د. محمد النغيمش
من شدة إعجابي بأحد مسلسلات "نتفلكس"، جلست أبحث عن نص إحدى حلقاته لأحاول تأمل ذلك المعين الذي لا ينضب من إبداع "فريق الكتاب" في صوغ مئات الحلقات الرائعة. لا تكاد تجد خمس دقائق من دون إثارة، وانهماك في المشاهد التي نحتت نحتاً لا يفعله المحترفون. بعد بحثي وجدت مئات من الحلقات الأخرى المنشورة عمداً للعامة. وهو خبر سار لآلة الذكاء الاصطناعي التي تتغذى عليها.
تذكرت ذلك وأنا اقرأ خبر إنهاء نقابة الكتاب الأميركيين إضرابها الذي استمر لنحو خمسة شهور احتجاجاً على أوضاعهم المادية التي تأثرت كثيراً في ظل هواجس الذكاء الاصطناعي وغيره. وأدى الإضراب إلى إيقاف إنتاج العديد من الأفلام، والمسلسلات، والبرامج الحوارية، حيث ذكرت وسائل إعلام أن إضرابهم قد كلف الاقتصاد الأميركي نحو 5 مليارات دولار، وفق تقديرات الاقتصاديين في معهد ملكن كيفن كلودين.
ومن أسباب الإضراب، خشيتهم من شبح الذكاء الاصطناعي الذي يطل برأسه على هذه الصناعة ويهدد بأن يحل محل مواهبهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: لمَ لا تنافس الآلة أو الذكاء الاصطناعي الكتّاب الإبداعيين؟ حاولت أن أطلب من الذكاء الاصطناعي أن يكتب لي "نص مشهد كوميدي مدته نصف دقيقة" فزوديني بمشاهدة عديدة جميلة. وكانت تصف تفاصيل كيف يدخل الممثل المشهد وتعابيره. وكلما طلبت منه كتابة مشهد آخر فاجأني بقوة المشهد التالي! فتخيلت كيف يمكن أن تكون هذه المحاولات نواة لمشاهد أعظم.
إذاً، بوسع آلة الذكاء الاصطناعي كتابة مشهد أو حلقة كوميدية ودرامية، ما دام هناك نصوص منثورة في فضاء الإنترنت. وروعة الآلة أنها تحسن نفسها بنفسها لتحاول أن ترضينا. وحتى ولو لم تحقق سوى مستوى رضا 50 في المئة فهي وفرت نصف وقت الإعداد على أقل تقدير. وتبقى الحقوق مشكلة شائكة يحاول الأوروبيون والأميركيون حالياً البحث عن حلول لها.
إذاً، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق بذرة أولية لنص إبداعي مكتوب خصوصاً للشاشة. وهذا بحد ذاته قد يدخل طوفاناً من الكتاب والمعدين إلى عالم الكتابة الإبداعية. فإذا كان الفنان الكويتي الكبير عبد الحسين عبد الرضا قد اعترف صراحة في إحدى حلقاته بأن بعض مسرحياته تؤخذ من مسرحيات أخرى ويبدأ الكاتب "بتكويت" النص أي كتابته بروح كويتية، فما المانع أن يحدث الأمر نفسه في صناعة النص الإبداعي آلياً. والتحدي المقلق أنه قد ينكبّ الكتّاب الشباب على ذلك العالم تحت وطأة الإنتاج "الكمي" على حساب "النوعي"، فنغرق أسواقنا بنصوص تبدو من صنع الإنسان لكنها خرجت من رحم الآلة!
وقرأت ذات يوم أن الكاتب البريطاني سلمان رشدي قال إن الذكاء الاصطناعي "يفتقر إلى الإلهام"، وشكك بقدرته على الإتيان بنصوص تضاهى إبداعات الكتّاب حول العالم. وإن كنت أتفهم موقفه، لكن الذكاء الاصطناعي سوف يفاجئ الجميع بأن لديه مقدرة هائلة على كتابة نصوص مسرحية، وتلفزيونية، وإذاعية، و"بودكاستية" مقبولة، فهو "يقتات" على ما يُنشَر، ويتطور بسرعة خاطفة بالاستعانة بخوارزميات مذهلة.
