تتسبب الاستهلاكية المفرطة التي اعتاد عليها الجنس البشري منذ عقود عديدة، في انهيارا العديد من الأنظمة المختلفة على كوكب الأرض، وهو الأمر الذي يُهدد الاستدامة بكل أنواعها.
يؤدي حدوث خلل في أحد المعايير التي تُعد أساسًا لوجود الحياة على سطح كوكب الأرض إلى التأثير السلبي في المعايير الأخرى المترابطة مع بعضها، تمامًا مثل أحجار الدومينو.
حذرت دراسات عديدة سابقة من الاستهلاك المفرط وتأثيره السلبي في هذه المعايير، لكن تلك الدراسات -التي تُسلط الضوء على النظام البيئي للكوكب بالدرجة الأولى- تفتقر إلى التركيز على عنصر آخر ضروري لفهم معادلة استمرار الحياة على كوكب الأرض، وهي الموارد المتاحة وغير المتاحة.
أعد فريق من الباحثين الدوليين تقريرًا يُبين تعرض المكونات الأساسية للحياة على كوكب الأرض إلى أضرار كبيرة، وتُفيد النتيجة النهائية أن الأنظمة الداعمة للحياة على كوكب الأرض تفشل في تحقيق 7 معايير من أصل 8.
يُعاني الآن قسم كبير من سكان كوكب الأرض -بسبب الاستهلاك المفرط- مشكلات خطيرة، وعدم اتزان، وذلك عند التحدث عن المناخ والغلاف الأحيائي ودورة المياه والغلاف الجوي ودورة التغذية.
يوضح مفهوم العدالة عند الحديث عن الأخطار التي تهدد كوكب الأرض، حالات تضرر شريحة كبيرة من سكان الكوكب نتيجة ما سبق أكثر من غيرها، فمثلًا يسبب الهباء الجوي خطرًا صحيًا لملايين الناس في العالم، مع أنهم لا يُسهمون في تلويث الكوكب مثل أقرانهم في بقع أخرى من العالم.
استكشف فكرة «معايير صالحية الكوكب للحياة» سنة 2009 بعض الباحثين الذين شاركوا الآن في هذه الدراسة الجديدة، ومنهم عالم المناخ يوهان روكستروم من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ.
لم يُفكر روكستروم وزملاؤه حينها إلا بما يتعلق بالمعايير الفيزيائية الحيوية التي يُمكن القول إنها آمنة. أضاف روكستروم معيارًا جديدًا في التحليل الحالي وهو العدالة، إذ يصف فيه نهجًا يدرس عوامل وصول البشر إلى الموارد الأساسية، مثل الطعام والماء والطاقة والعلاج الصحي والبيئة غير الملوثة.
لا يُعد التحديث الجديد مبشرًا وهو ليس مثاليًا أيضًا، ويُمكن القول إن التقرير الجديد على أقل تقدير مقلق جدًا.
يقول روكستروم لإذاعة abc: «يُظهر العلم بوضوح أننا نُهدد استقرار الكوكب بأكمله».
مع ذلك، يستمر البشر حول العالم في استهلاك الوقود الأحفوري وصناعة المواد الكيميائية وإزالة الغابات واستخراج المياه الجوفية وتدمير الأنهار، إضافةً إلى تلويث البيئة بالأسمدة والبلاستيك والمواد الكيميائية الشهيرة غير المرئية والنفايات المشعة والمعادن الثقيلة والمضادات الحيوية.
يجب وضع حد لكل ما سبق والتصرف بما يخدم البيئة بأولوية قصوى، وفق ما يقول العلماء. ويرى روكستروم وزملاؤه أن الاحتباس الحراري يجب أن لا يزيد عن درجة مئوية واحدة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، الأمر الذي يضمن الحفاظ على معايير صلاحية الحياة والعدالة للجميع.
لا يُمكن الوصول إلى الرقم السابق حتى مع الالتزام بالأهداف المناخية الموضوعة حاليًا، ويصعب تحقيقها لعام 2023 الذي تؤكد الدراسات أن درجات الحرارة خلاله حول العالم يجب أن تكون نحو 1.2 درجة مئوية وسطيًا.
يؤكد الباحثون أن بلوغ درجات الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية أو 2، يعني ازدياد عدد نقاط التحول في النظام المناخي ازديادًا كبيرًا وكبيرًا جدًا على الترتيب.
يتفاقم الضرر الملحق بالغلاف الأحيائي عند بلوغ هذه الأرقام، وتزداد خطورة تكرار ردود الفعل المناخية على نحو ملحوظ. يقع ضحية ما سبق في الدرجة الأولى أولئك الأكثر عرضةً لكوارث المناخ، مثل الفقراء والجماعات البشرية المهمشة.
