بحث في البساطة والتفاصيل المحلية … غسان جديد: أستوحي أفكار لوحاتي من بساطة الساحل وأضمنها رسالة سلام ليعم الفرح
| مصعب أيوب. ت. مصطفى سالم
الأحد, 29-10-2023
خط رفيع وناعم يظهر في لوحاته فيشكل الفنان التشكيلي غسان جديد عناصر لوحته ومفرداتها وبوساطته يميز ويفصل كل شيء عما يجاوره من أشخاص وبيوت وحارات وأبواب، ويشعرك بروح الطفولة والبراءة في لوحاته التي تقارب الستين والتي احتضنها معرض البيت الأزرق بدمشق وما أجمله من مرح عندما ينساب بريشة رجل بلغ من العمر عتياً ليقدم لنا مزيجاً من خبرات السنين وعبث الصبا.
عفوية وتلقائية
أعماله بوجه عام يتجلى فيها تأثره بالبيئة المحلية التي نشأ فيها، فيرسم البيوت المتراصفة والبحر والشجر والقوارب ورموزاً أخرى عديدة استمد معظمها من مدينته طرطوس التي طالما تغنى بها وجسدها مراراً في لوحاته، وتظهر العفوية والتلقائية واضحة في أعماله، فيستخدم خامات ناعمة وأخرى خشنة ثم يضيف بصمته اللونية عليها، ليظهر براعة واضحة في توزيع الألوان على عناصر اللوحة.
تبسيط واختزال
يخبر الفنان غسان جديد «الوطن»أنه تعمّد تجسيد مدن الساحل في أعماله لأنها تسكنه أينما حل وارتحل، وبسبب طبيعة المناطق الساحلية ونسبة الرطوبة العالية يمكننا أن نشهد في اللوحات ما هو صلب وما هو لين، فقد لجأ إلى التبسيط والاختزال مستخدماً ألوان الإكرليك في معظم الأحيان ويأمل أن يحقق التوازن في اللون والملمس والحساسية والحدث والعاطفة الجياشة تجاه أرض الوطن، فهو يعتبر طرطوس كالقلعة الثابتة ويرنو إلى تقديم رموز للأسوار والأبراج والساحات والأبواب.
وتابع جديد: طرطوس فيها من البساطة والعفوية الشيء الكثير ولاسيما في ظل وجودها قبالة البحر، فأنا أستوحي أفكار لوحاتي من بحرها وبيوتها ودائماً أحرص على توجيه رسالة سلام فيها لعل الفرح يعم حياتنا، فأنا أرسم بطريقة أقرب إلى عقول الناس لأن العمل الفني لا يمكن أن يكون نتاج سلعة للبيع وإنما هو خليط من المشاعر والأحاسيس والعواطف.
خيال واسع
في حديث مع الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي بيّن أننا اليوم أمام باقة من أجمل ما قدم الفنان غسان جديد الذي ترفع له القبعة وليس بحاجة لمديحنا، ونرى اليوم في المعرض جملة من لوحاته بالقطع الصغير والمتوسط، ولعل اللوحات ذات الحجم الصغير لا تقل أهمية عما تحتويه وتتضمنه لوحات الحجم الكبير بعمق رسائلها ومكنوناتها ورموزها، فيقدم لنا تشكيلاً لونياً جميلاً إضافة إلى الرموز التي تحتويها لوحاته والتي تجسدت في خياله الواسع بطريقة اعتباطية، فترى أشكالاً هندسية عشوائية ولكنها بالطبع ترمز إلى شيء ما وهو ليس تكعيبياً وإنما لوحات ديكورية.
طاقة متجددة
كما أكد الحمصي أن لوحات جديد غنية جداً بألوانها وعفويتها، ولعل رمزيته متميزة وفريدة بعض الشيء وتختلف عن باقي الفنانين، فهم يرسمون الأشياء بشكلها الصريح «مفتاح، عين، باب، شجرة» على حين أن جديد قدمها بأسلوب تعبيري مبتكر، فهو يطرح كل ما هو أصيل بفكره الفني وخبرته الواسعة والتراكمية وهو ما قلّ أن نجده وخصوصاً عند من تجاوزوا مرحلة عمرية متقدمة ممن يكتفون بتقديم ما اعتاد عليه جمهورهم فحسب فعند غسان جديد تلحظ في أعماله الطاقة المتجددة والأفكار البديعة التي يبتكرها جديد في كل مرة والتي تنبعث من ثقافة عالية ومتبحرة وذلك إضافة إلى المزج دائماً بين الألوان والعمل بروح طفل مبتكر ومتجدد، فيقدم صورة إبداعية متميزة ترافقها الموسيقا اللونية التي تخلق حالة تشكيلية احترافية عالية، كما يمكننا ملاحظة إكثاره من اللونين الأزرق والأحمر ليولّد انسجاماً رائعاً بينهما ويقدم صورة جمالية فريدة، فيتكون البحر بين اللونين، ولكن السائد يبقى الأزرق الذي يسيطر على منطقة الساحل فحيثما تنقل بنظره هنا وهناك بحر وماء، ناهيك عن أنه يشكل استذكاراً للطفولة وعشوائيتها.
| مصعب أيوب. ت. مصطفى سالم
الأحد, 29-10-2023
خط رفيع وناعم يظهر في لوحاته فيشكل الفنان التشكيلي غسان جديد عناصر لوحته ومفرداتها وبوساطته يميز ويفصل كل شيء عما يجاوره من أشخاص وبيوت وحارات وأبواب، ويشعرك بروح الطفولة والبراءة في لوحاته التي تقارب الستين والتي احتضنها معرض البيت الأزرق بدمشق وما أجمله من مرح عندما ينساب بريشة رجل بلغ من العمر عتياً ليقدم لنا مزيجاً من خبرات السنين وعبث الصبا.
