منتدى الشعر في الطائف يستعرض اتجاهات القصيدة الحديثة
المنتدى شهد جلسات عدّة ركزت على مكانة الشعر العربي بوصفه أحد أهم الفنون التعبيرية المتجذّرة في وجدان الإنسان العربي منذ زمن.
السبت 2023/11/04
لقاء على إيقاع الشعر
الطائف (السعودية) - ضمن بحثه في الشعر العربي، القديم والحديث، تضمن منتدى الشعر العربي بالطائف، ورشتي عمل تحدثتا عن “اتجاهات القصيدة الحديثة”، و”إيقاع قصيدة النثر”، عبر نماذج من القصائد السعودية والعربية عموما، كما ناقشت بنية القصيدة الحديثة وإيقاعاتها، ومصادر الصور الشعرية، وذلك بحضور 30 متخصصا ومهتما بالشعر العربي، ومتابعا لتطوراته، ومدركا لتاريخه الممتد منذ قرون.
وعرّفت الورشة الأولى “اتجاهات القصيدة الحديثة”، التي قدمها عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور عادل المظيبري، الجمهور بأبرز الاتجاهات الشعرية الحديثة عبر نماذج من قصائد سعودية وعربية حديثة، كما ناقشت بنية القصيدة وإيقاعها، ومصادر الصور الشعرية.
واستعرضت الورشة الثانية “إيقاع قصيدة النثر”، التي قدمها عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور علي المالكي، ما يميز قصيدة النثر عن غيرها من حيث البنية والإيقاع، ومصادر الإيقاع في القصيدة النثرية، ومقارنتها بغيرها من الأنواع الأخرى، حيث رأى العديد من المتخصصين أن الإيقاع من أبرز مظاهر الحداثة في القصيدة العربية المعاصرة، خصوصا أن خروج القصيدة العربية من إطار البيت أو القافية الواحدة يعد أبرز صور الحداثة في القصيدة حضورا، وأكثرها وضوحا، فقد تمكّن الشاعر المعاصر من الوصول إلى مساحات من الحرية الموسيقية، محدثا صدمة إيقاعية لا عهد للمزاج السائد بها.
خروج القصيدة العربية من إطار البيت أو القافية الواحدة يعد أبرز صور الحداثة في القصيدة حضورا، وأكثرها وضوحا
في المقابل تعتبر قصيدة النثر أو القصيدة الخرساء مقطوعة مفتوحة مستقلة لا تلتزم بقافية أو وزن تحوي الكثير من الإيحاءات، والصور الشعرية، متحررة من الوزن والقافية في بنية حية وبناء شعوري متكامل ومتنام، وعمل فكري نشط، ففيها الإشارات والإيماءات، والإلهامات، والتلميحات التي تؤثر في فكر القارئ إلى حد التقبل والرّضى.
المنتدى تنظمه وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع جامعة الطائف ممثلة في أكاديمية الشعر العربي، بمشاركة عدد من المتخصصين في الشعر العربي ونقاده من داخل السعودية وخارجها. وجاء المنتدى ضمن المبادرة السعودية “عام الشعر العربي 2023”، بهدف تسليط الضوء على الشعر العربي بالشواهد الأدبية المطلة على التاريخ والتراث والثقافة.
وشهد المنتدى جلسات عدّة ركزت على مكانة الشعر العربي بوصفه أحد أهم الفنون التعبيرية المتجذّرة في وجدان الإنسان العربي منذ زمن، إذ احتلّ الشعر مكانة رفيعة المستوى عند الإنسان، دون الأدبيات الأخرى القديمة أو المعاصرة، حتى جعل من الشعر ديوانه الذي ينقل مآثره، ويعبّر عن مشاعره وطموحاته، باعتباره مرجعا تاريخيا يُعتمد عليه في سرد القصص والتعبير عن المشاعر.
وسلطت أولى جلسات المنتدى الضوء على مبادرة عام الشعر العربي، وما يستهدفه المنتدى من تطلعات تثري الساحة الشعرية، كما تمت مناقشة موضوع الشعر العربي باعتباره تراثا غير مادي، فيما خصصت الجلسة الثانية للحديث حول “الشعر باعتباره ظاهرة إنسانية” تمارسه الشعوب سواء البدائية أو المتطورة، وتتعاطاه مختلف الفئات الخاصة المثقفة والشعبية العامة.
وناقشت الجلسة الثالثة موضوع “الشعر حول العالم: المكانة والدور والصورة”، ووضع الشعر في العالم، تضمنت اتجاهاته والتغييرات التي طرأت عليه في مختلف الثقافات والوظائف المناطة به في التيارات العالمية.