شروط اللذة والالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شروط اللذة والالم

    - شروط اللذة والالم


    ١ - العلماء لا يفرقون بين الجسماني والنفساني من اللذات والآلام إلا بحسب الشروط الخاصة بقسم قسم منها ، لان طبيعتها الاساسية ،واحدة، فلا تختلف شروط لذة الثواب عن شروط لذة الاكل الا من حيث الاشتباك والتركيب (۱) . ولربما كان الوهم في اختلاف طبيعتها ناشئاً عن الفرق بين اشتباك شروطهما ، نعم ان الفرق عظيم بين تعقيد شروط لذة الاكل وشروط لذة الثواب ، إلا انك إذا قابلت لذة الاصوات والالحان بلذة المدح والثناء وما شاكلها من المدركات بطريق السمع وجدت الماثلة بينها قريبة ، لأن الفرق

    تكلمنا على ماهية اللذة والالم ، وقلنا ان اللذة لا تتولد من انقطاع الالم فحسب ، بل تتولد من الاسباب الخاصة بها ، وكذلك الالم . فهل يجوز البحث في شروط اللذة والالم بحثاً عاماً قبل التفريق بين اللذات والآلام الجسمانية والنفسانية ، وهل يعقل أن تكون لذة الاكل من طبيعة لذة الثواب وراحة الضمير ؟

    بين تعقيد شروطها أقل .

    ٢ - ان لكل من اللذات والآلام الجسمانية والنفسانية شروطاً عامة وشروطاً خاصة تفرق بينها ، فمن ذلك أن اللذات والآلام الجسمانية تابعة لافعال الجسد ووظائفه الآلية ، أما اللذات والآلام الروحانية فناشئة عن فعل النزعات النفسية ، ونحن عند مقارنتها بعضها ببعض ننتبه لهذه الشروط الخاصة

    ونهمل الشروط العامة - ينتج مما تقدم أنه لا فرق بين اللذات والآلام الجسمانية والنفسانية بالقياس إلى الشروط العامة ، ولا بالقياس إلى قوانين الحياة الانفعالية . فالملائم الجسماني يختلف عن الملائم النفساني بنوعه الانفعالي لا بطبيعته ، ولا فرق في الماهية كما يقول ( ريبو ) ( بين ألم اليأس أو انقطاع الامل الذي ذكره (ميكل آنج) في مقطعاته وبين ألم البثور والدمامل ٢٠)

    بل ان طبيعة كل منها هي عين طبيعة الآخر . ونحن ذاكرون الآن قسما من هذه الشروط الفيسيولوجية والنفسية العامة التي تدل على أن طبيعة الجسماني من اللذات والآلام لا تختلف عن طبيعة النفساني إلا من حيث اللون الانفعالي والصفات الخاصة .

    - الشروط الفيسيولوجية

    إن هذه الشروط الفيسيولوجية مهمة جداً ، لأنها خارجية محسوسة ، وهي أقرب إلى البحث العلمي من الشروط النفسية الداخلية .

    الاعتدال ١٠ - فمن هذه الشروط ما يقارن اللذات والآلام من التبدلات العامة التي تحدث في المجموع العصبي . وهي لا تزال غامضة حتى اليوم ، لأن العلماء لا يزالون مختلفين في أمرها . فمنهم من يقرر وجود حس . خاص يسميه بحس الألم . ومنهم من ينكر ذلك فيعزو حدوث الألم إلى شدة تأثر الأعصاب الحسية بالجملة ( ريشه .). أي الى خروج تأثر الأعصاب عن حد . وسنعود الى هذا البحث عند الكلام على الحواس . ومنهم من يقرر أن اللذات والآلام تنشأ عن تأثير النخاع الشوكي ولا سيما البصلة السيسائية المسماة بالنخاع المستطيل فهي تلعب دوراً هاماً في الحياة الإنفعالية . أما المخ أو الجوهر السنجابي الموجود على سطحه ، فليس له في حدوث الانفعالات إلا عمل قليل ، لأنه مركز الأفعال الذهنية العالية . وللمزاج والافرازات الداخلية، كما رأيت تأثير في النزعات والميول، والتهيجات.

    ٢ - ومن الشروط العامة اختلاف القوة والطاقة باختلاف اللذة والألم . فالحالة الملائمة تولد القوة وتزيد الفاعلية الجسدية والذهنية. والحالة المنافية تنتقص قوى الحياة وتبعث على انحطاطها . وقد أثبت ) فره Fere ) بتجارب قياس القوة التي قام بها أن القوة تزداد في اللذة ، وتنقص في الألم . ولكن هذه التجارب المهمة لم تدل بعد على صحة هذا الأمر (1)

    إلا في خطوطه العامة . وسينجلي لك ذلك بعد قراءة الفقرات التالية

    ۳ - لقد دلت التجارب على أن الحالات الملائمة مقرونة بازدياد المبادلات العضوية .

