد الرعايا الايطاليين,والعمل على وقف هذا الهجمة العنصرية.معتبرة ان (تجمعاتهم)هي في حقيقتها انما ترسيخ للتقاليد الايطالية،وبريئة من (التكتلات المافيوية او مرتكبي الجرائم المنظمة)..
..وعلنا،وفي احدى المظاهرات التي نظمتها المافيات,لوقف(المد العنصري الامريكي ضد الايطاليين)حسب تعبيرهم !!..توفى(جوزيف كولومبو)قائد هذه التجمعات,توفى وهويرفع لافتة كتب يقول فيها(ليس هناك مافيا..نعم انا الرئيس، انا رب العائلة،لي زوجة واربعة ابناء وبنت..هذه هي عائلتي)
..على هذا المنوال ،لجا ورثة(جوزبف كولمبو)في محاربتهم الفيلم ,ولكنهم بعد ان راوا اصرار المخرج والممثلين وبقية العاملين مستمرين في مهمتهم بتصوير الفيلم,توجهوا الى العصب الرئيسي,الى شركة الانتاج,ووجهوا لها انذارات بتفجير مواقع التصوير,ونسف كل ماله علاقة بالفيلم بشرا ومعدات..!بل الاكثر من هذا حددوا اهدافهم وبالاسماء،بدءا من المنتج المنفذ (ال رودي )وشركة (بارامونت)واعضاءها روبرت ايفن،بيتر بارت،شارلس بلودورن،رئيس مواقع التصوير،وقبل هؤلاء,طبعا,المخرج (كوبولا)..وتحت هذا السيل من التهديدات,اضطر المغني(فرانك سيناترا)الى الانسحاب عن دوره (جوني فونتانا)معللا انسحابه الى بعض الحوارات التي لا يتفق معها..!
..اما المنتج المنفذ(ال رودي)فقد استجاب لعاصفى التهديد،وحمل نسخة من السيناريو والحوار,الى (جوزيف كولومبو)وشرح له كيف لن الفيلم خال من اي اشارة ل(المافيا)وانه يتعامل مع الجريمة المنظمة،التي تتوزع على اقطابها من الايرلنديين والايطاليين واليهود ،دون الغرض منها الاساءة الى اي جالية..
..وعلى هذا،تصفح(كولومبو)السيناريو,واعطى ملاحظاته على بعض المشاهد,تم معالجتها ،واخيرا اعطى موافقته على الفيلم..!
..واخيرا تم صناعة الفيلم,وخرج للنور,وشاهدته الملايين عبر العالم,حيث استقبل بالمتابعة الجيدة والنقد الايجابي..وحصل في عامه على (ثلاثة اوسكارات,كافضل فيلم,وافضل سيناريو وافضل ممثل مارلون براندو)،كما اعتبر افضل فيلم لعقد السبعينات بعدما سجل رقما قياسيا في الايرادات..
..ومنذ انظلاقته الاولى اعتبر الفيلم(من افضل الافلام,والاكثر تاثيرا في الحياة العامة،فاتحا الطريق على يد (كوبولا)لما سمي فيما بعد ب(سينما هوليود الجديدة)..وبقدر ما كان الفيلم خطيرا في موضوعته,فانه كان ايضا خطيرا في حربه مع المافيا,والاصرار على خروجه للنور..
__________________________________________________ ______________
(*)
..وانا اكتب هذا الموضوع,نشر الكاتب والاعلامي الاستاذ(عامر بدر حسون)مقالافي صفحته عن فيلم (العراب)..تناول فيه تاثير الفيلم فيي صناعة العنف
في المجتمع العراقي,في فترة السبعينات,وكيف ان نظام البعث كان,يشجع على مشاهدته,كجزء من سياسة التصفيات التي ركز عليها الفيلم،والتي ينهجها البعث في حياته الحزبية..ادعو لقرائته..
______________
حرب شعواء شنتها (المافيا) بالتهديد والنسف بالقنابل ،على مواقع تصوير الفيلم..!
_____________________________________________
..في العام(1972) ظهرعلى شاشات السينما وقنوات التلفزيون،فيلم (العراب)وهو مقتبس عن قصة بنفس الاسم للكاتب، من اصول ايطالية(ماريو بوزو)والذي هو نفسه شارك بوضع السيناريو الى جانب المخرج(فرانسسكو فورد كوبولا).وقد اعتبره النقاد(اي الفيلم) اعتبروه واحدا من ايقونات السينما في القرن العشرين،وبحق كان وسيبقى كذلك..!..لهذا تشجع المخرج,وشركة الانتاج، باصدار الجزئين الثاني والثالث في السنين اللاحقة,رغم تباين مستوياتهما..
ويتناول الفيلم باجزائه الثلاثة, موضوعة المافيات الايطالية في امريكا،ودورها في الجريمة المنظمة،و لخطورة الموضوع وحساسيته، لم يمر الشريط بسلام،خاصة وان (المافيا)لا تسامح فيمن يفضحها او يكشف اسرارها,وهي التي وزعت اعينها في كل ركن من الحياة الامريكية،بدءا من شركات الاقتصاد والمال،الى تجار السلاح،مرورا بمروجي المخدرات،وانتهاءا,بشركات الانتاج السينمائية..