عند تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ وهو وضع حد للاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، فإن نحو 200 مليون شخص سيعانون الأزمات الناجمة عن درجات الحرارة الشديدة وسيتعرض 500 مليون شخص آخر لأخطار ارتفاع مستوى البحر على المدى الطويل.
يكتب الباحثون متحدثين عن مهمة الأمم المتحدة في تحقيق الاستدامة: «نجد أن عدد الأشخاص الذين سيتضررون من تفاقم الأزمة المناخية يفوق عدد الذين يجب إنقاذهم تبعًا لمبدأ عدم التخلي عن أحد، وتعرقل أهداف التنمية المستدامة».
يبرز في التقرير الجديد معياران متعلقان بالفوسفور والنيتروجين، إذ يتسرب العنصران إلى البيئة عبر الزراعة، وقد يسبب ذلك ازدهار النباتات والطحالب التي تضر الحيوانات، ما يؤدي بالمجمل إلى انهيار مصايد الأسماك أو تلويث مياه الشرب.
حذر بعض العلماء بداية هذا العام من أن العالم سيشهد أزمة فوسفور سببها سوء استخدام المورد، إذ يُعد الفوسفور مكونًا أساسيًا في نمو المحاصيل ولكن يستنزف حول العالم بمعدل مرعب.
يتضح الآن أن عدد الأزمات التي يواجهها البشر في نفس الوقت هائلة جدًا، فخلال الشهر الماضي فقط، شهد العالم أزمة غذائية في القرن الأفريقي، وحالات وفاة ناتجة عن موجات الحرارة الشديدة في الهند، وفيضانات كارثية في إيطاليا، وحدوث إعصار مدمر في ميانمار، وحرائق مهولة في غابات كندا، وغيرها المزيد.
ترتبط جميع هذه الكوارث بالمعايير التي تُخرق يومًا بعد يوم والعواقب الناتجة عن ذلك، ولن يُساعد تجاهل هذه الحقائق بتوقف الأزمات المناخية أو زوالها.
تُهدد الأزمة المناخية اليوم ملايين البشر، وقد لا تعود بعض المناطق في العالم كما كانت من قبل.
ينتهي التقرير بما يلي: «يجب حدوث تغيير جذري حول العالم بأسره، يستوفي المعايير اللازمة لضمان حياة البشر جميعًا. تُشير الأدلة إلى أن هذه المهمة لن تكون بسيطةً؛ فالأمر يقتضي حدوث قفزة نوعية والتعاون بيننا جميعًا لتسخير العدالة والاقتصاد والتطور التقني لخدمة البشرية وضمان مستقبل عادل وآمن».
يؤدي حدوث خلل في أحد المعايير التي تُعد أساسًا لوجود الحياة على سطح كوكب الأرض إلى التأثير السلبي في المعايير الأخرى المترابطة مع بعضها، تمامًا مثل أحجار الدومينو.
حذرت دراسات عديدة سابقة من الاستهلاك المفرط وتأثيره السلبي في هذه المعايير، لكن تلك الدراسات -التي تُسلط الضوء على النظام البيئي للكوكب بالدرجة الأولى- تفتقر إلى التركيز على عنصر آخر ضروري لفهم معادلة استمرار الحياة على كوكب الأرض، وهي الموارد المتاحة وغير المتاحة.
أعد فريق من الباحثين الدوليين تقريرًا يُبين تعرض المكونات الأساسية للحياة على كوكب الأرض إلى أضرار كبيرة، وتُفيد النتيجة النهائية أن الأنظمة الداعمة للحياة على كوكب الأرض تفشل في تحقيق 7 معايير من أصل 8.
يُعاني الآن قسم كبير من سكان كوكب الأرض -بسبب الاستهلاك المفرط- مشكلات خطيرة، وعدم اتزان، وذلك عند التحدث عن المناخ والغلاف الأحيائي ودورة المياه والغلاف الجوي ودورة التغذية.
يوضح مفهوم العدالة عند الحديث عن الأخطار التي تهدد كوكب الأرض، حالات تضرر شريحة كبيرة من سكان الكوكب نتيجة ما سبق أكثر من غيرها، فمثلًا يسبب الهباء الجوي خطرًا صحيًا لملايين الناس في العالم، مع أنهم لا يُسهمون في تلويث الكوكب مثل أقرانهم في بقع أخرى من العالم.
استكشف فكرة «معايير صالحية الكوكب للحياة» سنة 2009 بعض الباحثين الذين شاركوا الآن في هذه الدراسة الجديدة، ومنهم عالم المناخ يوهان روكستروم من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ.
لم يُفكر روكستروم وزملاؤه حينها إلا بما يتعلق بالمعايير الفيزيائية الحيوية التي يُمكن القول إنها آمنة. أضاف روكستروم معيارًا جديدًا في التحليل الحالي وهو العدالة، إذ يصف فيه نهجًا يدرس عوامل وصول البشر إلى الموارد الأساسية، مثل الطعام والماء والطاقة والعلاج الصحي والبيئة غير الملوثة.