    فاللذة تقوي الدورة الدموية في الجسم عامة ، وفي الرأس خاصة، فتؤدي إلى ازدياد لمعان العينين ، واشتداد تقلص القلب وتقبضه . أما الألم فيؤخر الدورة الدموية ، وينقص عدد ضربات القلب ، حتى لقد يؤدي في بعض الاحوال المتطرفة إلى الإغماء . اللذة تقوي التنفس ، وترفع حرارة الجسد ، والالم ينقصها ، فتقل نفحات الغاز الفحمي المنتشرة في الزفير وتضعف حرارة الجسد (۱) .

    (T)

    (ب)

    (ج)

    ) شکل ١٤ ( بعض الخطوط البيانية الدالة على تغير التنفس

    - التنفس الطبيعي : ١٥ مرة في الدقيقة . ب - التنفس في السرور : ١٧ مرة في الدقيقة . ج - التنفس في الحزن : 4 مرات في الدقيقة ) نقلا عن دو ماس )

    اللذة تزيد قوة الهضم فتمين كل جزء من أجزاء البدن على الاغتذاء، كما تعين البدن كله على حفظ صحته. وقد قيل ان السرور غذاء للنفس، لانه يساعد على الهضم، فيحفظ

    الشباب ، ويطيل العمر ) لانج ) .

    وعلى عكس ذلك الألم ، فهو يضعف شهوة الأكل ، ويمنع الإفراز ، ويؤخر فعل الهضم ، ويفسد التغذي. وكثيراً ما يشيب شعر المرء لهول المصائب الشديدة ، لأن شدة شدة الألم تمنع أجزاء الجسد من الحصول على غذائها الطبيعي . وقد دلت التجارب على أن هذه النتائج تنشأ عن أسباب كيميائية . فالألم يغير تركيب الدم، فيسممه بسوء ا الغذاء وامتصاص المواد التي لم تهضم جيداً . وقد يتولد من ذلك سموم موضعية أو عامة تورث الاستعداد للأمراض، فهي بمثابة خمائر تساعد على تفريخ الجراثيم الوبائية . ودلت تجارب ( لهمان ) (١) أيضا على أن الأحوال الملائمة تبعث على ازدياد النبض ، وازدياد حجم ا الساعد ، وانبساط الصدر في أثناء التنفس . بخلاف الالم فإنه يؤدي إلى ضد هذه ا النتائج .

    ( شكل ١٥ ) رسم النبض

    - النبض في الحزن المنفعل ، ب - النبض في الحزن الفاعل ،

    ج - النبض في السرور

    ب

    ( نقلا عن دوماس )

    - اللذات والآلام مصحوبة ج بتبدل في الحركات ، فاللذة تزيد الحركة

    والالم ينقصها . فمن يسره أمر يضحك ويغني ويصرخ ، حق لقد يشبه السكران في عربدته ، وقد حكي عن الكيماوي ) داوي ( أنه رقص في مخبره عندما كشف البوتاسيوم، وبعث الفرح ( ارخميدس ( على الخروج من الحمام عارياً . أما الالم فيتجلى بظاهرتين متباينتين، فإما أن يكون منفعلا ، وإما أن يكون فاعلاً ، فإن كان منفعلا كان صاحبه عديم الحركة ، فاقد النشاط ، كأنما هو بالي الجسم بالهم والوهن والضنى . وان كان فاعل كان صاحبه كثير الحركة والتشنج والتقلص ، شديد الارتعاش والارتجاج والارتجاف . فيرفع صوته، ويمزق جيوبه ، ويكسر ما تقع عليه بده ، وهذا نوع من الاسراف يصبح

    الشخص على أثره فقيراً ، خائر العزم ، منهوك القوى

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	009c99a9-d4f2-46f3-b3fa-fd8407c3158c.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	129.8 كيلوبايت 
الهوية:	175023 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	16f661e9-ca0b-44d9-9f0c-173c6ebcd807.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	106.5 كيلوبايت 
الهوية:	175024 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	a2fdd7aa-beb6-4460-bb1e-9627093bc305.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	104.0 كيلوبايت 
الهوية:	175025
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	5776c8e8-e61c-49ec-8b71-751143ff0460.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	110.6 كيلوبايت 
الهوية:	175026

  • #2
    شروط اللذة والالم

    - Conditions of pleasure and pain

    1 - Scientists do not differentiate between physical and psychological pleasures and pains except according to the conditions specific to some of them, because their basic nature is one, so the conditions for the pleasure of reward do not differ from the conditions for the pleasure of eating except in terms of clash and combination (1). Perhaps the illusion in their different natures arises from the difference between the clash of their conditions. Yes, the difference is great between the complexity of the conditions for the pleasure of eating and the conditions for the pleasure of reward. However, if you contrast the pleasure of sounds and melodies with the pleasure of praising and praising and similar perceptions through hearing, you will find what is similar between them close, because the difference

    We talked about the nature of pleasure and pain, and we said that pleasure is not only generated by the cessation of pain, but rather it is generated by its own causes, as well as pain. Is it permissible to research the conditions of pleasure and pain in a general manner before distinguishing between physical and psychological pleasures and pains? Is it reasonable for the pleasure of eating to be of the nature of the pleasure of reward and peace of conscience?