عفوية وتلقائية
أعماله بوجه عام يتجلى فيها تأثره بالبيئة المحلية التي نشأ فيها، فيرسم البيوت المتراصفة والبحر والشجر والقوارب ورموزاً أخرى عديدة استمد معظمها من مدينته طرطوس التي طالما تغنى بها وجسدها مراراً في لوحاته، وتظهر العفوية والتلقائية واضحة في أعماله، فيستخدم خامات ناعمة وأخرى خشنة ثم يضيف بصمته اللونية عليها، ليظهر براعة واضحة في توزيع الألوان على عناصر اللوحة.
تبسيط واختزال
يخبر الفنان غسان جديد «الوطن»أنه تعمّد تجسيد مدن الساحل في أعماله لأنها تسكنه أينما حل وارتحل، وبسبب طبيعة المناطق الساحلية ونسبة الرطوبة العالية يمكننا أن نشهد في اللوحات ما هو صلب وما هو لين، فقد لجأ إلى التبسيط والاختزال مستخدماً ألوان الإكرليك في معظم الأحيان ويأمل أن يحقق التوازن في اللون والملمس والحساسية والحدث والعاطفة الجياشة تجاه أرض الوطن، فهو يعتبر طرطوس كالقلعة الثابتة ويرنو إلى تقديم رموز للأسوار والأبراج والساحات والأبواب.
وتابع جديد: طرطوس فيها من البساطة والعفوية الشيء الكثير ولاسيما في ظل وجودها قبالة البحر، فأنا أستوحي أفكار لوحاتي من بحرها وبيوتها ودائماً أحرص على توجيه رسالة سلام فيها لعل الفرح يعم حياتنا، فأنا أرسم بطريقة أقرب إلى عقول الناس لأن العمل الفني لا يمكن أن يكون نتاج سلعة للبيع وإنما هو خليط من المشاعر والأحاسيس والعواطف.
خيال واسع
في حديث مع الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي بيّن أننا اليوم أمام باقة من أجمل ما قدم الفنان غسان جديد الذي ترفع له القبعة وليس بحاجة لمديحنا، ونرى اليوم في المعرض جملة من لوحاته بالقطع الصغير والمتوسط، ولعل اللوحات ذات الحجم الصغير لا تقل أهمية عما تحتويه وتتضمنه لوحات الحجم الكبير بعمق رسائلها ومكنوناتها ورموزها، فيقدم لنا تشكيلاً لونياً جميلاً إضافة إلى الرموز التي تحتويها لوحاته والتي تجسدت في خياله الواسع بطريقة اعتباطية، فترى أشكالاً هندسية عشوائية ولكنها بالطبع ترمز إلى شيء ما وهو ليس تكعيبياً وإنما لوحات ديكورية.
طاقة متجددة
كما أكد الحمصي أن لوحات جديد غنية جداً بألوانها وعفويتها، ولعل رمزيته متميزة وفريدة بعض الشيء وتختلف عن باقي الفنانين، فهم يرسمون الأشياء بشكلها الصريح «مفتاح، عين، باب، شجرة» على حين أن جديد قدمها بأسلوب تعبيري مبتكر، فهو يطرح كل ما هو أصيل بفكره الفني وخبرته الواسعة والتراكمية وهو ما قلّ أن نجده وخصوصاً عند من تجاوزوا مرحلة عمرية متقدمة ممن يكتفون بتقديم ما اعتاد عليه جمهورهم فحسب فعند غسان جديد تلحظ في أعماله الطاقة المتجددة والأفكار البديعة التي يبتكرها جديد في كل مرة والتي تنبعث من ثقافة عالية ومتبحرة وذلك إضافة إلى المزج دائماً بين الألوان والعمل بروح طفل مبتكر ومتجدد، فيقدم صورة إبداعية متميزة ترافقها الموسيقا اللونية التي تخلق حالة تشكيلية احترافية عالية، كما يمكننا ملاحظة إكثاره من اللونين الأزرق والأحمر ليولّد انسجاماً رائعاً بينهما ويقدم صورة جمالية فريدة، فيتكون البحر بين اللونين، ولكن السائد يبقى الأزرق الذي يسيطر على منطقة الساحل فحيثما تنقل بنظره هنا وهناك بحر وماء، ناهيك عن أنه يشكل استذكاراً للطفولة وعشوائيتها.