الشارقة للكتاب يحتفي بمشروع إثراء والمسرحيين العرب
المسرحيون يدعون إلى تجديد أساليب الكتابة ومركز إثراء يقدم أبرز إنجازاته.
الاثنين 2023/11/06
ندوات تضيء على مناطق من الثقافة العربية
تتواصل فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب في سعيها للإضاءة على جوانب ثقافية مختلفة من مختلف دول العالم، وخاصة العالم العربي، حيث خصصت مؤخرا ندوتين عن المسرح العربي وعن تجربة مركز عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" في السعودية.
الشارقة - أكد عدد من الكتاب المسرحيين العرب أن الشارقة مركز حيوي للمسرح العربي تقوده نحو التجديد والتميّز، ونموذج يحتذى به في دعم وتنمية هذا الفن، وأشاروا إلى أن المسرح فن حي ومتغير، يتأثر بالتطورات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، ومن المهم فتح الباب أمام المسرحيين الشباب لتقديم رؤاهم وتجريب أساليب مبتكرة، كما لفتوا إلى ضرورة أن يثقف الكاتب المسرحي نفسه في مختلف القطاعات المعرفية.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان “المسرح العربي إلى أين؟” ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحدث خلالها كل من الكاتب والمخرج السعودي فهد ردة الحارثي، والكاتب المسرحي والصحفي العماني هلال البادي، والروائي والمسرحي الأردني هزاع البراري، وأدارتها الدكتورة مانيا سويد.
في حديثه حول حالة المسرح العربي، أشاد الكاتب والمخرج السعودي فهد ردة الحارثي بالشارقة مركزا حيويا للمسرح العربي، مشيرا إلى جهودها في تنفيذ مبادرات متعددة ومتنوعة لتطوير هذا الفن وتشجيع المواهب الشابة، من الكتب التي تنشرها مؤسسات الشارقة المختصة بالمسرح، ومبادرات أيام الشارقة المسرحية، والمسرح الصحراوي، والمسرح الكشفي، ومسرح المدارس، وغيرها من الفعاليات التي تستقطب مشاركة عربية واسعة، جعلت من الإمارة متدفقة على العالم العربي أجمع بمساهماتها الثرية في المجال المسرحي.
وقال الحارثي “المسرح العربي يواجه تحديات كبيرة، أهمها الحكم القطعي الشامل على المسرح من خلال نماذج فردية”، وأضاف “إن المسرح فن حي ومتغير، يتأثر بالتطورات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، لذلك، يجب أن نتفهم ونحترم التنوع والابتكار الذي يظهر في أعمال المسرحيين الشباب، ونوجههم دون أن نلغيهم أو نفرض عليهم رؤيتنا أو أسلوبنا”.
مركز مسرحي حيوي
فهد ردة الحارثي: المسرح العربي يواجه تحديات كبيرة أهمها الحكم القطعي الشامل على المسرح من خلال نماذج فردية
وفي حديثه عن لغة النص المسرحي، أوضح الكاتب المسرحي والصحفي العماني هلال البادي أن الإشكالية ليست في طريقة الكتابة بالفصحى أو العامية، بل في كيفية تقديم المسرحية نصا وإخراجا وأداء على خشبة المسرح، مشيرا إلى أن المعايير المهنية المسرحية لا تعترف باللغة، إنما الإشكال بالنسبة للغة ما بين فصحى ومحكية تطرح في مجالات أخرى، كتقديم الأعمال التاريخية على خشبة المسرح باللهجة المحكية.
وأشار البادي إلى أن الزمن الحديث يحتم على الكاتب المسرحي أن لا يتقيد بأسلوب سعد الله ونوس أو توفيق الحكيم، بل يجب أن يستفيد مما حوله من معطيات، ليخرج بطريقة جديدة ومختلفة، مع الحفاظ على الهوية والجودة. وقال “ينبغي على الكاتب أن يثقف نفسه في قطاعات معرفية كثيرة، إذ المسرح فن يعكس واقع الإنسان ومشاكله وآماله وأحلامه، ولكي يتمكن المسرحي من تقديم عمل مسرحي جيد ومؤثر، يجب أن يكون على دراية بالسياق التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي ينتمي إليه ويتحدث عنه”.
