بطي (روفاييل)
Botti (Rafael-) - Botti (Rafael-)
بُطّي (روفائيل ـ )
(1901ـ1956م)
روفائيل بُطّي كاتب وأديب وصحفي وباحث سياسي عراقي، ومؤرخ للأدب العربي الحديث ورجاله. ولد في الموصل لأب فقير كان يعمل في الحياكة، وتلقى دراسته في مدرسة الآباء الدومينيكيين بالموصل، ودار المعلمين في بغداد، ثم دخل كلية الحقوق وتخرج فيها عام 1929، وعمل محامياً، راسل أثناء دراسته جريدة «لسان العرب» في القدس و«السياسة الأسبوعية» ومجلة «الرابطة الشرقية» في مصر.
مارس التعليم مدة قصيرة في بعض المدارس الأهلية، ورأس تحرير جريدة «العراق» التي كان يصدرها رزّوق داود غنّام بين عامي 1921و1924، وأصدر مجلة «الحرية» عام 1923، ثم جريدة «الربيع»، ثم عين مراقباً في مديرية المطبوعات، إلى أن فُصل منها سنة 1929 بسبب خطبة سياسية ألقاها في تأبين سعد زغلول، فأصدر في 25 تشرين الأول 1929 جريدة «البلاد» التي استمرّ صدورها سبعة وعشرين عاماً، وكانت أرقى الصحف العراقية، وقد قاومتها الحكومات المتعاقبة، فغرّمته وسجنته بسبب نشر بعض المقالات فيها، وأقفلت الجريدة مرات، فكان في مدة إغلاقها يصدر غيرها كـ «صوت العراق» و«التقدم» و«الجهاد» و«الشعبة» و«الزمان» و«نداء الشعب».
انتخب نائباً عن لواء البصرة في مجلس الأمة ست مرات، وكانت له مواقف شديدة في المعارضة، كما انتخب نقيباً للصحفيين. هاجر إلى مصر بين عامي 1946و1948. عُيّن مديراً عاماً في وزارة الخارجية العراقية بين عامي 1950و1952، ووزير دولة مرتين عام 1953، ونيطت به شؤون الدعاية والصحافة والنشر، ولم يطل عهده بالوزارة فحاول العودة إلى النيابة فلم يفلح، إلى أن توفي في منزله بالسكتة القلبية.
أسهم بُطّي منذ عشرينات القرن العشرين في نهضة الحركة الأدبية في العراق مع بعض معاصريه أمثال: إبراهيم صالح شكر، ومحمود السيّد، ومصطفى علي، وجعفر الخليلي وغيرهم ممن كانوا يَنْشدون الحرية، والتطلع إلى مستقبل أفضل، حاول النهوض بالأدب العربي في العراق، فأصدر في مطلع حياته الأدبية كتاب «سِحْر الشعر» عام 1922، وقد جمع فيه طائفة مختارة من المقالات والقصائد في الشعر والشعراء لنخبة من الأدباء والشعراء العرب والأجانب أمثال: جميل صدقي الزهاوي، ومعروف الرصافي، وجبران خليل جبران، وعباس محمود العقاد، وميخائيل نعيمة وغيرهم.
ثم أصدر الجزأين الأول والثاني من كتاب «الأدب العصري في العراق العربي» عام 1923 اللذين دَرَس فيهما نخبة من شعراء العراق، وكان قد عزم على أن يصدر جزءاً ثالثاً يتناول فيه كتّاب النثر في العراق، لكنه شُغل بالسياسة وهموم الحياة. وقد كان هذا الكتاب أول ما عرّف القراء العرب بشعراء العراق في العشرينات وما بعدها.