    The complexity of its conditions is less.

    2 - Both physical and psychological pleasures and pains have general conditions and special conditions that differentiate them. For example, physical pleasures and pains are dependent on the actions of the body and its mechanical functions, while spiritual pleasures and pains result from the action of psychological tendencies, and when we compare them to each other, we pay attention to these special conditions.

    We neglect the general conditions - it follows from the above that there is no difference between physical and psychological pleasures and pains in comparison to the general conditions, nor in comparison to the laws of emotional life. The physical condition differs from the psychological condition in its emotional type, not in nature, and there is no difference in essence, as Ribot says (between the pain of despair or loss of hope that Michael Ang mentioned in his clips and the pain of pimples and boils 20)
    Rather, the nature of each is the same as the nature of the other. We now remember some of these general physiological and psychological conditions that indicate that the physical nature of pleasures and pains does not differ from the psychological nature except in terms of emotional color and special characteristics.

    - Physiological conditions

    These physiological conditions are very important, because they are external and tangible, and they are closer to scientific research than internal psychological conditions.

    Moderation 10 - Among these conditions is what compares pleasures and pains to the general changes that occur in the nervous system. It remains mysterious to this day, because scholars still disagree about it. Some of them decide that there is a feeling. A special thing called the sense of pain. Some of them deny this and attribute the occurrence of pain to the severity of the impact of the sensory nerves on the whole (feathers). That is, until the nerves are affected beyond measure. We will return to this research when talking about the senses. Some of them state that pleasures and pains arise from the influence of the spinal cord, especially the medulla oblongata, as it plays an important role in emotional life. As for the brain or the squirrel essence located on its surface, it has little function in causing emotions, because it is the center of high mental actions. Mood and internal secretions, as I have seen, have an effect on tendencies, inclinations, and irritations.

    2 - Among the general conditions is the difference in strength and energy according to the difference in pleasure and pain. An appropriate condition generates strength and increases physical and mental effectiveness. The incompatible state diminishes the life forces and causes their degradation. Fere proved, through his experiments measuring force, that force increases with pleasure and decreases with pain. However, these important experiments have not yet proven this to be true (1)

    Except in its general outlines. This will become clear to you after reading the following paragraphs

    3 - Experience has shown that suitable conditions are associated with an increase in organic exchanges.

    Pleasure strengthens blood circulation in the body in general, and in the head in particular, leading to an increase in the shine of the eyes and an intensification of the contraction and contraction of the heart. As for pain, it delays blood circulation, decreases the number of heartbeats, and may even lead, in some extreme cases, to fainting. Pleasure strengthens breathing and raises body temperature, while pain decreases it, so the whiffs of charcoal gas spreading in exhalation decrease and body temperature weakens (1).

    (T)

    (B)

    (c)

    (Figure 14) Some graphic lines indicating changes in breathing

    - Normal breathing: 15 times per minute. B - Breathing during pleasure: 17 times per minute. C - Breathing in sadness: 4 times per minute (quoted by Du Mas)

    Pleasure increases the strength of digestion, enabling every part of the body to receive nutrition, and it also helps the entire body to maintain its health. It has been said that pleasure is nourishment for the soul, because it helps in digestion and thus preserves it

    Youth, prolongs life (Lange).

    In contrast to that pain, it weakens the desire to eat, prevents secretion, delays the act of digestion, and spoils nutrition. A person's hair often turns gray due to the horror of severe calamities, because the severity of the pain prevents the parts of the body from obtaining their natural nourishment. Experiments have shown that these results arise from chemical causes. Pain changes the composition of the blood, poisoning it through poor nutrition and the absorption of substances that were not digested well. This may generate local or general toxins that cause a predisposition to disease, as they act as yeasts that help in the breeding of epidemic germs. Lehman's experiments (1) also indicated that appropriate conditions lead to an increase in the pulse, an increase in the size of the forearm, and an expansion of the chest during breathing. Unlike pain, it leads to the opposite of these results.

    (Figure 15) Pulse chart

    - Pulse in passive sadness, B - Pulse in active sadness,

    C - Pulsing with pleasure

    B

    (Quoted from Dumas)

    Pleasures and pains are accompanied by a change in movements. Pleasure increases movement

    And the pain is missing. Whoever is pleased with something laughs, sings, and screams, it is true that he resembles a drunkard in his orgy, and it was said about the chemist (Dowie) that he danced in his laboratory when he detected potassium, and it caused joy (Archimedes) to come out of the bathroom naked. As for pain, it manifests itself in two different phenomena: it is either emotional or emotional. Or it can be active, and if it is passive, then its owner is motionless and inactive, as if his body is worn out with worry, weakness, and distress. And if it is active, then its owner is a lot of movement, spasm, and contraction, and is extremely trembling, shaking, and shivering. He raises his voice, tears his pockets, and breaks whatever falls on him. He wants, and this becomes a kind of extravagance

    As a result, the person becomes poor, weak-willed, and exhausted

    تعليق

    يعمل...
    X