لا يُعد التحديث الجديد مبشرًا وهو ليس مثاليًا أيضًا، ويُمكن القول إن التقرير الجديد على أقل تقدير مقلق جدًا.
يقول روكستروم لإذاعة abc: «يُظهر العلم بوضوح أننا نُهدد استقرار الكوكب بأكمله».
مع ذلك، يستمر البشر حول العالم في استهلاك الوقود الأحفوري وصناعة المواد الكيميائية وإزالة الغابات واستخراج المياه الجوفية وتدمير الأنهار، إضافةً إلى تلويث البيئة بالأسمدة والبلاستيك والمواد الكيميائية الشهيرة غير المرئية والنفايات المشعة والمعادن الثقيلة والمضادات الحيوية.
يجب وضع حد لكل ما سبق والتصرف بما يخدم البيئة بأولوية قصوى، وفق ما يقول العلماء. ويرى روكستروم وزملاؤه أن الاحتباس الحراري يجب أن لا يزيد عن درجة مئوية واحدة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، الأمر الذي يضمن الحفاظ على معايير صلاحية الحياة والعدالة للجميع.
لا يُمكن الوصول إلى الرقم السابق حتى مع الالتزام بالأهداف المناخية الموضوعة حاليًا، ويصعب تحقيقها لعام 2023 الذي تؤكد الدراسات أن درجات الحرارة خلاله حول العالم يجب أن تكون نحو 1.2 درجة مئوية وسطيًا.
يؤكد الباحثون أن بلوغ درجات الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية أو 2، يعني ازدياد عدد نقاط التحول في النظام المناخي ازديادًا كبيرًا وكبيرًا جدًا على الترتيب.
يتفاقم الضرر الملحق بالغلاف الأحيائي عند بلوغ هذه الأرقام، وتزداد خطورة تكرار ردود الفعل المناخية على نحو ملحوظ. يقع ضحية ما سبق في الدرجة الأولى أولئك الأكثر عرضةً لكوارث المناخ، مثل الفقراء والجماعات البشرية المهمشة.
عند تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ وهو وضع حد للاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، فإن نحو 200 مليون شخص سيعانون الأزمات الناجمة عن درجات الحرارة الشديدة وسيتعرض 500 مليون شخص آخر لأخطار ارتفاع مستوى البحر على المدى الطويل.
يكتب الباحثون متحدثين عن مهمة الأمم المتحدة في تحقيق الاستدامة: «نجد أن عدد الأشخاص الذين سيتضررون من تفاقم الأزمة المناخية يفوق عدد الذين يجب إنقاذهم تبعًا لمبدأ عدم التخلي عن أحد، وتعرقل أهداف التنمية المستدامة».
يبرز في التقرير الجديد معياران متعلقان بالفوسفور والنيتروجين، إذ يتسرب العنصران إلى البيئة عبر الزراعة، وقد يسبب ذلك ازدهار النباتات والطحالب التي تضر الحيوانات، ما يؤدي بالمجمل إلى انهيار مصايد الأسماك أو تلويث مياه الشرب.
حذر بعض العلماء بداية هذا العام من أن العالم سيشهد أزمة فوسفور سببها سوء استخدام المورد، إذ يُعد الفوسفور مكونًا أساسيًا في نمو المحاصيل ولكن يستنزف حول العالم بمعدل مرعب.
يتضح الآن أن عدد الأزمات التي يواجهها البشر في نفس الوقت هائلة جدًا، فخلال الشهر الماضي فقط، شهد العالم أزمة غذائية في القرن الأفريقي، وحالات وفاة ناتجة عن موجات الحرارة الشديدة في الهند، وفيضانات كارثية في إيطاليا، وحدوث إعصار مدمر في ميانمار، وحرائق مهولة في غابات كندا، وغيرها المزيد.
ترتبط جميع هذه الكوارث بالمعايير التي تُخرق يومًا بعد يوم والعواقب الناتجة عن ذلك، ولن يُساعد تجاهل هذه الحقائق بتوقف الأزمات المناخية أو زوالها.
تُهدد الأزمة المناخية اليوم ملايين البشر، وقد لا تعود بعض المناطق في العالم كما كانت من قبل.
ينتهي التقرير بما يلي: «يجب حدوث تغيير جذري حول العالم بأسره، يستوفي المعايير اللازمة لضمان حياة البشر جميعًا. تُشير الأدلة إلى أن هذه المهمة لن تكون بسيطةً؛ فالأمر يقتضي حدوث قفزة نوعية والتعاون بيننا جميعًا لتسخير العدالة والاقتصاد والتطور التقني لخدمة البشرية وضمان مستقبل عادل وآمن».