ولبُطّي كتاب آخر لم يحمل اسمه هو «تقويم العراق» الذي تولت صحيفة «العراق» إصداره وإهداءه إلى قرائها عام 1923، وهو يضم أبحاثاً قصيرة وإحصائيات ودراسات مبسطة، تناولت كل مرفق من مرافق العراق، وألقت الضوء على أحواله الإدارية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، كما جمع أيضاً ما قيل في حفلة تكريم الشاعر والفيلسوف جميل صدقي الزهاوي التي أقامها له أدباء العراق في السادس من نيسان 1923 ببغداد وأصدر ما جمعه في كتاب. وأصدر عام 1923 كتاباً بعنوان «أمين الريحاني في العراق» ضمّنه ترجمته وآثاره وأقوال المشاهير فيه، ووضع له مقدمة هي في الأصل خطبة ألقاها في إحدى المناسبات عن الريحاني.
أما كتابه «الربيعيات» الذي صدر في بغداد عام 1925 فهو مجموعة من القطع النثرية التي كتبها بأسلوب شعري مرسل، والخواطر الوجدانية التي استوحاها من الطبيعة وبدائعها وجمالها في الربيع والخريف، وتأثر فيها بكل من جبران والريحاني.
في عام 1945 كلفت مديرية الدعاية العامة في العراق روفائيل بُطّي إصدار كتاب عن فيصل الأول، فاستجاب لهذا التكليف، وأصدر الكتاب تحت عنوان «فيصل الأول في خطبه وأقواله"، قدم له الأستاذ أحمد زكي الخياط، لكنه لسبب أو لآخر لم يضع اسمه على الكتاب.
أما أهم كتاب لبُطّي فهو كتاب «الصحافة في العراق» الذي هو في الأصل محاضرات ألقاها على طلاب معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة عام 1955 وصدرت في منشورات المعهد، وقد تناول في هذه المحاضرات الصحافة العراقية منذ دخول المطبعة إلى البلاد حتى نشوب الحرب العالمية الثانية.
كان بُطّي ذا ثقافة موسوعية، يتقصى أنباء الأدباء والشعراء، ويتتبع أنشطتهم، ويجمع آثارهم، ويدرس مذاهبهم وتياراتهم الأدبية، حتى أطلق عليه أمين الريحاني لقب «ابن خلّكان العرب»، وقال عنه الدكتور صفاء خلوصي: «ليس اسم روفائيل بُطّي معروفاً في الشرق العربي فحسب، بل في الغرب أيضاً، ولاسيما في دوائر الاستشراق والمستشرقين، فهو مصدر من مصادر بحوثهم، وقد اعتمد عليه شيخ المستشرقين الألمان بروكلمان في كتابه «تاريخ الأدب العربي»، وسانتيلانا في بعض ما كتب». لكن ظاهرة الاقتباس والجمع والإعداد غلبت على معظم ما كتب وألف.
عيسى فتوح
Botti (Rafael-) - Botti (Rafael-)
بُطّي (روفائيل ـ )
(1901ـ1956م)
روفائيل بُطّي كاتب وأديب وصحفي وباحث سياسي عراقي، ومؤرخ للأدب العربي الحديث ورجاله. ولد في الموصل لأب فقير كان يعمل في الحياكة، وتلقى دراسته في مدرسة الآباء الدومينيكيين بالموصل، ودار المعلمين في بغداد، ثم دخل كلية الحقوق وتخرج فيها عام 1929، وعمل محامياً، راسل أثناء دراسته جريدة «لسان العرب» في القدس و«السياسة الأسبوعية» ومجلة «الرابطة الشرقية» في مصر.
انتخب نائباً عن لواء البصرة في مجلس الأمة ست مرات، وكانت له مواقف شديدة في المعارضة، كما انتخب نقيباً للصحفيين. هاجر إلى مصر بين عامي 1946و1948. عُيّن مديراً عاماً في وزارة الخارجية العراقية بين عامي 1950و1952، ووزير دولة مرتين عام 1953، ونيطت به شؤون الدعاية والصحافة والنشر، ولم يطل عهده بالوزارة فحاول العودة إلى النيابة فلم يفلح، إلى أن توفي في منزله بالسكتة القلبية.