وقال الكاتب والروائي الأردني هزاع البراري “من حيث الكم هناك إقبال كبير على كتابة النص المسرحي، ولكن هذا الإقبال الكمي لا يعني بالضرورة جودة أو تميز النصوص المسرحية”، وأضاف “من الضرورة الاهتمام بالنص المسرحي كعنصر أساسي ومهم في العمل المسرحي، وأن نعمل على تطوير وتحسين مهارات الكتابة المسرحية، وأن نفهم الفروق والخصوصيات بين النص المسرحي وغيره من أنواع النصوص الأدبية أو الدرامية”.
وتابع البراري “المسابقات والمهرجانات المسرحية تهدف إلى تشجيع الكتابة المسرحية واكتشاف المواهب والإبداعات، ولكنها لا تكفي لإنعاش المسرح العربي وتطويره، لأنها تحتاج إلى تجسيد وتمثيل وعرض وتفاعل. ومن جهة أخرى، ومع التطور والنهضة المسرحية على نطاق الكتابة والإخراج والمهرجانات والأكاديميات التي نشهدها، ينبغي أن يكون هناك خط مواز لهذا التطور من خلال تشجيع الأجيال القادمة على التمسك بالمسرح، وأن نجدد مكانة المسرح كضرورة اجتماعية ننشئ عليها الأجيال القادمة".
كما نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب ندوة أخرى قدمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بعنوان “حكاية اقرأ .. تجربة تعاش لتروى”، سعيا للتعريف ببرنامج إثراء القراءة (أقرأ) الذي ينظمه المركز منذ العام 2013، ومسابقة “اقرأ” التي تصل هذا العام إلى عامها العاشر وأقيمت العام الماضي بنسختها الثامنة على مستوى العالم العربي لأول مرة.
وشارك في الندوة طارق الخواجي، المستشار الثقافي لبرامج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، والمصرية دعاء حسنين التي شاركت في الدورة الماضية للبرنامج، والمغربي سفيان البراق الفائز بلقب “قارئ العام” هذا العام.
تجربة إثراء
هزاع البراري: المسابقات تهدف إلى تشجيع الكتابة المسرحية واكتشاف المواهب لكنها لا تكفي لإنعاش المسرح العربي
وقال طارق الخواجي "إن المسابقة بدأت في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وبعد نجاحها قررنا تعميمها على مستوى المملكة لتشمل المواطنين والمقيمين، ثم قررنا أن تكون على مستوى العالم العربي". وأضاف "إن أهداف المسابقة تتلخص في رعاية المبدعين، ودعم المحتوى الإبداعي، والتواصل الاجتماعي والثقافي”، مشيرا إلى أن المسابقة لا تستهدف قارئ الكتب الكثيرة، ولكن القارئ الذي لديه طريقة في التفكير، وملكة نقدية، وقدرة على تكوين فكرة كبيرة من مراجع قليلة.
وأوضح الخواجي أن "ملتقى اقرأ الإثرائي هو جوهرة التاج في البرنامج، وفيه يقضي المرشحون وعددهم 50 طالبا وطالبة من العالم العربي 15 يوما، في مكان واحد، ويتعلمون على أيدي كتاب وروائيين وموسيقيين كبار من مختلف أنحاء الوطن العربي".
وقالت دعاء حسنين من مصر والتي شاركت في المسابقة في دورتها الماضية، إن “حبي للقراءة دفعني إلى الاشتراك في المسابقة بتلخيص كتاب ‘أبناء السندباد’، وقد استفدت من مشاركتي في ‘ملتقى اقرأ’ الذي كان له دور كبير في إثراء تجربتي في المطالعة".
وأكدت أن "المسابقة تعزز في المشارك حب القراءة، وتعرفه على قراء وكتاب ودور نشر، ففي الملتقى قابلنا روادا ساعدونا في الكتابة، ومن خلالهم قدمنا أفكارنا للمجتمع”، مشيرة إلى أنها ومن خلال المراحل المتدرجة وحتى الوصول إلى المسرح النهائي تعلمت الكثير مثل الكتابة والإلقاء والوقوف على المسرح وعرض الأفكار.
وقال سفيان البراق الفائز بلقب "قارئ العام" هذا العام "ترشحت للمسابقة بمراجعة نقديّة في رواية ‘كجثة في رواية بوليسية’ للكاتبة المغربية عائشة البصري، ركزت فيها على دور الثقافة في السعة والشمول والزاد المعرفي"، مشيرا إلى أن "القراءة تنقلك من حقول معرفية إلى أخرى، وهذه هي الفائدة الكبرى".