من شدة إعجابي بأحد مسلسلات "نتفلكس"، جلست أبحث عن نص إحدى حلقاته لأحاول تأمل ذلك المعين الذي لا ينضب من إبداع "فريق الكتاب" في صوغ مئات الحلقات الرائعة. لا تكاد تجد خمس دقائق من دون إثارة، وانهماك في المشاهد التي نحتت نحتاً لا يفعله المحترفون. بعد بحثي وجدت مئات من الحلقات الأخرى المنشورة عمداً للعامة. وهو خبر سار لآلة الذكاء الاصطناعي التي تتغذى عليها.
تذكرت ذلك وأنا اقرأ خبر إنهاء نقابة الكتاب الأميركيين إضرابها الذي استمر لنحو خمسة شهور احتجاجاً على أوضاعهم المادية التي تأثرت كثيراً في ظل هواجس الذكاء الاصطناعي وغيره. وأدى الإضراب إلى إيقاف إنتاج العديد من الأفلام، والمسلسلات، والبرامج الحوارية، حيث ذكرت وسائل إعلام أن إضرابهم قد كلف الاقتصاد الأميركي نحو 5 مليارات دولار، وفق تقديرات الاقتصاديين في معهد ملكن كيفن كلودين.
ومن أسباب الإضراب، خشيتهم من شبح الذكاء الاصطناعي الذي يطل برأسه على هذه الصناعة ويهدد بأن يحل محل مواهبهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: لمَ لا تنافس الآلة أو الذكاء الاصطناعي الكتّاب الإبداعيين؟ حاولت أن أطلب من الذكاء الاصطناعي أن يكتب لي "نص مشهد كوميدي مدته نصف دقيقة" فزوديني بمشاهدة عديدة جميلة. وكانت تصف تفاصيل كيف يدخل الممثل المشهد وتعابيره. وكلما طلبت منه كتابة مشهد آخر فاجأني بقوة المشهد التالي! فتخيلت كيف يمكن أن تكون هذه المحاولات نواة لمشاهد أعظم.
إذاً، بوسع آلة الذكاء الاصطناعي كتابة مشهد أو حلقة كوميدية ودرامية، ما دام هناك نصوص منثورة في فضاء الإنترنت. وروعة الآلة أنها تحسن نفسها بنفسها لتحاول أن ترضينا. وحتى ولو لم تحقق سوى مستوى رضا 50 في المئة فهي وفرت نصف وقت الإعداد على أقل تقدير. وتبقى الحقوق مشكلة شائكة يحاول الأوروبيون والأميركيون حالياً البحث عن حلول لها.
إذاً، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق بذرة أولية لنص إبداعي مكتوب خصوصاً للشاشة. وهذا بحد ذاته قد يدخل طوفاناً من الكتاب والمعدين إلى عالم الكتابة الإبداعية. فإذا كان الفنان الكويتي الكبير عبد الحسين عبد الرضا قد اعترف صراحة في إحدى حلقاته بأن بعض مسرحياته تؤخذ من مسرحيات أخرى ويبدأ الكاتب "بتكويت" النص أي كتابته بروح كويتية، فما المانع أن يحدث الأمر نفسه في صناعة النص الإبداعي آلياً. والتحدي المقلق أنه قد ينكبّ الكتّاب الشباب على ذلك العالم تحت وطأة الإنتاج "الكمي" على حساب "النوعي"، فنغرق أسواقنا بنصوص تبدو من صنع الإنسان لكنها خرجت من رحم الآلة!
وقرأت ذات يوم أن الكاتب البريطاني سلمان رشدي قال إن الذكاء الاصطناعي "يفتقر إلى الإلهام"، وشكك بقدرته على الإتيان بنصوص تضاهى إبداعات الكتّاب حول العالم. وإن كنت أتفهم موقفه، لكن الذكاء الاصطناعي سوف يفاجئ الجميع بأن لديه مقدرة هائلة على كتابة نصوص مسرحية، وتلفزيونية، وإذاعية، و"بودكاستية" مقبولة، فهو "يقتات" على ما يُنشَر، ويتطور بسرعة خاطفة بالاستعانة بخوارزميات مذهلة.