أسهم بُطّي منذ عشرينات القرن العشرين في نهضة الحركة الأدبية في العراق مع بعض معاصريه أمثال: إبراهيم صالح شكر، ومحمود السيّد، ومصطفى علي، وجعفر الخليلي وغيرهم ممن كانوا يَنْشدون الحرية، والتطلع إلى مستقبل أفضل، حاول النهوض بالأدب العربي في العراق، فأصدر في مطلع حياته الأدبية كتاب «سِحْر الشعر» عام 1922، وقد جمع فيه طائفة مختارة من المقالات والقصائد في الشعر والشعراء لنخبة من الأدباء والشعراء العرب والأجانب أمثال: جميل صدقي الزهاوي، ومعروف الرصافي، وجبران خليل جبران، وعباس محمود العقاد، وميخائيل نعيمة وغيرهم.
ثم أصدر الجزأين الأول والثاني من كتاب «الأدب العصري في العراق العربي» عام 1923 اللذين دَرَس فيهما نخبة من شعراء العراق، وكان قد عزم على أن يصدر جزءاً ثالثاً يتناول فيه كتّاب النثر في العراق، لكنه شُغل بالسياسة وهموم الحياة. وقد كان هذا الكتاب أول ما عرّف القراء العرب بشعراء العراق في العشرينات وما بعدها.
ولبُطّي كتاب آخر لم يحمل اسمه هو «تقويم العراق» الذي تولت صحيفة «العراق» إصداره وإهداءه إلى قرائها عام 1923، وهو يضم أبحاثاً قصيرة وإحصائيات ودراسات مبسطة، تناولت كل مرفق من مرافق العراق، وألقت الضوء على أحواله الإدارية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، كما جمع أيضاً ما قيل في حفلة تكريم الشاعر والفيلسوف جميل صدقي الزهاوي التي أقامها له أدباء العراق في السادس من نيسان 1923 ببغداد وأصدر ما جمعه في كتاب. وأصدر عام 1923 كتاباً بعنوان «أمين الريحاني في العراق» ضمّنه ترجمته وآثاره وأقوال المشاهير فيه، ووضع له مقدمة هي في الأصل خطبة ألقاها في إحدى المناسبات عن الريحاني.
أما كتابه «الربيعيات» الذي صدر في بغداد عام 1925 فهو مجموعة من القطع النثرية التي كتبها بأسلوب شعري مرسل، والخواطر الوجدانية التي استوحاها من الطبيعة وبدائعها وجمالها في الربيع والخريف، وتأثر فيها بكل من جبران والريحاني.
في عام 1945 كلفت مديرية الدعاية العامة في العراق روفائيل بُطّي إصدار كتاب عن فيصل الأول، فاستجاب لهذا التكليف، وأصدر الكتاب تحت عنوان «فيصل الأول في خطبه وأقواله"، قدم له الأستاذ أحمد زكي الخياط، لكنه لسبب أو لآخر لم يضع اسمه على الكتاب.
أما أهم كتاب لبُطّي فهو كتاب «الصحافة في العراق» الذي هو في الأصل محاضرات ألقاها على طلاب معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة عام 1955 وصدرت في منشورات المعهد، وقد تناول في هذه المحاضرات الصحافة العراقية منذ دخول المطبعة إلى البلاد حتى نشوب الحرب العالمية الثانية.
كان بُطّي ذا ثقافة موسوعية، يتقصى أنباء الأدباء والشعراء، ويتتبع أنشطتهم، ويجمع آثارهم، ويدرس مذاهبهم وتياراتهم الأدبية، حتى أطلق عليه أمين الريحاني لقب «ابن خلّكان العرب»، وقال عنه الدكتور صفاء خلوصي: «ليس اسم روفائيل بُطّي معروفاً في الشرق العربي فحسب، بل في الغرب أيضاً، ولاسيما في دوائر الاستشراق والمستشرقين، فهو مصدر من مصادر بحوثهم، وقد اعتمد عليه شيخ المستشرقين الألمان بروكلمان في كتابه «تاريخ الأدب العربي»، وسانتيلانا في بعض ما كتب». لكن ظاهرة الاقتباس والجمع والإعداد غلبت على معظم ما كتب وألف.
عيسى فتوح