..اذن كيف تسنى,ل(كوبولا)تنفيذ فيلمه؟وماهي حكاية ذلك الصراع؟
..ما ان سمعت عصابات المافيا بالفيلم,حتى شنت ،وبجميع اطيافها،حربا شعواء،على كل العاملين في الفيلم,واستلموا,واحدا واحدا نصيبهم من التهديد الجاد بالقتل,ولكي ينقذ فيلمه ،لجا (كوبولا)الى تقديم اول تنازل وذلك بحذف كل ما يشير حرفيا الى كلمة (المافيا)والاستعاضة عنها بمفهوم (العائلة)..لذلك لم نسمع خلال الفيلم باجزائه الثلاثة كلمة (المافيا)..!
..خطورة الفيلم، انه جاء في فترة عصيبة من حياة (المافيا) في الواقع الامريكي ،فقد شهد عقد السبعينات، محاولات جادة من قياداتها الى استغلال اي ثغرة قانونية تسمح الاعتراف يهم كمواطنين من الدرجة الاولى,ويعيشون تحت مظلة القانون.وفي هذا الوقت عمل (جوزيف كولومبو) المسؤول الاول عن الجريمة المنظمة،عمل على تكوين هيئة مهمتها الدفاع عن الحقوق المدنية للرعايا الامريكان من اصول ايطالية،وسميت (italian,americano civil rights league)..وقد استهلت الهيئة عملها باصدار مشروع لوقف الهجمة التي تشنها السلطات الامريكية ضد الرعايا الايطاليين,والعمل على وقف هذا الهجمة العنصرية.معتبرة ان (تجمعاتهم)هي في حقيقتها انما ترسيخ للتقاليد الايطالية،وبريئة من (التكتلات المافيوية او مرتكبي الجرائم المنظمة)..
..وعلنا،وفي احدى المظاهرات التي نظمتها المافيات,لوقف(المد العنصري الامريكي ضد الايطاليين)حسب تعبيرهم !!..توفى(جوزيف كولومبو)قائد هذه التجمعات,توفى وهويرفع لافتة كتب يقول فيها(ليس هناك مافيا..نعم انا الرئيس، انا رب العائلة،لي زوجة واربعة ابناء وبنت..هذه هي عائلتي)
..على هذا المنوال ،لجا ورثة(جوزبف كولمبو)في محاربتهم الفيلم ,ولكنهم بعد ان راوا اصرار المخرج والممثلين وبقية العاملين مستمرين في مهمتهم بتصوير الفيلم,توجهوا الى العصب الرئيسي,الى شركة الانتاج,ووجهوا لها انذارات بتفجير مواقع التصوير,ونسف كل ماله علاقة بالفيلم بشرا ومعدات..!بل الاكثر من هذا حددوا اهدافهم وبالاسماء،بدءا من المنتج المنفذ (ال رودي )وشركة (بارامونت)واعضاءها روبرت ايفن،بيتر بارت،شارلس بلودورن،رئيس مواقع التصوير،وقبل هؤلاء,طبعا,المخرج (كوبولا)..وتحت هذا السيل من التهديدات,اضطر المغني(فرانك سيناترا)الى الانسحاب عن دوره (جوني فونتانا)معللا انسحابه الى بعض الحوارات التي لا يتفق معها..!
..اما المنتج المنفذ(ال رودي)فقد استجاب لعاصفى التهديد،وحمل نسخة من السيناريو والحوار,الى (جوزيف كولومبو)وشرح له كيف لن الفيلم خال من اي اشارة ل(المافيا)وانه يتعامل مع الجريمة المنظمة،التي تتوزع على اقطابها من الايرلنديين والايطاليين واليهود ،دون الغرض منها الاساءة الى اي جالية..
..وعلى هذا،تصفح(كولومبو)السيناريو,واعطى ملاحظاته على بعض المشاهد,تم معالجتها ،واخيرا اعطى موافقته على الفيلم..!
..واخيرا تم صناعة الفيلم,وخرج للنور,وشاهدته الملايين عبر العالم,حيث استقبل بالمتابعة الجيدة والنقد الايجابي..وحصل في عامه على (ثلاثة اوسكارات,كافضل فيلم,وافضل سيناريو وافضل ممثل مارلون براندو)،كما اعتبر افضل فيلم لعقد السبعينات بعدما سجل رقما قياسيا في الايرادات..
..ومنذ انظلاقته الاولى اعتبر الفيلم(من افضل الافلام,والاكثر تاثيرا في الحياة العامة،فاتحا الطريق على يد (كوبولا)لما سمي فيما بعد ب(سينما هوليود الجديدة)..وبقدر ما كان الفيلم خطيرا في موضوعته,فانه كان ايضا خطيرا في حربه مع المافيا,والاصرار على خروجه للنور..
__________________________________________________ ______________
(*)
..وانا اكتب هذا الموضوع,نشر الكاتب والاعلامي الاستاذ(عامر بدر حسون)مقالافي صفحته عن فيلم (العراب)..تناول فيه تاثير الفيلم فيي صناعة العنف
في المجتمع العراقي,في فترة السبعينات,وكيف ان نظام البعث كان,يشجع على مشاهدته,كجزء من سياسة التصفيات التي ركز عليها الفيلم،والتي ينهجها البعث في حياته الحزبية..ادعو لقرائته..